close
أخبار تركيا

في الطريق إلى إعادة انتخاب ترمب.. أي دور للّوبي الصهيوني واليمين الإنجيلي؟

تركيا الحدث

يستغل ترمب ملف دعم إسرائيل ليقدّم نفسه على أنه “صانع سلام”، إذ ذهب في اتجاه تسريع ملف التطبيع كملف بديل يستطيع تقديمه على أنه انتصار دبلوماسي، ويُرضي به اللوبي الصهيوني واليمين الإنجيلي المُتصهين… فأي دور للاثنين قبل سبعة أسابيع من الانتخابات؟

قبل أسابيع من الانتخابات راجت أنباء عن تصريح ترمب بأن بلاده ليست معنية بالشرق الأوسط من أجل النفط بل من أجل حماية إسرائيل
قبل أسابيع من الانتخابات راجت أنباء عن تصريح ترمب بأن بلاده ليست معنية بالشرق الأوسط من أجل النفط بل من أجل حماية إسرائيل
(Getty Images)

برعاية أمريكية وبحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي حرص على تنظيم احتفال كبير في واشنطن، يُرتقب أن توقّع إسرائيل الثلاثاء في البيت الأبيض، اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين، في الوقت الذي يعوّل فيه الرئيس الأمريكي على تقديم نفسه من خلال الاتفاقيتين على أنه “صانع سلام”، قبل سبعة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ويعيش ترمب حملة انتخابية مهزوزة بعد أن انفضّ من حوله كثير من داعميه، وبعض الغضب الشعبي من سياساته العنصرية، وفشل إدارته في مواجهة أزمة فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية الناجمة عنها، مما دفعه إلى تسريع ملف التطبيع كملف بديل يستطيع تقديمه على أنه انتصار دبلوماسي من جهة، ويُرضي به اللوبي الصهيوني واليمين الإنجيلي المُتصهين من جهة أخرى، في محاولة لتكثيف الدعم حوله وكسب مزيد من الأصوات.

في إشارة إلى ذلك تأتي أنباء عن تصريح ترمب مؤخراً بأن بلاده “ليست معنية بالشرق الأوسط من أجل النفط، بل من أجل حماية إسرائيل”، حسب ما نقلته صحيفة القدس العربي عن الصحفية الأمريكية المحافظة باربرا بلاند، فما علاقة ذلك باللوبي الصهيوني؟ وأي دور له ولليمين الإنجيلي في التأثير في سياسة الإدارة الأمريكية والحملات الانتخابية؟

سرّع ترمب ملف التطبيع كملف بديل يستطيع تقديمه على أنه انتصار دبلوماسي يُرضي به اللوبي الصهيوني واليمين الإنجيلي المُتصهين الداعمَين لإسرائيل
سرّع ترمب ملف التطبيع كملف بديل يستطيع تقديمه على أنه انتصار دبلوماسي يُرضي به اللوبي الصهيوني واليمين الإنجيلي المُتصهين الداعمَين لإسرائيل
(AP)

اللوبي الصهيوني.. “آيباك” والتأثير في السياسة الأمريكية

عام 2005 خرج ستيفن روزن، مدير شؤون السياسة الخارجية السابق لـ”لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية” (آيباك)، متفاخراً في مقابلة مع مجلة نيويوركر الأمريكية، بأن بإمكانه جمع توقيعات 70% من أعضاء مجلس الشيوخ على ورقة مناديل فارغة بمجرد أن يطلب منهم ذلك.

جاءت هذه الواقعة بعد الكشف عن تسجيل صوتي عام 1992 لمحادثة بين رئيس آيباك السابق ديفيد شتاينر، ورجل الأعمال في نيويورك حاييم كاتز، إذ تفاخر شتاينر بأنه “أبرم صفقة” مع إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش (الأب) لتزويد إسرائيل بما يقرب من 13 مليار دولار في شكل قروض ومساعدات عسكرية، وقال حينها إن ذلك جاء “بالإضافة إلى أشياء أخرى لا يعرفها الناس”.

بالإضافة إلى ذلك تحدث شتاينر عن “التفاوض” مع حملة الرئيس الأسبق بيل كلينتون الرئاسية من أجل تعيين وزير للخارجية ومستشار للأمن القومي مواليين لإسرائيل، وقال: “أعطينا موظفين اثنين من إيباك إجازة من أجل العمل في الحملة. أعني، لدينا أكثر من عشرة أشخاص في مقر تلك الحملة”.

وأضاف شتاينر: “إنهم جميعاً سيحصلون على وظائف كبيرة”، قبل أن يستقيل في نهاية المطاف من رئاسة آيباك وسط غضب بشأن هذه التسريبات.

وعندما سُئِل عن تأثير التسريبات على قدرة آيباك في التأثير في سياسة واشنطن، كان رد روزن أن الأمر لا يعدو “ورقة مناديل”، في إشارة إلى سهولة الحصول على التوقيعات المطلوبة لتمرير قرار ما بالكونغرس بمجرد أن تطلب آيباك ذلك، حسب ما نقلته وكالة الأناضول في وقت سابق.

تجذب آيباك شريحة متنوعة من السياسيين في مؤتمرها السنوي الذي يحظى باهتمام واسع في واشنطن، مما يُشير إلى أنها ليست لجنة عمل سياسية بالمعنى التقليدي
تجذب آيباك شريحة متنوعة من السياسيين في مؤتمرها السنوي الذي يحظى باهتمام واسع في واشنطن، مما يُشير إلى أنها ليست لجنة عمل سياسية بالمعنى التقليدي
(AP)

منذ ذلك الوقت تَركَّز الحديث عن تأثير هذا اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة على مسار الانتخابات الأمريكية وسياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة، إذ تجذب آيباك شريحة متنوعة من السياسيين في مؤتمرها السنوي الذي يحظى باهتمام واسع في واشنطن، مما يُشير إلى أنها ليست لجنة عمل سياسية بالمعنى التقليدي.

في المقابل، ليس من الضروري أن تكون آيباك منافسةً لتأثير بعض من أكبر مجموعات المصالح في الكابيتول هيل (الكونغرس)، بما في ذلك الاتحاد القومي الأمريكي للأسلحة، التي تنادي بحقوق حيازة السلاح، وتُعَدّ من أقوى اللوبيات في البلاد.

في الحقيقة، لا تساهم آيباك بشكل مباشر في الحملات السياسية، كما يفعل اتحاد الأسلحة بشكل تقليدي، لكنها قادرة بدلاً من ذلك على حشد مجموعات من المساهمين الماليين الأساسيين الذين يمكن أن يكونوا بمثابة مسألة حياة أو موت لمرشح ما، وهنا تكمن قوة هذا اللوبي، الذي لا يساور قيادته العليا أي شك في مدى نفوذها على الدوائر السياسية في واشنطن.

ماذا عن اليمين الإنجيلي المُتصهين؟

من جهة أخرى، كان إعلان ترمب عن تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل، خطة من فريقه الانتخابي لحسم أصوات اليمين الإنجيلي المُتصهين في البلاد، الذي كان أهمّ داعمي ترمب حتى قبل بداية حملته الانتخابية لولايته الأولى، والذي يُعتبر مسؤولاً عن الضغط من أجل دعم إسرائيل والتقارب معها في البيت الأبيض في جُل الإدارات الأمريكية قبل ترمب، حسب تقرير لـTRT World.

وبدا اليمين الإنجيلي متحمساً لإعلانَي ترمب، وداعماً لسياسته في هذا الملف أكثر من الأقلية اليهودية في الولايات المتحدة، إذ كتب فرانكلين غراهام، القائد الإنجيلي البارز، عقب إعلان ترمب: “أنا ممتن لكون ترمب يعلم أهمية العمل من أجل السلام”.

لا يخفي ترمب نيته بشأن كسب ود وأصوات اليمين الإنجيلي المتصهين
لا يخفي ترمب نيته بشأن كسب ود وأصوات اليمين الإنجيلي المتصهين
(AFP)

ترمب يعلم هذه الحقيقة جيداً، ولا يخفي نيته بشأن كسب ود وأصوات اليمين الإنجيلي المتصهين، إذ قال في تصريح لـشبكة فوكس نيوز، متحدثاً عن إعلان التطبيع: “إنه أمر مذهل لإسرائيل، وهو بالمناسبة أمرٌ مذهل للإنجيليين أيضاً”.

ولطالما دفع اليمين الإنجيلي في اتجاه سياسات تدعم التقارب مع إسرائيل، باعتبارها ملفاً أساسياً للطريقة التي يرون بها العالم والسياسة الخارجية لبلادهم، وبالتالي فإنهم يرون اتفاقات التطبيع باعتبارها خطوة تنضاف إلى إنجازات ضغطهم الانتخابي من قبيل إعلان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.

أمرٌ آخر يعلمه ترمب، ويستثمر فيه لتدعيم فرصه في الانتخابات المقبلة، ويذكّر به في كل مناسبة تتيح له ذلك، إذ قال في مقابلة فوكس: “نقلنا عاصمة إسرائيل إلى القدس. الإنجيليون تحمسوا لذلك أكثر من اليهود. هذا أمر مذهل”.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى