close
أخبار تركيا

تطبيع مجاني.. علاقات إماراتية إسرائيلية منذ 26 عاماً والسعودية في الطريق

تركيا الحدث

بدأت علاقة الدول العربية تتكشف بعد التوقيع على اتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، فمنذ 26 عاماً جرت محادثات سرية بين الإمارات وإسرائيل، كما تشير تصريحات أمريكية وإسرائيلية إلى أن السعودية سائرة على خطى الإمارات والبحرين.

وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد ونظيره البحريني عبد اللطيف الزياني بجانب نتنياهو في حفل توقيع اتفاقيتَي التطبيع بالبيت الأبيض
وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد ونظيره البحريني عبد اللطيف الزياني بجانب نتنياهو في حفل توقيع اتفاقيتَي التطبيع بالبيت الأبيض
(AA)

ما إن وقّعت الإمارات والبحرين اتفاق التطبيع مع إسرائيل علناً في واشنطن، حتى بدأ يظهر ما أخفته تلك الأطراف من محادثات واتصالات وتعاون بالسر، وهو الأمر الذي أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الجرأة الكافية ليؤكد في تصريح له أن السعودية ستسير على طريق الإمارات والبحرين في التطبيع مع إسرائيل.

وكشف ترمب في تصريحات له الأربعاء، عن انتظاره انضمام السعودية إلى قائمة الدول التي وقّعت اتفاقيات تطبيع علاقات مع إسرائيل، مشيراً إلى أن لديه إحساساً أن السعودية تريد ذلك بناء على محادثات أجراها مع القادة فى السعودية.

ويتوالى الكشف عمّا بقي بالخفاء، إذ التقط السفير الإسرائيلي الحالي في ألمانيا جيرمي إيسخاروف يوم الثلاثاء، صورة لنفسه مع السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، خلال حفل توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات في البيت الأبيض. ونشر إيسخاروف الصورة على حسابه في تويتر وكتب: “في هذا اليوم، بعد سنوات عديدة من الصداقة والاتصالات السرية، يمكن الآن التقاط صور لنا معاً دون أقنعة”.

علاقة عمرها 26 عاماً

السنوات التي تحدث عنها السفير الإسرائيلي كانت قبل 26 عاماً، حين كان أول دبلوماسي إسرائيلي يلتقي مسؤولاً إماراتياً، حسب موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري الإسرائيلي.

وقال إيسخاروف لموقع تايمز أوف إسرائيل: “أعرف يوسف العتيبة منذ سنوات عديدة، خلال هذا الوقت طوّرنا صداقة شخصية قائمة على الثقة وحسن التقدير والمصداقية المتبادلة”.

وأضاف: “أن تكون قادراً أخيراً على نزع القناع عن العلاقة، ولو لفترة وجيزة فقط، فهذا هو استكمال لدائرة شخصية تفتح الآن دائرة أكبر بكثير بين بلدينا”.

وفي عام 1994 اتصل مستشار أمريكي عمل مع دول الخليج مع إيسخاروف، الرجل الثالث في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وقال إن الإمارات تريد أن تعرف موقف إسرائيل تجاه سعي أبو ظبي لشراء طائرات مقاتلة من طراز F-16 من الولايات المتحدة.

ويتذكر الدبلوماسي الإسرائيلي: “أرادت الإمارات تجنب الاشتباكات معنا في الكونغرس في ما يتعلق بالاتفاقيات الخاصة بمبيعات الدفاع، وقلت: دعونا نجتمع ونناقش”.

وقال الموقع الإسرائيلي: “بعد أيام قليلة، توجه إيسخاروف إلى مكتب المستشار الأمريكي والتقى أكاديمياً إماراتياً يُدعى جمال السويدي، وهو الذي أسس في ذلك الوقت مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث مدعوم من الحكومة ترأسه حتى وقت سابق من هذا العام”.

وأضاف: “كان السويدي أيضاً مستشاراً رفيع المستوى لمحمد بن زايد، نجل الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، والزعيم الفعلي للبلاد حالياً”.

وقال إيسخاروف: “لقد التقينا للمرة الأولى وتدفقت المحادثات، عن عديد من الأشياء المختلفة، أصبح من الواضح بسرعة كبيرة أن المحادثة كانت تكشف كثيراً من الأفكار والمصالح المتشابهة التي شاركناها”.

لقاءات منذ 1994

وعن اجتماعه مع السويدي عام 1994 قال: “حسب علمي، كانت هذه هي المرة الأولى التي يُجري فيها دبلوماسي إسرائيلي محادثة مع مسؤول من الإمارات”. وأشار إلى أنهما التقيا عدة مرات، وبدآ تطوير علاقة ثقة متبادلة.

وقال المسؤول الإسرائيلي: “أحد أهم الأشياء في مثل هذه المناقشات هو أن تكون حذراً للغاية، وأن تكون قادراً على الحفاظ على مصداقيتك”. وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أنه “في نهاية المطاف، حصل الإماراتيون على طائرات F-16”.

وقال إيسخاروف لمجلة دير شبيجل الألمانية، في وقت سابق من هذا العام: “أتذكر اجتماعاً لرئيس الوزراء (الراحل) إسحق رابين في البنتاغون، وكما ورد بالفعل، قال رابين: لن نعترض”.

وأوضح إيسخاروف: “في الغالب شعرت أن على كلا الجانبين نوعاً من العطش لفهم أفضل لموقف الآخر في مجموعة واسعة من الموضوعات، تحدثنا عن القضايا التي شكلت تحدياً مشتركاً للبلدين”.

وأضاف: “بمرور الوقت تحدثنا عن أشياء مختلفة كثيرة، سواء كانت إيران-الجانب النووي، التهديد الصاروخي وتدخله في المنطقة- أو الوضع في سوريا أو مصر أو الأردن، لقد وجدنا أننا، بشكل عامّ، ننظر إلى الأشياء بطريقة متشابهة جداً”.

وتابع إيسخاروف “لم أشعر أبداً أنهم كانوا يحاولون الحصول على شيء منا ، أو أننا نحاول الحصول على شيء منهم، لقد كان الأمر يتعلق بتبادل التقييمات والأفكار حول كيفية مواجهتنا هذه التحديات”.

السعودية في طريق التطبيع

قال رئيس المخابرات الإسرائيلي “الموساد” يوسي كوهين، إن المملكة العربية السعودية، في الطريق لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، رافضاً في مقابلة مع القناة الإسرائيلية “12”، تأكيد أو نفي اجتماعه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مكتفياً بالقول مع ابتسامة: “أفضّل عدم التعليق”.

وكوهين، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو المبعوث السري الإسرائيلي إلى دول الخليج، وكان واحداً من عدد قليل من المسؤولين الإسرائيليين الذين رافقوا نتنياهو إلى حفل توقيع اتفاقَي تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين الثلاثاء بالبيت الأبيض.

واعتبر كوهين إن توقيع الاتفاقيتين “كسر سقف زجاجي، كان قائماً في علاقاتنا مع الدول العربية”.

وقال: “تحققت هذه الخطوة لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات، من خلال سنوات طويلة من الاتصالات التي تمت بطريقة دقيقة للغاية”.

ورداً على سؤال حول سبب اعتقاده أن هذه الدول قررت تنحية القضية الفلسطينية جانباً، لصالح العلاقات المفتوحة مع إسرائيل، قال كوهين: “كل دولة تحتاج إلى اختيار مصالحها المباشرة مقابل المصالح طويلة الأجل، وهنا أعتقد أن كلاً من البحرين والإمارات العربية المتحدة، اختارت مصالحها طويلة المدى”.

وعمّا إذا كانت السعودية ستطبّع علاقاتها مع إسرائيل قريباً قال كوهين: “أعتقد أن هذا من الممكن أن يحدث”. وفي مقابلة أخرى مع المحطة الإسرائيلية “13” قال كوهين: “أنا على قناعة بأن هذا ممكن، آمل أن يحدث ذلك هذا العام”.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى