close
أخبار تركيا

شرقي المتوسط.. أثينا تتخذ خطوات “استفزازية” رغم تقدم جهود الوساطة

[ad_1]

على الرغم من تقدم المفاوضات بين تركيا واليونان بخصوص الخلافات حول شرقي المتوسط، أقدمت اليونان على خطوة أحادية تمثّلت في إعلانها إخطارَي “نافتكس” في منطقتين تدخلان في منطقة صلاحية تركيا، بزعم تدريبات على الرماية، ما يُنذر بتصعيد جديد في المنطقة.

منطقة شرقي المتوسط تشهد توتراً جديداً بعد إصدار اليونان إخطارَي
منطقة شرقي المتوسط تشهد توتراً جديداً بعد إصدار اليونان إخطارَي “نافتكس” في منطقتين تدخلان في صلاحية تركيا
(AFP)

لا تزال منطقة شرقي البحر المتوسط تشهد تصعيداً متزايداً مدفوعاً بتحركات أثينا الأحادية، على الرغم من جهود الوساطة الدولية والأوروبية وإصرار أنقرة على إبداء حسن نيتها عبر اتخاذ مواقف تؤكد إعطاءها المجال أمام الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات العالقة.

استفزازت يونانية

في الوقت الذي بدا فيه أن جهود الوساطة التي يبذلها حلف شمال الأطلسي (الناتو) بين أنقرة وأثينا التي تهدف إلى ضمان تجنُّب حدوث اشتباكات شرقي المتوسط، بدأت تؤتي ثمارها، أقدمت اليونان على خطوة أحادية جديدة، تمثّلت في إعلانها إخطارَي “نافتكس” في منطقتين تدخلان بمنطقة صلاحية تركيا، بزعم تدريبات على الرماية.

أنقرة من جهتها، سارعت بتأكيد أن المنطقتين الواردتين ضمن الإخطار اليوناني، تقعان ضمن صلاحية محطتها على شواطئ ولاية أنطاليا جنوبي تركيا، مصدِرة بدورها، إخطارين في المنطقتين، كما أوضحت محطة نافتكس أنطاليا أن تركيا ستجري تدريبات على الرماية في المنطقتين المذكورتين بين 6 و8 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

وتعليقاً على الخطوة اليونانية، قالت مصادر أمنية تركية للأناضول، إن “إخطار نافتكس اليوناني من شأنه تصعيد التوتر في المنطقة.. في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لحل المشكلات العالقة حول بحرَي إيجة والمتوسط، عبر القانون الدولي والحوار وعلاقات حُسن الجوار”.

ويبدو أن الخطوة اتُّخذت في سياق رفض القادة الأوروبيين في قمتهم الأخيرة، الرضوخ لضغوط إدارة جنوب قبرص من أجل فرض عقوبات على تركيا، بما تسبب على الأغلب في إغضاب اليونان وحليفتها فرنسا.

“مبادئ عامة”

اللافت أن الخطوة اليونانية جاءت في وقتٍ تشهد فيه المباحثات الفنية التي يرعاها الناتو تقدماً ملحوظاً، يتمثل في توصُّل الوفدين العسكريين التركي واليوناني إلى تفاهم مشترك حول “مبادئ عامة” خلال اجتماعات في مقر الناتو، وفقاً لما أعلنته الخميس، وزارة الدفاع التركية.

ويتزامن ذلك أيضاً مع التحضير لخوض جولة جديدة من “المباحثات الاستكشافية” المتوقفة منذ عام 2016، برعاية ألمانية، وهو ما قوبل بترحيب أمريكي، تمثّل في دعوة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنقرة وأثينا، إلى استئناف المحادثات بينهما حول النزاع على الحدود البحرية في أقرب وقت ممكن.

بالإضافة إلى ذلك، أبدت أنقرة بادرة حسن نوايا تمثّلت في إعادة سفينة أوروتش رئيس إلى سواحل مدينة أنطاليا، بعد أن كانت تواصل أعمال البحث والتنقيب في المنطقة، معتبرة أن هذا من شأنه إتاحة مجال للدبلوماسية.

ويبدو أن أنقرة لا تزال مصرة على عدم التراجع عن مسار الدبلوماسية والحوار، حتى بعد الخطوة “الاستفزازية” كما يرى مراقبون، التي أقدمت عليها اليونان، وتشير إلى ذلك مغادرة سفينة التنقيب التركية ياووز المنطقة، ووصولها إلى الساحل التركي في خطوة قد تساعد في تهدئة التوتر شرقي المتوسط، وفق ما أفادت به بيانات “رفينيتيف أيكون” للملاحة الاثنين.

حل ثنائي

وفقاً لرؤيتها للحل، تؤكد أنقرة مراراً أن الحوار يجب أن يكون ثنائياً ومباشراً بين البلدين الجاريين والمرتبطين بعلاقات ثقافية وتاريخية وثيقة، ففي مقال كتبه لصحيفة “كاثيميريني” اليونانية بعنوان “خيارنا هو الدبلوماسية غير المشروطة“، أكّد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أنه “يتوجب على اليونانيين وحدهم اختيار ماهية الطريق الذي ينبغي سلوكه بخصوص الخلافات شرقي المتوسط”.

ولفت الوزير التركي في مقاله، إلى أن البحر المتوسط كان دائماً مهداً للحضارات وحوضاً للتفاعل الثقافي والاقتصادي، مضيفاً أنه “لطالما كان أمام تركيا واليونان أحد خيارين، إمّا غلق الأبواب على نحو يضر الجانبين، وإما إيجاد صيغة (تفاوضية) مربحة لكليهما”.

تمسكاً بالموقف ذاته، أكّد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن الأحد، في تصريحات لـ”قناة 7″ المحلية، أن أنقرة وأثينا عليهما أن يحلّا الخلافات العالقة بينهما ثنائياً، وليس عبر الاتحاد الأوروبي.

وأشار قالن إلى أن البيان الختامي لليوم الأول من القمة التي عقدها زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يومَي الخميس والجمعة الماضيين، لم يكن مرضياً لتركيا، لأن “اللغة المستخدمة خاضعة لابتزازات إدارة جنوب قبرص”، على حد تعبيره.

وشدد قالن على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوضح منذ البداية، أن أنقرة لا تتهرب من المفاوضات، وعرض إجراء محادثات استكشافية مع اليونان، وكذلك مشاورات سياسية ولقاءات عسكرية من أجل تسوية الخلافات.

يُذكر أن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو جدد الأربعاء، دعوة بلاده لعقد مؤتمر إقليمي لمناقشة المشكلات القائمة شرقي البحر المتوسط وسبل حلها، لافتاً إلى أن دبلوماسيي وزارته يعملون حالياً على كيفية عقد المؤتمر والمواضيع التي من الواجب مناقشتها فيه.

وتشهد منطقة شرقي البحر المتوسط توتراً، إثر مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع إدارة جنوب قبرص، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.

وفيما تتجاهل أثينا التعامل بإيجابية مع عرض أنقرة للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرقي المتوسط وبحر إيجة وإيجاد حلول عادلة للمشاكل، يجدد الجانب التركي موقفه الحازم حيال اتخاذ التدابير اللازمة ضد الخطوات الأحادية.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى