close
أخبار تركيا

إقليم قره باغ.. تعرّف مجموعة “مينسك” المتهمة بإيصال الأزمة إلى طريق مسدود

[ad_1]

تعرّضت مجموعة “مينسك” المعنية بالتوصل إلى تسوية بين أذربيجان وأرمينيا حول النزاع في إقليم قره باغ المحتل من قِبل الأخيرة منذ 28 عاماً، إلى انتقادات شديدة بسبب “عجزها وتحيزها لأرمينيا”، فما تاريخ تأسيس المجموعة؟ وما أهدافها؟ وما أسباب تلك الانتقادات؟

مجموعة مينسك المعنية بتسوية النزاع بين أذربيجان وأرمينيا تترأسها بشكل مشترك روسيا والولايات المتحدة وفرنسا
مجموعة مينسك المعنية بتسوية النزاع بين أذربيجان وأرمينيا تترأسها بشكل مشترك روسيا والولايات المتحدة وفرنسا
(السفارة الأمريكية في أذربيجان)

في الوقت الذي تتواصل فيه اشتباكات عنيفة بين الجيشين الأذربيجاني والأرميني على خطوط الجبهة بإقليم قره باغ المحتل من قِبل أرمينيا منذ عام 1992، وُجِّهت انتقادات لاذعة لمجموعة “مينسك” التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بسبب “تحيزها وعجزها” عن تحقيق أهم أهدافها المتمثل في تسوية النزاع القائم منذ 28 عاماً.

المجموعة وأهدافها

أُنشئت مجموعة مينسك “OSCE Minsk” عام 1992، من قِبل مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا (CSCE) الذي غُيِّر اسمه فيما بعد إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم “ناغورنو قره باغ” الذي تحتله الأخيرة منذ العام نفسه.

وتترأس المجموعة على نحو مشترك ثلاث دول هي روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، في حين تضم في عضويتها تركيا وفنلندا وألمانيا وبيلاروسيا وهولندا والسويد والبرتغال وإيطاليا، بالإضافة إلى أرمينيا وأذربيجان.

وتعمل مجموعة مينسك على تحقيق ثلاثة أهداف هي:

  • إيجاد إطار مناسب لحل النزاع بين أرمينيا وأذربيجان عبر مفاوضات ترعاها وتدعمها المجموعة.
  • ضمان إيقاف الجانبين جميع الأعمال المسلحة في المنطقة المتنازع عليها، من أجل السماح بتنظيم “مؤتمر مينسك”.
  • تحفيز ودفع عملية السلام عبر نشر قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE).

أبرز الانتقادات

منذ لحظة تأسيسها وُجِّهت إلى مجموعة مينسك انتقادات عدة، فبالإضافة إلى أن الدول الثلاث التي تترأس المجموعة (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا) لديها جاليات أرمينية كبيرة، وهو ما يثير شكوكاً حول ممارسة تلك الجاليات جهوداً من أجل الحشد والضغط على حكومات الدول للانحياز إلى يريفان، فإن روسيا تحديداً تُعد حليفاً استراتيجياً وتاريخياً لأرمينيا منذ إعلانها جمهورية مستقلة.

تلك النقطة جعلت أذربيجان تشعر بأن “مينسك” تقف ابتداءً في صف أرمينيا، وهو ما دفع الأذربيجانيين سواءً على المستوى السياسي أو على المستوى الشعبي، إلى اتهام المجموعة بأنها غير عادلة وغير فعّالة في تحقيق أهدافها.

وفي أكثر من مناسبة اتهمت وسائل الإعلام الأذربيجانية الدبلوماسيين المتناوبين على رئاسة المجموعة، أمثال الدبلوماسي الروسي فلاديمير كازميروف والفرنسي جاك فور، بأنهم كانوا يدعون الحيادية فترة توليهم المنصب، ثم يتضح أن بعضهم أصدقاء قريبون لأرمينيا بعد التقاعد.

لهذه الأسباب وجّه القادة الأذربيجانيون، وعلى رأسهم الرئيسان السابق حيدر علييف والحالي إلهام علييف، مراراً اتهامات عدة للمجموعة لما رأوه من “تحيزها وعدم فاعليتها”.

يُذكر أن وزراء خارجية الدول التي تتولى رئاسة المجموعة أصدروا مؤخراً بياناً مشتركاً “يستنكر بأقوى العبارات، تصاعد العنف الخطير وغير المسبوق بإقليم ناغورنو قره باغ ومحيطه”.

“طريق مسدود”

وفي سياق الاشتباكات الأخيرة بين الجيشين الأذربيجاني والأرميني في إقليم قره باغ، والتي تعد الأعنف منذ عام 1992، ارتفعت وتيرة الانتقادات للمجموعة، بسبب ما رآه البعض “تحيزاً وعجزاً” من قِبلها.

فبينما أشار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى أن “مينسك” لم تحقق أية نتيجة على مدار 28 عاماً، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المجموعة بأنها أوصلت مشكلة إقليم قره باغ الأذربيجاني المحتل من قِبل أرمينيا إلى “طريق مسدود بدلاً من حلها”.

ولفت أردوغان في خطاب متلفز للشعب عقب اجتماع الحكومة التركية، إلى أن التطورات التي أعقبت هجمات أرمينيا على أراضي أذربيجان تعد إحدى أكبر الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخراً، مضيفاً أن “المجتمع الدولي التزم الصمت إزاء الخسة المتمثلة بإحتلال أرمينيا لإقليم قره باغ وأجزاء أخرى من أراضي أذربيجان”.

وأردف الرئيس التركي بأن الإقليم “لم يتعرض للاحتلال فحسب، بل شهد مجازر مشينة للبشرية، ولم يُحاسب الأرمن على ما اقترفته أيديهم من مجازر لم تُميّز بين الأطفال والنساء والرجال”، مجادلاً بأن إهمال ثلاثي مينسك، في إشارة إلى روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، لمشكلة قره باغ أوصل الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم.

وأشار أردوغان كذلك إلى أن أرمينيا بدأت هجماتها مجدداً ضد أراضي أذربيجان “مدفوعةً بغطرسة عدم دفع ثمن الجرائم التي ارتكبتها في الماضي، إلا أنها واجهت ردة فعل غير متوقعة هذه المرة، إذ رد الجيش الأذربيجاني بسرعة على الهجمات وأطلق عملية تحرير أراضيه في قره باغ”.

وأكد الرئيس التركي أن “دعم نضال أذربيجان من أجل تحرير أراضيها المحتلة واجب على كل دولة شريفة”.

ومنذ 27 سبتمبر/أيلول الماضي تتواصل اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دماراً كبيراً بالبنية التحتية المدنية، حسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.

وردّاً على الاعتداءات الأرمينية نفّذ الجيش الأذربيجاني هجوماً مضاداً، تمكَّن خلاله من تحرير قرى عديدة في مناطق فضولي وجبرائيل وترتر من الاحتلال الأرميني، حسب ما أعلنته باكو.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى