close
أخبار تركيا

بندر بن سلطان.. “أفضل متحدث باسم إسرائيل” يغضب الفلسطينيين “ويخدم الاحتلال”

[ad_1]

وصفت وسائل إعلام إسرائيلية الأمير السعودي بندر بن سلطان بأنه أفضل متحدث باسم إسرائيل، بعد هجوم شنّه على القيادة الفلسطينية، في حين رفض الفلسطينيون تصريحاته التي “لا تخدم إلا الاحتلال”.

بندر بن سلطان خلال اللقاء مع قناة العربية
بندر بن سلطان خلال اللقاء مع قناة العربية
(قناة العربية)

بذلت إسرائيل منذ إعلان وثيقة استقلالها فوق الأراضي
الفلسطينية عام 1948، جهوداً كبيرة في سبيل التقرب من شعوب المنطقة الذين لطالما اعتبروها جسماً غريباً
لا يمتّ للمكان والجغرافيا بأي صلة، بخاصة في ظل تكرار مشاهد الاعتداء على الشعب
الفلسطيني وتشريده، والحروب التي شنّتها على دول الجوار العربي، مصر والأردن
وسوريا ولبنان.

وفي مسعاها لتبرير
احتلالها، حاولت إسرائيل التشكيك في وجود الشعب الفلسطيني تارة، واتهام قياداته
التاريخية تارة أخرى بالمشاركة في “معاناة” اليهود بأوروبا على يد
النازية، إذ سبق أن اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مفتي فلسطين الحاج أمين
الحسيني بالانحياز إلى النازية ضد اليهود، وهو تصريح أثار موجة عارمة من الغضب وجدلاً
واسعاً على صعيد عالمي، ولم يجرؤ أي زعيم عربي أو قائد يهودي على ترديده، حتى جاءت
تصريحات الأمير السعودي بندر بن سلطان في محاولة لتأكيده، على الرغم من أنه تصريح
من شأنه أن يشكك بالرواية الفلسطينية التاريخية ويبرر لإسرائيل وجودها على أرض شعب
هُجِّر من دياره.

وخلال لقاء على شاشة
قناة العربية التي تبث من دبي، قال الأمير بندر بن سلطان الذي شغل مناصب هامّة
وحساسة من ضمنها سفير المملكة بواشنطن ورئيس الاستخبارات، إن “الفلسطينيين
ينحازون دائماً إلى الطرف الخاسر كما انحازوا سابقاً إلى النازية”.

وشنّ الأمير السعودي
هجوماً ممنهجاً على القيادات الفلسطينية من حركتَي فتح وحماس، متهماً إياها بتلقي
الرشى وعدم السعي الجاد لتحقيق السلام، والتسبب بمعاناة الشعب الفلسطيني، وقال إن
تعليق القيادات الفلسطينية على اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل، كان
“مؤلماً ومتدنياً”.

وأضاف أن “تجرُّؤ
القيادات الفلسطينية على دول الخليج غير مقبول، ومرفوض”، معتبراً أن قضية
فلسطين “نهبتها إسرائيل والقيادات الفلسطينية”.

ليس لقاءً عابراً

تصريحات الأمير السعودي حظيت
باحتفاء واسع النطاق في وسائل الإعلام الإسرائيلية، تل أبيب تلقت الرسالة الواضحة
منها، ووصفها إعلاميون بأنها رسائل مناهضة للفلسطينيين، مناصرة لإسرائيل، فيما قال
آخرون إنه تصعب مجاراة الأمير السعودي في “الدعاية لإسرائيل”.

في سلسلة تغريدات على
توتير، قال الصحفي الإسرائيلي غال برغر إن “السلطة الفلسطينية كانت تعوّل على
الملك سلمان لكبح خطوات ولي العهد محمد بن سلمان المنحازة إلى إسرائيل والولايات
المتحدة، لكن تصريحات الأمير بندر كانت بمثابة مسعى لتشويش الخط على الملك، بخاصة أن مثل هذا اللقاء لم يكن ليُجرى لولا حصول الأمير على ضوء أخضر من الطبقة
الحاكمة”.

وأضاف: “اللقاء مع
الأمير بندر لم يكن مجرد لقاء خاطف أو تصريحات عابرة، يبدو واضحاً من التصوير
والاستديو والغرافيك أنه لقاء مدروس، الأمير بندر أُرسل كي ينفث النّار بشكل
مباشر، إذ أظهر القيادات الفلسطينية كأنها تسببت في مشاكل للأردن ولبنان وأنها
رفضت كل العروض وسعت لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، بل وأبرمت صفقات مع
النازية وراهنت دوماً على الطرف الخاسر”.

ويرى برغر أن الأمير
بندر أظهر قيادات فتح وحماس كقيادات تعرف كيف تحصل على أموال المساعدات بينما
لم تقدم يوماً شيئاً جيداً، بل “ونقضت اتفاق مكة الذي أبرم في أكثر الأماكن
قدسية لدى المسلمين بدعم القيادة السعودية”.

يقول برغر أيضاً: “هذا ليس مجرد لقاء صحفي عادي، ما جرى هو دعاية سعودية ضد القيادة
الفلسطينية، كان عبارة عن “كرت أحمر” للقيادة في رام الله الذين شاهدوا
اللقاء بلا شك”.

بندر يؤدي مهمة التسويق

من جانبه، قال الصحفي آمنون لورد في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنه “تصعب منافسة
الأمير بندر بن سلطان عندما يتمحور الحديث حول الدعاية الإسرائيلية، فهو يؤدي المهمة على أكمل وجه، بطريقة مقنعة أكثر من أي متحدث إسرائيلي، وبالتأكيد أحسن من
أي متحدث أمريكي يناصر إسرائيل”.

ويشير إلى أن “الأمير بندر بن سلطان لم يتحوّل فجأة
إلى مناصر للصهيونية، عندما نرى أن السعوديين بدؤوا مهاجمة الفلسطينيين ندرك جيداً
أن السلام مع دول الخليج كان سلاماً مع أُمِّ الدول العربية وليس مع أي دولة”.

منعرج تاريخي

موقع “نتسيف” الإسرائيلي، تعرض أيضاً للقاء
الأمير بندر على قناة العربية، ويرى الموقع أن اللقاء لم يكن لقاءً عابراً؛ “نحن الآن في مرحلة تغييرات تاريخية، هذه التغييرات التي ستؤثّر على المنطقة
بأسرها وعلى العالم كُلّه بشكل جذري وأساسي عبر خطوات بيّنة واضحة ستغيّر العلاقات
بين دول الشرق الأوسط”.

ويرى أنه “من المتوقع أن مثل هذه التصريحات لا يمكن
أن تُقال من دون معرفة الطبقة الحاكمة في السعودية، يبدو أن القيادة السعودية أرادت
أن توصل رسالة إلى الشعب والقيادة الفلسطينية وكذلك الشعب السعودي، هذه المرة اللقاء
ليس فقاعة اختبار لردة الفعل ولا مجرد تصريحات دبلوماسية عابرة، نحن أمام تصريحات
مباشرة وواضحة”.

تصريحات بندر.. تمهيد للتطبيع؟

بدوره، يقول محلل الشؤون العربية في القناة 20 الإسرائيلية باروخ يديد إن “بندر بن سلطان فتح النّار على
السلطة الفلسطينية، إنه يعرف ماذا يقول ويستند على ما يعرفه ويتحدث بصورة صعبة
جداً عن الفلسطينيين وتركيا”.

ويضيف: “لا يوجد
أكفأ من بندر للدعاية باسم إسرائيل، وهذا يثير الكثير من التساؤلات أهمها: هل
السعودية على طريق التطبيع قريباً؟”.

ودعا المحلل لترجمة
لقاء الأمير بندر مع قناة العربية إلى اللغة العبرية وتدريسه للطلاب في مدارس إسرائيل،
ويقول: “هذا درس نادر في التاريخ والعلاقات الدولية”.

أما المستشار الاستراتيجي للقناة أودي تينا، فقد قال إن
“اللقاء رائع ويجب أن يُبثّ في كل مكان، لأن الأمير بندر أفضل متحدث
لإسرائيل”.

وتساءل: “متى يمكن أن تُفتتح السفارة السعودية في
إسرائيل؟”.

حماس وفتح ترفضان

وفي الوقت الذي احتفت
فيه إسرائيل بتصريحات الأمير بندر، أثارت التصريحات جدلاً واسعاً في فلسطين،
واستنكرتها عدة فصائل فلسطينية.

ورفضت حركة
المقاومة الإسلامية “حماس” تصريحات الأمير بندر، وقال المتحدث باسمها
سامي أبو زهري في تغريدة على تويتر: “نرفض تصريحات المسؤول السعودي بندر بن
سلطان حول مهاجمة القيادات الفلسطينية والدفاع عن الاتفاقات مع الاحتلال، وهذه
التصريحات مؤسفة ولا تخدم إلا الاحتلال”.

بدوره، قال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن
بإمكان من يريد “التمهيد للتطبيع مع إسرائيل” أن يفعل ذلك، من دون الإساءة إلى الشعب الفلسطيني.

وأضاف عريقات في تغريدة على حسابه في تويتر: “من
يُرِد من العرب تقديم أوراق اعتماد لواشنطن أو غيرها، أو يرد أن يُمهّد للتطبيع مع
إسرائيل، فليفعل ذلك من دون التشهير بالشعب الفلسطيني ونضاله الأسطوري”.

وطالب عريقات أي دولة عربية ترغب في التطبيع مع إسرائيل، بعدم الإساءة إلى الشعب الفلسطيني ونضاله، وأن تفعل ذلك بداعي البحث عن مصالحها الخاصة. وقال: “باستطاعة أي دولة أن تقول: مصالحي
تتطلب التطبيع مع إسرائيل”.

وتابع
المسؤول الفلسطيني: “من يملك الحقيقة كاملة غير منقوصة لا يشتم، ما عليه إلا
أن يقدم الوثائق، وبخاصة ما نشره رؤساء أمريكا في كتبهم وما وضع في مكتباتهم.. كلها
موجودة”.

وقال عريقات إن لديه “من وثائق اللقاءات التي حصلت
مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ما يكشف الحقيقة كاملة، ليس أنصاف الحقائق أو
اقتباس من انتقلوا إلى الرفيق الأعلى ولا يستطيعون الرد”.

وكان الأمير بندر بن سلطان قد أورد خلال هجومه
على الفلسطينيين، ما قال إنها مواقف حدثت مع الإدارات الأمريكية، وأحاديث مع
مسؤولين دوليين وعرب، بعضهم فارق الحياة.

وفي تغريدة أخرى، كتب عريقات: “نفس الأسطوانة المشروخة
التي استخدموها مع الخالد فينا (الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات، حوصر وقتل
مظلوماً.. شُيطِن واتهم بالفساد والكذب، لا لشيء إلا لأنه أصر على أن تكون القدس
بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، عاصمة لدولة فلسطين، ودولة مستقلة على حدود 1967، وحق العودة للاجئين ورفض
الاستيطان والضم”.

وتابع عريقات: “(يقول إن) القيادة الفلسطينية فاشلة
ويجب تغييرها! والشعب الفلسطيني جاحد وناكر للجميل وحاقد! لماذا؟ لأنه رفض أن يكون
المسجد الأقصى والقدس تحت السيادة الإسرائيلية، لأنه رفض الاستيطان والضم، ولأنه
يدافع عن عروبة أرضه ومقدساته، شعب قدم مئات آلاف من الشهداء والجرحى ومليون أسير،
ثم يُتهم بالخيانة؟!”.

وتابع عريقات بأن “أبا ايبان” وزير خارجية
إسرائيل سابقاً أطلق جملة أصبحت تكرر من العرب أكثر من غيرهم: “الفلسطينيون لم
يتركوا فرصة للسلام إلا أضاعوها”.

وقال: “أساس الرواية الصهيونية أن إسرائيل لم تخطئ وأن
الفلسطيني هو الذى أخطأ، ويجب أن يوجه إليه اللوم”.

الإمارات تصفّق

من جانب
آخر، لاقت تصريحات “بن سلطان” تأييداً من دولة الإمارات، إذ قال وزير
الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش على حسابه بتويتر، إن”
شهادة بن سلطان للتاريخ تمثل سرداً صادقاً لالتزام السعودية الشقيقة ودول الخليج
العربي تجاه القضية الفلسطينية”.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى