close
أخبار تركيا

صناعة المحتوى على مواقع التواصل.. بين الإبداع والتقليد

[ad_1]

في ظل السباق المحتدم في صناعة المحتوى وتقديمه للجمهور، يجتهد بعض المستخدمين في تقديم محتواهم بطريقة مميزة من خلال ابتكارهم أسلوباً ومهارات خاصة تمكنهم من خلق أفكار تميزهم عن الآخرين.

مع بدايات عام 2004 وجدت
المجتمعات البشرية نفسها أمام واقع جديد عُرف اصطلاحاً بثورة التواصل الاجتماعي،
التي فرضت نمطاً جديداً للحياة الاجتماعية التي نعيشها اليوم، وأصبحت العلاقة مع
أداتها الرئيسية، وهي الشبكات الاجتماعية، العادة اليومية السائدة لأكثر من 45% من
سكان الكرة الأرضية، بمتوسط استخدام فاق ثلاث ساعات يومياً، لتصبح تلك الوسائل
الأكثر تأثيراً في حياتنا.

هذه الأعداد المتزايدة من
المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي خلقت فيضاناً عارماً من المعلومات خلّفها
المستخدمون المتعطشون لمشاركة بياناتهم باستمرار، ففي ثانية واحدة على موقع
فيسبوك، أكبر المواقع الاجتماعية، ينشر المستخدمون ما يقارب 4000 صورة كل ثانية
واحدة فقط، ولك أن تتخيل أن نتيجة ذلك أكثر من 350 مليون صورة في اليوم الواحد.

ويبدأ التساؤل حول مدى
صحة تلك البيانات المنشورة، إن كانت صوراً أو مقاطع صوتية أو مرئية يشاركها
ويتداولها الباحثون عن الأخبار أو المتعة أو حتى نشر الشائعات!

هذه البيانات بات لها اسم
أكثر تحضراً وهو المحتوى الذي يعتبر حلقة الوصل بين صاحبه وجمهور القراء والمستخدمين،
بل اعتبره المختصون أنه الفرصة الذهبية للوصول إلى النجاح، والوسيلة الأولى بلا
منازع لكسب ثقة الجمهور وتحقيق الشهرة، وتعزيز الوجود وتجميل السمعة للأفراد
والمنظمات وحتى الحكومات.

في ظل السباق المحتدم في صناعة المحتوى وتقديمه للجمهور، يجتهد بعض المستخدمين في تقديم محتواهم بطريقة مميزة
في ظل السباق المحتدم في صناعة المحتوى وتقديمه للجمهور، يجتهد بعض المستخدمين في تقديم محتواهم بطريقة مميزة
(Getty Images)

وفي ظل السباق المحتدم في
صناعة المحتوى وتقديمه للجمهور، يجتهد بعض المستخدمين في تقديم محتواهم بطريقة
مميزة من خلال ابتكارهم أسلوباً ومهارات خاصة تمكنهم من خلق أفكار تميزهم عن
الآخرين، في ظل جمهور وقاعدة عريضة من المتابعين متعطشين لاستقبال أي جديد قد يعود
عليهم بالفائدة بعيداً عن الناسخين المقلدين.

المحتوى والمحتوى
الإبداعي.. أصل الفكرة

صناعة المحتوى بحسب
مختصين تعرّف بأنها تلك الإجراءات التي يتبعها الأشخاص في توليد أفكار حول موضوعات
محددة تناسب جمهورهم على أنماط عدة من محتوى مكتوب أو مسموع أو مرئي، والذي يهدف
من خلاله إلى التأثير في سلوك أولئك المستخدمين، ولفت أنظارهم تجاه قضية أو خدمة
أو حتى معتقد ما.

وبالعودة إلى أصل
المحتوى، فإن الخبراء يصنفونه ضمن أنواع الإنتاج والنشر الإعلامي، وفناً من فنون
الاتصال والتواصل بين المجتمعات، وقد بُدئ مؤخراً في تصنيفه أداةً تسويقية رئيسية
للعلامات التجارية وحتى الأفراد باختلاف توجهاتهم وأفكارهم.

اقرأ أيضاً:

في
عاصفة كورونا الهوجاء.. كيف أنقذ “القراء الانستغراميون” روح الكتاب؟

ومنذ سنوات بدأ الكل يبحث
عن المحتوى الإبداعي الذي يتمتع بمواصفات أكثر تميزاً تبقيه بعيداً عن صفة النسخ
والتكرار، لتجعل منه فرصة حقيقية لجذب انتباه الجمهور وتحقيق الوصول والانتشار
والتفاعل مع صاحب هذا المحتوى.

صناعة المحتوى على وسائل
التواصل الاجتماعي.. القوة الناعمة للترويج لكل شيء

منذ أن ظهرت مفردة
المحتوى، وعلى الرغم من ارتباطها بعلوم وفنون ليست جديدة، فإنها أصبحت ملاصقة
لوسائل التواصل الاجتماعي، ولعلّ استخدام كلمة المحتوى يتدارك مباشرة ذهن المستخدم
للحديث حول التأثير في سلوك الأشخاص وتحفيزهم للتفاعل مع منتج أو فكرة ما.

هذا المحتوى وتلك الشبكات
الاجتماعية ذاع صيتها عندما أدركت الحكومات والسياسيون من خلفها قوتها وأهميتها،
فطوعتها للاستخدام وجعلت منها أداة رئيسية للترويج لأفكارهم وبرامجهم.

صنّاع المحتوى الذين يقدمون الإرشادات والمعلومات أصبحوا مرجعاً وأرقاماً أولى في مجالاتهم
صنّاع المحتوى الذين يقدمون الإرشادات والمعلومات أصبحوا مرجعاً وأرقاماً أولى في مجالاتهم
(Getty Images)

وعلى الصعيد الاجتماعي
والثقافي تكمن الأهمية الكبيرة، فصنّاع المحتوى الذين يقدمون الإرشادات والمعلومات
أصبحوا مرجعاً وأرقاماً أولى في مجالاتهم، واستطاعوا التميز عن غيرهم من خلال جذب
الجماهير وتعزيز مكانة حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

تصنيفات المحتوى الإبداعي

هذا المحتوى سريع
المطالعة وسهل المشاركة ومغناطيس التفاعل، يصنّف بحسب نوعه أو شكله، أما النوع
فيعتمد على الغرض الذي صُنع من أجله ذلك المحتوى، فإما أن يكون ترويجياً وإما
تفاعلياً وإما تثقيفياً، وعلى أساس الشكل أو النمط فثمة تصنيفات متعددة وأبرزها
المحتوى النصي أو المرئي والمسموع، تندرج أسفلها عشرات الأنماط تعرض أمام المستخدمين
بشكل يومي ومستمر.

ولأنه معيار أساسي للنجاح
وتحقيق الأهداف، يلجأ المختصون إلى تطويره وابتكار أشكال متعددة منه، لكن اثنان
منها ذاع صيتهما في الأعوام الماضية بعد أن جلبا السعادة والربح الوفير لأصحابهما.

أولهما وهو المحتوى دائم
الخضرة (Evergreen Content)، الذي يعرف بأنه
المحتوى القيّم الذي ما يزال يحصد الزيارات والمشاهدات والتفاعل مع استمرار الزمن
دون انقطاع التفاعل معه، ذلك لأنه حقق لهم فائدة وقيمة تبحث عنها الأجيال، ولا
يرتبط بقضية زمنية أو حدث في تاريخ محدد.

ومن أجل دوائر المبيعات
في المنظمات والعلامات التجارية وإنقاذ أرقامهم المالية، ظهر نوع آخر وهو المحتوى
البيعي (Copywriting)، وهو نسخة مطوّرة عن
رسائل مندوبي المبيعات في الثمانينيات والتسعينيات، ولكن هذه المرة بدعم من وسائل
التواصل الاجتماعي، فحظي باهتمام أكبر وحقق فائدة واضحة لتلك الشركات وأنجح أعمالها.

معركة الخوارزميات.. صراع
مستمر بين المحتوى ومنصات الإنترنت

تخيل بعض المستخدمين أن
لعبة صناعة المحتوى سهلة، ولذلك اقتحم الملايين منهم تلك اللعبة وبدؤوا بصناعة
محتوى، لكنه لم يكن بالمحتوى الذي يروق لمحركات البحث والشبكات الاجتماعية، وبدت
تلك المنصات مزدحمة بالمحتوى المنسوخ والمكرر والكاذب، فلجأت إلى تطوير سلاح جديد
هو الخوارزميات البرمجية التي تتحقق من المضامين والمحتويات المنشورة بدعم من
تقنيات الذكاء الصناعي وتصنفها بناء على ذلك، إما منسوخاً ومكرراً فإلى
الحظر وآخر القائمة، وإما مميزاً وقيماً ففي أول النتائج مع مكافأة برفع معدلات
وصوله إلى المستخدمين.

اقرأ أيضاً:

هكذا
تشوّه مواقع التواصل الاجتماعي حياة الناس

إن إتاحة الأدوات
والتطبيقات المجانية للجميع مكّنتهم من أن يلعبوا دور المتلقي المستقبل وصانع
المحتوى في الوقت ذاته، وهذا ما تسعى إليه وسائل التواصل الاجتماعي بالأساس، لكنها
تفرض معادلة واحدة في كل هذه الأحداث وهي “اصنع محتوى جيداً حتى تنجح في
التأثير على الآخرين”.

تخيل بعض المستخدمين أن لعبة صناعة المحتوى سهلة، ولذلك اقتحم الملايين منهم تلك اللعبة وبدؤوا بصناعة محتوى
تخيل بعض المستخدمين أن لعبة صناعة المحتوى سهلة، ولذلك اقتحم الملايين منهم تلك اللعبة وبدؤوا بصناعة محتوى
()

وعلى فرضية أن المعرفة
محدودة في هذا العالم، وأن عملية الابتكار من العدم قد تكون صعبة أغلب الأوقات،
فاضت وسائل التواصل الاجتماعي بالمحتوى المنسوخ والمقلد، إضافة إلى نشر لا تحده
معايير التحقق، ما شكّل عصراً جديداً أسهم في خلق حالة من الفوضى عنوانها الأخبار
الكاذبة أو الملفقة والشائعات، وهناك ضاعت المصادر الموثوقة وضاعت معها بعض الحقوق
الفكرية، وسادت حالة من الشك في كل ما ينشر على شبكة الإنترنت، وبدأ المستخدمون
بفقد ثقتهم بتلك المنصات، وهذا ما دفعها إلى التحالف مراراً وتكراراً لمحاربة
الأخبار الكاذبة والمحتوى المضلل، ودعوة المستخدمين والجمهور لخلق محتوى حقيقي
والتحقق من صحته.

نصائح وتوصيات ليست
الوحيدة ولكنها هامة خلال صناعتك للمحتوى

تحدث لـTRT عربي المختص في مجال التسويق الإلكتروني سعدي حمد حول نصائح لا بد
من اتباعها خلال صناعة المحتوى الإبداعي الناجح، وأشار إلى ضرورة تحديد الهدف
والغرض الأساسي من المحتوى المراد نشره والترويج له، وهذا ما يمهد لهؤلاء الصناع
تحديد الأداة المناسبة لتلك المهمة، وتحديد الشكل والنمط المطلوبين.

كذلك أكد ضرورة تحديد
الجمهور المستهدف الذي سيتابع ويتفاعل مع ذلك المحتوى، وإلا فكيف سيحظى بقدرته على
التأثير بهم؟

كما تطرق إلى أهمية
التخصيص في مضمون المحتوى الذي سيخاطب عقول الجمهور وفقاً لثقافتهم وخلفياتهم
الدينية والسياسية والاجتماعية، ليكون أقرب إلى تطلعاتهم ويساعدهم في تحقيق
أهدافهم، وصولاً إلى تحقيق التفاعل المنشود الذي يطمح إليه صانع المحتوى، مشدداً
على ضرورة أن يدرك الأسلوب الأنسب لتحفيز الجمهور لمشاركة محتواه مع مراعاة ظروفهم
وأحوالهم.

وفي سياق متصل، شدد حمد
على ضرورة وضوح القيمة المضافة في المحتوى المنشور للجمهور لإقناعهم بضرورة
مشاركته، بل تبنيه والدفاع عنه في ساحات النقاش على وسائل التواصل الاجتماعي.

وختم حمد حديثه بقوله:
“لكي تصبح صانع محتوى ناجحاً عليك البحث عن كل ما هو جديد ومميز، استمع
لجمهورك ولا تنسَ تعزيز مهاراتك في العرض والإقناع”.

المصدر: TRT عربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى