close
أخبار تركيا

لقاءات واجتماعات متتالية.. هل يكون أكتوبر شهر حسم الأزمة الليبية؟

[ad_1]

تسارعت اللقاءات والاجتماعات بين الفرقاء الليبيين، بعد أن منح توافق وفدَي المجلس الأعلى للدولة الليبي و”نواب طبرق” بمدينة بوزنيقة المغربية الأسبوع الماضي، حول توزيع المناصب السيادية، دفعة لمسارات التشاور الليبية سواء في برلين ومالطا ومصر وجنيف وتونس.

لقاءات الجولة الثانية للحوار الليبي في مدينة بوزنيقة المغربية
لقاءات الجولة الثانية للحوار الليبي في مدينة بوزنيقة المغربية
(وزارة الخارجية الليبية)

منح توافق وفدين من المجلس الأعلى للدولة الليبي و”نواب طبرق” في مدينة بوزنيقة المغربية الأسبوع الماضي، حول توزيع المناصب السيادية، دفعة معنوية لتسريع مسارات التشاور الليبية، سواء في برلين ومالطا ومصر وجنيف وتونس.

ويتزامن تكثيف هذه المشاورات مع اقتراب الموعد الذي حدده رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، لتسليم مهامه لسلطة تنفيذية جديدة، في الوقت الذي تواصل فيه مليشيات الانقلابي خليفة حفتر تحشيداتها المريبة.

لقاء مالطا ومؤتمر برلين2

بشكل مفاجئ، عُقد اجتماع بين الفرقاء الليبيين في مالطا برعاية وزير خارجيتها أيفاريست بارتولو، في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حرص فيه على تأكيد أن مبادرته تجري على ضوء الجهود الأممية.

ولم يتضمن اللقاء مناقشة ملف بعينه ولم يخرج بأي توصيات، ولكن قد يكون جسّاً لنبض الفرقاء الليبيين في إمكانية عقد لقاءات أخرى بمالطا تحت رعاية أممية للخروج بتوافق بشأن مرحلة جديدة للخروج من الأزمة.

أما مؤتمر برلين2 الذي عُقد في 5 أكتوبر، عبر دائرة تليفزيونية مغلقة، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، فشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس، وممثلون عن 16 دولة ومنظمة دولية.

ودعا المشاركون جميع الأطراف الليبية إلى بناء توافق في الآراء للتوصل إلى “تسوية سياسية شاملة تؤدي إلى انتخابات من شأنها أن تعيد الشرعية الديمقراطية”.

مصر.. خسارة الرهان على حفتر

بعد أن رمت بثقلها العسكري خلف حفتر، تحاول القاهرة اللحاق بالجهود الدولية لحل الأزمة الليبية سياسياً، بخاصة إثر انهيار الهجوم على العاصمة طرابلس في يونيو/حزيران الماضي.

إذ عُقد مساء الأحد اجتماع المسار الدستوري بشأن ليبيا، في القاهرة، برعاية الأمم المتحدة ومشاركة وفدي مجلسي “الدولة” و”نواب طبرق”، على أن يُختتم الثلاثاء.

ومن المتوقع مراجعة مسودة الدستور، الذي أقرته مجموعة الستين المنتخبة، بحضور فقهاء دستوريين مصريين، فيما حاول مجلس نواب طبرق إجراء تعديلات عليه لم تلق إجماعاً وطنياً.

ناهيك بانتقادات لخبراء في القانون الدستوري لبعض مواده، على غرار تلك التي تتحدث عن إقرار مشروع قانون المالية بأغلبية الثلثين، وهو أمر ليس بالهين بالنسبة إلى قانون لا يقبل التأجيل لأشهر، وفي ظل حالة الانقسام والتشظي التي يعيشها مجلس النواب حالياً.

لكن من شأن التوافق على مسودة الدستور، تسهيل إجراء الاستفتاء عليه، مما سيرفع عقبة مهمة أمام إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، تُنهي حالة الانقسام والمراحل الانتقالية.

مسارا جنيف وتونس

يُعتبر جنيف المسار الوحيد الذي سيكون حفتر ممثلاً فيه كطرف رسمي بـ5 قادة في مليشياته، مقابل 5 ضباط من الجيش الليبي التابع للحكومة الشرعية.

ومن المقرر أن يُعقد اجتماع لجنة (5+5) العسكرية في 19 من الشهر الجاري، بجنيف السويسرية.

وسيناقش هذا الاجتماع تثبيت وقف إطلاق النار، بخاصة في ظل اتهامات وزير الدفاع الليبي صلاح الدين النمروش، مليشيات حفتر بالاستعداد للهجوم على ثلاث مدن من طوق طرابلس (بني وليد وترهونة وغريان).

كما سيُبحث جعل مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) ومحافظة الجفرة (300 كلم جنوب سرت) منطقة منزوعة السلاح، وإخراج المرتزقة الأجانب من الحقول والمواني النفطية.

ويعد هذا اللقاء استكمالاً للمشاورات العسكرية التي جرت في مدينة الغردقة المصرية برعاية أممية بين 28 و30 سبتمبر/أيلول الماضي.

أما محادثات تونس بين وفدين من مجلس الدولة و”نواب طبرق”، فستتولى اختيار مجلس رئاسي جديد مشكَّل من ثلاثة أعضاء بدل تسعة، بالإضافة إلى رئيس حكو مة لا يكون عضواً في المجلس الرئاسي.

ورغم أن هذا الاجتماع الهامّ كان مقرراً في جنيف، فإنه نُقل إلى تونس لأسباب لوجيستية متعلقة ببعض العراقيل التي واجهت أعضاء الوفود الليبية في استخراج تأشيرات الدخول إلى سويسرا، حسب وسائل إعلام.

وأعلنت المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني وليامز السبت، أن الملتقى سيبدأ في 26 أكتوبر باجتماعات تمهيدية عبر الاتصال المرئي، فيما تستضيف تونس الاجتماع المباشر الأول له مطلع نوفمبر/تشيرين الثاني.

في حين ذكرت وسائل إعلام أن المحادثات قد تنطلق في جزيرة جربة التونسية، التي بها أقرب مطار من الحدود الليبية.

سباق مع الزمن

وتطرح دحرجة اجتماع مصيري لاختيار رئيس مجلس رئاسي جديد خلفاً للسراج، مسألتين في غاية الأهمية.

أولاهما أن السراج أعلن أنه سيسلم مهامّه لسلطة تنفيذية في أجل أقصاه نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهذا الأمر لن يكون متاحاً إلا في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني على أدنى تقدير.

مما يجعل السراج أمام خيارين: إما تأجيل تنحيه عن السلطة حتى اختيار مجلس رئاسي جديد، وإما تكليف أحد نوابه بمهامه.

الأمر الثاني متعلق بويليامز، التي تنتهي مهمتها مبعوثةً أمميةً بالإنابة رسمياً في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في الوقت الذي لم يتفق فيه مجلس الأمن على تعيين مبعوث جديد إلى ليبيا بسبب تحفُّظ الولايات المتحدة الأمريكية على كل الأسماء التي اقترحها غوتيريش.

وهذا ما يفسّر تحرُّك الأمم المتحدة على عدة مسارات وبأقصى سرعة لتفادي فراغ في المجلس الرئاسي، بل وعلى رأس بعثتها.

لذلك فسيكون أكتوبر/تشرين الأول شهراً حاسما للجميع، وأي نكوص في أحد المسارات قد يؤدّي إلى انتكاسة جديدة في طريق حل الأزمة الليبية.

المصدر: AA

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى