close
أخبار تركيا

تركيا تتطلع إلى موقف أمريكي أكثر حيادية بأزمة شرقي المتوسط

[ad_1]

انتقد المتحدث باسم الخارجية التركية دعوة الخارجية الأمريكية أنقرة لوقف أنشطة التنقيب شرقي المتوسط، فيما أكد إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة أن أنقرة تتطلع إلى موقف محايد ومنصف في الأزمة شرقي المتوسط بين تركيا واليونان وقبرص الرومية.

سفينة
سفينة “أوروتش رئيس” تواصل نشاطها شرقي المتوسط بعد توقُّف للصيانة قبل نحو شهر
(AP)

جدد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن الثلاثاء، تطلُّع تركيا إلى تبني الولايات المتحدة موقفاً منصفاً ومحايداً فيما يخص الخلافات شرقي المتوسط، وذلك بعد بيان للخارجية الأمريكية طالب بسحب سفن التنقيب التركية، وهو الموقف الذي وصفته الخارجية التركية “بالتناقض الخطير”.

وناقش قالن خلال اتصال هاتفي مع مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، عدداً من القضايا بينها التطورات في ليبيا والموقف شرقي البحر المتوسط.

وفي هذا الصدد، أكد قالن تراجع حدة التوتر شرقي المتوسط بفضل مقاربة تركيا التي تستند إلى النوايا الحسنة والحوار، وأعرب عن تطلع أنقرة إلى قيام الأطراف الأخرى بخطوات لتعزيز الأرضية التفاوضية لحل الخلافات في المنطقة.

في السياق نفسه، أكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم عمر جليك أن بلاده ترى المفاوضات أفضل وسيلة لحل الخلافات مع اليونان بخصوص شرقي البحر المتوسط، وأنها “تواصل النضال على الأرض أيضاً ضد رافضي الحوار”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي بمقر الحزب في العاصمة أنقرة الثلاثاء، أشار خلاله جليك إلى أن بعض الدول أطلقت تصريحات بخصوص عودة سفينة أوروتش رئيس إلى أنشطتها شرقي المتوسط.

ولفت إلى أن تلك التصريحات كأنها صادرة من “قلم” واحد، ومكتوبة من قبل وزارة الخارجية اليونانية.

وشدد على أن المنطقة التي تجري تركيا التنقيب فيها تقع ضمن الجرف القاري ومناطق الصلاحية البحرية الخاصة بأنقرة، وتبعد عن اليونان ما بين 500 و600 كيلومتر، فيما تبعد عن البر الرئيسي لتركيا 15 كيلومتراً فقط.

وأعرب عن استيائه إزاء تصريحات بعض الدول التي ادّعت أن تركيا تُصعِّد التوتر من جانب واحد، مؤكداً أن محاولات إظهار تركيا كعنصر يسبب عدم الاستقرار “لا تنسجم مع العقل والمنطق”.

وأوضح أن تركيا “صاحبة مدرسة دبلوماسية تنتج صيغ الربح المتبادل على طاولة الحوار”، مشيراً في هذا الصدد، إلى عبارة الرئيس رجب طيب أردوغان “نحن لن نكون الطرف الهارب من الطاولة”.

وشدد على ضرورة أن تعي اليونان أنه لا يمكن الحصول على شيء من خلال “البلطجة والإملاءات”، مضيفاً: “نحن بلا شك نريد حل جميع المسائل شرقي المتوسط، عن طريق الدبلوماسية، ولكن ردّنا حاضر على الأرض لمن يرون أن الدبلوماسية هي مساحة يمكن استغلالها ضد تركيا”.

ونوّه بأن الأطراف التي تدّعي أن تركيا هي من تصعد التوتر، يعرفون جيداً أن اليونان هي من تصعِّد التوتر وتمارس استفزازات.

وأكّد جليك أن تصريحات وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس التي تتهم تركيا بوقف المفاوضات، وتوقف المباحثات الاستكشافية عام 2016 “كاذبة كلياً”.

وقال: “لم تتوقف المباحثات الاستكشافية بسبب تركيا وإنما اليونان من أرادت ذلك، والآن وزير الخارجية اليوناني يختلق ذرائع من أجل الهروب من طاولة المفاوضات”.

الموقف الأمريكي

وجاءت التصريحات التركية بعد دعوة الخارجية الأمريكية الثلاثاء، أنقرة إلى “وقف أنشطة التنقيب شرقي المتوسط، والعودة إلى المباحثات الاستكشافية مع أثينا”.

ووصفت المتحدثة باسم الوزارة مورغان أوتاغوس في بيان، استئناف سفينة التنقيب أوروتش رئيس التركية لأنشطتها في مياه شرقي المتوسط بأنه “استفزاز”.

وأعربت عن أسف الولايات المتحدة لإعلان تركيا في 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، استئناف أنشطة التنقيب في مناطق ادعت اليونان أحقيتها فيها شرقي المتوسط.

وزعمت أوتاغوس أن تركيا عبر ذلك صعدّت التوتر في المنطقة “من جانب واحد”، و”صعّبت عن قصد” عملية استمرار المباحثات الاستكشافية بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تركيا واليونان.

واعتبرت أن الضغط والتهديد والأعمال العسكرية لن تحل التوتر شرقي المتوسط، قائلة: “ندعو تركيا لإنهاء هذا الاستفزاز غير المحسوب، والبدء بالمباحثات الاستكشافية مع اليونان في أقرب وقت، فالأعمال من طرف واحد لا تسهم في بناء الثقة، ولا تنتج حلولاً دائمة”.

في المقابل، وصفت الخارجية التركية البيان الأمريكي بـ”المتناقض”، مضيفةً أن “هذا التناقض لوحظ أيضاً في بيانات بعض دول الاتحاد الأوروبي”.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي أن المسؤول عن زيادة التوتر شرقي المتوسط هما اليونان وجنوب قبرص لا تركيا، وأن أنقرة نشرت للرأي العام حول الخطوات التصعيدية التي اتخذتها اليونان منذ 12 سبتمبر/أيلول الماضي.

ومساء الأحد، أصدرت تركيا إخطاراً جديداً للبحارة “نافتيكس”، حول مهام المسح السيزمي التي من المقرر أن تنفّذها سفينة “أوروتش رئيس” شرقي المتوسط.

وغادرت “أوروتش رئيس” ميناء أنطاليا صباح الاثنين، لتبدأ مهامها شرقي المتوسط اعتباراً من 12 حتى 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وجاءت الخطوة التركية بعد تراجع اليونان عن خطوات وقف التصعيد وإعلانها إجراء مناورات عسكرية في المناطق التي تشهد خلافاً بين الأطراف في المنطقة، وتعدها أنقرة من مناطق صلاحيتها البحرية، وهو ما اعتبرته تركيا تصعيداً غير مبرر.

والخميس، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو توصُّله إلى اتفاق مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس، بشأن إجراء محادثات استكشافية بين البلدين.

وانطلقت الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين البلدين عام 2002، وانعقدت آخر جولة منها ورقمها 60 في 1 مارس/آذار 2016 بالعاصمة أثينا. وبعد ذلك التاريخ، استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، من دون أن ترجع إلى إطار استكشافي مجدداً.

وتشهد منطقة شرقي البحر المتوسط توتراً، إثر مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع إدارة جنوب قبرص وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.

وفيما تتجاهل أثينا التعامل بإيجابية مع عرض أنقرة للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرقي المتوسط وبحر إيجة وإيجاد حلول عادلة للمشكلات، يجدد الجانب التركي موقفه الحازم حيال اتخاذ التدابير اللازمة ضد الخطوات الأحادية الجانب.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى