close
أخبار تركيا

ماكرون يعادي مسلمي فرنسا الذين أوصلته أصواتهم إلى الرئاسة

[ad_1]

كشف الرئيس الفرنسي عن وجهه الحقيقي المعادي للإسلام، بتأييده نشر الصور المسيئة للرسول محمد على واجهات المباني بعدة مدن فرنسية يقيم فيها عدد كبير من المسلمين، بعد أن ساعدته أصواتهم في الفوز بالانتخابات الرئاسية قبل 3 أعوام.

الرئيس الفرنسي يكشف عن وجهه الحقيقي المعادي للإسلام بتأييده نشر الصور المسيئة للرسول محمد 
الرئيس الفرنسي يكشف عن وجهه الحقيقي المعادي للإسلام بتأييده نشر الصور المسيئة للرسول محمد 
(Reuters)

بعد أن غازل إيمانويل ماكرون الناخبين المسلمين الفرنسيين في انتخابات 2017، بقوله إن “الاستعمار جريمة ضد الإنسانية”، كشف الرئيس الفرنسي عن وجهه الحقيقي المعادي للإسلام بتأييده نشر الصور المسيئة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، قبيل نحو 16 شهراً من رئاسيات 2022.

ولم يتجرأ أي رئيس فرنسي من قبل على استعداء أكثر من مليار ونصف مليار مسلم بهذا الشكل الفج والعنيف والصادم، مثلما فعل ماكرون الذي أعلن أن بلاده لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتورية” المسيئة والمنشورة على واجهات المباني بعدة مدن فرنسية يقيم فيها عدد كبير من المسلمين خاصة من البلدان المغاربية.

وقبيل 16 شهراً من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يزايد ماكرون على اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان، لاستقطاب أكبر قدر من أنصاره إلى معسكره، من خلال الهجوم بشكل عنيف على الإسلام والمسلمين من دون استثناء.

ماكرون يستعير من لوبان “قناع الخوف”

في فبراير/شباط 2017 وصف ماكرون مارين لوبان، منافسته في الدور الثاني في الانتخابات الرئاسية، بـ”كاهنة الخوف الكبرى”، منتقداً خطابها العدائي ضد المسلمين والمهاجرين على فرنسا وثقافتها العلمانية.

لكن ماكرون الرئيس في 2020 تقمص نفس دور “كاهنة الخوف” في معاداته للإسلام والمسلمين، ورغبته في خوض حرب ضد ما وصفه بـ”الانعزالية الإسلامية”.

ورغم أن ماكرون المرشح في 2017، كان يحمل “لواء الإسلام” على حد قول الكاتب الفرنسي “ميشال براسبارت”، بهدف استقطاب 6 بالمئة من أصوات الناخبين الفرنسيين المسلمين، التي كان من المتوقع أن يتقاسمها كل من مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلونشون (4 بالمئة)، والمرشح الاشتراكي بونوا هامون (2%).

وكانت خطة ماكرون هي خطف أصوات الناخبين المسلمين من اليسار الفرنسي بجناحيه، ليسحق في الدور الثاني مارين لوبان، بتأييد من جميع التيارات الأخرى التي اتحدت ضد اليمين المتطرف، فأصوات المسلمين كانت حاسمة في وصول ماكرون إلى قصر الإليزيه، بعد أن كانت المنافسة في الدور الأول حادة والنتائج متقاربة.

لكن الرئيس الفرنسي الحالي انقلب على المسلمين الذين أوصلوه إلى الحكم في 2017، وأطلق حربه الضروس ضد معتقداتهم، من خلال الإساءة إلى نبيهم، والادعاء أن “الإسلام في أزمة”، وحديثه عن “الانعزالية الإسلامية”، في إشارة إلى قضايا حساسة بالنسبة إلى المسلمين مثل: الحجاب في المدارس، والنقاب في الأماكن العامة، والطعام الحلال (لرفض المسلمين أكل لحم الخنزير واللحوم غير المذبوحة على الطريقة الإسلامية).

صناعةإسلام فرنسي”

ورغم أن العلمانية تعني الحياد مع الأديان واحترام تنوع ثقافات الأفراد فإن ماكرون، وغيره من المتطرفين، يحاولون فرض طريقة عيش على المسلمين تتوافق مع القيم العلمانية وإن تناقضت مع جوهر عقيدتهم، وهو ما يسمونه “الإسلام الفرنسي” بدل “الإسلام في فرنسا”.

وفي هذا السياق تحاول باريس أن يكون لها “إسلامها الخاص”، عبر “مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا” الذي أعلن السبت، أنه يعمل على تطوير “برنامج تدريب مشترك للأئمة” و”خطة لمحاربة التطرف”.

وترغب باريس أن تتولى بنفسها تكوين الأئمة بما لا يتعارض مع قيمها العلمانية، بدل أن تتولى الدول ذات الجاليات الكبيرة مثل الجزائر والمغرب وتركيا وتونس إرسال أئمتها إلى فرنسا خاصة في شهر رمضان.

لكن حرب “الكراهية ضد الإسلام” التي يسعى ماكرون لإشعالها، تسببت لحد الآن في مزيد من الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين، على غرار الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له مسلمتان محجبتان الأربعاء، حيث تم طعنهما بسلاح أبيض أسفل برج إيفل بباريس.

وبعد يوم واحد فقط تعرضت فتاتان تركيتان للعنف والتمييز من الشرطة الفرنسية، وأصيبت إحداهما بجروح.

لكنّ هذين الاعتداءين لم يحركا في ماكرون ساكناً، ولم يُدن التطرف والعنصرية الممارسين ضد النساء المسلمات خاصة، ولم يهدئ حالة الشحن ضد المسلمين، وهو بذلك يحاول إشعال حرب أهلية في بلاده، من خلال بث الكراهية ضد المسلمين متجاهلاً أنهم أصبحوا يمثلون الديانة الثانية في فرنسا.

سياسات داخلية متخبطة

وقبيل انتخابات فبراير/شباط 2022 بات ماكرون مقتنعاً بخسارة أصوات المسلمين، لذلك يحاول المزايدة على اليمين المتطرف لتعويض خسائره الانتخابية المقبلة، خاصة أن شعبيته تتراجع، إذ أظهرت استطلاعات رأي أجريت في سبتمبر/أيلول 2020، أن شعبية الرئيس الفرنسي تراجعت من 41 بالمئة إلى 38.7 بالمئة خلال شهر واحد فقط.

لكن ليست فقط رئاسيات 2022 ما تؤرق ماكرون وتثير غضبه من الإسلام والمسلمين، فهزائمه العسكرية والدبلوماسية في ليبيا، وفشله في استعراض قوة فرنسا في شرق المتوسط يفقدان حاكم الإليزيه برودة أعصابه.

وهذا ما قد يكون دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دعوة ماكرون لإجراء اختبار حول قواه العقلية، فالرئيس الفرنسي يتخبط مع بداية العد العكسي للسباق الرئاسي، ويفقد العديد من النقاط كلما اقتربنا من 2022، وفشله في إدارة وباء كورونا يعمق من جراحه.

إذ تجاوز عدد المصابين بكورنا في فرنسا مليون شخص السبت، وارتفع المعدل اليومي إلى 40 ألف مصاب، ووفاة أكثر من 160 يومياً، فضلاً عن تداعيات كورونا على اقتصاد البلاد المتراجع بالأساس، والتي ستتضاعف مع انطلاق حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية في عدة دول عربية وإسلامية، ولا شك أن ذلك سيكون له أثره على استثمارات الشركات الفرنسية وسوق العمل وعلى الناخبين أيضاً.

فعندما يهاجم ماكرون الإسلام، ويدافع عن الصور المسيئة للرسول الأكرم، فكأنه يطلق رصاصة على رأسه، لأن نحو خُمس شعبه مسلمون وجزء كبير منهم له حق الانتخاب، وإذا انتفض مسلمو فرنسا في الشارع أو في صناديق الانتخاب فلن يخدم ذلك خطط ماكرون للبقاء في قصر الإليزيه فترة أطول.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى