close
أخبار تركيا

ردود فعل واسعة في دول عربية وإسلامية ضد الإساءات الفرنسية

[ad_1]

أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي دافع فيها عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، غضب المسلمين الذين تباينت ردود فعلهم المحتجة بين التظاهر ومقاطعة المنتجات الفرنسية ودعوة الحكومات لاتخاذ خطوات حازمة.

دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية لاقت استجابة واسعة تمثّلت في إزالة المنتجات من الأسواق في دول عدة
دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية لاقت استجابة واسعة تمثّلت في إزالة المنتجات من الأسواق في دول عدة
(Reuters)

أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي دافع فيها عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم، مما أدّى إلى حملة لمقاطعة المنتجات الفرنسية.

وكان ماكرون قد صرّح مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بأن الإسلام “دين يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم”، وأن “بعض المسلمين في فرنسا لديهم أيديولوجيات تدافع عن الأفكار الانفصالية”.

من ناحيته، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين قبل أيام، إن 73 مسجداً ومدرسة خاصة ومكان عمل أغلِقوا منذ بداية العام الجاري، بحجة “مكافحة التطرف الإسلامي”.

وأدّى موقف الحكومة الفرنسية ضد المسلمين إلى زيادة في الأعمال المعادية للإسلام، والهجمات العنصرية في البلاد. ومؤخراً، تعرّضت امرأتان مسلمتان من أصل جزائري للطعن بالقرب من برج إيفل، وكذلك شقيقان أردنيان تعرّضا للعنف العنصري في باريس.

وعلى الرغم من كل هذا، واصلت السلطات الفرنسية تشجيع الرسوم الكاريكاتورية المسيئة التي نشرتها في البداية مجلة شارلي إيبدو، وعُرِضت هذه الرسوم على بعض المباني العامة في البلاد.

حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية

ومع إدانة العديد من الدول الإسلامية بما فيها تركيا، الأعمال الفرنسية المعادية للإسلام بالإجماع، أُطلِقت حملات مقاطعة للمنتجات الفرنسية على وسائل التواصل الاجتماعي، وأزالت بعض البلدان المنتجات الفرنسية من الأسواق.

وأصيبت وزارة الخارجية الفرنسية بالذعر مع تزايد الدعوات إلى المقاطعة بشكل كبير، إذ أصدرت الوزارة قبل أيام بياناً خطيّاً دعت فيه إلى وقف هذه المقاطعة.

وأفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أن بيان ماكرون “الإسلام في أزمة” كان استفزازاً واضحاً، ووصف تعبيره بأنه “وقاحة”، داعياً إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.

وقالت وزارة الخارجية التركية، إنه “ليس من حق أحد أن يخُضِع ديننا العظيم الذي يعني السلام، لنُهج زائفة ومشوّهة بذريعة التنوير”.

من جهتها، دعت منظمة التعاون الإسلامي فرنسا إلى مراجعة سياساتها الانفصالية التي تستهدف الإسلام، وتسيء إلى أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم.

وفي باكستان، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إن ماكرون بمهاجمته الإسلام “يجرح مشاعر المسلمين ويشجع على كراهية الإسلام”. وفي تغريدة على تويتر، قال إن ماكرون “كان يستفز المسلمين عمداً، بمن فيهم مواطنوه، من خلال عرض الرسوم المسيئة”.

كما أدان سراج الحق زعيم حزب الجماعة الإسلامية، تصريحات ماكرون، داعياً المسلمين إلى الاتحاد في العمل.

في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن “الشتائم وعدم الاحترام للنبي محمد غير مقبولين، وإن موقف الحكومة الفرنسية تجاه المسلمين تسبب في تصاعد الكراهية أكثر من أي وقت مضى”.

مظاهرات في عدة دول

وفي بغداد، نُظِّمت تظاهرة احتجاجية الأحد، وحمل المتظاهرون ملصقات ماكرون مشطوب عليها باللون الأحمر.

كما نُظِّمت احتجاجات في سوريا واليمن، رفع المتظاهرون فيها لافتات تقول: “النبي محمد هو خطنا الأحمر”، وأضرمت النار في صور ماكرون خلال المظاهرات.

وحمل المتظاهرون في فلسطين العلم التركي خلال المظاهرات وأحرقوا صوراً لماكرون، كما حملوا ملصقات لأردوغان، مستشهدين بدفاعه عن الإسلام والنبي محمد.

وتجمّع الفلسطينيون في محافظة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، رافعين لافتات كتب عليها “نبينا هو الخط الأحمر”.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في بيان، إن “تجاهل ماكرون لمشاعر المسلمين يشجع التطرف والعنصرية”.كما قالت حركة حماس في بيان لها، إنها “مستاءة بشدة من الموقف القادم من فرنسا”.

وفي دول الخليج أدان وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر الصباح، ورئيس البرلمان مرزوق علي ثنيان الغانم، والجناح السياسي لمنظمة الإخوان المسلمين، وحزب الحركة الدستورية الإسلامية (هاديس)، وبعض نوابه، تصريحات ماكرون، ونشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.

كما أعلن اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية الذي يضم أكثر من 70 سلسلة بيع بالتجزئة في الكويت، أن جميع المنتجات الفرنسية أزيلت من رفوفها اعتباراً من 23 أكتوبر/تشرين الأول.

وأعلنت جامعة قطر أنها أرجأت أسبوع الثقافة الفرنسي إلى أجل غير مسمى بسبب “الإساءة المتعمدة للدين ورموز الإسلام”. وبالمثل، أعلنت سلاسل التجزئة الرائدة في قطر أن المنتجات الفرنسية سوف تُزال من رفوفها.

وخلال احتجاجات في البحرين، حمل المتظاهرون لافتات كُتِب عليها: “نضحي بحياتنا من أجلك يا رسول الله”.

وعرّف مجلس التعاون الخليجي تصريحات ماكرون بأنها “غير مسؤولة” وذكر أنه يهدف إلى نشر ثقافة الكراهية بين الناس.

أما ليبيا حيث اتُهمت فرنسا منذ فترة طويلة بدعم الانقلاب غير الشرعي، أدان محمد عماري زايد عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني تصريحات ماكرون. ودعا المجلس الاعلى للدولة إلى إنهاء العلاقات الاقتصادية مع فرنسا وإلغاء الاتفاق مع شركة توتال الفرنسية العملاقة للنفط.

من جانبها، دعت حركة مجتمع السلم في الجزائر، الرئيس عبد المجيدي تبون إلى اتخاذ موقف ضد ماكرون، وطُلب من جميع المؤسسات الحكومية في البلاد وعلى رأسها الرئاسة، إدانة تصريحات ماكرون.

وبالمثل، دعا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الجزائرية على نطاق واسع إلى مقاطعة فرنسا.

وقالت وزارة الخارجية المغربية إن الإصرار على إعادة نشر الرسوم المسيئة يظهر عدم نضج السلطات الفرنسية. وأضافت أن الإهانات والاستفزازات ضد الإسلام لا يمكن اعتبارها حرية التعبير.

وفي لبنان، خرج المتظاهرون إلى الشوارع وأضرموا في مدينة طرابلس الشمالية، النار في العلم الفرنسي. كما احتج المواطنون في مدينة صيدا على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، وخرجت قوافل من السيارات إلى الشوارع وهي تشغل الأناشيد التي تشيد بالرسول محمد.

وقال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان، إنه “لا يمكن اعتبار خطاب الكراهية حرية تعبير”.

وفي الأردن، أدانت وزارة الخارجية الأردنية نشر الرسوم تحت ستار حرية التعبير وارتباط الإسلام المضلل بالإرهاب. ووُجّهت دعوات واسعة لمقاطعة المنتجات الفرنسية مع صور لبعض سلاسل البيع بالتجزئة، كما أزيلت المنتجات الفرنسية من أرفف المحال والأسواق.

أما في مصر، فقد قال شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان: “إننا نشهد حملة مخططة لجر الإسلام إلى صراع سياسي، وخلق الفوضى التي تبدأ بهجوم متعمد على النبي محمد”.

وفي السياق ذاته، دعا مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في محافظة تطاوين جنوبي تونس، إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية رافعين لافتات كتب عليها “النبي محمد هو خطنا الأحمر”.

كما طالب النائب المستقل في البرلمان التونسي ياسين العياري بإلغاء القمة الفرنكوفونية التي كان من المقرر عقدها في تونس، كرد فعل على الإهانات التي تعرض لها النبي محمد والمعتقدات الإسلامية في فرنسا.

وفي سياق متصل، قال عزمي عبد الحميد، رئيس مجلس شورى التنظيم الإسلامي (مابيم)، في بيان إن “تصريحات ماكرون تشير بوضوح إلى جهله بالإسلام”.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى