close
منوعات

كتابة سطر 100 مرة.. أشهر العقـ.ـوبات المدرسية في عهد الفراعنة المصريين

عُثر بمخبأ تم اكتشافه مؤخرًا على 18 ألف دفتر ملاحظات مصري قديم، الأمر الذي مكّن من إماطة اللثام عن رؤية رائعة للحياة اليومية للناس في زمن بطليموس 12، والد كليوباترا الذي حكم في القرن الأول قبل الميلاد.

وقال الكاتب جاك بلاكبيرن في تقرير له بصحيفة “تايمز” (The Times) البريطانية، إن إلزام التلاميذ بكتابة عدد من الأسطر كان دائما أمرا أساسيا في الترسانة العقابية لمعلم المدرسة، والآن هناك دليل على أن هذه الممارسة تعود إلى أكثر من ألفي عام.

وتتميز هذه الأوستراكا -وتعني قطعا فخارية من الحجر الجيري تستخدم بديلا لأوراق البردي- بأمثلة مميزة لقوائم التسوق والسجلات التجارية والعمل المدرسي. وقد بدا أكثر من 100 من تلك المؤلفات مألوفة بشكل مثير للريبة لأولئك الذين لديهم خبرة في عقاب التلاميذ.

وقالت جامعة توبنغن في ألمانيا، والتي أجرى باحثوها التنقيب الأثري، “يحتوي عدد مكون من 3 أرقام من الأوستراكا أيضًا على تمارين كتابية يصنفها الفريق على أنها عقاب، وكانت القطع منقوشة بالحرف نفسه أو الحرفين في كل مرة، من الأمام والخلف”.

ولم تكن الكتابة المتكررة بوصفها عقابا هي الاكتشاف الوحيد في هذه المدرسة القديمة التي تبدو مألوفة حتى لتلاميذ اليوم، إذ يقول البروفيسور كريستوفر ليتز، الذي أجرى التنقيب “هناك قوائم بالأشهر والأرقام والمسائل الحسابية وتمارين القواعد”.

 

وثمة عناصر أخرى أكثر خصوصية، بما في ذلك “أبجدية الطيور”، حيث يتم تخصيص كل حرف لطائر يبدأ اسمه بهذا الحرف. إلى جانب الأمثلة المكتوبة، تتميز الأوستراكا الأخرى برسومات تصور الأشكال والبشر والآلهة، وكذلك الطيور مثل السنونو والحيوانات مثل العقارب.

وقد تمت الاكتشافات في مستوطنة أثريب القديمة، 125 ميلاً شمال الأقصر، وتشير إلى أنها كانت مدينة رائدة ومتعددة الثقافات، وعلى أقل تقدير كانت متعددة اللغات.

فبينما اكتشف الفريق 80% من النقوش المكتوبة بالخط الديموطيقي الشهير في ذلك الوقت، كانت هناك أيضًا أمثلة باليونانية والكتابات الهيراطيقية الأقدم، بالإضافة إلى الكتابات الهيروغليفية والقبطية.

واستخدمت الأوستراكا على نطاق واسع في مصر القديمة، واستخدم الكتّاب قصبًا أو عصا مجوفة مغموسة بالحبر لنقش علاماتهم. ولا شك في أن حجم هذا الكنز كان هائلا ولا يمكن مقارنته إلا ببعض ما عثر عليه بالقرب من وادي الملوك.

وينقب علماء المصريات من توبنغن منذ ما يقرب من عقدين بدعم من وزارة السياحة والآثار المصرية. وقد تمثل هدفهم الأصلي في محاولة الكشف عن معبد بناه بطليموس 12 في الموقع. نجح ذلك المشروع وأصبح المعبد مفتوحا للجمهور.

المصدر : تايمز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى