close
أخبار تركيا

عهد بايدن.. هل تتغير سياسة واشنطن تجاه إسرائيل؟ وما مصير نتنياهو بعد ترمب؟

[ad_1]

تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن سياسة جو بايدن تجاه الشرق الأوسط ستختلف عن سياسة سلفه دونالد ترمب، بخاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإيران، فيما يرى محللون أن مصيراً مشابهاً لترمب بات يهدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

أوساط إسرائيلية تشير إلى تغيّر محتمل في السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط خلال حكم بايدن 
أوساط إسرائيلية تشير إلى تغيّر محتمل في السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط خلال حكم بايدن 
(مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي)

في الوقت الذي انهالت فيه التهاني على جو بايدن من جميع أنحاء العالم مباشرة
عقب إعلان فوزه بمنصب رئيس الولايات المتحدة خلفاً لدونالد ترمب، عمّ الصمت سماء تل
أبيب، وبينما بدأ المسؤولون في إسرائيل تهنئة بايدن، كان رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو مختفياً عن الأنظار، بشكل مناقض تماماً للانتخابات التي فاز فيها
ترمب قبل سنوات، إذ كان نتنياهو أوّل من هنأ في حينه.

العلاقات الودية والصداقة المتينة بين نتنياهو وترمب لم تكن تخفى عن أحد
في إسرائيل وخارجها، وهي العلاقات التي ترجمها ترمب بهدايا كثيرة منحها لنتنياهو
كي ينقذه من الفشل الذي كان يتربص به في الانتخابات ثلاث مرّات، وكذلك من تهم
الفساد التي تلاحقه.

خلال عهد ترمب تميّزت العلاقات بين تل أبيب وواشنطن بأنها منقطعة النظير، وهكذا كانت على أرض الواقع، إذ نقل ترمب سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، وأعلن
اعترافه بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ثمّ اعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات
الجولان السوري المحتل، وختم فترة حكمه بدفع دول عربية على رأسها الإمارات
والبحرين والسودان إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهي هدايا كان المستفيد الأكبر
منها نتنياهو الذي كان يحسبها إنجازات شخصية حقّقها لشعبه، كما كان يزعم.

تقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن نتنياهو هنّأ بايدن
بفوزه بالانتخابات، “في تغريدة على حسابه في توتير حيث تظهر بالخليفة
صورته مع ترمب، كتب نتنياهو تهنئة لبايدن بعد 12 ساعة من
فوزه”.

وتعد 12 ساعة، بالنسبة إلى إسرائيل متأخرة للغاية، إذ تعتبر إسرائيل نفسها أكثر الدول قرباً من الولايات المتحدة، بخاصة نتنياهو الذي يتشدق بعلاقاته الواسعة بالأمريكيين.

وتضيف: “لكن نتنياهو ظلّ مصراً على أن يهنئ بايدن، لا الرئيس، إذ لم
يشر إلى أن بايدن صار رئيساً للولايات المتحدة في تغريدته”.

وكتب نتنياهو: “كامل التبريكات لبايدن وكاميلا هاريس، جو، لدينا علاقات
شخصية متواصلة وحميمية منذ ما يقارب 40 سنة،
وأنا أعرفك كصديق جيد لإسرائيل، وآمل أن نعمل معكما وأن نقوي العلاقات بيننا
أكثر”.

نتنياهو قلق.. مصير مشابه؟

يقول الكاتب باروخ
ليشيم في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت تحت عنوان “نتنياهو قلق؟”، إن
“بين سياسية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي
الذي لم يفز بالانتخابات دونالد ترمب تقارباً كبيراً، على الرغم من اختلاف نشأتهما، فترمب ابن رجل
أعمال نذر حياته للمقاولات والأموال، في حين أن نتنياهو ابن لبروفيسور ومؤرخ طرح
أبحاثاً ودراسات حول الصهيونية”.

ويشير إلى أن “نتنياهو وترمب استعانا بوسائل الإعلام كي يحافظا على
المنصب ويظفرا به، كما خلقا أعداءً جدداً، فترمب خلّف عداوة مع المهاجرين، فيما حوّل نتنياهو اليسار الإسرائيلي إلى مجموعة من الخونة الذين يتحالفون مع العرب في
إسرائيل لتهديد أمن الدولة”.

ويرى أنه على الرغم من الاختلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن
نتنياهو قد يواجه مصيراً يشبه مصير ترمب، فهو “ما زال يحتفظ حتى الان بقاعدة
انتخابية كبيرة، لكن الجمهور في إسرائيل تغيّر الآن، بخاصة مؤيدو اليسار والمركز
الذين يخرجون إلى الشوارع ليل نهار للتظاهر في مشهد لم نألفه منذ سنين طويلة،
مشهد سببه كثير من الكذب الذي يسوقه نتنياهو”.

إسرائيل تتوجس.. ملفات قابلة
للتغيير

تعتقد أوساط إسرائيلية أن بايدن لن يمنح تل أبيب فرصة بلورة المشهد السياسي
على الوجه الذي يراه نتنياهو وحكومته اليمينة، كما سبق وجرى خلال فترة حكم ترمب
للبيت الأبيض.

تقول المحللة السياسية كيرن بتسيلائيل للقناة الـ12 الإسرائيلية
إن “جو بايدن على الرغم من تأييده لإسرائيل فإن مخططاته في عدد من ملفات
الشرق الأوسط قد تتغير، وستكون مختلفة عن مخططات دونالد ترمب”.

وتضيف: “جو بايدن سياسي مخضرم ويحظى بعلاقات ممتازة مع إسرائيل، حتى إنه قال غير مرّة إنه صهيوني، ولكن التقديرات تشير إلى أنّه قد يسعى لتوقيع
اتفاق جديد مع إيران مشابه للاتفاق الذي رفضه نتنياهو سابقاً، كذلك لديه آراء قد
لا تعجب البعض تتعلق بالاستيطان الإسرائيلي وأخرى تتعلق بتأييده إقامة دولة
فلسطينية”.

وتشير إلى أن الساحة الفلسطينية قد تشهد تغيراً خلال الفترة القادمة، فـ”بايدن أيّد بقوة توقيع اتفاقيات تطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل وتعهد
بأن يسعى إلى اتفاقيات مشابهة، ولكنه يختلف عن ترمب في ما يتعلق بالعلاقات
الأمريكية-الفلسطينية، فهو يشجع التفاوض مع السلطة الفلسطينية، وقد يسعى أيضاً لتجديد الدعم المادي الذي جمّده ترمب”.

وتوضح أن “بايدن يدعم حل الدولتين ويرفض أي مسعى لضمّ أراضٍ أحادي الجانب”،
وهو ما يناقض سياية ترمب ونتنياهو معاً.

وتقول إن “الديمقراطيين وبايدن لن ينسوا أبداً الموقف المحرج الذي
وضعهم فيه نتنياهو عام 2010، حين زار بايدن بصفته نائباً للرئيس تل أبيب،
وأعلنت حكومة نتنياهو في الوقت نفسه تصديقها على بناء 1600 وحدة
استيطانية في القدس، وهو ما اعتبرته إدارة أوباما محرجاً وأدانه بايدن نفسه، مما دفع
نتنياهو إلى الاعتذار”.

وقال بايدن في حينه إن “قرار إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة شرقي
القدس من شأنه أن يزعزع الثقة بين واشنطن وتل أبيب”.

جدعون ليفي: لن يفعل بايدن شيئاً من أجل خلاص الفلسطينيين مثل تحقيق العدالة وتطبيق القانون الدولي
جدعون ليفي: لن يفعل بايدن شيئاً من أجل خلاص الفلسطينيين مثل تحقيق العدالة وتطبيق القانون الدولي
(Reuters)

الاحتلال لا يتأثر بالانتخابات!

في الوقت الذي يسعى فيه المحللون في إسرائيل إلى توقع
سياسة ترمب المستقبلية وتأثيرها على المشهد، يرى الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي أن
“الاحتلال لا يتأثر بهوية الرئيس الأمريكي المنتخب”.

ويشير
ليفي في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” إلى أن “الحقيقة التي لا خلاف
عليها منذ عقود، هي استمرار الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي. يبدو أنّ الطرفين
لا يُجمعان على أي مسألة، كما لا يجمعان على هذه القضية تحديداً. وعليه فلا أهمية
لهوية الرئيس الأمريكي المنتخب“.

ويضيف
“إذا كان ترمب صديق المستوطنين رغم اعترافه باحتلال الجولان، فإن بايدن لن
يفعل شيئاً لترحيلهم أو حتى زجرهم عن أفعالهم. يحتقر ترمب الفئات المستضعفة، وعليه
فهو يحتقر الفلسطينيين. فلم يكترث يوماً لحقوق الإنسان، كما لم يتناول القانون
الدولي خلال فترة رئاسته. ولا أظنّ أنّه سمع عن معاناة الفلسطينيين، وعليه فهو
نقيض خصمه. يعرف بايدن القليل عن حقوق الإنسان وعن المستضعفين، والمظلومين
والمقموعين. تتردد أصداء العبودية في ذهنه، وربما تلامس معاناة الشعب الفلسطيني
قلبه، وذلك بسبب رئيسه الأسبق براك أوباما الذي قارن واقعهم بالعبودية السوداء. قد
لا نجد في طاقم عمل بايدن أشخاصاً كـ”فريدمان” أو “كوشنير”، وقد
تحل محلهم رعية أكثر اعتدالاً وجدية. لكن لن يفعل بايدن شيئاً من أجل خلاص
الفلسطينيين، تحقيق العدالة، تطبيق القانون الدولي، بل سيدلي كما فعل الرئيس
المبجّل أوباما بتصريحات جوفاء”.

ويقول
إن بايدن “سيتبنى سياسة مختلفة، أقل ازدراء للفلسطينيين وأكثر اعترافاً بوجودهم. وعندما يحين الوقت لإطلاق خطة
السلام، صفقة قرن جديدة وخطة سلام أمريكية لن تخرج إلى حيز التنفيذ أبداً، فلن
يشارك في المراسم حاخامات أورثوذكسيون وقساوسة إنجيليون فقط، بل ممثلون فلسطينون
أيضاً. ولكن لن تتغير النهاية، كالعادة سيغطي الإعلام الحدث، وسيلتقط صوراً لقادة
المنطقة، وسترسل الولايات المتحدة مبعوثاً خاصاً للبلاد، وفي أحسن الأحوال ستعقد
مؤتمراً. لكن لن تتحقق هذه الوعود الفضفاضة أبداً. سينزف الجرح الفلسطيني على
قارعة الطريق، بينما يربض الحذاء الإسرائيلي على أعناق الفلسطينيين وتكبّل الأصفاد
أيديهم، في حين تنضم عُمان أيضاً إلى “عملية السلام””.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى