close
خطبة الجمعة بالعربي

المؤمن معتدل في كافة أعماله. خطبة الجمعة بالعربي 18.12.2020

المؤمن معتدل فِي كَافَّةِ أَعْمَالِهِ

المؤمن معتدل في كافة أعماله

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!

إِنَّ الْحَقَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي الْآيَةِ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!

إِنَّ الْحَقَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ الَّتِي قُمْتُ بِتِلَاوَتِهَا: وَابْتَغِ ف۪يمَٓا اٰتٰيكَ اللّٰهُ الدَّارَ الْاٰخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَص۪يبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَاَحْسِنْ كَمَٓا اَحْسَنَ اللّٰهُ اِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْاَرْضِۜ اِنَّ اللّٰهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِد۪ينَ”[1]

أَمَّا فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ فَيَقُولُ الرَّسُولُ الْأَكْرَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ”[2]

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!

إِنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ دِينُ الْاِعْتِدَالِ. حَيْثُ يَأْمُرُنَا بِأَنْ نَكُونَ مُتَوَازِنِينَ وَمُعْتَدِلِينَ فِي كَافَّةِ جَوَانِبِ حَيَاتِنَا. وَيُوصِينَا بِأَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ الْغُلُوِّ وَالْإِفْرَاطِ وَأَنْ نَحْيَا عَلَى الْاِسْتِقَامَةِ وَنَتَعَامَلَ بِحِكْمَةٍ وَاِتِّسَاقٍ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!

إِنَّ الْإِنْسَانَ سَيَظَلُّ سَعِيداً طَالَمَا حَافَظَ عَلَى التَّوَازُنِ الْقَائِمِ بَيْنَ الْمَادَّةِ وَالْمَعْنَى وَبَيْنَ الْبَدَنِ وَالرُّوحِ وَبَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَلَا يُمْكِنُ لِلْاِسْتِقْرَارِ وَالسَّلَامِ أَنْ يَسُودَ فِي عَالَمِنَا هَذَا إِلَّا مِنْ خِلَالِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى التَّوَازُنِ الْإِلَهِيِّ. وَلَا شَكَّ أَنَّ الْاِنْدِفَاعَ نَحْوَ الْغُلُوِّ وَالْاِفْرَاطِ فِي الشِّرَاءِ وَالتَّرْفِيهِ وَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْلِّبَاسِ وَالْحَدِيثِ وَالْكِتَابَةِ وَحَتَّى فِي الْأُمُورِ الدِّينِيَّةِ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُلْحِقَ الضَّرَرَ بِالْإِنْسَانِ وَالْمُجْتَمَعِ.

إِخْوَانِي الْأَفَاضِلُ!

إِنَّ مَا يَلِيقُ بِنَا نَحْنُ كَمُؤْمِنِينَ هُوَ أَنْ نَنْقُلَ ذَلِكَ التَّوَازُنَ الرَّائِعَ الَّذِي أَقَامَهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ ذَرَّةٍ مِنْ ذَرَّاتِ الْكَائِنَاتِ وَنَحْمِلَهُ إِلَى حَيَاتِنَا. أولاً: أَنْ نَتَّبِعَ الطَّرِيقَ الْوَسَطَ دُونَ الْاِنْدِفَاعِ نَحْوَ الْإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ. ثانيا:ً أَنْ لَا نَفْقِدَ الْاِعْتِدَالَ فِي الْحُزْنِ وَالْفَرَحِ وَفِي الْغَضَبِ وَالسَّعَادَةِ. ثالثاً: أَنْ نَمْتَثِلَ كَذَلِكَ لِدَعْوَةِ رَسُولِنَا الْحَبِيبِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ يَقُولُ، “فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا”[3]

وَيَا لَسَعَادَةِ مَنْ يَعِيشُونَ حَيَاةً مُعْتَدِلَةً مِثْلَمَا أَمَرَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ! وَمَنْ يَجْتَنِبُونَ الْغُلُوَّ وَالْإِفْرَاطَ وَيُحَافِظُونَ عَلَى اِسْتِقَامَتِهِمْ!

 [1] سُورَةُ الْقَصَصِ، الْآيَةُ: 77.

[2] اِبْنُ مَاجَه، كِتَابُ الزُّهْدِ، 28.

[3] صَحِيحُ الْبُخَارِيّ، كِتَابُ  الْإِيمَانِ، 29.

المؤمن معتدل فِي كَافَّةِ أَعْمَالِهِ

التَّارِيخُ: 18.12.2020

المُدِيرِيَّةُ العَامَّةُ لِلْخَدَمَاتِ الدِّينِيَّةِ

————————–

شاهد أيضاً: تحسن طفيف في سعر الليرة التركية أمام العملات. الجمعة 18 كانون الأول 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى