close
أخبار العالم

شاهد أكبر الصفـ.ـقات العسـ.ـكرية بين تركيا وباكستان تعـ.ـاون نـ.ـووي وطـ.ـائـ.ـرات متـ.ـطورة إليك التفاصيل

عززت تركيا وباكستان التعاون الثنائي في مجال الدفـ.ـاع والأمـ.ـن من خلال صفـ.ـقات دفـ.ـاعية مهمة منذ عدة سنوات، واليوم تُعَدُ تركيا ثاني أكبر مورد للتقنيات العسكـ.ـرية الباكستانية بعد الصين، وقد أُضيف المزيد من التقارب بين البلدين مع وصول رئيس الوزراء الباكستاني الحالي عمران خان إلى السلطة.

سفن حـ.ـربـ.ـية وطائـ.ـرات متطورة ومنـ.ـاورات

لقد بات أمرا عاديا أن تنقل وسائل الإعلام أخبارا متسلسلة حول النشاط العسـ.ـكري بين البلدين، كمشاركة السفينة البحرية الباكستانية “PNS Alamgir” و”P3C” لطـ.ـائرات الدوريـ.ـات البحرية بعيدة المدى التركية في التمرين متعدد الجنسيات “Dogu Akendiz 2019” في جنوب غرب تركيا، وبالإضافة إلى ذلك فوز أنقرة بمناقصة بمليارات الدولارات لتزويد أربعة طرادات إلى البحرية الباكستانية، وهي الصفقة التي اعتُبرت أكبر تصدير لصناعة الدفـ.ـاع التركية في التاريخ، كذلك تقوم تركيا ببيع مروحـ.ـياتها القتـ.ـالية متعددة المهام “T129” المتقدمة الهـ.ـجوم والاستـ.ـطلاع التكتيكي (ATAK) إلى إسلام آباد.

تعاون نـ.ـووي

أما فيما يتعلق بالتعاون النـ.ـووي بين البلدين، فإن ذلك يعود إلى الفترة ما بين عامي 1982و 1984 عندما اتضح أن تركيا كانت مركزا للعالم الباكستاني عبد القادر خان -العقل المدبر لأكبر حلقة انتشار نووي “غير مشروع” في التاريخ-، وأن باكستان خططت في نهاية تسعينيات القرن العشرين لنقل إنتاج أجهزة الطرد المركزي إلى تركيا، كما عرض خان على الأتراك قائمة من الخبرة التقنية لصنع قنـ.ـبلة.

في المحصلة، تُعنى تركيا بتحقيق أهدافها الإستراتيجية العسكـ.ـرية التي تُعَدُ باكستان رابطا مهما فيها.

بدأت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وباكستان عام 1947، بعدما أصبحت الأخيرة أكبر بلد مسلم على الخريطة العالمية.

وكانت تركيا واحدة من الدول القليلة التي اعترفت سريعا بباكستان عقب تأسيسها، ودعمت محاولاتها الناجحة لتصبح عضوة في منظمة الأمم المتحدة.

كما قامت تركيا بطباعة العملة الباكستانية “روبية” خلال الأشهر الأولى من إطلاقها.

وكانت باكستان تستخدم العملة البريطانية ـ الهندية المعدنية المختوم عليها اسم “باكستان” قبل التقسيم.

ورغم تاريخ العلاقات الحديثة بين باكستان وتركيا والتي بدأت منذ عام 1947، إلا أن جذور هذه العلاقة ممتدة منذ القرن التاسع عشر.

ودعم مسلمو شبه القارة الهندية تركيا سياسيا وماليا خلال حـ.ـرب القرم في القرن التاسع عشر.

وقال محمد علي صديقي، محلل سياسي مختص بشؤون تركيا، للأناضول، إن “الدعم (الذي قدمه مسلمو شبه القارة الهندية لتركيا) يمكن وصفه بالبداية الفعلية لعلاقات العصر الحديث بين باكستان وتركيا”.

وأضاف أن مسلمي شبه القارة الهندية “دعموا تركيا في حـ.ـرب الاستقلال التي تبعت الحـ.ـرب العالمية الأولى، عبر إطـ.ـلاقهم حـ.ـركة الخلافة الشهيرة (1919 ـ 1924) للضغط على الحكـ.ـومة البريطانية من أجل الحفاظ على سلطة السلطان العثماني خليفة للمسلمين”.

اتفاقيات

تعد باكستان وتركيا جزءا من العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والدفاعية خلال اثنين وسبعين عاما الأخيرة.

وكان ميثاق “بغداد” في خمسينيات القرن الماضي أول منتدى مشترك بين الدولتين.

وتم توقيع الميثاق بشكل رئيسي بين تركيا والعراق عام 1954، ثم تم تحويله إلى معاهدة مركزية أو حلف مركزي “CENTO” عام 1958 بعد انسحـ.ـاب بغداد منه.

وفي يوليو / تموز 1964، شكلت تركيا وباكستان وإيران، المنظمة الإقليمية للتعاون من أجل التنمية “RCD” لتعزيز التعاون الاجتماعي والاقتصادي بين الدول الثلاث.

غير أنه تم تغيير اسم المنظمة المذكورة في يناير / كانون الثاني 1985، إلى منظمة التعاون الاقتصادي “ECO” بين الأعضاء ذاتهم.

وعام 1992، تم توسيع نطاق منظمة “ECO” بانضمام سبع دول جديدة، وهي أفغانستان، وأذربيجان، وكازاخستان، وقرغيزستان، وطاجكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان.

دعم مستمر

دعمت باكستان دائما تركيا في موقـ.ـفها بشأن جمهورية شمال قبرص، فيما تدعم أنقرة إسلام آباد في إقليم جامو وكشمير.

وعلى هذا النحو، منـ.ـعت تركيا بالتعاون مع السعودية، في فبراير / شباط 2018، مساعي أمريكية وبريطانية لإدراج باكستان ضمن قائمة الدول التي فشلت في الحد من تمويل الإرهـ.ـاب.

وفي المقابل، أطـ.ـلق الباكستانيون حملة “دعم الليرة التركية” في جميع أنحاء البلاد، بشراء الليرة بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية الجانب ضـ.ـد وزيرين تركيين في أغسطس / آب الماضي.

وفرضـ.ـت واشنطن العقـ.ـوبات عقب توقيف تركيا القس الأمريكي أندرو برانسون، واتهامه بالإرهـ.ـاب (أفرجت عنه تركيا في أكتوبر / تشرين الأول الماضي بعد تمضيته مدة حبـ.ـسه).

وفي السياق، يعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الشخصية الأجنبية الوحيدة التي شاركت ثلاث مرات في جلسة مشتركة للبرلمان الباكستاني، وذلك خلال الأعوام 2009، و2012، و2016.

وتعتبر باكستان واحدة من الدول القليلة التي أدانت بشكل فوري المحاولة الانقـ.ـلابية الفاشلة في تركيا عام 2016، وأعربت عن تضامنها مع الحكـ.ـومة التركية المنتخبة.

والأسبوع الماضي، أمرت المحكمة الباكستانية العليا الحكـ.ـومة في إسلام آباد بتصنيف “غولن” منظمة إرهـ.ـابـ.ـية، وحظر مدارسها في جميع أرجاء البلاد.

ودبرت المنظمة بقيادة فتح الله غولن، المطلوب لأنقرة، محاولة انقـ.ـلابية فاشـ.ـلة في 15 يوليو / تموز 2016 في تركيا، أسقـ.ـطت 251 شهـ.ـيدا ونحو ألفين ومئتي مصـ.ـاب.

تعاون اقتصادي

تمثل أنقرة وإسلام آباد جزءا من اتفاقيات عدة، إلا أنهما عززا تعاونهما الاقتصادي، والدفاعي، والصحة، والطاقة، بعد وصول حـ.ـزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان إلى السلطة.

والعام الماضي، أسست شركة “زولو إينرجي هولدنج” لتوليد الكهرباء، وهي شركة تركية رائدة، مشروع طاقة شمسية قدرته 100 ميغاوات، في حديقة “القـ.ـائد الأعظم الشمسية” في منطقة باهاوالبور بإقليم البنجاب (أكبر أقاليم باكستان).

وفي نوفمبر / تشرين الثاني المنصرم، أعلنت شركة “كوكا كولا” في تركيا، ضخ استثمارات بقيمة 200 مليون دولار في باكستان خلال فترة تراوح بين عامين وثلاثة أعوام.

وعلى صعيد القطاع الصحي، أهدت تركيا مستشفى إلى باكستان عام 2014.

ويقع ذلك المستشفى في منطقة “مظفر كرة”، على بعد 380 كيلومترا من عاصمة إقليم البنجاب لاهور.

كما كانت الحكـ.ـومة التركية في مقدمة من قدموا المساعدات لإسلام آباد في جهودها الرامية إلى إعادة تأهيل ضحـ.ـايا الزلزال المـ.ـدمر الذي ضرب أزاد كشمير ـ الجزء الخاضع لسيطرة إسلام آباد من إقليم كشمير ـ عام 2005، وراح ضحيته أكثر من 80 ألف شخص.

كما كانت تركيا من أوائل الدول التي ساعدت باكستان في عملـ.ـيات إعادة الإعمار عقب الفيضانات التي ضربت البلاد عام 2010 و2011، وغمرت خُمس مساحة باكستان.

ووفرت الحكـ.ـومة التركية السكن لنحو ألفين من ضحـ.ـايا الفيضانات في منطقة ثاتا، قرب مدينة كراتشي جنوبي باكستان.

تعـ.ـاون دفـ.ـاعي

في يوليو / تموز الماضي، وقعت شركة “توساش” للصناعات الجـ.ـوية والفضائية اتفاقية مع وزارة الدفـ.ـاع الباكستانية، تنص على تزويدها بـ 30 مروحية استطلاع تكتيكي من طراز “أتاك T129″، إضافة إلى حزمة من العقود الخاصة بالمواد الاحتياطية، واللوجستية، والذخائر والتدريب.

وسيتم تسليم المروحيات المشار إليها، والمصممة خصوصا للهـ.ـجوم والاستطلاع، تدريجيا على مدى خمس سنوات.

وفي الوقت نفسه، ستشتري أنقرة مقاتـ.ـلات من طراز (MFI-17″ (Super Mushshak” إضافة إلى ثلاث غواصات من باكستان، كما ستشتركان في بناء ناقلة أسطول.

وفي السياق، فازت أنقرة في يوليو 2018 بمناقصة بمليارات الدولارات، لتوريد أربع فرقاطات إلى البحرية الباكستانية، تم وصفها بأنها “أكبر صفقة تصدير لصناعات الدفـ.ـاع التركية في التاريخ، قام بها وزير الدفـ.ـاع الوطني نور الدين جانيكلي”.

وفقا للاتفاق، سيتم بناء فرقاطـ.ـتين في مدينة إسطنبول، واثنتين أخريين في مدينة كراتشي الباكستانية.

تحالف الأقوياء.. هل يُحقِق التعاون النووي بين تركيا وباكستان أهدافه؟

في إبريل/نيسان عام 2017، أراد الحـ.ـزب الحاكم في تركيا “العدالة والتنمية” كسب نقاط انتخابية لصالحه عبر الترويج لشعبية بلاده في العالم الإسلامي السني تحت حكـ.ـم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ولتحقيق ذلك، مول الحـ.ـزب إعلانا ترويجيا صُوِر في الأراضي الباكستانية يُظهِر زوجين تركيين يجلسان في مقهى يتفاجآن بمذكرة الحساب التي سلمها إليهما النادل الباكستاني وقد دُفعت، وقبل أن تتمكن علامات الدهشة أكثر من الزوجين المشوشين أخبرهما النادل أن “السيد أردوغان قام بتسديد الفاتورة”.

إلى حدٍ أكبر مما يروج إليه الإعلان السابق، تتنامى العلاقات الإستراتيجية الممتدة لعقود بين البلدين، ففي باكستان التي دُعمت من أنقرة بعد وقت قصير من تقسيمها من قِبل الهند، لا غرابة أن تجد طرقا وشوارع باسم مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، وبالمثل كان الوضع في تركيا التي يسمى طريق رئيسي في عاصمتها باسم مؤسس باكستان محمد علي جناح، وفي السنوات الأخيرة واصلت إسلام آباد مد يد العون لتركيا، فكان رئيس الوزراء الباكستاني آنذاك نواز شريف من أوائل من اتصلوا بأردوغان لدعمه إثر محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا عام 2016.

وهو الموقـ.ـف الذي ساهم في دفع أردوغان لتكثيف العلاقات الثنائية بين البلدين، تلك العلاقات التي كان يقودها أردوغان بنفسه، حين زار باكستان أربع مرات، آخرها في فبراير/شباط الماضي للمشاركة في الجلسة السادسة لمجلس التعاون الإستراتيجي الباكستاني التركي بصحبة وفد كبير من الوزراء والمستثمرين وممثلي قطاع الأعمال، ومنعا للعـ.ـزلة الدولية لكلا البلدين، واصلت أنقرة دعم إسلام آباد في القضية الأهم الخاصة بإلغاء الحكـ.ـومة الهندية المادة 370 التي أعطت وضعا ذاتيا لمنطقة جامو وكشمير المتنـ.ـازع عليهما، مقابل ذلك لم تتوانَ باكستان عن الانضمام إلى مجموعة صغيرة من الدول التي انحازت إلى الموقـ.ـف التركي خلال “عملية ربيع السلام” في شمال شرق سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2019، كما أكدت مؤخرا دعمها للموقف العسـ.ـكري التركي في المسرح السوري الحالي.

لكن الأهم بالنسبة لحليفَيْ واشنطن هو التعاون العسـ.ـكري الوثيق القائم أيضا منذ فترة طويلة، فخلال الحـ.ـرب الباردة مهد الإدراك المتبادل للتهـ.ـديد السوفيتي الطريق لتقوية العلاقات التركية الباكستانية خلال القرن الماضي، ثم بعد صعود أردوغان الذي أراد أن تصبح بلاده أكثر استقلالية عن “الغرب”، كانت باكستان -وهي الدولة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة التي تمتلك أسلـ.ـحة نـ.ـوويـ.ـة منذ عام 1997- خيارا مهما كشريك يمكنه أن يُحقِق لأنقرة تنويعا في علاقاتها الدفـ.ـاعية، وفي الوقت الذي يمر فيه الاتحاد الأوروبي بعملية تحوُل، أضحت باكستان هي الشريك الإستراتيجي الذي يساعد تركيا للحفاظ على التوازن بين الشرق والغرب، ويزيد نفـ.ـوذها في آسيا.

الخيارات النـ.ـوويـ.ـة مفتوحة

في بداية الخمسينيات، قررت الولايات المتحدة إنشاء قـ.ـاعدة جوية على أراضي مدينة أضنة التركية بُغية ردع الاتحاد السوفيـ.ـتي خلال الحـ.ـرب الباردة، وتحديدا في العام 1955 أصبحت تلك القـ.ـاعدة المعروفة باسم “إنجرليك” جاهزة تملؤها الأسـ.ـلحـ.ـة والمعدات والجنود الذين يبلغ عددهم اليوم ألفَيْ جنـ.ـدي أميركي.

إمكانيات “إنجرليك” العسكـ.ـرية أتاحت للقـ.ـاعدة الوصول إلى كل بقعة ساخنة في الشرق الأوسط، حيث كانت القـ.ـاعدة على مر السنوات مركزا لوجستيا ومرفق دعم شارك في جملة من النـ.ـزاعـ.ـات في الشرق الأوسط، بدءا بأزمة لبنان 1958 إلى حـ.ـرب الخليج وليس انتهاء بالمشاركة في الحـ.ـرب الجـ.ـوية ضـ.ـد مقاتلي تنظـ.ـيم الدولة الإسـ.ـلامية “داعـ.ـش” في سوريا والعراق

ومع دورها هذا تبقى النقطة الأكثر حساسية لوجود هذه القـ.ـاعدة هي احتواؤها على قنـ.ـابل نووية حسبما أقرت إدارة ترامب مؤخرا، ففيها يوجد ما يقرب من 50 قنـ.ـبلة نـ.ـووية من طراز (B61K) وُضِعت كجزء من سياسة التقاسم النـ.ـووي للحلف العسـ.ـكري الغربي للناتو

وهي قنـ.ـابل الجاذبية النـ.ـووية الحرارية مع (FUFO) قابل للتعديل (خيار الانصهار الكامل) الذي يسمح بإنتاج منخفض إلى متوسط ​​يتراوح من 0.3 إلى 340 كيلو طن

 ورغم أن الأسـ.ـلحـ.ـة تخضع لسيطرة الولايات المتحدة فإن المخاوف تُثار بين الفينة والأخرى حول مصيرها بسبب عدم الاستقرار الإقليمي والخـ.ـلافاـ.ـت السياسية في المنطقة، خاصة أن أنقرة -حسب المصادر الأميركية- تعتبر الأسـ.ـلحـ.ـة الموجودة على الأراضي التركية “تركية بالفعل”، وهو ما كان يُغذي شعورها إلى حدٍ ما بعدم الحاجة إلى قنـ.ـبلة خاصة بها.

بيد أن وجود السـ.ـلاح النووي الأميركي على الأراضي التركية لم يحجم أنقرة عن محاولات امتلاك أسـ.ـلحة نـ.ـووية

فقد تركت أنقرة “خياراتها النـ.ـووية مفتوحة” كما أشار تقرير عام 2012 من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي المعنون بـ “تركيا والقنـ.ـبلة”،

وفي العام 1979 بدأت أنقرة في تشغيل عدد قليل من المفاعلات البحثية الصغيرة، ومنذ عام 1986 أخذت تُنتج وقود مفاعلات في مصنع تجريبي في إسطنبول يعالج أيضا وقـ.ـودا مستهلكا ونفايات عالية الإشعاع،

واليوم تؤدي موسكو دورا متزايد الأهمية في التخطـ.ـيط النـ.ـووي التركي طويل المدى، حيث تعمل على بناء أربعة مفـ.ـاعـ.ـلات نـ.ـووية في تركيا تأخر سير عملها عن الموعد المحدد، فالمـ.ـفاعـ.ـل الأول، الذي كان من المقرر أصلا أن يبدأ تشغيله في العام الجاري، أصبح من المنتظر أن يبدأ عمله في أواخر عام 2023.

وبرغم أن تركيا لا تزال في طور وضع المخططات، وليس من السهل عليها أن تحصل على الوقود الذي يُعَدُ أصعب جزء في عملية حيازة القنـ.ـابل وبناء ترسـ.ـانة نـ.ـووية سرية

فإنها قطعت شوطا مهما وأخذت بتعلم المهارات الهائلة اللازمة لتنقية اليورانيوم وتحويله إلى بلوتونيوم لاستخدامه في الرؤوس الحـ.ـربية النـ.ـووية، وهما الوقودان الرئيسيان للقنابل الذرية.

طموحات أنقرة

“من غير المقبول أن تمنع الدول المسـ.ـلحة النووية أنقرة من الحصول على أسلحتها النووية”، كان هذا النص جزءا مما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام أعضاء لحزب العدالة والتنمية الحاكم في الرابع من سبتمبر/أيلول 2019.

لم يكن من المنطقي اعتبار موقـ.ـف أردوغان السابق مجرد تصريح “ناري” يهـ.ـدف إلى ترهيب خصومه، فالأرجح أن ما قاله جاء في إطار التحوُل الملموس في سياسة بلاده التي انضمت إلى اتفاقية معاهدة حظر الانتشار النـ.ـووي في عام 1980، ولديها برنامج نـ.ـووي مدنـ.ـي تتعاون في توسيعه مع شركات روسية ويابانية.

فتركيا التي تفتقر إلى دفـ.ـاع جوي وصاروخي إستراتيجي أمام خصومها الإقليميين، فهي مَن أصرت بشكل واضح على امتلاك منظومة صـ.ـواريخ أرض-جو المتطور من موسكو (S-400) ضـ.ـاربة بالتحـ.ـذيرات الأميركية عرض الحائط، كما حدث وأن هددت أنقرة بتطوير أسـ.ـلحـ.ـة نـ.ـووية خاصة بها ردا على دعـ.ـوات الإدارة الأميركية التي تُطالبها بإزالة أو تعطيل القنـ.ـابل النـ.ـووية في قـ.ـاعدة “إنجرليك”.

وفي وقت يرى فيه بعض المراقبين أن تركيا قد تُحجم عن أي خطوة فعلية نحو الصـ.ـناعة النـ.ـووية تجنُبا لفرض عقـ.ـوبات دولية تُنهك الاقتصاد التركي، يُشغَل خصوم تركيا بالعلاقة الدفـ.ـاعية المزدهرة بين باكستان وتركيا وبارتباطها بالنـ.ـووي المحتمل، على اعتبار أن باكستان تمنح أنقرة علاقات إستراتيجية عسكـ.ـرية مهمة، حيث نمت علاقاتهما العسكـ.ـرية منذ العام 1988 بموجب آلية المجموعة الاستشارية العسكـ.ـرية الباكستانية التركية، ثم ساهم برنامج تبادل التدريب للقـ.ـوات المسـ.ـلحة بين جيشي البلدين الذي افتُتح عام 2000 في تدريب ما يقرب من 1500 ضـ.ـابط عسـ.ـكري باكستاني في تركيا.

كما عُزِز التعاون الثنائي في مجال الدفـ.ـاع والأمن من خلال صفقات دفاعية مهمة في 2018، واليوم تُعَدُ تركيا ثاني أكبر مورد للأسلـ.ـحة الباكستانية بعد الصين، وقد أُضيف المزيد من التقارب بين البلدين مع وصول رئيس الوزراء الباكستاني الحالي عمران خان إلى السلطة عام 2018، حيث بات اعتياديا أن تنقل وسائل الإعلام أخبارا متسلسلة حول النشاط العسـ.ـكري بين البلدين، كمشاركة السـ.ـفينة البحـ.ـرية الباكستانية “PNS Alamgir” و”P3C” طائـ.ـرات الدوريـ.ـات البحرية بعيدة المـ.ـدى في التمرين متعدد الجنسيات “Dogu Akendiz 2019” في جنوب غرب تركيا، أو فوز أنقرة بمناقصة بمليارات الدولارات لتزويد أربعة طـ.ـرادات إلى البحرية الباكستانية، وهي الصفقة التي اعتُبرت أكبر تصدير لصنـ.ـاعة الدفـ.ـاع التركية في التاريخ، كذلك تقوم تركيا ببيع مروحـ.ـياتـ.ـها القتـ.ـالية متعددة المهام “T129” المتقدمة الهـ.ـجوم والاستطـ.ـلاع التكتيكي (ATAK) إلى إسلام آباد.

أما فيما يتعلق بالتعاون النووي بين البلدين، فإن ذلك يعود إلى الفترة ما بين 1982-1984 عندما اتضح أن تركيا كانت مركزا خفيا للسوق السوداء للعالم الباكستاني عبد القادر خان -العقل المدبر لأكبر حلقة انتـ.ـشار نـ.ـووي “غير مشروع” في التاريخ-، وأن باكستان خططت في نهاية تسعينيات القرن العشرين لنقل إنتاج أجهزة الطرد المركزي إلى تركيا، كما عرض خان على الأتراك قائمة من الخبرة التقنية لصنع قنـ.ـبلة.

في المحصلة، تُعنى تركيا بتحقيق أهدافها الإستراتيجية العسكـ.ـرية التي تُعَدُ باكستان رابطا مهما فيها، لكن لا يزال البلدان يواجهان عقبات أمام مزيد من التقارب بينهما بسبب بعض مواقف الدول العربية الحليفة لباكستان التي تعتبر تركيا تهـ.ـديـ.ـدا كبيرا لها، فأبو ظبي والرياض التي تحـ.ـارب النفوذ التركي في العالم الإسلامي لم تتوانَ عن الضغط على إسلام آباد لمنعها من مزيد من التقارب مع تركيا.

تحت وطأة الحاجة إلى الدعم المالي من أبو ظبي والرياض لم يكن من المفاجئ أن يمتنع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في أواخر العام الماضي عند حضور القمة الإسـ.ـلامية المصغرة التي عُقدت في كوالالمبور، لكن برغم ما يُرجِحه بعض المراقبين من محاولة باكستان موازنة علاقاتها مع كلٍ من أنقرة والرياض، للحفاظ على الوضع الراهن، يُعَدُ الحديث المتواصل عن التعاون في الإطار العسـ.ـكري النووي سببا لظهور تحديات كبيرة أمام البلدين.

المصدر: وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى