close
أخبار تركيا

جماعة الكانيات في ليبيا.. تحالفات غامضة وجرائم وتصفيات تشهد عليها ترهونة

[ad_1]

برز اسم جماعة الكانيات أو “اللواء السابع” بعد فرض الخزانة الأمريكية مؤخراً عقوبات عليها، وتتضارب الأنباء حول انتماء هذه الجماعة التي اتهمَت بارتكاب مجازر عدة وتصفيات راح ضحيتها العشرات في ليبيا، وتشهد عليها المقابر الجماعية المكتشفة مؤخراً في ترهونة.

صورة لمحسن الكاني على جدران أحد المعتقلات التابعة للكانيات
صورة لمحسن الكاني على جدران أحد المعتقلات التابعة للكانيات
(ميدل إيست آي)

مع تفاقم الأزمة في ليبيا، بدأت بعض المليشيات
المسلحة بالظهور بدعم من جهات خارجية، وأخذت في تنفيذ جرائم عدة بحق المدنيين
هناك. ومن بين تلك المليشيات برزت جماعة الكانيات الليبية التي أعلنت وزارة
الخزانة الأمريكية مؤخراً فرض عقوبات عليها وعلى وزعيمها.

وقالت الوزارة الأمريكية في بيان، إن “العقوبات
تستهدف مليشيا الكانيات المعروفة أيضاً باللواءين السابع والتاسع وقائدها محمد
الكاني”.

محمد الكاني ومليشيا الكانيات عذبوا وقتلوا مدنيين أثناء حملة قمع وحشية في ليبيا

وزير الخزانة الأميركي – ستيفن منوتشين

وعثرت سلطات حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دولياً، على
عشرات الجثث في مقابر جماعية بمدينة ترهونة جنوب شرق طرابلس، منذ أن استعادتها في
يونيو/حزيران الماضي من مليشيا الكانيات الموالية لمليشيا اللواء المتقاعد خليفة
حفتر.

وأصدرت النيابة الليبية في منتصف يونيو/حزيران أوامر بالقبض
على 20 شخصاً اتهمتهم بالمسؤولية عن تلك المقابر الجماعية، وعلى رأسهم محمد خليفة
الكاني، وعبد الرحيم الكاني، وعمر الكاني.

الكانيات.. من الانتقام الشخصي إلى جماعة مسلحة

و”الكانيات” لقب يطلق على عائلة
الكاني التي تتكون من خمسة أشقاء، بعد مقتل شقيقهم السادس علي الكاني على يد عصابة
إجرامية في عام 2013 بطريقة فظيعة قلبت حياة الأسرة رأساً على عقب، حيث قرر أشقاؤه
الانتقام له، وفي ظل حالة الانفلات الأمني، قتلوا جميع أفراد العصابة وعوائلهم،
بحسب بوابة إفريقيا الإخبارية.

ومن هناك، اتجه أفراد “الكانيات”
للسيطرة على مقر كتيبة “الأوفياء” العسكرية في مدينة ترهونة، واستحوذوا
على الأسلحة الثقيلة الموجودة به، وطردوا جميع الملشيات من المدينة، وشكلوا قوة
عسكرية تتكون من عناصر كانت تنشط داخل قوات النخبة في النظام السابق مثل اللواء 32
معزز، وكتيبة محمد المقريف، إضافة الى عدد من خريجي الأكاديميات والمدارس العسكرية.

وبسطوا نفوذهم على مدينة ترهونة، قبل أن تستعيد حكومة الوفاق الليبية السيطرة على المدينة. لكن التحول
اللافت في هذه الجماعة، هي انتقالها من جماعة قاتلت مليشيات حفتر، إلى جماعة دخلت
في اشتباكات مسلحة مع ألوية أخرى، بعد أن قرر المجلس الرئاسي حلها في أبريل/نيسان
الماضي.

ومع أن اللواء السابع، يعلن تبعيته لحكومة
الوفاق، إلا أنه لا يرضخ لأوامرها، ولا حتى لاتفاقات وقف إطلاق النار، التي جرت
تحت إشرافها، ناهيك عن أن الحرس الرئاسي وقيادة أركان القوات التابعة للوفاق، تبرأت
من اللواء السابع، الذي هاجمت صفحته الرسمية حكومة الوفاق بعد تعرض مدينة ترهونة لقصف
جوي.

دعم روسي

وفي وقت سابق، منعت روسيا لجنة بمجلس الأمن
الدولي من إدراج الجماعة المسلحة الليبية وزعيمها في القائمة السوداء لانتهاكات
حقوق الإنسان لأنها قالت إنها تريد رؤية مزيد من الأدلة أولاً على قتلهما مدنيين، حسب وكالة رويترز.

واقترحت الولايات المتحدة وألمانيا أن تفرض
لجنة عقوبات ليبيا التي تضم 15 عضواً بمجلس الأمن تجميداً للأصول وحظر سفر على
مليشيا الكانيات وزعيمها محمد الكاني.

ويجب الموافقة على مثل هذه الخطوة بالإجماع لكن
روسيا قالت إنها لا يمكنها الموافقة على ذلك.

وقال دبلوماسي روسي لزملائه في مجلس الأمن في
مذكرة اطلعت عليها رويترز إن “دعمنا في المستقبل ممكن لكنه مشروط بتقديم دليل
قاطع على تورطهم في قتل مدنيين”.

تحالفات “اللواء السابع”.. أنباء
متضاربة

في السياق ذاته، يرى البعض أن اللواء السابع،
ينتمي إلى الجماعة الليبية المقاتلة، بحكم أن مؤسسها “عبد العليم
الساعدي”، حارب في أفغانستان، كما أن قائدها الحالي محمد الكاني، يوصف بأنه
ينتمي إلى “التيار السلفي المدخلي”، ويقاتل أنصار هذا التيار في صفوف مليشيا
حفتر في شرقي ليبيا، ما
يجعل الأنباء تتضارب حول انتماء اللواء السابع وتحالفاته الجديدة.

وبينما يعتبر آخرون أنه موال لحكومة الإنقاذ
السابقة (2014-2017)، بحكم أنه قاتل إلى جانب تحالف “فجر ليبيا” بقيادة
صلاح بادي، ضد قوات الزنتان المتحالفة حينها مع مليشيا حفتر، في
حين يرى طرف ثالث أن اللواء السابع، موالٍ لنظام القذافي السابق، بدليل أن أحمد
قذاف الدم، ابن عم الزعيم الراحل معمر القذافي، أعلن تأييده لعملياته في طرابلس،
كما أن العديد من مقاتليه في الأصل كانوا ضمن اللواء 32 معزز، وكتيبة امحمد،
التابعين لنظام القذافي السابق، فضلاً عن أن مدينة ترهونة كانت من بين أكثر المدن
تأييداً للنظام السابق خلال “ثورة 17 فبراير” 2011، وما زال أبناؤها
يحملون رغبة في الانتقام من الثوار.

إلا أن هناك من يرى أن اللواء السابع، ليس سوى
“رأس حربة” في مليشيا حفتر، المسيطرة على الشرق الليبي، وأن إحكام قبضته
على العاصمة كانت ستمهد لمليشيا حفتر، السيطرة على كامل البلاد.

اللواء السابع، مازال يعتبر من الناحية الفعلية جزءاً من اللواء 22 التابع لمليشيا حفتر

النائب المستقيل من مجلس النواب عن مدينة ترهونة – محمد العباني

اتهامات بارتكاب مجازر

ويرجع قرار رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج،
حل “اللواء السابع” إلى “نمو اللواء واشتداد عوده والتحاق
العسكريين القدامى من اللواء 32 المعزز وكتيبة امحمد”.

وليس واضحاً من يدفع أجور عناصر اللواء ويوفر
المؤن والذخائر له بعد حله، دون إعادة توزيع عناصره على بقية الوحدات العسكرية.

فبعد نحو ثلاثة أشهر من حله، قام اللواء السابع
بالهجوم على مدينة القرابوللي، التي تعتبر البوابة الشرقية
لطرابلس، وسيطر عليها، وبعدها بنحو أسبوعين هاجم الضواحي الجنوبية للعاصمة، وسيطر
على معسكر اليرموك، وعلى المطار القديم، الذي خرج منه في نهاية مايو/أيار 2017،
بضغط من كتيبة ثوار طرابلس، بعد ساعات من دخوله إليه عقب انسحاب قوات حكومة الإنقاذ
السابقة منه.

ويُتهم اللواء السابع بارتكاب عدة مجازر
وتصفيات في ترهونة والقرابوللي، راح ضحيتها العشرات، حسب وسائل محلية.

ولمدة خمس سنوات، حكمت ترهونة “الكانيات”، وسيطرت عليها في سنوات عدم الاستقرار السياسي إثر الإطاحة بنظام القذافي، واكتسبت العائلة أهمية جيوسياسية بشكل أساسي مطلع السنة الماضية، عندما سعى حفتر إلى استخدام أراضيهم كنقطة انطلاق لهجومه على العاصمة الليبية، حسب تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني.

ويقول التقرير الذي رصد المقابر الجماعية في ترهونة إنه مع تقدم المعارك في ليبيا، أرسلت تركيا طائرات دون طيار ومعدات إلى ليبيا، مما أدى إلى قلب موازين القتال بشكل حاسم لصالح حكومة الوفاق الوطني، الأمر الذي أدى إلى تراجع مليشيا حفتر في يونيو/حزيران الماضي.

ويضيف: “خلال تلك الأشهر الـ14، وعندما كانت ترهونة تعج بمليشيا حفتر والمرتزقة الأجانب، أصبح حلفاء اللواء المتقاعد من الكانيات متشككين على نحو متزايد في سكان المدينة الذين تعرضوا للقمع، الأمر الذي كان له عواقب وخيمة. وتحولت الميول الإجرامية لدى عائلة الكاني إلى شك واضطهاد وصدامات، وأصبحت الانتهاكات ضد المعارضة ـ سواء كانت حقيقية أو وهمية ـ حدثاً يومياً عادياً، واختفت أسر بأكملها في طرفة عين”.

ولا يبدو محمد الكاني كأمير حرب. كان الأخ الأكبر سناً والأكثر هدوءاً والأفضل تعليماً من بين إخوته السبعة، وكان الكاني الوحيد الذي عمل في وظائف ذات رواتب جيدة نسبياً، ضمن أجهزة الأمن وفي شركة النفط الحكومية. لكن خلف ذلك الوجه الهادئ، يختفي الجانب القاسي الذي يصعب التنبؤ به، حسب الموقع.

في هذا الشأن، أكد جليل حرشاوي، المحلل والخبير في شؤون ترهونة، لموقع “ميدل إيست آي” أنه كان الرجل المفكر الذي أصبح بمثابة القائد، مثل آل باتشينو في فيلم “العراب”، ولطالما كان محمد العقل المدبر، الذي نادراً ما يلطخ يديه بالدماء. أما الإخوة الآخرون، فكانت مهامهم تنفيذ المهام بالأساس وتعتمد أكثر على الجهد البدني، بينما كان محمد العقل المدبر وراء العمليات. إذا أجريت محادثة مع محمد، فلن تشعر بأنك تحدثت للتو مع زعيم عصابة تسبب في قتل مئات الأشخاص”.

إلى جانبه محسن، وهو عسكري عنيد قاد هجمات الكانيات على طرابلس، سواء أثناء هجوم حفتر أو في صيف 2018، عندما هاجمت عائلة الكاني العاصمة في نزاع حول موارد الدولة.

مجموعة صور من مواقع التواصل يظهر فيها محمد ومحسن وعبد الرحيم الكاني
مجموعة صور من مواقع التواصل يظهر فيها محمد ومحسن وعبد الرحيم الكاني
(ميدل إيست آي)

ونظراً لأن محسن كان يريد الاستقلالية ويحتقر زملاءه في مليشيا حفتر، فقد كان مصدر إزعاج، حيث حصل على الأسلحة من حفتر ورفض تطبيق أوامره. وبسبب ذلك، ظهرت رواية تفيد أن عناصر من مليشيا حفتر سهّلت جزئياً مقتله في ظروف غامضة مع شقيقه الأصغر، وهو ما أدى إلى رد فعل انتقامي وإعدام عشرات المعتقلين.

وكان الرجل الذي قاد حملة القمع في المدينة هو عبد الرحيم الكاني الذي يشبهه الحشوي برئيس جهاز المخابرات أو الشرطة السرية. وكانت مهمة عبد الرحيم، الرجل ذو الرأس الحليق، الحفاظ على نفوذ عائلة الكاني في ترهونة بالتزامن مع هجوم طرابلس.

ثروة من مصادر غير مشروعة

وكسب الإخوة الكاني ثروتهم من عدة مصادر، من مصنع الإسمنت ومن المزارع ومن الاستيلاء على الأموال التي تحولها حكومة طرابلس إلى البلدية. كما قاموا كذلك بابتزاز السكان وحصلوا على الأموال لإطلاق سراح الأشخاص الذين يتم اختطافهم بشكل عشوائي.

ولكن مثل رجال المافيا، لعب الإخوة كذلك دور المصلحين، حيث قدموا تبرعات ومساعدات لسكان ترهونة الذين عانوا أوضاعاً صعبة بسبب انهيار الاقتصاد الليبي.

وبين سنة 2015 ولحظة الانضمام إلى مليشيا حفتر، سيطرت عائلة الكاني على ترهونة بالقوة ومارست العنف ضد خصومها وقامت أحياناً بعمليات تصفية. وإلى أن انطلق هجوم حفتر على طرابلس، وفّر حكمها الصارم حداً أدنى من الاستقرار في المدينة.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى