close
قصص إسلامية

تعرف على قصة الشاب السوري ابن عفرين الذي غيَّر تاريخ مصر طعـ.ـنات بددت حلم فرنسا

تعرف على قصة الشاب السوري ابن عفرين الذي غيَّر تاريخ مصر طعـ.ـنات بددت حلم فرنسا

تسير قافلة مُحملة بالصابون والدخـ.ـان من غزة متجهة إلى القاهرة فيها تجار وأصحاب بضائع، وشاب سوري يُدعى سليمان الحلبي تجول في ذهنه أفكار وخطة يريد تنفيذها، لتصبح حدثاً يتوقف التاريخ عنده، ويروي عنها قصصاً ومحكيات تجعله شخصية جدلية يتذكرها الناس عبر مئات السنين.

خنـ.ـجر في قلب الحملة الفرنسية

كان الوضع في ذروته بمصر وليس العالم العربي والإسلامي فقط في تلك الفترة، فجـ.ـيوش نابليون بونابرت تخـ.ـسر بأوروبا، والعثمانيون قد بدأ الضعف يدبُّ في دولتهم، لكنّ التاريخ سيتغيّر هنا عبر شخصٍ بسيط، شابّ حلبيّ يدعى: سليمان الحلبي.

بونابرت ينسـ.ـحب تاركاً إرثه في مصر لكليبر
احتـ.ـلّ نابليون بونابرت مصر عام 1798؛ آملاً أن يبدأ مشروعه بالشرق، في حين كانت جيـ.ـوشه بأوروبا تحتـ.ـلّها، لكنّ بونابرت بعدما استطاع تأمين وضعه في مصر جاءته أنباء بخسـ.ـارات تواجه جيـ.ـوشه في أوروبا، فقرر العودة سـ.ـراّ إلى أوروبا ليلتحق بجيـ.ـوشه، تاركاً إمرة مصر وجيـ.ـشه فيها تحت قيـ.ـادة الجنـ.ـرال جان باتيست كليـ.ـبر.

كليـ.ـبر يحقق أول انتـ.ـصاراته الكبرى
ظنّ الإنجليز من ناحية والعثمانيون من جهة أنّ انسـ.ـحاب نابليون ينذر بضـ.ـعف جيـ.ـوشه داخل مصر، فبدأ العثمانيون في تجهيز جيوشـ.ـهم لغزو مصر واستعادتها من جديد، بمساعدة البريطانيين هذه المرة، الذين لا يريدون أي توسُّع لنابليون في الشرق، عـ.ـدوهم الرئيس في أوروبا منذ صعوده.

لكنّ الرياح لم تأتِ بما يشتـ.ـهي العثمانيون والبريطانيون، فقد استـ.ـطاع كليبر أن يحقق نصـ.ـره الأساسي في معـ.ـركة هليوبوليس على العثمانيين،

ليقـ.ـوِّي بهذا النصر السريع والمفاجئ جبهتيه: الداخلية والخارجية معاً، فقد عاد كليبر لينـ.ـتقم من ثورة القاهرة الثانية ويخمدها بوحـ.ـشـ.ـيةٍ كبيرة، فقد دخلت الخـ.ـيل الأزهر وقتـ.ـل عديداً من شيوخ الأزهر (قادة الثـ.ـورة حينها)، ونُصـ.ـبت المـ.ـدافع على أسوار القاهرة وقُصـ.ـف الجـ.ـامع الأزهر.

قتـ.ـل الفرنسـ.ـيون كثيراً من سكّان القاهرة، ومن مشـ.ـايخ الأزهر الشريف، وكان أحد الذين قُتـ.ـلوا الشيخ أحمد الشرقاوي، الذي يُقال إنّه كان شـ.ـيخ سليمان الحلبي.

كان كليبر جنـ.ـرالاً طمـ.ـوحاً ويبدو أنّه كان ذا كفاءة أيضاً، فقد استطاع تثبيت أركان حكمه في مصر، وربما داعبته بعض أحلام الطموح في قيادة وبناء “دولة الشرق” التي كان يحلم بها نابليون (وبالطبع تنضوي تحتها عدة دول أخرى غير مصر).

قبل مغـ.ـيب شمس الرابع عشر من يونيو/حزيران عام 1800 كان الجـ.ـنرال “كليبر” يسير مع المهندس المعماري “بروتان” في حديقة القصر متوجهين إلى مقر القيـ.ـادة العامة،

حيث يظهر أمامهما شحّاذ مُثير للريبة يستـ.ـغيث بـ”كليبر” الذي مدّ يده إليه، فينـ.ـقضّ الرجل عليه حاملاً خنـ.ـجراً ويطـ.ـعنه به في قلـ.ـبه، لكن “بروتان” يهـ.ـجم على الرجل لإبعاده عن كليبر، فيتـ.ـلقى ست طعـ.ـنات تُسقِـ.ـطه أرضاً، يعود الرجل إلى “كليبر” يطعـ.ـنه ثلاثاً أُخر كي يُجـ.ـهز عليه[1]، ويتأكد من أن طـ.ـعنـ.ـاته كانت قـ.ـاتلة.

الشاب الذي يُدعى “سليمان الحلبي” قدم إلى القاهرة، حيث وصل إليها من حلب شمالي سوريا، وذلك في رحلة استـ.ـغرقت أياماً عدة كي يُنفّذ مهمة قتـ.ـل الجنـ.ـرال الفرنسي “كليبر”.

يورد المؤرخ السوري خير الدين الزركلي في مؤلفه الموسوعي “الأعلام” أن الحلبي هو سليمان بن محمد أمين الحلبي قاتـ.ـل الجنـ.ـرال كليبر بمصر، وهو سوري الأصـ.ـل وُلد ونشأ في حلب عام 1777، وأقام ثلاث سنوات بالقاهرة يتعلم بالأزهر، وعاد إلى حلب

 

رحلة للعلم وأخرى لقتـ.ـل الجنرال

ينحدر سليمان الحلبي من عائلة “أوس قوبار” في قرية كوكاني التابعة لمنطقة عفرين في ريف حلب شمال سوريا، حيث تعلّم هناك العلوم الابتدائية الدينية[3].

ارتبط الحلبي بمصر ارتباطا وثيقا، فهو يعرف أهلها جيـ.ـداً كونه حج معهم مرتـ.ـين في رحلة المحمل (الموكب الذي كان يخرج من مصر كل عام حاملاً كسوة الكعبة)، لذلك قرّر والده أن يرسله إلى الأزهر كي يكمل تعليمه الشرعي[4]، فكانت هذه رحلته الأولى.

يذكر الزركـ.ـلي أن الحلبي حج مرتين وزار القدس وغزة، وقابل بعض قيـ.ـادات الجيـ.ـش العثماني فعاهدهم على أن يقـ.ـتل “كليبر”[5]، دون أن يذكر الأسباب التي دفعـ.ـته إلى هذا العهد، وربما يكون ذلك لأن العثمانيين أرادوا الثـ.ـأر لهـ.ـزيمـ.ـتهم أمام الفرنسيين في معـ.ـركة هليوبوليس (عين شمس).

وأما الرحلة الثانية فقد كانت بهدف قتـ.ـل “كليبر”، فغادر حلب إلى غزة كي يلتقي حاكمها “أحمد آغا باشا” الذي أرسله إلى رجل يُدعى “ياسين آغا” كي يتفق معه على إيفاء ديون والـ.ـده مقـ.ـابل قتـ.ـل كليبر، وينـ.ـال دعمـ.ـا مالـ.ـيا ويحبِكَ خطته للوصول إلى مُبتـ.ـغاه.

انطلق الحلبي مع قافلة من غزة إلى القاهرة، وقضى ستة أيام في الطريق، حاملاً من علماء غزة رسائل إلى بعض علماء الأزهر يوصونهم بمساعدته، ولما وصل إلى القاهرة قضى فيها 31 يوماً يتـ.ـعقب كليبر[6]، حتى ظـ.ـفر به.

هناك نزل لدى أحد معلمي الخط العربي، وهو رجل تركي اسمه “مصطفى أفندي البرصلي”، كما انضم إلى رواق الشوام في الجامع الأزهر، وهو رواق مُخصص لأهل الشام المنضمين إلى الجامع لدراسة العلم والفقه،

وكان فيه أربعة فتيان من مُقرئي القرآن من الفلسطينيين أبناء غزة، وأبلغهم سليمان عزمه على قتـ.ـل الجنرال “كليبر” من منطلق جهـ.ـادي نضـ.ـالي، لكنهم لم يصـ.ـدقوه واعتـ.ـرضوا على ما ينـ.ـوي فعله[7]، محاـ.ـولين أن يردعوه عن مغـ.ـامرته.

“طعـ.ـنات بددت حلم المجد”
قويت آمال كليبر في تخليد ذكراه في وادي النيل لتأسيس مشروعات سـ.ـياسية وعسـ.ـكرية بعيدا عن بونابرت، لكنها آمال تبددت في لحـ.ـظة اعتـ.ـداء بخنـ.ـجر نفـ.ـذها شخص سوري من حلب يدعى سليمان أنهـ.ـت حيـ.ـاة القـ.ـائد العام لجـ.ـيش الشرق عصر يوم 14 يونيو/حزيران 1800، وأسهـ.ـمت في تبـ.ـدل مصير الحـ.ـملة الفرنسية في مصر.

كان كليبر ذهب في صباح ذلك اليوم إلى جزيرة الروضة لتفقد عرض عسكري لكتـ.ـيبة من الأروام انضـ.ـمت للجيش الفرنسي في مصر، عاد بعدها بصحبة المهندس المعماري “بروتان”

لمتابعة أعمال ترميم مقر القيادة العامة ودار إقامته في الأزبكية الذي أصـ.ـيب بأضـ.ـرار خلال انتـ.ـفاضة القاهرة الثانية، وانصرفا معا إلى دار الجـ.ـنرال “داماس”، رئيس الأركـ.ـان، لتناول الغداء مع مجموعة من القـ.ـادة وأعـ.ـضاء المجـ.ـمع العلمي.

تلقى أهالي القاهرة نبأ اغتـ.ـيال كليبر بخـ.ـوف وحـ.ـذر من ثـ.ـأر الفرنسيين، بينما تلقـ.ـاه الفرنسيون بحـ.ـزن وحـ.ـذر من اندلاع انتفـ.ـاضة ثالـ.ـثة من الأهالي، وهـ.ـددوا بالثـ.ـأر وإحـ.ـراق المـ.ـدينة انتـ.ـقاما لمقـ.ـتل قـ.ـائدهم، وأُطـ.ـلقت دوريـ.ـات عسـ.ـكرية للبحث عن الجـ.ـاني.

مُحاكـ.ـمة عسـ.ـكرية للحلـ.ـبي ورفـ.ـاقه الأزهريين

بعدما طعَـ.ـن الحلبي الجـ.ـنرال “كليبر” ركض بعـ.ـيداً عنـ.ـه وعن رفيـ.ـقه حتى بلـ.ـغ سور حديقة القصر، فتسـ.ـلقه وقـ.ـفز منه محاولاً أن يتـ.ـوارى عن الأنـ.ـظار، لكن الحـ.ـرس كانوا وراءه يركـ.ـضون أيضاً، حتى غـ.ـاب عن أبصـ.ـارهم، ثم استـ.ـمروا في عمـ.ـلية البـ.ـحث يقتـ.ـفون أثـ.ـره حتى عثـ.ـروا عليـ.ـه في بسـ.ـتان مجاور.

أحضـ.ـروه وبدؤوا التحقيق معه يسألونه عن اسمه وعمـ.ـره وبلده وعن مكان إقامته، فأخبرهم أنه يسكن ببـ.ـيت في الأزهر، وبينما كانوا يحققون معه ضُـ.ـرب الحلبي ضـ.ـربا مبـ.ـرحا وعُـ.ـذِّب تعـ.ـذيبا شـ.ـديدا، وذلك كي يُدلي بما لديه من معلومات،

وليكشفوا من أين جاء وما دافعه لهذه العمـ.ـلية، حتى حكـ.ـى لهم عن أربعة من رفاقه قال إنه أخبـ.ـرهم باعتـ.ـزامه قتـ.ـل ساري عسـ.ـكر الحمـ.ـلة (قـ.ـائد)، وبأنه كان مقيـ.ـماً معهم مدة 34 يوما قبل إقـ.ـدامه على قتـ.ـل الجنرال الفرنسي.

أصدر الجـ.ـنرال “مينو” الذي تولى القيـ.ـادة بعد مقـ.ـتل “كليبر” في اليوم نفـ.ـسه أمراً بتكليف محـ.ـكمة عسـ.ـكرية بتاريخ 15 و16 يونيو/حزيران 1800 لمحـ.ـاكمة قـ.ـاتل “كليبر”، كما قبـ.ـض الفرنسـ.ـيون على رفاقه وراحـ.ـوا يحققون معهم.

استـ.ـغرقت المحاكمة أربعة أيام فقط، لتسـ.ـفر التحقيقات فيها عن توجـ.ـيه اتـ.ـهام للحلبي ورفاقه الأزهريين الذين أفضى إليهم بعـ.ـزمه على تنفيذ خطـ.ـته رغم إنكـ.ـارهم،

كما وُجّـ.ـه الاتـ.ـهام إلى معلمه مصطفى أفندي البرصلي، وطـ.ـلب القاضي من المتـ.ـهمين أن يسـ.ـتعينوا بشخص يُدافع عنهم أمام المحكمة، لكنهم لم يستـ.ـطيعوا ذلك فندبت المحكمة مترجـ.ـماً للـ.ـدفاع عنهم.

توصلت المحـ.ـكمة إلى إطـ.ـلاق سـ.ـراح واحد منهم تأكـ.ـدوا أنه لم يعلم بالأمر، والثـ.ـلاثة البـ.ـاقون قالوا إنهم حـ.ـاولوا كفّه عن الأمر دون إبلاغ السـ.ـلطات الفرنـ.ـسية، لذلك أدانـ.ـتهم المحكمة بالتستر على العمـ.ـلية قبل وقـ.ـوعها، كما قضـ.ـت ببراءة معلمه البرصلي.

الأزهري الغارم.. جهـ.ـاد أم مصالح شخصية؟

يحكي المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي في تأريخه للحملة الفرنسية على مصر أن السـ.ـبب الذي دفع الحلبي إلى قـ.ـتل “كليبر” هو أن آغاوات الينكجرية (الإنكشارية) أذاعوا بين الناس أن من يقتـ.ـل ساري عسـ.ـكر العام الفرنساوي (قـ.ـائد الحـ.ـملة الفرنسية) سيكون مقدَّماً في الوجـ.ـاقات،

أي سيصبح مُقـ.ـدَّماً في الجيـ.ـش العثماني، فتـ.ـطوع الحلبي لها كي ينال درجة أرفع ومرتبة أسمى، ويحظى ببعض الامتـ.ـيازات التي يحظى بها ضبـ.ـاط الجيـ.ـش العثـ.ـماني.

أما الفرنسيون فيـ.ـذكرون في رواياتهم عن القضـ.ـية أن والد الحلبي كان مديناً ومُلزماً بدفع ضـ.ـرائب كثيرة، فاستـ.ـنجد الحلبي بأحد ضبـ.ـاط العثـ.ـمانيين لإنقـ.ـاذ والـ.ـده، لكن الضـ.ـابط طلـ.ـب منه أن يقـ.ـتل “كليبر” مقـ.ـابل رفع الديـ.ـون والضرائب عن والده، وهذا ما يرد في النسـ.ـخة العربية لمـ.ـحاكمة “كليبر”،

والتي جاءت تحت اسم “مجـ.ـمع التحـ.ـريرات المتعـ.ـلقة إلى ما جرى بإعلام ومحـ.ـاكمة سليمان الحلبي قـ.ـاتل صاري عسـ.ـكر العام كلهبر”، والتي ترجمها مترجمو الحملة الفرنسية بأن الحلبي أقدم على قتـ.ـل “كليبر” بطلب من والي حلب العثماني، بحسب ما نشر في مطبعة الجمهورية الفرنسية في مصر عام

ولكن هناك روايات أخرى ودوافع تحكي أن السـ.ـبب الأساسي لرحـ.ـيل الحلبي إلى القاهرة وقـ.ـتل “كليبر” هو الجـ.ـهاد

لأنه كغـ.ـيره أراد الـ.ـدفاع عن البلاد الاسلامية ضد الحملة الفرنـ.ـسية التي ارتكـ.ـبت جـ.ـرائم ومجـ.ـازر في مصر وحيفا ويافا، وذلك عند سير الحـ.ـملة نحو سوريا لاحتـ.ـلالها وإخفـ.ـاقها في هذا المسعى، ولا سيما عنـ.ـدما أمّن نابليون أهـ.ـل عكّا على أرواحهم، لكنه فتـ.ـك بهم بعد استسلامهم.

ثأر ونضال.. لهـ.ـيب الثـ.ـورات

لم يهـ.ـدأ المصريون في مقـ.ـاومة الفرنسـ.ـيين، فكلما اندلعت ثـ.ـورة أخمدوها، ثم ما تلبث أخرى أن تندلع. كان سليمان الحلبي في القاهرة يدرس في الأزهر فترة الثـ.ـورات،

يعايشها ويشارك فيها إيمانا بوحدة المصير، ويساهم في النـ.ـضال الشعبي ضـ.ـد الفرنسيين، ولا بدّ أنه نقِم عليهم نتيجة ممارساتهم وقتـ.ـلهم للعامة وبعض شيـ.ـوخه في الأزهر، مثل الشيخ أحمد الشرقاوي.

كان الشرقاوي من كبار مقـ.ـاومي الحملة الفرنسية يعزز فكرة النـ.ـضال ومقـ.ـاومة الاحتـ.ـلال، ويؤثر بالذين حوله، ومن بينهم الحلبي الذي كان ملازما له حتى قـ.ـويت العلاقة بينهما،

لكن ذلك لم يدم طويلا بسبب مقـ.ـتل الشيخ الشرقاوي على يد الفرنسيين  وخمـ.ـدت ثـ.ـورة القاهرة الثانية بعد بطش الفرنسيين بالناس، فلم يبق أمام الحلبي سوى العودة إلى حلب متحـ.ـيّناً الفرصة للثـ.ـأر والانتـ.ـقام، حتى سنـ.ـحت له تلك الفرصة عندما جنّـ.ـده الإنكشـ.ـارية لهذه المهمة.

إعـ.ـدام وحـ.ـرق.. وليمة للطيور في “تل العقارب”

يوم الـ28 من يونيو/حزيران نُفّذ حكـ.ـم الإعـ.ـدام برفـ.ـاقه الثلاثة الذين أدانتهم المحكمة أمام عينيه، على الرغم من أنهم لم يشاركوا في العملية، ثم حُـ.ـرقت أجسـ.ـادهم حتى التـ.ـفحم، كما حكمت المحكمة عليه بحـ.ـرق يـ.ـده اليـ.ـمنى التي طَـ.ـعن بها كليبر، ثم بالإعـ.ـدام بالخـ.ـازوق. كان مسـ.ـرح تنفيذ الحـ.ـكم هو “تل العـ.ـقارب”،

حيث تُـ.ـرك جثـ.ـمان الحلبي أياما عِدّة تنهـ.ـشه الطيور الجوارح والوحـ.ـوش الضـ.ـواري ، ثم عـ.ـادوا إلى الرأس فقـ.ـطعوه وأرسـ.ـلوه إلى متحف كلية الطب بالعاصمة الفرنسية باريس

وعند تأسيس مجمع “ليز إنفاليد” (Les Invalides) الذي يضم متاحف تروي التاريخ العسـ.ـكري الفرنسي؛ وُضعت جمجمتهما فيه، وكُتب تحت جمـ.ـجمة كليبر جمـ.ـجمة البـ.ـطل، وتحت جمـ.ـجمة سليمان الحلبي وُضـ.ـع الخنـ.ـجر الذي نفّـ.ـذ به الطـ.ـعن،

وكُتب وإلى جانبها جمـ.ـجمة المجـ.ـرم. لاحـ.ـقاً تقرر نقل رفات كليبر إلى مسـ.ـقط رأسـ.ـه في ستراسبورغ الفرنسية حيث دُفـ.ـن، كما نقـ.ـلت جمـ.ـجمة الحـ.ـلبي بعد دراستها سنوات عديدة إلى متـ.ـحف الإنسان بقصر شايوه في باريس.

ويحكي الزركلي طريقة قتـ.ـل الحلـ.ـبي باختصار ذاكراً أسماء أصحابه الذين أُعـ.ـدموا معه: “نُفّذ فيه الإعـ.ـدام صلـ.ـباً على الخـ.ـازوق في تل العقارب يوم 17 يونيو/حزيران (في مراجع أخرى 18 يونيو/حزيران)،

وعُلّـ.ـقت إلى جانبه رؤوس ثلاثة من علماء الأزهر أفضـ.ـى لهم بسـ.ـره، وهم الشيخ عبد الله الغزي والشيخ محمد الغزي والشيخ أحمد الوالي

تبقى الأسباب غامـ.ـضة ومتـ.ـداخلة وقيـ.ـل فيها الكثير، لكن الأقرب هو تشـ.ـابكها مع بعضها وتـ.ـرابط هذه العوامل كلها، حتى جعـ.ـلته يُقدم على قتـ.ـل الجنرال كليبر، فأمـ.ـسى مقـ.ـتله من أسبـ.ـاب إخفـ.ـاق الحمـ.ـلة الفرنسية وانسـ.ـحابها من مصر. كما يرى دارسون أنه جسّد فكرة القومية العربية برحيله من حلب إلى القاهرة للدفـ.ـاع عنها ضد الحـ.ـملة الفرنسية، مهما كانت دوافعه لذلك.

كان سفـ.ـر الجنـ.ـرال الفرنسى نابليون بونابرت لفرنسا وقت الثـ.ـورة الفرنسية من أجل قيـ.ـادة بلاده، ومن ثم قيـ.ـادة الجنـ.ـرال كليبر، ومقـ.ـتله فى مصر، عامل كبير فى خـ.ـروج الحـ.ـملة،

خاصة بعد وقـ.ـوع معـ.ـركة بين القـ.ـوات الفرنسية والإنجليز، هـ.ـزمت القـ.ـوات الفرنسية، وأُخرجت من القاهرة، وأُجبـ.ـرت على الاسـ.ـتسلام، وكانت هناك قـ.ـوة بريطانية أخرى تستعد للهـ.ـجوم والغـ.ـزو في الهـ.ـند عن طريق البحر الأحمر.

شجرة عائلة سليمان الحلبي

ولد سليمان الحلبي عام1777 في قرية كـُوكـَانْ فوقاني ” الجَزْرُونِيَّة ” ( التابعة لمنطقة عفرين في الشمال الغربي من مدينة حلب ) من أبٍ مسلم متدين اسمُهُ : محمد أمين ” عائلة أُوْسْ قـُوبَار ” Os Qopar من عائلة ( عثمان قوبارو ) .

وشجرة عائلة سليمان الحلبي ” عائلة أوْسْ قوبار ” :

أفراد عائلة أوس قوبار ثمانية ، وأحفاد الثمانية الباقون على قيد الحياة حتى اليوم في قرية كوكان ، هـم :
محمد أمين أوس قوبار : والد الشهيد سليمان محمد أمين أوس قوبار ( الحلبي ) .

حمو أوس قوبار : ومن أحفاده مختار قرية كوكان الحالي ، المدعو : محمد بن مصطفى بن حنان بن حمو أوس قوبار.
عبدو أوس قوبار : حفيده : حنيف بن خليل بن عبدو أوس قوبار موجود في القرية .

مراد أوس قوبار : حفيده : محمد بن مصطفى بن مراد أوس قوبار .. في القرية .
مصطفى أوس قوبار : حفيده : وحيد بن عبدو بن مصطفى أوس قوبار.. في القرية .

حسين أوس قوبار : حفيده : حسين بن خليل بن حسين أوس قوبار .. في القرية .
حسن أوس قوبار : حفيده : رشيد بن مجيد بن حسن أوس قوبار .. في القرية .

المصدر: كالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى