close
الأخبار

ترتيبات اقتصادية ونقدية جديدة في سوريا وتوقعات بانهيار كبير قادم بسعر صرف الليرة السورية لهذه الاسباب

شهدت الأيام القليلة الماضية تطورات لافتة على الصعيد الاقتصادي في سوريا، حيث أصدر البنك المركزي السوري قراراً برفع الفائدة بنحو 4 بالمئة، إلا أن هذا القرار جاء بالتزامن مع تعديل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار لتنخفض بحوالي 300 ليرة سورية.

وقد اتخذ المصرف المركزي السوري هذه القرارات أسوةً بما فعلته معظم البنوك المركزية حول العالم خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، إذ رفعت معظم المصارف المركزية سعر الفائدة من أجل مواجـ.ـهة ارتفاع معدلات التضخم في الآونة الأخيرة.

وبحسب العديد من المحللين فإن الترتيبات الاقتصادية والنقدية الجديدة في البلاد لن تساهم بأي شكل من الأشكال بانتعاش الاقتصاد المحلي أو السيطرة على سعر صرف الليرة السورية، مشيرين إلى أن القرارات الأخيرة الصادرة عن البنك المركزي تدل على أن السياسة النقدية للبلاد آخذة في الانهيار.

وأوضح المحللون أن قرار المركزي الذي نص فيه على تحديد سعر الفائدة يعكس تماماً الفجوة الكبيرة بين الناتج والتضخم، لافتين إلى أن المصرف احتسب سعر فـ.ـائـ.ـدة سنوية بنسبة 11 بالمئة على الـــ.ـودائـ.ـع لأجل شهـ.ـر واحد، بالإضافة إلى رفـ.ـع سعر صرف “دولار الحـ.ـوالات” الشـ.ـخـ.ـصية من 2500 إلى 2800 ليرة سورية لكل دولار واحد.

كما بينوا أن التقلبات التي شهدها سعر صرف الليرة السورية خلال الأشهر القليلة الماضية، لا يعتبر أزمـ.ـة نقدية قصيرة الأجل، وإنما تعكس تـ.ـدمـ.ـير الأسس الاقتصادية في البلاد.

وحول الواقع الاقتصادي الحالي في البلاد والقرارات الجديدة الصادرة عن البنك المركزي، يرى المحلل والخبير الاقتصادي “فراس شعبو” أن قرار رفع الفائدة الذي أصدره المصرف المركزي السوري لا يمكن أن يكون فعالاً.

وأرجع “شعبو” عدم فعالية قرار الفائدة للمركزي السوري بأن سيـ.ـاسة البنك النقدية لم تشهد أي تغيراً منذ عام 2011 رغم الـ.ـحـ.ـرب وما حدث داخل البلاد من أزمـ.ـات اقتصادية تزامناً مع الأزمـ.ـات الدولية التي حدثت خلال السنوات الماضية.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن البنك المركزي يحاول من خلال قراره أن يطبق سيــ.ـاسات الـ.ـدول الاقتصادية الكبرى، والتي تتمـ.ـتـ.ـع باقتصاد مفتوح، مشيراً إلى أن سوريا ذات اقتصاد مغلق ويعاني من مشاكل اقتصادية بالجملة، لذلك فإن القرار الأخير لن يؤثر أبداً على الواقع في البلاد، بل على العكس هو قرار لإعلان “المــ.ـوت السريري”، وفق تعبيره.

وبيّن “شعبو” في معرض حديثه بأن قيمة الفائدة المعلنة من قبل المركزي، أهدرت قيمة الليرة السورية، حيث أصبحت الفائدة التي أعلن عنها سلبية.

وأوضح المحلل الاقتصادي أن المودعين السوريين بالعملة السورية باتوا الآن يخسرون يومياً بسبب إيداع أموالهم في المصارف السورية.

وختم “شعبو” حديثه بالإشارة إلى وجود حالة شبه إجماع على أن الليرة السورية ستستمر بالانخفاض خلال المرحلة المقبلة.

وينسجم حديث “شعبو” مع توقعات العديد من المحللين والخبراء في مجال الاقتصاد الذين يرجحون أن تشهد الليرة السورية انهيارات متتالية بقيمتها أمام الدولار وبقية العملات في المدى المنظور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى