استمرار إدانة الإساءة للإسلام عالمياً ودعوات جديدة لمقاطعة منتجات فرنسا
[ad_1]
من فلسطين وليبيا ومصر إلى الصومال وإندونيسيا، تتواصل موجة الغضب العربية والإسلامية على تواصل نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي الأكرم في فرنسا وتصريحات لماكرون داعمة لذلك ومسيئة ومهاجِمة للإسلام بدعوى “حرية التعبير”.
شارك فلسطينيون في قطاع غزة، الأربعاء، في وقفات احتجاجية متفرقة، احتجاجاً على الإساءة للدين الإسلامي والنبي محمد في فرنسا، إذ نظمت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة وقفات احتجاجية شارك فيها عشرات من موظفيها أمام مقرات مديرياتها في كل محافظات القطاع.
ورفع المشاركون في الوقفات لافتات تستنكر الإساءة للإسلام في فرنسا وتطالب باريس بالاعتذار، في حين قال مدير دائرة التعليم غرب غزة، عبد القادر أبو علي: إن “الإساءة للأديان السماوية فعل مدان ومستنكر، ولا يجب على دول تتغنى بالحريات والديمقراطية القيام به”.
وأضاف أبو علي: “هذه الوقفات جاءت اليوم لإيصال رسالة رفض وصرخة تطالب بالكف عن هذا الهراء، لأن استمراره قد يدخل المنطقة في ردات فعل خطيرة”.
من جهتها استنكرت دائرة الإفتاء الليبية، الأربعاء، تطاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحق الإسلام والنبي محمد، ودعت إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية، حسب بيان لمجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدار الإفتاء،
وأضاف البيان: “أغضبنا أن يتطاول الفرنسيون على جناب نبينا الأعظم، وقياماً بواجب البلاغ الذي فرضه الله على أهل العلم ونظراً لجرأة الرئيس الفرنسي على الاستهزاء بالمسلمين عامة والمجاهرة بالعداوة لدينهم، توجب علينا تبيين موقف الشرع والعقل منه”.
وأشار إلى أن “الواجب الشرعي على كل مسلم أن يمتنع من تلقاء نفسه عن شراء البضائع الفرنسية بمختلف أنواعها، وأن يبحث عن البدائل محبة لرسوله الكريم، ونصرة مقدمة عن النفس والمال”.
وشدد المجلس على أن”سلاح المقاطعة موجع وفعال، ولا يلتفت أحد إلى الدعوات المخذلة التي تقودها حكومات التطبيع مع الصهاينة، بأن المقاطعة غير ذات جدوى، فقد كذبها الواقع”.
ودعا حكومات الدول العربية والإسلامية إلى أن “تتخذ القرار الفوري بمقاطعة فرنسا وشركائها وإلغاء العقود التجارية معها”، واصفاً ذلك بأنه “واجب شرعي ملزم”، كما طالب شعوب العالم الإسلامي بالخروج في وقفات احتجاجية حاشدة “تعبيراً عن الغضب لله ورسوله”.
بدورها دعت هيئة علماء الصومال لمقاطعة منتجات فرنسا رداً على تصريحات ماكرون، وأشاد رئيسها عبد القادر محمد سمو بالبلدان التي تقاطع البضائع الفرنسية، داعياً جميع المسلمين لاتخاذ الخطوة نفسها.
وأشار سمو إلى أن ماكرون يشن حرباً مباشرة على الإسلام، لإلحاق الضرر بالمسلمين، مردفاً: “الإساءة لسمعة النبي محمد اعتداء مباشر على جميع المسلمين”.
في السياق ذاته أعربت إندونيسيا عن إدانتها الشديدة لتصريحات ماكرون، وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها، تيوكو فايزاسياه، إن وزارتهم استدعت السفير الفرنسي لدى جاكرتا أوليفييه جامبارد، لطلب توضيحات بشأن تصريحات ماكرون الأخيرة، وأضاف أنه تم التأكيد خلال اللقاء على الإدانة الشديدة لتصريحات ماكرون المسيئة للإسلام.
من جانب آخر أفاد ماسدوكي بيدلوي، المتحدث باسم نائب الرئيس الإندونيسي معروف أمين، أن الأخير يشعر بالأسف إزاء تصريحات ماكرون الأخيرة، معرباً عن قلقه جراء استمرار خطاب الإسلاموفوبيا.
كما دعت جماعة “نهضة العلماء” الحكومة الإندونيسية لاتخاذ خطوات فعالة في سبيل حل هذه الأزمة بالوسائل الدبلوماسية.
تفاعل مسيحي
وفي التفاعل العربي المسيحي، أدان بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، ثيوفيلوس الثالث، الإساءة إلى الدين الإسلامي والنبي محمد، معرباً عن قلقه من حالة الاستقطاب الناتجة عن مجريات الأمور في فرنسا.
وقال البطريك ثيوفيلوس، في بيان، إنه يستنكر “تسلسل الأحداث المؤسفة في فرنسا الذي انطلق من خلال الإساءة المرفوضة إلى الدين الإسلامي ومقام الرسول الكريم محمد، وما تبع ذلك من قيام طلاب بارتكاب جريمة قتل مدرس على خلفية الإساءة، تبعها جرائم استهدفت المسلمين الأبرياء”.
وأضاف أنه يراقب “بعين القلق حالة الاستقطاب الناتجة عن مجريات الأمور في فرنسا”، وشدد البيان على “إدانة البطريك ثيوفيلوس الإساءة إلى الدين الإسلامي بنفس قوة إدانته بحال أصابت الإساءة أياً من الديانات السماوية”، ودعا إلى “الحوار الحضاري كلغة وحيدة لتقليص الفجوات الفكرية والعقائدية بين الأديان والأيديولوجيات المختلفة”.
وفي مصر، شارك عشرات الطلاب المسيحيين في رسم عبارة “إلا رسول الله” بأجسادهم في إحدى مدارس مصر، رفضاً للإساءة الفرنسية للنبي محمد، إذ نشرت وسائل إعلام محلية في مصر، بينها صحيفة “اليوم السابع” الخاصة، صوراً لطلاب مسيحيين يشاركون زملاءهم المسلمين في رسم عبارة “إلا رسول الله” بأجسادهم داخل ملعب بإحدى المدارس في محافظة الإسكندرية.
وتراص الطلاب المسيحيون والمسلمون بشكل منظم لرسم العبارة بدقة، في مشهد أثار ردود فعل مرحبة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي تلقفت الصورة وأعادت نشرها مئات المرات تحت هاشتاغ (وسم) “أنا مسيحي وضد الإساءة للإسلام”.
وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية نشر صور ورسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، على واجهات مبانٍ في فرنسا، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.
وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قال ماكرون إن فرنسا لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتورية”، ما ضاعف موجة الغضب في العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.
المصدر: TRT عربي – وكالات