إيران بدأت الانسحابَ من سورية وتعلق قواعد عسكرية
مسؤولون إسرائيليون: إيران بدأت الانسحابَ من سورية
تركيا الحدث
أكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون اليوم الثلاثاء أن القوات الإيرانية بدأت الانسحاب من سوريا وإغلاق قواعدها العسكرية وسط ارتفاع في وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقعها.
وأوضح المسؤولون الذين تحدثوا لموقع “ذا تايمز أوف إسرائيل” شريطة عدم الكشف عن هوياتهم أن الجهد الإسرائيلي في سوريا يبدو أنه يؤتي ثماره مع بَدْء القوات الإيرانية مغادرة البلاد، وإخلاء عدد قليل من القواعد العسكرية التي كانت تحت سيطرتهم في السابق.
وجاء في التقرير الذي ترجمته “نداء سوريا”: من ناحية أخرى كان هناك أيضاً انخفاض في عدد الميليشيات الشيعية العاملة في سوريا رغم أن هذا الانخفاض يرجع إلى التقدم الطبيعي للحرب في البلاد وليس بسبب الإجراءات الإسرائيلية”.
ولفت المسؤولون إلى أنه ورغم أن إسرائيل لا تعتقد قبول الإيرانيين بهذه الانتكاسات دون الرد بطريقةٍ ما، فلا يبدو أن هناك انتقاماً في الأفق.
وأضاف أحدهم: “نحن مصممون وأكثر تصميماً من إيران ويمكنني أن أخبركم لماذا بالنسبة لإيران فإن سوريا مغامرة تحدث على بُعد 1000 كيلومتر من الوطن، كما قال لنا وزير الدفاع نفتالي بينيت يوم الثلاثاء لن نستسلم ولن نسمح بإنشاء قاعدة عمليات أمامية إيرانية في سوريا”.
وأردف: أنه انخفض عدد رحلات النقل من إيران إلى سوريا التي جلبت ذخائر متطورة إلى البلاد بشكل كبير في نصف العام الماضي على ما يبدو نتيجة الضربات الإسرائيلية على المطارات في سوريا حيث ستهبط هذه الرحلات.
وصرح مسؤولو الدفاع للصحفيين بقولهم: “إن نظام الأسد يدفع ثمناً متزايداً للوجود الإيراني في أراضيه، وقد تحولت إيران إلى عبء حقيقي على سوريا”.
وشددوا على أن إسرائيل تخطط لمواصلة الضغط على إيران حتى يغادر جيشها سوريا إلى الأبد.
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي كثَّف من ضرباته على مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا خلال الفترة الماضية، وكان آخر استهداف يوم أمس، حيث طال القصف مستودعات ومقار للميليشيات في محافظتي حلب، ودير الزور، وقد ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي مساء اليوم أن بلاده ستواصل عملياتها في سوريا حتى رحيل القوات الإيرانية منها.
وفي نفس السياق
قال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع، اليوم، الثلاثاء، إن إيران بدأت بخفض قواتها في سورية، “لأوّل مرّة منذ دخولها إليها” في أعقاب اندلاع الثورة عام 2011.
وأضاف، في إيجاز صحافي للمراسلين العسكريّين في وسائل الإعلام الإسرائيليّة، أنّ إيران “بدأت بتخفيص قوّاتها وإخلاء قواعد عسكريّة”.
وبحسب العسكري الإسرائيلي، فإنّ إيران قلّصت، كذلك، “حجم نقلها لأسلحة عبر الرحلات الجويّة إلى سورية”، دون الكشف إن كان سبب ذلك الغارات الإسرائيلية أو تفشّي وباء كورونا.
وزعم المصدر العسكري أن إيران “تحوّلت من ذخر في سورية إلى عبء”، وأن سورية “تدفع أثمانا تزداد مع الزمن بسبب الوجود الإيراني فيها، وبسبب حرب لا علاقة لسورية بها” في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية ضد مواقع إيرانيّة في سورية.
ورغم ذلك، أضاف المصدر العسكري أنّ “الغارات الإسرائيلية في سورية ستستمرّ حتى إخراج إيران في سورية”، وأن هذه الغارات “شنّت كذلك في العمق السوري، وهدفها هو الوجود والبنى التحتيّة والقيادات الإيرانيّة، وليس فقط إحباط تهريب السلاح”.
وذكر المراسل العسكري لصحيفة “معاريف”، طال ليف رام، أن “حزب الله” اللبناني عزّز، خلال الأشهر الأخيرة، سيطرته في سورية أكثر من إيران.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، الإثنين، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على مواقع عدّة في سورية، فبينما ذكر النظام السوري إن القصف استهدف مركز البحوث العلميّة في حلب، قال المرصد السوري إنّ القصف طالع مواقع في دير الزور، أيضًا.
وفي هذا السيّاق، قال محلّل الشؤون العسكريّة في موقع “واينت”، رون بن يشاي، إنّ المجمع العسكري المقصوف يضمّ مصانع لإنتاج صواريخ دقيقة وأخرى بعيدة المدى، وإنه عاد إلى العمل مؤخرًا، بعدما تعطّل عندما سيطرت “داعش” على المنطقة.
واتهم بن يشاي “إيران وكوريا الشماليّة” بتزويد المصنع بالمعرفة لإنتاج صواريخ باليستيّة “ثقيلة ذات رؤوس حربيّة يصل وزنها إلى مئات الكيلوغرامات، والأهمّ أنها صواريخ دقيقة”.
وأضاف بن يشاي أن النظام السوري منح الإيرانيين تأشيرات لاستخدام مقرّ السفيرة لإنتاج صواريخ دقيقها لنقلها لـ”حزب الله” في لبنان أو حتى لتطوير الصواريخ الموجودة عند “حزب الله” حاليًا. “هذه الصواريخ تنقل إلى لبنان. وجزء منها يحتفظ به ’حزب الله’ في سورية، قرب الحدود السورية اللبنانيّة، حتى يتسنّى نقلها إلى لبنان بسرعة عند اندلاع حرب”.
والصواريخ المشار إليها، بحسب بن يشاي، هي صواريخ “سكاد” D، روسيّة الصنع، التي يصل مداها إلى 700 كيلومتر، أو صواريخ “ذو الفقار” الإيرانيّة.
وأضاف بن يشاي أن “الضربة، الليلة الماضية، هدفت إلى الإضرار بشكل كبير بقدرة هذه المنشأة على تحسين دقّة ومدى الصواريخ التي يملكها ’حزب الله’ والميليشيات الإيرانية في سورية”.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ذكر الأسبوع الماضي، أن هدف إسرائيل هو “إخراج القوات الإيرانية من سورية قبل نهاية العام الجاري – 2020”.
وزعم بينيت، خلال حديث مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل تقود “في هذه الأيام معركة كبيرة جدًا ضدّ إيران في سورية وفي أبعاد أخرى”.