بعد اوكرانيا..روسيا ترسل قواتـ.ـها الى هذه الدولة وردود فعل دولية تتوالى فهل تعود لاحياء الاتحاد السوفييتي.؟
أرسلت روسيا، وبطلب من الرئيس الكازاخي، قاسم جومارت توكاييف، قوات عسكرية لفض الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها كازاخستان منذ يوم الأحد الماضي.
وأعلنت “منظمة معاهدة الأمن الجماعي”، أن روسيا أرسلت مظليين اليوم الخميس، 6 من كانون الثاني، لإخماد انتفاضة على مستوى البلاد بعد انتشار أعمال عنـ.ـف داميـ.ـة في أنحاء الدولة السوفييتية سابقًا.
وقالت الأمانة العامة لـ”المنظمة” التي تقودها روسيا “إن مجلس الأمن الجماعي التابع لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي وفقاً للمادة 4، اتخذت قرارًا بإرسال قوات حفظ سلام جماعية إلى جمهورية كازاخستان لفترة محدودة، بهدف تحقيق الاستقرار، وتطبيع الوضع في هذا البلد “، وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وتشمل الوحدات المرسلة إلى كازاخستان عناصر من بيلاروسيا وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وروسيا، دون الكشف عن قوام هذه القوات وأعدادها.
وتحدثت “رويترز” عن مقـ.ـتل العشرات ممن وصفتهم الشرطة الكازاخية بـ”مثيري الشغب”، في مدينة ألماتي، المدينة الرئيسية الواقعة في آسيا الوسطى.
وأعلن التلفزيون الرسمي مقـ.ـتل 13 من أفراد الأمن، عثر على اثنين منهم مقطوعي الرأس، كما ذكر صحفيون لـ”رويترز” أن النيران اشتـ.ـعلت في أحد المقرات الرئاسية، بينما استعادت قوات الأمن السيطرة على المطار بعدما استولى عليه المحتجون.
واليوم الخميس، دخلت ناقلات جنود مدرعة إلى الساحة الرئيسية في مدينة ألماتي، بالترافق مع أصوات أعيرة نارية واقتراب قوات الأمن من المتظاهرين.
وقطعت السلطات الكازاخية الإنترنت والاتصالات وخدمات البنوك والرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد، دون القدرة على تحديد النطاق الكامل لحالة العـ.ـنف التي تشهدها البلاد.
كيف بدأت القصة؟
بدأت الاحتجاجات الشعبية في كازاخستان ضد رفع أسعار الوقود، في رأس السنة، لكنها تضخمت حين اقتحم محتجون وأضرموا النار في مبان عامة في أكثر من مدينة، وهتفوا ضد الرئيس الكازاخي.
وردّ توكاييف أولًا بإقالة الحكومة، وأطلق عدة محاولات فاشـ.ـلة لتهدئة الحشود قبل مطالبته بتدخل عسـ.ـكري تقوده روسيا.
ويأتي التدخل الروسي في كازاخستان في ظل الحديث عن استعدادات عسكرية تجريها موسكو لشن حرب ضد أوكرانيا التي غزتـ.ـها قبل ثماني سنوات، الأمر الذي تنكره موسكو.
ومنذ الحقبة السوفييتية، حكم سلطان نزار باييف (81 عامًا) كازاخستان، ممسكًا بزمام البلاد، ومحققًا حالة استقرار وجذب للاستثمار الأجنبي، على حساب مكافحته المعارضة السياسية أيضًا.
ورغم استقاله باييف، لكنه احتفظ لنفسه وعائلته بمناصب الإشراف على قوات الأمن والجهاز السياسي في العاصمة الكازاخية، نور سلطان، التي تحمل اسمه.
واختار باييف عند استقالته عام 2019، خليفة له، الرئيس الحالي، قاسم جومات توكاييف، الذي تصاعدت حدة القمع في عهده على خلاف سلفه.
واستدعى توكاييف قوات من روسيا ملقيًا باللوم على “إرهابيـ.ـين تلقوا تدريبًا في الخارج”، كما اعتبر هـ.ـجوم المتظاهرين على المباني العامة بأنه “تقويض لسلامة الدولة، وهـ.ـجوم على مواطنينا الذين يطلبون مني (..) مساعدتهم بشكل عاجل”.
وقالت موسكو، إنها ستتشاور مع كازاخستان وحلفائها بشأن المزيد من الإجراءات لدعم “عملية مكافحة الإرهاب” للسلطات الكازاخستانية، ووصفت الانتفاضة بأنها محاولة مستوحاة من الخارج لتقويض أمن البلاد بالقوة.
وتعد كازاخستان أكبر منتج عالمي لليورانيوم ، وقد أدت الاضطرابات إلى قفزة بنسبة 8٪ في أسعار المعدن الذي يغذي محطات الطاقة النووية، كما تأتي في صدارة الدول التي تعدّن عملة “بيتكوين” الرقمية المشفرة، بعد الولايات المتحدة، ما انعكس سلبًا على واقع العملة بعد قطع الإنترنت في البلاد.
ردود فعل
اعتبرت الصين ما يجري في كازاخستان شأنًا داخليًا.
وفي بيان صحفي للخارجية الأمريكية، أمس الأربعاء، قال المتحدث باسم الخارجية، نيد براس، إن واشنطن تدين أعمال العنـ.ـف وتدميـ.ـر الممتلكات، وتدعو السلطات والمتظاهرين لضبط النفس.
كما طالب البيان جميع الكازاخيين باحترام المؤسسات الدستورية وحقوق الإنسان وحرية الإعلام والدفاع عنها، بما في ذلك استعادة خدمة الإنترنت، مع دعوة جميع الأطراف لإيجاد حل سياسي لحالة الطوارئ.
وأكد بيان لمنظمة الدول التركية ( أذربيجان وتركيا وكازاخستان وقيرغيزستان) نشرته الخارجية التركية، اليوم الخميس، على الأهمية التي تعلقها دول المنظمة على السلام والاستقرار في كازاخستان والتضامن مع الدولة العضو في المنظمة.