روايتان متناقضتان في قضية مقتل الشاب السوري نايف في إسطنبول..اليك تفاصيل الحادثة وما جاء بهما
أظهرت التحقيقات التركية التي قامت بها فرق الشرطة حول مقتل الشاب السوري نايف النايف بمنطقة بيرم باشا بمدينة إسطنبول، روايتان متناقضتان للمشتبه بهما الأفغاني (عبدالقاهر .ن) والمواطن التركي (عبدالقادر.ف) اللذين اتهما بعضهما بطعن المغدور والتحريض على قتله.
وحاولت صحيفة “يني شفق” التركية المقربة من الحزب الحاكم في البلاد عرض الأمر على أنه تم بدافع السرقة وليس بدافع العنصرية، مؤكدة أن المهاجمين اعترفوا خلال التحقيقات أنهم داهموا السكن الشبابي للاجئين السوريين بهدف السرقة فقط، وليس بهدف القتل.
وأشارت إلى أن فرق شرطة منطقة بيرم باشا قامت عقب الحادث بتحقيقات وصفتها بـ (الدقيقة) ألقت من خلالها القبض على 8 مشتبه بهم، وبعد أخذ إفادتهم تبين أنها جريمة سرقة، فأحالتهم إلى محكمة جالايان في إسطنبول.
وذكرت أن المشتبه به الأفغاني المدعو (عبدالقاهر.ن) والمواطن التركي (عبدالقادر.ف) تعاطيا الخمور وشربا مشروباً كحولياً قبل الحادث، ثم حاولا ارتكاب عملية السرقة تحت تأثير الكحول.
اعترافات متناقضة
من جهته قال الافغاني (عبدالقاهر.ن): إن المواطن التركي “عبدالقادر” هو من حرضه على السرقة بقوله “لقد شتمني السوريون، دعونا نذهب ونشرب مرة أخرى ونقاتلهم”، ثم دلهم على المنزل الذي يعيش فيه السوريون وعندما ذهبوا هناك قام عبدالقادر بتشغيل صوت راديو الشرطة على هاتفه المحمول لإيهام اللاجئين بأنه من الشرطة.
وتابع المشتبه به الأفغاني أنه بعد وصولهم إلى المنزل طرقوا الباب فقام ثلاثة لاجئين سوريين بفتحه، عندها هاجمهم عبد القادر ودخل إلى غرفة “نايف النايف” الذي كان نائماً وقام بقتله ثم غادروا المكان.
رواية أخرى مغايرة
أما المواطن التركي “عبدالقادر. ف” فكان له رأي مختلف فيما جرى، إذ ألقى باللوم في الحادثة كلها على الأفغاني “عبد القاهر” وزعم أنه تشاجر مع السوريين من قبل، موضحاً أن الأفغاني هو من قام بركل الباب وكسره ثم دخل بعد ذلك الغرفة على اليمين حيث ينام المغدور، وبعد لحظات سمعوا صوت صيحات من الغرفة، وعندما دخلوا رأوا (عبد القاهر. ن) ممسكاً بالشاب السوري النايف من حلقه غارقاً بدمه.
ولفت عبد القادر إلى أنه قال للأفغاني: “ماذا فعلت؟ رأيتك تطعنه في صدره الأيسر، فأجابه: انسَ الأمر، لقد استحق ذلك، ثم نزلا من البيت وعندما رأى أصدقاؤهم السكين ملطخاً بالدماء سألوا ماذا حدث؟ فأجابهم: كما ترون، ثم تفرقوا جميعاً من مكان الحادث.
ونشرت أمس أغلب الصحف التركية المعارضة تفاصيل الحادثة، حيث وصفت صحيفة “جمهورييت” كبرى الصحف المعارضة، الحادث بأنه جريمة عنصرية ضد اللاجئين السوريين، فيما ذكرت صحف أخرى مثل “سوزجو” أن الجريمة وقعت بدافع السرقة.
يذكر أن تلفزيون وموقع “أورينت” قاما بتغطية تفاصيل هذه الجريمة وإجراء مقابلات حصرية مع أصدقاء الشاب “نايف النايف” الذين أكدوا أن مجموعة مسلحة من الأتراك بينهم أفغان قاموا باقتحام منزلهم بعد منتصف الليل وزعم بعضهم أنهم من رجال الشرطة، ثم دخلوا إلى غرفة المغدور وقاموا بطعنه في صدره، ثم غادروا دون أن يقوموا بسرقة أي شيء مطلقاً.