هل تتجه تركيا نحو الانضمام للمعسكر المعادي لروسيا في هذه المناطق السورية.. خبير في الشأن الروسي يجيب!
تحدثت العديد من التقارير الصحفية عن احتمالات مفتوحة ربما تشهده عدة مناطق على الأراضي السورية خلال الفترة المقبلة، لاسيما مناطق خطوط التماس بين مواقع انتشار القوات الأمريكية والروسية والتركية في المنطقة الشمالية والشرقية من سوريا.
وتأتي هذه الاحتمالات تزامناً مع استمرار التصـ.ـعيد العسكـ.ـري الروسي في أوكرانيا وتوقع المحللين والخبراء أن تنعكس الأحداث المتسارعة على الأراضي الأوكرانية بشكل مباشر على الأوضاع الميدانية في سوريا وسط رغبة كل طرف بالضغط على الأطراف الأخرى لتحقيق مكاسب معينة.
وبين المواقف الدولية بشأن ما يحدث في أوكرانيا يبرز موقف تركيا، وذلك نظراً للعلاقات الجيدة التي تملكها مع الروس والأوكرانيين، بالإضافة إلى أنها لاعب أساسي في الميدان السوري، فضلاً عن عضويتها في حلف شمال الأطلسي “الناتو” الذي يعتبر معسكراً مـ.ـعادياً لروسيا.
ويؤكد مراقبون أن أي خطوة تتخذها تركيا في الفترة القادمة سيكون لها آثار كبيرة على علاقاتها مع واشنطن وموسكو، لاسيما في حال توجه الإدارة الأمريكية لتقديم دعم نوعي لتركيا وفصائل المعارضة المقربة من أنقرة بهدف الضغط على روسيا وقلب الموازين في سوريا.
وضمن هذا السياق، قال الكاتب السياسي والخبير بالِشأن الروسي “بسام البني” في حديث لوكالة “نورث برس” أنه يستبعد أن تتجه تركيا للتصـ.ـعيد العسكـ.ـري في الوقت الراهن في المنطقة الشمالية والشرقية من سوريا.
وأشار الخبير أن تركيا في المرحلة الحالية بالتحديد ليست بصدد التصـ.ـعيد مع الجانب الروسي، مرجعاً ذلك إلى أن أنقرة في حال تصـ.ـعيدها حالياً سيكون هذا الأمر بمثابة الإعلان الكلي عن انضمامها للمعسكر المعادي لموسكو، وفق تعبيره.
ونوه “البني” إلى أن كافة الملفات بما في ذلك الملف السوري سيتأثر بتداعيات وآثار العملية العسكـ.ـرية الروسية على أوكرانيا.
وبحسب الخبير في الشؤون الروسية، فإن دور روسيا لن ينحصر في سوريا في ضوء عمليتها في أوكرانيا، مشيراً أنه يتوقع حدوث عكس ذلك، وأن تتجه القيادة الروسية لزيادة نفوذها بشكل أكبر على الأراضي السورية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف “البني” بالقول: “الموضوع في سوريا ليس هو بـ.ـذات الأهـ.ـمية كما هو الحال على الحـ.ـدود الروسية في شـ.ـرق ووسـ.ـط أوروبا”.
أما بالنسبة للعقـ.ـوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً على روسيا، أشار “البني” أن الخطوات التي اتخذتها إدارة “بايدن” من أجل تجنب حـ.ـرب عالمية ثالثة كانت عكسية، مشيراً أن تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة دفعت احتمال الحـ.ـرب خطوة إلى الأمام.
ولفت إلى أن القيادة الروسية ومهما كانت نتائج العملية العسكـ.ـرية في أوكرانيا ستعود للمطالبة بالضمانات الأمـ.ـنية، وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى توتـ.ـر جديد ع حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وختم الكاتب السياسي والخبير في الشؤون الروسية حديثه للوكالة بالإشارة إلى أن إرسال روسيا لمقـ.ـاتلات تحمل سـ.ـلاحاً فرط صوتي إلى قاعدة حميميم قرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري ليس سوى إنذار روسي موجه للناتو بأن روسيا غطت البحر الأبيض المتوسط في حال حدوث تصـ.ـعيد عسكــري بين الطرفين.
المصدر: طيف بوست
