حوالات ما قبل العيد تقفز بسعر صرف الليرة السورية وخبير اقتصادي يؤكد: المواطن سيكون الخاسر الأكبر!
أرجع العديد من الخبراء والمحللين سبب تحسن قيمة الليرة السورية أمام الدولار وبقية العملات الأجنبية خلال الساعات والأيام القليلة الماضية إلى كمية الحوالات الخارجية الواردة إلى البلاد، والتي عادة ما تتضاعف خلال شهر رمـ.ـضـ.ـان وقبيل عيد الفطر.
وعلى الرغم من مساهمة تلك الحوالات بتحسن سعر صرف الليرة مقابل الدولار، إلا أن خبراء في مجال الاقتصاد حذروا من التداعيات والآثار السلبية لبعض القرارات التي اتخذها البنك المركزي السوري لتشجيع المغتربين على زيادة أو مضاعفة المبالغ المالية التي يودون إرسالها لذويهم داخل سوريا.
وضمن هذا السياق، رأى المحلل الاقتصادي “عامر شهدا” أن قرار البنك المركزي برفع سعر صرف “دولارات الحوالات” بنسبة 14 بالمئة، سوف يؤدي إلى فتح حدود التضخم في الأسواق السورية.
وحذّر “شهدا” في سياق حديثه لموقع “هاشتاغ سوريا” من أن فتح حدود التضخم في السوق، سيكون له تداعيات سلبية، مشيراً إلى أن المواطن السوري سيكون الخاسر الأكبر، مرجحاً أن تزداد معاناة المواطنين السوريين في الفترة المقبلة في ضوء ما سبق.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أنه إذا كان المقصود من الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي، تشجيع المغتربين على إرسال الحـ.ـوالات المالية عبر الطرق الرسمية، فهذا الإجراء لن يفيد، مرجعاً ذلك إلى أن الحوالات عالمياً بشكل عام ستتراجع نتيجة زيادة التضـ.ـخـــ.ـم عالمياً وخاصة في أوروبا.
وبيّن أن زيادة التضخم عالمياً سوف تنعكس بالدرجة الأولى على المغتربين بسبب ارتفاع أعبائهم المعيشية أيضاً، وبالتالي فإن تأثير الحوالات هذا العام سيكون معدوماً، وذلك لأن التضخم يسحــ.ـق كل شيء ويمنـ.ـع تحسن الوضع المعيشي.
وأضاف “شهدا” أنه تزامناً مع آثار التضخم على حياة المواطنين، فإن المستوردين يحصلون على الدولار بسعر منخفض، ومن ثم يضـ.ـربونه بضعفين ويزيدون عليه أرباحهم ومن ثم يبيعون منتجاتهم للمواطنين، الأمر الذي يثقل كـ.ـاهل المواطن ويحمله أعباء إضافية.
كما تحدث الخبير الاقتصادي عن أثر التمويل بالعجز الذي يقدر بنحو 5 ترليون ليرة سورية، مشيراً إلى أن ذلك ضـ.ـاعـ.ـف النــ.ـقد على الورق دون مضاعفته بشكل حقيقي على أرض الواقع.
وتساءل “شهدا” في معرض حديثه فيما إذا كان المقصود من هذه الخـ.ـطوة زيادة الانكـ.ـمـ.ـاش في كتـ.ـلة النقد الوطني؟”.
وأشار المحلل الاقتصادي إلى أن قرار رفع سعر الصرف الرسمي سيقابله رفع قد يكون مضاعفاً في السوق الموازية (السوق السوداء”، وبالتالي سيتوجه المواطن لاستلام حوالته المالية من تلك السوق، لاسيما أن ارتفاع سعر “دولار الحوالات” لم يكون له أي آثار إيجابية على الوضع المعيشي للمواطنين.
وقدم “شهدا” في ختام حديثه مقترحاً جديداً من أجل التعامل مع المرحلة المقبلة في ظل الإجراءات الجديدة المتخذة، حيث نص المقترح على ضرورة التوجه نحو تمويل مستوردات التجار، بالإضافة إلى أهمية فـ.ـك قيـ.ـود التعامل بالدولار الأمريكي، وذلك لعدم جدوى الطريقة السابقة خلال السنوات الماضية.
الجدير بالذكر أن الليرة السورية سجلت تحسناً واضحاً خلال تعاملات الأيام القليلة الفائتة، حيث وصل سعر صرفها لحدود الـ 3870 ليرة في بعض المدن في البلاد.