بسبب التطبيع.. انتقادات لاذعة للجامعة العربية وتحذيرات من تفككها
[ad_1]
رداً على تصريحات أطلقها الأمين العامّ للجامعة العربية أحمد أبو الغيط حول أهمية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل في وقف ضم الأخيرة أجزاء من الضفة الغربية، دعا القيادي بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أبو الغيط إلى الاستقالة من منصبه فوراً.
بينما تتسابق دول عربية في اللحاق بقطار التطبيع الذي انطلق مؤخراً من أبو ظبي، تتخذ الجامعة العربية التي انتُقِدت على مدار عقود بسبب عجزها عن فرض أي رؤية موحّدة للعرب لا سيما عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، موقع المتواطئ على حقوق الفلسطينيين التاريخية، كما يرى مسؤولون فلسطينيون.
“لم يعد مؤتمَناً”
دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات مساء الاثنين، أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى الاستقالة من منصبه فوراً، معتبراً أنه “غير مؤتمَن على الجامعة العربية”.
وعن فحوى لقائه بسفراء مصر والمغرب والأردن وتونس الاثنين، قال عريقات لتليفزيون فلسطين (رسمي): “تحدثت مع السفراء في ما يتعلق بما قامت به الإمارات والبحرين من كسر وخرق لميثاق الجامعة العربية، وكسر وخرق لقرارات القمم العربية، وكسر وخرق لمبادرة السلام العربية، التي توّجها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط”.
على خلفية ادعاء ابو الغيط بأن اتفاقية تطبيع العلاقات الاماراتية الاسرائيلية اوقفت ضم الاراضي الفلسطينية عريقات : يطالب ابو الغيظ بالاستقالة الفورية كأمين عام لجامعة الدول العربية https://t.co/d5EVxptRn2
— Dr. Saeb Erakat الدكتور صائب عريقات (@ErakatSaeb) September 28, 2020
وجاءت انتقادات عريقات اللاذعة لأبو الغيط، على خلفية تصريحات أدلى بها الأخير لقناة سكاي نيوز عربية الأحد، قال فيها إن “الإمارات تفاهمَت مع الجانب الأمريكي، وفُرض على الجانب الإسرائيلي تجميد عملية ضم الأراضي الفلسطينية”، مضيفاً أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي كان سيعلن الضم (ثلث مساحة الضفة الغربية)، لكنه الآن مقيد اليدين ولا يستطيع”.
واعتبر عريقات أن أبو الغيط عندما “يبرر للإمارات أنها وقفت (مخطط) الضم، فإنه بالتالي يشرعن توقيع الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي، الذي نص بالحرف الواحدعلى أن أساس السلام يكون وفق رؤية الرئيس (الأمريكي دونالد) ترمب”.
وأردف عريقات بأن “السيد أبو الغيط قبِل كأمين عام للجامعة العربية بتصفية القضية الوطنية الفلسطينية، واعتبار القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، تحت السيادة الإسرائيلية”.
القضية الفلسطينية كانت تقليدياً مسألة موحِّدةً لجامعة الدول العربية، ولكنها تبدو هذا العام سبباً للانقسام، مما يجعل الجامعة أكثر من أي وقت مضى بعيدة عن إدارة شؤون العالم العربي
من العجز إلى غياب الإرادة
على مدار عقود، اتُّهِمت الجامعة العربية بعجزها عن اتخاذ قرارات قادرة على وقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ووضع حد لتغول الاحتلال وبناء مستوطناته في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، والاكتفاء بإصدار بيانات شجب وإدانة لا تغيِّر من الواقع شيئاً.
إلا أن الأمر يبدو أنه اختلف جوهرياً، إذ لم تعد الدول العربية عاجزة عن اتخاذ موقف موحد داعم للشعب الفلسطيني وقضيته التي طالما ردد الزعماء العرب أنها القضية المركزية للأمة العربية، بل لوحظ خلال الفترة الأخيرة حسب مراقبين، غياب الإرادة العربية لدعم القضية الفلسطينية ولو شكلياً، في الوقت الذي يزداد فيه زخم قطار التطبيع العربي-الإسرائيلي، واعتبار إسرائيل شريكاً استراتيجياً في النظام العربي الجديد، مقابل ما يُنظر إليه تهديداً إيرانياً.
في هذا الإطار، عُقِدت الدورة 154 العادية للجامعة العربية في وقت سابق من سبتمبر/أيلول الجاري، بعد إفشال البحرين مساعي فلسطينية لعقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية، لبحث اتفاق التطبيع الإسرائيلي-الإماراتي، وفقاً لمصادر متعددة.
ورفض الحاضرون في الجلسة مشروع قرار اقترحته فلسطين لإدانة التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي.
ويقول أندرياس كريغ الأستاذ المساعد للدراسات الأمنية بجامعة كينغز كوليج بلندن، إن “القضية الفلسطينية كانت تقليدياً مسألة موحِّدةً لجامعة الدول العربية، ولكنها تبدو هذا العام سبباً للانقسام، مما يجعل الجامعة أكثر من أي وقت مضى بعيدة عن إدارة شؤون العالم العربي”، وفقاً لما نقلته عنه قناة الجزيرة الإنجليزية.
فلسطين تعتذر
لكل تلك الملابسات، أعلن وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي قبل نحو أسبوع، أن السلطة الفلسطينية تخلت عن رئاستها للدورة الحالية لجامعة الدول العربية احتجاجاً على تطبيع الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل.
وقال المالكي في مؤتمر صحفي في رام الله، إنه “أمام هذه الهرولة غير المسبوقة نحو التطبيع، وأمام انهزام الفكر العروبي ومبادئ العمل العربي المشترك، وأمام الانسلاخ عن الإرث التاريخي للجامعة وعملها، وأمام التخلي عن الالتزام المبدئي لمقررات القمم العربية، تحديداً مبادرة السلام العربية، وأمام الرؤية المشوهة والتوصيف المضلل لدولة الاحتلال بنظر البعض، قررت فلسطين التنازل والتخلي عن حقها في ترؤس مجلس الجامعة في دورتها الحالية لأنه لا يشرفها أن تشاهد هرولة العرب نحو التطبيع خلال رئاستها”.
وأضاف: “كون قرار الهرولة قد اتُّخذ في واشنطن، فليس من المجدي بذل مزيد من الجهد لإقناع أحد بعدم التطبيع، بخاصة أنهم ليسوا أصحاب قرار للأسف”.
وأوضح المالكي أن اتفاقيات التطبيع زادت إضعاف الجامعة العربية “الممنهج وانقساماتها العديدة، إذ طال إرثها التاريخي الذي اعتد بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية وجامعة لكل العرب على مدار 75 عاماً منذ تأسيسها”.
“قاعة أفراح”
على المستوى الشعبي، عبّر نشطاء عن استيائهم من أداء الجامعة العربية، عبر إطلاق حملة افتراضية ساخرة على فيسبوك، تدعو إلى جمع مليون توقيع، للمطالبة بتحويل مقر جامعة الدول العربية إلى “قاعة أفراح”، لتحقيق ما اعتبروه “استفادة كاملة من كيان عديم المنفعة”.
ويقع مقر الجامعة العربية قرب ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية، في موقع فريد يطل على نهر النيل ومبنى الأوبرا المصرية وبرج القاهرة.
ودوّن مدشّن الحملة الافتراضية الفلسطيني محمد أعمص، تعريفاً لها قائلاً: “جاء الوقت للاستفادة الكاملة من مبنى ما يسمى (جامعة الدول العربية) بالقاهرة لمصلحة الجمهور والعامة، لأن حالياً ما بيشغلش (لا يشغل) شؤونها أي حد”.
وتابع: “قررت إنشاء حملة شعبية إلكترونية لتحويله (مقر الجامعة العربية) إلى قاعة أفراح. وأوضح أعمص، المقيم في القدس المحتلة، أن “هذه الحملة لا تحمل أي مبادئ آيديولوجية أو أفكار حزبية، فقط تنتقد أداء جامعة الدول العربية”.
المصدر: TRT عربي – وكالات