الحداثة في تركيا قللت من ظاهرة زواج الأقارب بين الأتراك.
تركيا الحدث
ابرز عناوين المقال
– زواج الأقارب انخفض من 34 ألفا و564 إلى 21 ألفا و553 حالة
– ولاية ماردين سجلت أعلى نسبة من عدد حالات زواج الأقارب
– ولاية أدرنة سجلت أقل نسبة من عدد حالات زواج الأقارب
– غالبية الزيجات تمت بين أولاد العمات وبنات الأخوال بنسبة 46.7 في المئة .
ساهمت “الحداثة” التي ازدادت وتيرتها في تركيا مع تسارع عجلة التحول الحضري والصناعي في السنوات السابقة، في الحد من ظاهرة زواج الأقارب.
ووفقا للمعلومات التي جمعها مراسل وكالة الأناضول، فإن زواج الأقارب الذي يمكن ملاحظة وجوده في الغالب ضمن المجتمعات التقليدية تناقص تدريجيا بسبب تغير الأفكار ووجهات النظر، وتسارع وتيرة “الحداثة”.
وأظهرت بيانات المعهد التركي للإحصاء، ارتباط ظاهرة انخفاض نسبة زواج الأقارب بالحداثة التي هي نتاج للتحول الحضري والصناعي.
وأشارت بيانات المعهد، إلى أن السنوات العشر الماضية شهدت انخفاضًا ملحوظا في عدد حالات زواج الأقارب.
وأظهرت البيانات، أن حالات زواج الأقارب شكلت 5.9 في المائة من نسبة الزيجات الرسمية في تركيا خلال العام 2010.
وأضافت أن هذه النسبة انخفضت بانتظام في السنوات التالية لتصل إلى نسبة 4 في المائة العام الماضي.
كما كشفت أرقام المعهد وبياناته، أن ظاهرة زواج الأقارب شهدت خلال السنوات العشر الماضية انخفاضا بنسبة 37.6 في المئة، لتنخفض من 34 ألفا و564 إلى 21 ألفا و553 حالة زواج.
**ماردين سجلت أعلى نسبة لزواج الأقارب
وبالنظر إلى عدد حالات زواج الأقارب وفقًا للولايات التركية، سجلت ولاية ماردين (جنوب شرق) أعلى نسبة من عدد حالات زواج الأقارب.
وبلغت نسبة حالات زواج الأقارب 20.8 بالمائة من نسبة حالات الزواج الرسمية، فيما بلغ عدد حالات زواج الأقارب في ماردين خلال السنوات العشر الأخيرة 65 ألفا و699 حالة، من أصل 316 ألفا و74 حالة زواج مسجلة.
*وتأتي في المرتبة الثانية بعد ماردين، ولاية شانلي أورفة (جنوب) بنسبة 18.2 في المئة خلال الفترة نفسها.
وبلغ عدد حالات زواج الأقارب في الولاية 136 ألفا و275 حالة، من أصل 747 ألفا و376 عقد زواج رسمي.
بدورها حلت ولاية ديار بكر (جنوب شرق) في المرتبة الثالثة بنسبة 17.2 في المئة، حيث بلغت حالات زواج الأقارب خلال الفترة نفسها 117 ألفا و741 حالة، من أصل 686 ألفا و499 حالة زواج رسمي.
في المقابل أظهرت بيانات المعهد التركي للإحصاء، أن ولاية أدرنة (أقصى شمال غرب) سجلت أقل نسبة لزواج الأقارب في البلاد خلال السنوات العشر الماضية.
وبلغت تلك النسبة 1.1 بالمئة فقط، تبعتها ولاية قرقلرايلي بنسبة 1.4 في المئة، وجناق قلعة بنسبة 2.1 في المئة.
وكشفت البيانات، أن غالبية الزيجات تمت بين أولاد العمات وبنات الأخوال بنسبة 46.7 في المئة، فيما بلغت نسبة الزواج بين أولاد وبنات العم 27.2 في المئة، و26.1 في المئة بين أبناء الخالات.
**الحداثة والاغتراب يقللان من نسب زواج الأقارب
يقول عثمان شيمشك عضو الهيئة التدريسية بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة حاجي بيرم ولي بالعاصمة التركية أنقرة، معلقا للأناضول على زواج الأقارب، إن الحداثة والاغتراب يعتبران أبرز العوامل التي تساهم في انخفاض معدلاته.
ويعتبر شيمشك، أن تراجع نسب زواج الأقارب يظهر في الواقع “ارتفاع نسبة الحرية الفردية، وتزايد أعداد الشباب الذين يختارون شركاء حياتهم دون الوقوع تحت تأثير الأبوين”.
ويلفت إلى أن تركيا “تمكنت خلال السنوات الـ 40-50 الماضية من تحقيق معدلات مرتفعة في مجال الحداثة والتحضر ما ساهم في تقليل حالات الزواج بين الأقارب تدريجيًا”.
ويضيف شيمشك، أن تنامي الفردية، وتحسن الأوضاع الاقتصادية، وتراجع دور المجتمعات التقليدية، والانتقال إلى طراز مجتمعي أكثر حداثة كلها عوامل أثرت وبشكل كبير في تراجع نسبة ظاهرة زواج الأقارب.
المصدر الأناضول