بنغازي تنتفض وحفتر يوجِّه شبابها ضد الثني وعقيلة
تركيا الحدث
تمكَّن عشرات الشباب بمدينة بنغازي الليبية، من كسر حاجز الخوف والخروج في مظاهرات غاضبة منددة بالأوضاع الاجتماعية المزرية، على الرغم من القبضة الحديدية لمليشيا حفتر على المدينة.
تمكَّن عشرات الشباب بمدينة بنغازي الليبية، من كسر حاجز الخوف والخروج في مظاهرات غاضبة منددة بالأوضاع الاجتماعية المزرية.
وامتدت الاحتجاجات إلى مدينة البيضاء (شرق بنغازي)، وأُحرِقت صورة الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، المسيطر على المنطقة الشرقية للبلاد.
وعلى الرغم من القبضة الحديدية لمليشيا حفتر على المدينة، فإن شباب بنغازي ونساءها خرجوا في مظاهرات مساء الخميس، استمرت حتى الساعات الأولى من فجر الجمعة، وجابت عدة شوارع، حسب ما أظهرته فيديوهات بثتها قنوات محلية وشبكات التواصل الاجتماعي.
ليبيا.. احتجاجات في بنغازي على انقطاع التيار الكهربائي والظروف المعيشية pic.twitter.com/CPNj7seY4M
— TRT عربي (@TRTArabi) September 11, 2020
وصرخت إحدى النساء في مظاهرة بنغازي قائلة: “نريد كهرباء وماء وسيولة مالية”، واشتكى آخر من انقطاعات في الكهرباء والماء لفترات طويلة، وأشار إلى أن أسعار المياه المعبأة ارتفعت بشكل فاحش.
وهتف آخرون بشعار ثورة 17 فبراير/شباط، “دم الشهداء ما يجيش (لا يأتي) هباء”.
فيما تلا أحد المتظاهرين وحوله شباب يكبرون من حين إلى آخر، بياناً، طالبوا فيه “بإسقاط جميع أجسام الدولة التي عجزت عن خدمة المواطنين”. وردد بعض الشباب الغاضب “لا حكومة لا نواب.. الشعب الليبي مش كذاب”.
وانتقلت شرارة المظاهرات إلى مدينة البيضاء مركز منطقة الجبل الأخضر، إذ نقل موقع بوابة الوسط (مقرب من حفتر) عن شهود عيان، خروج تظاهرة حاشدة وسط المدينة، للمطالبة بإسقاط حكومة عبد الله الثني، بسبب شح المياه والانقطاع المتكرر للكهرباء.
استخدام التظاهرات
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن اختلاف بين الشباب المحتجين، ففيهم من هاجم حفتر وحمّله مسؤولية الأزمات التي تعيشها البلاد، بينما اعترض آخرون على ذلك.
وفي هذا الصدد، أوضحت الناشطة الحقوقية نادين الفارسي في تصريح صحفي، بأن مليشيات حفتر اخترقت المتظاهرين وحاولت توجيه الاحتجاجات ضد مجلس نواب طبرق، وحكومة عبد الله الثني (المؤقتة غير المعترف بها دولياً).
وتحدثت الفارسي في إحدى تدويناتها على الفيسبوك، عن تسريبات بأن “الثني”، سوف يقدم استقالته من رئاسة الحكومة المؤقتة، هو وعدد من الوزراء التابعين له.
وفي محاولة لامتصاص غضب الشارع ولتفادي مخططات حفتر للإطاحة به بعد التقدم في مشاورات بوزنيقة بالمغرب، سارع رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، لدعوة الثني ومحافظ مصرف ليبيا المركزي بالبيضاء (البنك الموازي) ورئيس الهيئة العامة للكهرباء وعدداً من المسؤولين، لاجتماع عاجل لتلبية مطالب المحتجين.
احتقان سبق العاصفة
وشهدت المنطقة الشرقية منذ أيام حالة احتقان، بعد مصادرة مليشيات حفتر أراضي يملكها مواطنون من قبائل “العواقير” بمنطقة “الحوتة” في بنغازي، ووقعت مواجهات بعد أن رفض مُلاك الأراضي التنازل عن أملاكهم، حيث اعتقل بعضهم.
وبدأت دعوات التظاهر في بنغازي، ضد تدهور الأوضاع الاجتماعية وتغول الفساد مطلع أغسطس/آب الماضي، وفي 23 من الشهر نفسه خرجت مظاهرات في بنغازي وعدة مدن بينها سرت (شمال) وسبها (جنوب)، وتلتها مظاهرة في مدينة القبة معقل عقيلة صالح.
وقمعت مليشيات حفتر هذه المظاهرات بالقوة، واعتقلت 5 ببنغازي و80 بسرت، حسب منظمة رصد الجرائم الليبية (حقوقية).
كما انتشرت ظاهرة الاختطاف في المناطق التي يسيطر عليها حفتر، ومن المختطفين وزير المالية بحكومة الثني كامل الحاسي، والنائبة سهام سرقيوة التي اختطفت من بيتها في يوليو/تموز 2019، لمعارضتها الحرب على طرابلس.
واشتكى أطباء وممرضون في بنغازي، من اعتداءات مليشيا حفتر وأبنائه على العاملين في قطاع الصحة بالضرب والشتم، لأسباب مختلفة بينها وفاة أحد رفاقهم بكورونا، حسب بعض الشهادات.
وارتفع عدد المصابين والوفيات بكورونا بشكل غير مسبوق، على الرغم من محاولات التكتم في المنطقة الشرقية، لكن الأمور خرجت عن السيطرة، في ظل منظومة صحية على حافة الانهيار بكامل البلاد.
ومساء الجمعة، أعلنت شركة الكهرباء خروج محطة السرير لإنتاج الكهرباء “بالكامل عن العمل بسبب نفاد الوقود من خزانات المحطة”، ما سيزيد من معاناة الناس في المنطقة الشرقية من انقطاعات الكهرباء.
وتسبب قطع مليشيات حفتر لحقول ومواني النفط في أزمة خانقة للوقود والغاز الذي تنتج منه الكهرباء، ونقص في السيولة المالية بالبنوك، بعد أن تجاوزت خسائر البلاد 8 مليارات دولار.
المصدر: TRT عربي – وكالات