“قاعة أفراح”.. حملة افتراضية ساخرة من الجامعة العربية تلقى تفاعلاً واسعاً
تركيا الحدث
أطلق نشطاء حملة افتراضية ساخرة من جامعة الدول العربية تطالب بتحويلها لقاعة أفراح، عقب إسقاط الجامعة مشروع قرار فلسطيني يدين تطبيع الإمارات مع إسرائيل. وازداد التفاعل مع الحملة بعد إعلان البحرين تطبيع علاقاتها، والذي أرجعه سياسيون لتخاذل الجامعة.
أطلق مدونون حملة افتراضية ساخرة من أداء جامعة الدول العربية قبل أيام، عقب أقل من 48 ساعة على إسقاط مشروع قرار فلسطيني يدين تطبيع الإمارات مع إسرائيل.
والأربعاء، لم يدن اجتماع وزراء الخارجية العرب، والمخصص أصلاً لمناقشة القضية الفلسطينية، التطبيع مع إسرائيل، رغم إلحاح فلسطين في طلب ذلك، واكتفى بتجديد التمسك بمبادرة السلام العربية حلاً للقضية، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
واعتبر سياسيون، ما قامت به الجامعة من إسقاط لقرار فلسطين، وعدم الإدانة للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي، بمثابة ضوء أخضر للبحرين لتطبيع علاقتها مع إسرائيل.
إذ قال مسؤول الإعلام بمفوضية التعبئة والتنظيم التابعة لحركة فتح منير الجاغوب، الجمعة “من الواضح أن ما حدث في الجامعة العربية فتح شهية باقي العرب للتطبيع مع الاحتلال”. وفي الاتجاه ذاته، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب: “هذا الاتفاق هو سقوط سياسي جديد ومتوقع، بعد أن باتت الجامعة العربية راعية للخروج عن الإجماع العربي”.
كما أشار عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، إلى أن “إخفاق الجامعة العربية في أن تتخذ أي موقف يمنع خطوة الإمارات، فتح الباب لمثل هذه الهرولة المتواصلة”.
“قاعة أفراح لكيان عديم المنفعة“
وعلى سبيل الاحتجاج الساخر، دشن مدونون على منصة فيسبوك، حملة لجمع مليون توقيع، للمطالبة بتحويل مقر جامعة الدول العربية إلى “قاعة أفراح”، لتحقيق ما اعتبروه “استفادة كاملة من كيان عديم المنفعة”.
ويقع مقر الجامعة العربية، قرب ميدان التحرير، وسط العاصمة المصرية، في موقع فريد يطل على نهر النيل ومبنى الأوبرا المصرية وبرج القاهرة.
ودون مُدشن الحملة الافتراضية الفلسطيني محمد أعمص، تعريفاً لها قائلاً: “جاء الوقت للاستفادة الكاملة من مبنى ما يسمى (جامعة الدول العربية) بالقاهرة لمصلحة الجمهور والعامة، لأن حالياً ما بيشغلش (لا يشغل) شؤونها أي حد”.
وتابع: “قررت إنشاء حملة شعبية إلكترونية لتحويله (مقر الجامعة العربية) إلى قاعة أفراح.
وأوضح أعمص، المقيم في القدس المحتلة، قائلاً: “هذه الحملة لا تحمل أي مبادئ أيدولوجية أو أفكاراً حزبية.. فقط تنتقد أداء جامعة الدول العربية”.
تفاعل واسع
ولاقت الحملة الافتراضية، تفاعل أكثر من 133 ألف شخص من مختلف الدول العربية، فيما تلقفتها منصة “تويتر” بآلاف التغريدات الساخرة مما سموه بـ”المواقف المتخاذلة” للجامعة العربية حيال القضية الفلسطينية.
وتفاعلاً مع الحملة، قال حساب باسم “يارا أحمد” عبر تويتر: “أوافق على هذا الاقتراح لأن الجامعة العربية إذا بقيت (ظلت) على حالها ستتحول إلى جامعة الولايات المتحدة الأمريكية – الصهيونية”.
بالله حد يشوف لي رقم المسولين على الجامعه العربيه اذا ناويين يأجروها نعملها شي يفيد مثلاً مول اومرقص رجالي او قاعه افراح او مسبح او سوق خضره للمهم باتصبح ذات مردود مفيد للعرب وخاصه الي لاجئين ومشردين والفقراء والمساكين والمطحونين
70 سنه واكثر ولم تستطع هذه الجامعه تحل مشكله 🤮— farsfwn (@farsfwn1) June 15, 2020
فيما أوضح حساب باسم “فارس فاون” عبر تويتر: “بالله حد يشوف لي (يجد) رقم المسؤولين عن الجامعة العربية إذا ناويين يأجروها نعملها شي يفيد مثلاً مول (مركز تجاري) أو مرقص رجالي أو قاعة أفراح أو مسبح”.
وأضاف: “المهم تصبح ذات مردود مفيد للعرب، وخاصة اللاجئين والمشردين والفقراء والمساكين والمطحونين.. 70 سنة وأكثر ولم تستطع هذه الجامعة تحل مشكلة!”.
ودٌون حساب باسم محمد عبد العزيز قاسم عبر فيسبوك، قائلاً: “إيجار (في إشارة لقاعة الأفراح) يومي يا جماعة وممنوع اصطحاب الأطفال عشان مليانة (لأنها ممتلئة) أمراض”.
وقبل انطلاق الحملة الافتراضية، انتقد مغردون عبر منصات التواصل إسقاط الاجتماع الوزاري العربي، مشروع قرار فلسطيني لإدانة التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، معتبرين ذلك بمثابة “شهادة وفاة” لهذا التكتل العربي.
ورفضت القيادة والقوى والفصائل الفلسطينية التطبيع البحريني، كما رفضت قبله الإماراتي، وتوافق أغلبها على اعتباره “خيانة للقدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية” و”مباركة لصفقة القرن المزعومة”.
وظلت جامعة الدول العربية في مقرها بميدان التحرير منذ تأسيسها عام 1945، باستثناء الفترة بين 1978 و1990، التي جرى فيها نقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس، بسبب خلافات آنذاك لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، قبل أن تعود الجامعة مجدداً إلى القاهرة.
المصدر: TRT عربي – وكالات