إلى عشاق الآثار.. متحف أنطاليا يعرض لكم آلاف المقتنيات التاريخية
تركيا الحدث
هناك متاحف للآثار نعشق قِدمها، ومتاحف للمخطوطات والرسومات نعيش قصة كل منها، وأخرى للتماثيل العملاقة تدهشنا بتصاميمها. فماذا لو اجتمعت كل هذه وغيرها الكثير في متحف واحد؟
متحف أنطاليا؛ حاملاً اسم
المدينة السياحية بُني عام 1922 في المدينة القديمة، إلا أنه نُقل عام 1972 إلى
مدينة كونيالتي حيث مقرّه الآن. تبلغ مساحته حوالي 30 ألف متر مربع وينقسم إلى
قاعة خارجية مفتوحة و13 غرفة عرض مغلقة.
وإلى جانب وجود قسم مخصص
لورش الترميم والعناية بالآثار، يوجد في المتحف الشهير قسم للأطفال.
ويصطحب الكبار أطفالهم
إلى هذا القسم الذي يروي لهم بمجسمات بسيطة وصور ملونة، تاريخ مدينة أنطاليا،
والحضارات الكثيرة التي عاشت فيها مثل البيزنطية والرومانية.
ويلمس زائر المتحف حضارات عريقة قامت على ساحل البحر الأبيض المتوسط في تركيا، مثل العثمانية والعهد
السلجوقي وغيرهما.
تُعرض المعلومات الخاصة
بالمتحف باللغتين التركية والإنجليزية، تتعرف من خلال زيارتك للمتحف على السياق
التاريخي الخاص بالمنطقة إذ يضم غرفاً منفصلة ومنظمة عن كل حقبة.
5 آلاف
قطعة في المتحف
أكثر من 5 آلاف قطعة
يضمها المتحف، تدهشك منذ لحظة دخولك أول قاعة بالمتحف مثل المخطوطات والمنسوجات
والفسيفساء والأيقونات وفنون النحت.
وكانت الروسية
“يانا” واحدة من الزائرات للمتحف للمرة الثالثة على التوالي. تتحدث لـTRT عربي
عن اهتمامها بالآثار والقطع القديمة التي يعرضها المتحف.
“زرت
متاحف كثيرة في تركيا وخارجها، لكن متحف أنطاليا كان دائماً الأقرب لقلبي. فيه أجد
معالم لأكثر من حياة عاشتها الشعوب الماضية”. تواصل شرحها بلغة تركية بسيطة
إجراءها بحوثات على منحوتات يضمها متحف أنطاليا وتعود للعصر الحجري.
زوار أجانب على مدار
العام
ولم تكن “يانا”
الروسية الوحيدة التي زارت المتحف أكثر من مرة. وبحسب الشاب “يونس”
المشرف على المتحف في قاعة الاستقبال، فإن الروس يعشقون مدينة أنطاليا ويترددون
كثيراً على المتحف.
واقترب عدد الزوار
الأجانب لمدينة أنطاليا منذ بداية 2020 إلى المليونين رغم جائحة كورونا المتواصلة.
ويُعد متحف أنطاليا أحد
أهم المتاحف في تركيا لأنه يقوم بتجميع وحفظ أي مكتشفات جديدة أو بحوث مستمرة.
فتجد فيها قطعاً تاريخية وفنية يوليها العلماء في تركيا وخارجها اهتماماً كبيراً.
يروي “يونس”
أكثر عن أهمية المتحف من هذه الزاوية مستذكراً ما عثر عليه العلماء بداية العام
الجاري في أنطاليا.
حضارات قديمة يجسدها المتحف
ويقول في حديثه لـTRT عربي،
إنهم عثروا على حطام سفينة تعود إلى ما قبل 200 عام من تاريخ أقدم حطام سفينة
مكتشفة إلى الآن حول العالم.
“كانت
مديرية المتحف هنا هي المشرفة على عمليات البحث، والآثار التي استخرجت من حطام
السفينة على عمق 50 متراً. كانت السفينة محمّلة بالنحاس، وتعود إلى العصر البرونزي، وبالتالي
نُقلت إلى مختبر الحماية والصيانة لدى متحف أنطاليا”.
ومن المقرر أن تُعرض في متحف آثار تحت الماء، المزمع افتتاحه في قضاء
“كمر” بالولاية التركية.
كما يضم المتحف قسماً
خاصاً بالعملات المعدنية القديمة والحجارة الصغيرة والمجوهرات الأثرية، التي تعود
للعهد السلجوقي.
حائز على جائزة
“المجلس الأوروبي الخاص”
يضم المتحف مجموعة
إثنوغرافية تعكس الثقافة العثمانية ومنحوتات الآلهة والإمبراطوريات الرومانية.
كما يعرض المتحف الذي فاز
بجائزة “المجلس
الأوروبي الخاص” في العام 1988، تمثال ويري هيراكليس Weary Heracles.
والتمثال عبارة عن النصف
العلوي من تمثال روماني عمره 1800 عام للبطل الأسطوري هيراكليس الذي أعيد إلى
تركيا من متحف بوسطن في الولايات المتحدة بعد 30 عاماً في الخارج.
ولاحقاً، أُرفق النصف
العلوي من التمثال بالجزء السفلي بعدما جرى تهريبه من مدينة بيرج القديمة في
أنطاليا.
وعُثر على النصف السفلي
من تمثال هيراكليس أثناء عمليات التنقيب في الثمانينيات من قبل البروفيسور جيل
إنان.
في المتحف الذي يفتح
يومياً أبوابه للزوار من الساعة 8:30 صباحاً حتى 7:00 مساءً، مقابل 20 ليرة تركية
للاستمتاع بمقتنياته، يتوفر أيضاً كافيتيريا لتناول الطعام ومكتبة صغيرة تبيع كتبا
عن تاريخ أنطاليا وتركيا إلى جانب تذكارات عن المتحف والمدينة السياحية.
المصدر: TRT عربي