“الأسبطة” تراث عثماني إسلامي مازال حاضراً وشاهداً على الحضارة العثمانية
[ad_1]
ca-app-pub-1249143068877282/7041641911
تعتبر الأسبطة أحد أهم المعالم الأثرية العثمانية القديمة التي ما زالت موجودة إلى يومنا هذا، وتمثل أيضاً أحد الرموز المهمة لمدينة غزة، والتي تفصل بين الحارات القديمة، فمن خلالها تجري مراقبة الأشخاص الغرباء الذين يدخلون الحارة.
والسباط
هُو عبارة عن ممر ضيق ومقوس يقع ويربط بين منزلين، فقديماً كان يوجد الكثير من
الأسبطة، لكن بسبب التغييرات العمرانية وغياب الاهتمام الأثري والحروب التي مرت
على مدينة غزة اندثرت تلك الأسبطة وبقي القليل منها لكنها ظلت شاهدة على عهد
الحضارة العثمانية والتي كثر بناء الأسبطة خلالها.
سباطا
كساب والعلمي
ونلاحظ
وجود سباطين باقيين إلى الآن وهما سباطا كساب والعلمي واللذان يعود تاريخ بنائهما
إلى أكثر من 400 عام، إضافة إلى وجود العديد من الأماكن الاثرية القديمة التي بنيت
على شكل الأقواس، مثل المسجد العمري والذي يعتبر أقدم المساجد في مدينة غزة وسوق
الذهب “القيصرية”.
وأصبحت
الأسبطة تشكل مزاراً للكثير من الأشخاص الذين يسكنون قطاع غزة وخارجه من أجل
التقاط الصور والتعريف بها، داخل حي الدرج حيث تقع الأسبطة توجه الناشط الفلسطيني
أحمد حجازي وهو من الأشخاص الذين يترددون على الأماكن الأثرية.
يقول
حجازي، لـTRT عربي:” بين
الفترة والأخرى أذهب إلى الأماكن الأثرية القديمة الموجودة في قطاع غزة كونها
تعتبر موروثاً أثرياً قديماً نعتز ونفتخر به، فهو يذكرنا بأجدادنا وتاريخنا
القديم”، مبيناً أنه يذهب إلى الأماكن الأثرية ومنها الأسبطة لإبراز
دور الحضارات المختلفة التي عاشت في فلسطين وأبرزها الحضارة العثمانية.
زيارة
الأسبطة
ويضيف
حجازي :”هناك العديد من الناس لا يعرفون تلك الأماكن، لذا أقوم بالتعريف بها
من خلال حساباتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التقط الصور والفيديوهات وأقوم
بنشرها والكل يرحب ويتفاعل مع الصور، كان آخرها ذهابي إلى سباطي كساب
والعلمي واللذان يحملان في طياتهما عبق الماضي ورائحة الحاضر”.
اقرأ أيضاً:
وطالب
الناشط حجازي بضرورة المحافظة على هذه الأماكن لما تحمله من أهمية كبيرة ليست على
الصعيد الفلسطيني وحسب، بل على الصعيد الإسلامي وذلك من أجل أن ينظر العالم إلى
جمال وقدم مدينة غزة، فهي ليست مكاناً للحروب والدمار وحسب.
يسمونه
بالقصر
طرقنا
منزل الحاجة سعاد كساب ( ٧٦عاماً) وهي أحد ملاك سباط كساب والذي سمي على اسم
عائلتها، تقول، لTRTعربي : “تعمل عائلتي على الحفاظ والاهتمام
بالسباط الذي بُني من الطين ويأخذ الشكل المقوس، ورثت هذا السباط عن أجدادي، فهو
يعتبر جزءاً من منزلي الذي أسكن فيه، يعود تاريخ بنائه لما يقارب
٦٠٠ عام.
ونوهت
كساب إلى أن السباط كان قديماً يحمل أهمية كبيرة خاصة في العهد العثماني،
فكان الناس يسمونه في تلك الفترة بالقصر كون أن الأشخاص المقبلين على الزواج كانوا
يأتون إليه ويتزوجون به.
وأوضحت
كساب أن الناس يتوافدون بشكل يومي إلى السباط من أجل التقاط الصور التذكارية كونه
يعتبر معلماً تاريخياً قديماً، وهذا الأمر يسعدني كثيراً.
انتشرت
الأسبطة قديماً بمراكز المدن
من
جانبها، تقول المهندسة نشوة ياسر الرملاوي منسقة مشاريع الحفاظ على التراث في مركز
عمارة التراث الفلسطيني “إيوان” والذي يعتبر من أهم المراكز التي
تسعى للحفاظ على التراث العمراني الفلسطيني،:” السباط هو أحد أنواع العمائر
التي انتشرت في مراكز المدن التاريخية القديمة، وغالباً ما توجد في مداخل الحارات
القديمة والهدف من بنائها هو المراقبة والحماية للحارة وسكانها مما يعكس اللحمة
العمرانية والاجتماعية لسكان المدينة بشكل عام”.
وتضيف
الرملاوي، لـTRT عربي : “السباط
يجري فيه استقطاع جزء من الزقاق خاصة أن الشوارع كانت قديماً ضيقة ومتعرجة وذلك في
ظل عدم وجود وسائل نقل كما هي موجودة الوقت الحالي، يُغطى هذا الجزء وتُبنى غرفة
تتميز بقبتها التي تُرى عن بُعد وبوجود شباكين يطلان على الزقاق بشكل مباشر
بحيث تجري ملاحظة الداخلين والخارجين من الحارة من الغرباء أو حتى سكانها”.
وأوضحت
الرملاوي أن الوصول إلى السباط يتم من خلال أحد البيوت على جانبي الزقاق ويسمى
السباط باسم العائلة التي يكون السباط جزءاً من منزلهم.
وتبين
الرملاوي أن السبب الرئيسي في اندثار الأسبطة داخل قطاع غزة، هو التوسع العمراني
وتغيير ملامح البلدة القديمة واندثار العديد من البيوت التقليدية ودخول وسائل
المواصلات الحديثة لتسهيل حركة السكان منها وإليها، مشيرة إلى أنه ما زال هناك
سباطان في البلدة القديمة بغزة وهما سباط كساب وسباط العلمي وكلاهما في حي
الدرج.
وفِي
نهاية حديثها، أوضحت المهندسة الرملاوي أن الأسبطة أصبحت مزار ومقصد سياحي للأشخاص
الذين يزورون قطاع غزة خاصة أن الأسبطة تعتبر عناصر مرئية خارجية يمكن للزوار
ملاحظتها من خلال مرورهم داخل الأزقة، مطالبة بزيادة الوعي بأهمية الموروث الثقافي
الفلسطيني، فلابد من تسليط الضوء على هذا النوع من العمائر بهدف الحفاظ عليها
وحمايتها من الاندثار.
حماية
من المخاطر
ومن
جانبه، يقول أستاذ التاريخ القديم بجامعة الأزهر الدكتور عصام مخيمر :”إن
الأسبطة الموجودة حالياً في قطاع غزة هي سباطا العلمي وكساب واللذان يقعان بحي
الدرج، وتعود تسمية هذين السباطين إلى العائلات الفلسطينية التي تمتلكهما.
ويضيف
مخيمر :”السباط هو عبارة عن ممر ضيق لا تتجاوز مساحته الثلاثة أمتار وله سقف
مقوس يقع بين منزلين، يعود تاريخ هذه الأسبطة والتي تعتبر معلماً إسلامياً مهماً
إلى العهد العثماني.
ويشير
مخيمر إلى أن سكان الحارات قديماً كانوا يعتمدون على تلك الأسبطة لحمايتهم من
المخاطر ومعرفة الأشخاص الغرباء داخل الحارة، الأسبطة تعتبر معلماً إسلامياً
عثمانياً مهماً يجب علينا الحفاظ عليه وتوريثه لأبنائنا.
وينوه
مخيمر إلى أن الأسبطة أصبحت تمثل مزاراً للأشخاص الذين يأتون لزيارة غزة للمرة
الأولى وذلك من أجل للتعرف على تاريخ المدينة القديمة.
المصدر: TRT عربي