الكويت.. وداع لـ”وسيط الخير” وتحديات تواجه الأمير الجديد
[ad_1]
توفي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن عمر تجاوز 91 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من الدبلوماسية المتوازنة، والعمل لجمع الفرقاء في منطقة مليئة بالصراعات. فما أبرز التحديات التي تواجه الأمير الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح؟
بعد عمر تجاوز 91 ربيعاً، فارق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الأمير الخامس عشر لدولة الكويت، الحياة، عقب فترة حكم تجاوزت 14 عاماً، عُرف خلالها بـ”أمير الإنسانية” و”وسيط الخير” في منطقة تتقاذفها الصراعات السياسية والتحديات الإقليمية.
وبعد تكهنات، رافقت الإعلان عن مرض الشيخ صباح قبل وفاته، حول ولاية العهد واحتمالية دخول البلاد في “المجهول” حال وفاة الأمير، حسب مقال للكاتب بوبي غوش على موقع”بلومبرغ” الأمريكي، فإن مجلس الوزراء الكويتي حسم القضية وأعلن رسمياً مساء الثلاثاء، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميراً للكويت، خلفاً للشيخ صباح، “عملاً بأحكام الدستور والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964، في شأن أحكام توارث الإمارة”.
وفاة أمير الكويت #الشيخ_صباح_الأحمد_الصباح عن عمر ناهز 91 سنة pic.twitter.com/cWDYNW7vy2
— TRT عربي (@TRTArabi) September 29, 2020
تحديات داخلية وخارجية
يتولى الشيخ نواف الأحمد الصباح مهام نائب الأمير منذ سفر الأمير الراحل إلى الولايات المتحدة للعلاج في 23 يوليو/تموز الماضي، باعتباره ولياً للعهد منذ قرابة 14 عاماً، بعد أن زُكّي من قبل الأمير الراحل لولاية العهد في 7 فبراير/شباط 2006.
ويواجه الأمير الجديد العديد من التحديات الداخلية المتمثلة في معركته ضد الفساد، التي بدأها حتى قبل تولِّيه بشكل رسمي، عندما أعلن في 23 أغسطس/آب الماضي، أن “أبناء الأسرة الحاكمة ليسوا فوق القانون”، على خلفية ما تردد عن ضلوع أحدهم في قضية فساد، بالإضافة إلى صعوبات اقتصادية في ظل تراجع أسعار النفط وأزمة كورونا.
لكن أبرز ما سيمثل تحدياً حقيقياً للسياسة الكويتية في المرحلة القادمة، هو الواقع السياسي والإقليمي المتشابك، وأزمات المنطقة المتصاعدة.
الأزمة الخليجية.. طريق الوساطة
تزايدت في الآونة الأخيرة الأنباء والتصريحات حول قرب التوصل إلى تفاهم لحل الأزمة الخليجية بين دول الحصار وقطر، بوساطة من الكويت التي كان لها دور كبير في التقريب بين الأطراف وتجنيب المزيد من التصعيد ووقف أي “عمل عسكري”، حسب ما أعلن الأمير الراحل في سبتمبر/أيلول 2017.
لعبت الكويت دور وساطة أساسي في الأزمة الخليجية، في ظل قبول لها من جميع الأطراف، واتفاق “جميع الدول على دور الكويت في الوساطة ومصداقيتها وتفانيها وعملها في إطار ذلك، بخاصة ما يُعرف عنها بأنها دولة السلام” حسب تصريحات صحفية لسفير دولة الكويت في تركيا غسان الزواوي منتصف الشهر الجاري.
الكويت أجرت مساعي حثيثة لحلحلة الأزمة الخليجية وإنهاء هذا الملف، في زمن الشيخ صباح، وحظيت تحركاتها بدعم أمريكي كبير، كان آخره ما كشفت عنه مصادر حكومية لصحيفة القبس الكويتية الأسبوع الماضي، من أن “الولايات المتحدة الأمريكية ضاغطة وحريصة على احتواء هذا الخلاف، وتدفع بالحل والجهود الكويتية، وتوجد مساعٍ أمريكية مرتقبة لإنهاء الخلاف، للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها”.
القبس نقلت عن المصادر قولها إن الدور الكويتي لحل الخلاف الخليجي لم -ولن- يتوقّف، “وتوجد اتصالات وتحركات جارية من أجل إنهاء هذا الخلاف واحتوائه ولمّ شمل البيت الخليجي، بعيداً عن أي تصعيد”.
دعم الفلسطينيين على الرغم من موجة التطبيع
يمثل الموقف الكويتي حالة متقدمة في رفض التطبيع مع إسرائيل ودعم الحقوق الفلسطينية، فمنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل لتطبيع علاقاتهما في 13 أغسطس/آب الماضي، وما لحقه من هرولة بحرينية للحاق بقطار التطبيع، أكدت الكويت حكومة وشعباً موقفها الثابت في دعم القضية الفلسطينية.
الموقف الكويتي الداعم لفلسطين والرافض للتطبيع جر عليها اتهامات من جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي “بالانحياز للفلسطينيين”، تبعتها محاولات لاستمالتها بتصريحات من ترمب قبل أيام، أن “الكويت قد تصبح قريباً البلد التالي ليطبع علاقاته مع إسرائيل”.
وعلى الرغم من كل تلك الضغوط والاتهامات، أكد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح الجمعة، خلال كلمة بلاده أمام الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، موقف الكويت “المبدئي والثابت” في دعم خيارات الشعب الفلسطيني.
وأوضح رئيس الوزراء الكويتي أن “القضية الفلسطينية لا تزال تحظى بمكانة مركزية تاريخية ومحورية في عالمينا العربي والإسلامي”، داعياً لحل القضية الفلسطينية، وفق مبادرة السلام العربية.
استطاعت الكويت خلال سنوات حكم الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لعب دور الوسيط في أزمات المنطقة، وإدارة علاقاتها وسياساتها الخارجية بتوازن كبير، ويرى مراقبون أن الشيخ نواف سيواصل نهج أخيه الراحل في إيجاد دبلوماسية متزنة وعاقلة في المنطقة، والتوسط لرأب الصدع في علاقات الدول العربية، ومواصلة لعب دور الوساطة في الأزمة الخليجية.
المصدر: TRT عربي – وكالات