الحوار سبيل المسلمين للخروج من واقعهم المحزن
[ad_1]
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المسلمين بحاجة إلى الإصغاء لبعضهم وتبادل الأفكار في هذه الفترة المؤلمة المليئة بالتحديات، داعياً لنبذ التعصب والفتن التي تنخر العالم الإسلامي من الداخل.
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المسلمين إلى الحوار للخروج من واقعهم المحزن.
جاء ذلك في رسالة مرئية بعث بها إلى اجتماع تشاوري افتراضي نظمته رئاسة الشؤون الدينية بتركيا للوزراء والرؤساء وكبار المفتين المعنيين بالشؤون الدينية في البلدان الأعضاء والمراقبة بمنظمة التعاون الإسلامي.
وقال أردوغان: “ينبغي لنا كمسلمين أن نصغي لبعضنا أكثر وأن نتبادل الأفكار في هذه الفترة المؤلمة والمليئة بالتحديات”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن “التعصب القومي والمذهبي والإرهاب فِتنٌ تنخر العالم الإسلامي من الداخل”.
وشدّد على أن “الواقع المحزن للمسلمين يشجع الإمبرياليين وأعداء الإسلام على محاولة النيل منهم”.
وقال إن المسلمين واجهوا العديد من المشاكل المعقدة، مثل الإرهاب والجوع والجهل واللا مساواة في الدخل والصراعات الداخلية والتفرقة.
وأشار إلى أن الاضطرابات والدماء تراق في البلدان الإسلامية، مثل اليمن وسوريا وأفغانستان وليبيا.
وتابع: “للأسف، الصرخات تتعالى اليوم من الأراضي الإسلامية التي أنارت درب البشرية لقرون طويلة بالمعرفة والحكمة والسلام”.
وأكّد الرئيس التركي أن نحو 1000 مسلم يذهبون ضحية الإرهاب أو العنف في العالم يومياً، معرباً عن أسفه حيال ذلك.
وأوضح أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- عرّف المسلم ورسم له حدوداً واضحة بقوله: “المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده”.
وشدّد على أن فقدان المسلمين لطاقتهم عبر الصراعات العرقية والطائفية، بدءاً من العراق حتى اليمن، سببه الأكبر هو الابتعاد عن القرآن والسنة النبوية.
وأضاف: “كما ذكرت من قبل، ليس لدينا دين يسمى السنة أو الشيعة، وإنما ديننا هو الإسلام”.
وشدد على أنه تقع مسؤوليات كبيرة على عاتق السياسيين ورجال العلم من أجل القضاء على الفتن التي تنخر بالعالم الإسلامي من الداخل.
وأردف أنه يجب على المسلمين بدايةً الاعتصام بحبل الله، وعدم الوقوع في فخ الفتن، وعدم إلحاق الخلل بعلاقات الأخوة بين المسلمين، وعدم إتاحة الفرصة للإمبريالية بتفرقة المسلمين إلى سني وشيعي، وأبيض وأسود، وتركي وعربي، وفارسي وكردي.
وتابع قائلاً: “علينا أن نحب بعضنا في سبيل الله لا من أجل هوية الآخر وعرقه ونسبه، وعدم السماح للجدالات السياسية بإلقاء ظلالها على ضمير الأمة الإسلامية أو إلحاق الضرر بعلاقات الأخوة”.
وأضاف: “دعونا لا ننسى أن الكون لا يقبل الفراغ، وأنه عندما يتراجع الحق والحقيقة، فإن الباطل يحتل موقعهما”.
ولفت إلى أنه في حال عدم سد الناس لظمأهم في الدين من مصادر صحيحة، فإنهم سيقعون في براثن تنظيمات إرهابية مثل داعش وغولن وحركة الشباب وبوكو حرام.
وأكد أن “الكثير من المشكلات التي تواجهنا في الحياة الاجتماعية اليوم، سببها عدم معرفة الإسلام وعدم فهمه بالشكل الصحيح”.
وشدد في هذا الصدد على أهمية نشر المفهوم الحقيقي للإسلام ورسائله الصحيحة في جميع أنحاء العالم، بدءاً من بلادنا، لافتاً إلى أنه يجب على الجميع بذل جهود في هذا الشأن، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح أن “المنزعجين من صعود الإسلام يهاجمون ديننا عبر الاستشهاد بالأزمات التي كانوا سبباً في ظهورها”.
وبيّن أن الخطابات المعادية للإسلام والمسلمين باتت أبرز الأدوات التي يستخدمها ساسة الغرب للتغطية على إخفاقاتهم، لافتاً إلى أن مبادرات ظهرت مؤخراً من قبيل “الإسلام الفرنسي”، و”الإسلام الأوروبي”، و”الإسلام النمساوي”، تعد آخر الأمثلة في هذا الصدد.
ولفت إلى أن الغاية الأساسية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من إطلاق مبادرة “الإسلام الفرنسي” هي تصفية حسابات مع الإسلام والمسلمين.
المصدر: TRT عربي – وكالات