من الخليج للمغرب العربي.. مقاطعة منتجات فرنسا تتصاعد وخارجيتها تناشد لوقفها
[ad_1]
من الخليج إلى المغرب العربي تتواصل حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية، كرد على الإساءة للنبي محمد، في وقت دعت فيه وزارة الخارجية الفرنسية لوقفها، واصفة الداعين لها بالأقلية المتطرفة.
من الكويت إلى قطر مروراً بالأردن وصولاً إلى تونس والمغرب وليبيا، تعالت الدعوات الشعبية في الميدان وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية وكل أشكال التعامل الاقتصادي والسياسي والثقافي، نصرة للنبي محمد ورداً على حملات الإساءة له.
دعوات لإلغاء القمة الفرنكوفونية
فتونس التي تستعد لاحتضان “القمة الفرنكوفونية” المقرر عقدها في جزيرة جربة التونسية مطلع العام القادم، بدأت الأطراف المنظمة لها تصطدم بدعوات شعبية ومن داخل البرلمان لإلغاء القمة، رداً على الرسوم المسيئة للنبي محمد ولتصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون المستفزة.
وبالتوازي مع وسم “إلغاء القمة الفرنكوفونية مطلب شعبي”، تعالت أصوات نواب تطالب الجهات الحكومية المسؤولة عن تنظيم القمة في تونس بإلغائها، حيث اعتبر النائب ياسين العياري في تدوينة له أن القمة ومِن ورائها المنظمة الفرنكوفونية التي تتزعمها فرنسا، تسعى لتدعيم القيم واللغة الفرنسية، عبر الضغط السياسي والثقافي والاقتصادي.
وأشار إلى أنه من “الوقاحة” قبول انعقاد هذه القمة على أرض تونس، في وقت ينخرط فيه سياسيون فرنسيون في تحقير الثقافة والمعتقدات العربية الإسلامية، لافتاً إلى أنه سيراسل رئيس الجمهورية قيس سعيد لحثه على إبطال القمة.
وفي السياق ذاته، يؤكد النائب عن ائتلاف الكرامة نضال سعودي في حديثه مع TRT عربي أن كتلته في البرلمان ستضغط على رئيس الجمهورية بكل الأشكال القانونية والدستورية المتاحة، في اتجاه إلغاء القمة الفرنكوفونية، نصرة للنبي محمد وما دام الرئيس الفرنسي لم يعتذر عن الرسوم المسيئة.
وأكد أن هذه الدعوات إلى إلغاء القمة صاحبتها بالتوازي عبر الشبكات الاجتماعية دعوات من قبل أنصار الحزب إلى مقاطعة جميع المنتجات الفرنسية، والتعريف بها للمستهلك التونسي بهدف حثه على عدم اقتنائها سواء في الأسواق أو المغازات (المحال) الكبرى.
وظلت فرنسا لحدود سنة 2019 الشريك التجاري الأول لتونس، لتدخل بعدها على الخط دول ناشئة كالصين وتركيا، وبلغ حجم الصادرات الفرنسية 3.3 مليارات يورو في 2019، وتشمل أساساً الصناعات الغذائية والملابس الجاهزة والعطور والسيارات.
ودفعت دعوات مقاطعة القمة الفرنكوفونية في تونس نصرة للنبي الأكرم،رئيس اتحاد الفرنسيين بالخارج والمستشار القنصلي لوران كازرغيس إلى الخروج عن صمته، والقول بحسب ما نقلته مواقع محلية بأن “الدعوات المنادية إلى إلغاء القمة الفرنكفونية تعتبر قصر نظر، وبأن هذه القمة من شأنها أن تعزز صورة تونس على الساحة الدولية”.
وفي المغرب والجزائر شن نشطاء حملات تنديد ضد تصريحات ماكرون دفاعاً عن الرسول الأكرم، كما نشر ناشطون فيديوهات لبعض التجار وقد اتخذوا قراراً بمقاطعة بيع المنتجات الفرنسية.
أما في ليبيا، فقد عبر المجلس الأعلى للدولة عن إدانته الشديدة للرسوم المسيئة للرسول ولتصريحات ماكرون التي وصفها بالعنصرية، داعياً مجلس الوزراء الليبي إلى إيقاف التعامل الاقتصادي مع الشركات الفرنسية لا سيما في قطاع المحروقات.
وفي العاصمة القطرية الدوحة قررت جامعة قطر تأجيل فعالية “الأسبوع الفرنسي الثقافي” إلى أجل غير مسمى، كشكل من أشكال الاحتجاج على الإساءة الفرنسية التي لحقت بالإسلام ورموزه.
وقالت جامعة قطر في بيان نشرته عبر حسابها على تويتر، إن قرارها بتأجيل فعالية الأسبوع الفرنسي الثقافي حتى إشعار آخر جاء “عطفاً على مستجدات الأحداث الأخيرة المتعلقة بالإساءة المتعمدة للإسلام ورموزه”.
وأشارت إدارة الجامع إلى أن أي مساس بالعقيدة والمقدسات والرموز الإسلامية هو أمر غير مقبول نهائياً، “وأن هذه الإساءات تضر القيم الإنسانية الجامعة والمبادئ الأخلاقية العليا التي تؤكد عليها كافة المجتمعات المعاصرة”.
وأعلنت كبرى شركات التجزئة وبيع المواد الاستهلاكية في قطر “الميرة” عن بدئها الفوري في سحب المنتجات الفرنسية من جميع فروعها في الدوحة وخارجها، مؤكدة أنها كشركة وطنية تعمل وفق رؤية تنسجم مع الدين الحنيف ومع العادات والتقاليد الراسخة.
الكويت تنجح في المقاطعة
وفي الكويت قرر اتحاد الجمعيات التعاونية مقاطعة جميع المنتجات الفرنسية رداً على إساءة فرنسا للنبي محمد، وتداول نشطاء كويتيون على نطاق واسع عبر الشبكات الاجتماعية، صوراً وفيديوهات لمحال تجارية وقد قامت بإزالة المنتجات الفرنسية، وفي هذا الإطار يؤكد الإعلامي الكويتي داهم القحطاني لـTRT عربي استمرار حملات مقاطعة البضائع الفرنسية بنسق تصاعدي في أسواق الكويت ومتاجرها نصرة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وشدد القحطاني على أن خطوة المقاطعة تلقائية وليس لها أي خلفية سياسية، حيث لا تقف وراءها أي أحزاب أو جهات حكومية، بل تدعمها جمعيات مدنية ومواطنون كويتيون دفعتهم الغيرة على نبيهم وعلى دينهم إلى القيام بهذه الخطوة العقابية ضد فرنسا.
وكانت خطوات المقاطعة التي دعت لها دول عربية وإسلامية، قد وصل صداها إلى الإعلام الفرنسي، حيث تناولت صحيفة “نوفال أوبسيرفاتور” الفرنسية ردود الفعل العربية المقاطعة للبضائع الفرنسية تنديداً بالرسوم المسيئة للرسول الأكرم، معتبرة أن دول الخليج تمثل سوقاً استهلاكية هامة للمنتجات الفرنسية.
وفي الأردن، انضمت مؤسسات تجارية إلى حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، حيث تداول نشطاء أردنيون صوراً وفيديوهات لمحال تقوم بإزالة المنتجات الفرنسية، رداً على إساءة ماكرون للإسلام ورموزه.
وفي مصر، التي ترزح تحت حكم العسكر، وعلى الرغم من التضييقات التي يمارسها نظام السيسي وإعلامه تصدرت وسوم “قاطعوا المنتجات الفرنسية” و”رسولنا محمد خط أحمر” الترند في مصر.
حملات محتشمة في السعودية والإمارات
يشار إلى أن دولاً إسلامية كالإمارات والسعودية والبحرين شهدت حملات محتشمة لمقاطعة المنتجات الفرنسية والتنديد بالإساءة للنبي محمد، مقابل شن أذرعها الإعلامية وذبابها الإلكتروني حملات افتراضية لمقاطعة المنتجات التركية.
وكان الرئيس الفرنسي قد غرد باللغة العربية عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الأحد، مؤكداً عدم تراجع بلاده عن الإساءة للنبي محمد في الرسوم الكاريكاتورية، كما وصف الخطابات المدافعة عن الرسول بالحاقدة.
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية الدول العربية والإسلامية إلى عدم مقاطعة منتجاتها على خلفية الرسوم المسيئة، كما أشارت في بيان رسمي إلى تصاعد دعوات المقاطعة لموادها الغذائية لا سيما بدول الشرق الأوسط، مناشدة سلطات تلك البلدان عدم الانخراط في حملات المقاطعة الشعبية، واصفة تلك الدعوات بأنها مدفوعة من “أقلية متطرفة”.
المصدر: TRT عربي