اكتشاف الغاز.. تركيا تملك ورقة رابحة في اتفاقات المورّدين طويلة الأجل
[ad_1]
بعد الاكتشافات التركية الأخيرة للغاز الطبيعي في البحر الأسود، يرى خبراء أن قوة التفاوض في عقود الغاز طويلة الأجل الواردة إلى تركيا انتقلت من أيدي المورّدين الأجانب إلى أنقرة، لا سيما أن الكشفين الأخيرين يفتحان الباب أمام احتمالات اكتشافات أخرى.
انتقلت قوة التفاوض في عقود الغاز الطبيعي طويلة الأجل الواردة إلى تركيا، من أيدي المورّدين الأجانب إلى أنقرة، بعد تحقيق الأخيرة كشفين عن الغاز في مياه البحر الأسود.
ومن المنتظر أن يفتح الكشفان الباب أمام احتمالات اكتشافات أخرى لمصادر الطاقة التقليدية بالبحر الأسود أو البحر المتوسط، في وقت أصبح فيه الأخير ساحة ساخنة للتنقيب من جانب الدول الساحلية.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اكتشاف 85 مليار متر مكعب إضافي من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، ليرتفع إجمالي احتياطي الغاز المكتشف في منطقة “تونا ـ 1/ حقل صقاريا” إلى 405 مليارات متر مكعب.
وفي هذا الصدد، قال جوناثان ستيرن مؤسس قسم أبحاث الغاز الطبيعي في معهد الطاقة بأكسفورد، إن الاكتشاف التركي للغاز الطبيعي في البحر الأسود سيقوّي موقف أنقرة في العقود طويلة الأجل التي ستعقدها في مجال الطاقة.
وأضاف ستيرن في حديث للأناضول: أنه “حسبما أعلم، سيصل الإنتاج التركي من الغاز سنوياً إلى 6 مليارات متر مكعب، وسيكون لهذا الإنتاج تأثير على المفاوضات التي تتعلق بالعقود طويلة الأجل مع شركة غاز بروم وغيرها”.
وأشار إلى أنه لم يُكتشف من قبل مثل هذه الكميات الضخمة في تركيا أو في البحر الأسود عامة، ولفت إلى احتمال وجود اكتشافات أخرى جديدة.
وتعادل قيمة احتياطي الغاز المكتشف بحقل صقاريا نحو 85 إلى 90 مليار ليرة تركية (10.7 – 11.3 مليار دولار)، وستتيح لتركيا تلبية احتياجاتها المنزلية من الغاز الطبيعي محلياً لمدة 25 عاماً، وتلبية كامل احتياجاتها من الغاز لمدة 8 سنوات.
وتستهلك تركيا نحو 45 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً.
وتشير التوقعات التركية إلى إمكانية البدء باستخراج الغاز الطبيعي بحلول عام 2023. ووفق الخبير الدولي فإن “هذا أمر ممكن، ولكن وفق معلوماتي فإن الشركات التركية تعتزم القيام بهذا من دون تلقي أي مساعدات خارجية”.
وتابع: “لذا سيستغرق الأمر وقتاً أطول، إذ يتعلق بعمق المنطقة.. لقد اكتمل العمل مع شركة إيني الإيطالية لتطوير حقل ظهر للغاز في مصر، لذلك أُنجِز في وقت سريع من دون أية مشكلات مادية أو تقنية”.
من جهته، قال روبين ميلز المدير التنفيذي لشركة “قمر إنيرجي لاستشارات الطاقة” ومقرها دبي، إن العمل بالحقل سيستغرق بضع سنوات. وأضاف: “خلال هذه الفترة ستحتاج تركيا إلى شراء كامل احتياجاتها من الطاقة من الخارج.. إلا أن هذا الكشف سيكون ورقة رابحة وميزة لتركيا في مباحثاتها للعقود طويلة الأجل”.
وأكّد ميلز احتمالية إنجاز اكتشافات أخرى في البحر الأسود، موضحاً أنه “قد تكون هناك اكتشافات جديدة في هذه المنطقة بسبب وجود مساحة غنية بالغاز تمتد من المناطق البحرية المفتوحة لرومانيا وبلغاريا وحتى المياه الإقليمية التركية”.
وأضاف: “قد لا يكون لدى مؤسسة البترول التركية الخبرة في الأعمال المتعلقة بالغاز الطبيعي في المناطق المائية العميقة.. كما أن البنية التحتية في البحر الأسود أقل، لذلك ستكون المهمة أكثر صعوبة من الناحية اللوجستية”.
ومن المقرر أن ينتهي جزء من عقود الشراء طويلة الأجل التركية بحلول عام 2021، كما سيجرى الاتفاق على عقود شراء جديدة بمجموع 11.6 مليار متر مكعب. ومن المنتظر التعاقد على كميات أكبر من هذه بحلول عام 2026.
وسيعمل حقل الغاز في صقاريا بالبحر الأسود والاكتشافات الأخرى المحتملة، على تقوية وتعزيز موقف الشركات التركية في المفاوضات التي يُنتظر أن تُجرى خلال السنوات المقبلة، لتحديد السعر وشروط التعاقد.
وانتهت اتفاقية الغاز الطبيعي المسال بين شركة “بوطاش” وقطر بقيمة 2.1 مليار متر مكعب في الشهر الماضي.
وبحلول عام 2021 ستنتهي اتفاقية الغاز التي تعمل الشركة وفقاً لها، بواقع 4 مليارات متر مكعب من شركة غازبروم الروسية عبر البلقان، كما ستنتهي اتفاقية شراء الغاز الطبيعي المسال من نيجيريا بواقع 1.3 مليار متر مكعب في العام نفسه.
على صعيد القطاع الخاص، فمن المتوقع أن تنتهي اتفاقية الغاز بين كل من شركتي أوراسيا والبوسفور للغاز مع روسيا عام 2021، والمقدّرة بإجمالي 1.5 مليار متر مكعب، بواقع 750 مليون متر مكعب لكل شركة منهما. كما ستنتهي اتفاقيات شركة إنركو إنيرجي بواقع 2.5 مليار متر مكعب، وشركة شل إنيرجي بواقع 250 مليون متر مكعب.
وبهذا ستُعقد مفاوضات أخرى في 2021 حول اتفاقيات شراء الغاز الطبيعي بقيمة إجمالية 11.6 مليار متر مكعب.
المصدر: TRT عربي – وكالات