كيف واجه ثلاثة أبطال مسلمين الإرهاب في “فيينا”؟
[ad_1]
ثلاثة شبان مسلمين من تركيا وفلسطين برزت أسماؤهم بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في العاصمة النمساوية فيينا. وذلك لرد الفعل البطولي الذي أبدوه في مكان الهجوم وإنقاذهم حياة شرطي ومواطنين أصيبوا بالرصاص.
بعد أن انجلى غبار الهجوم الإرهابي في العاصمة النمساوية “فيينا”، الذي وقع مساء الاثنين الماضي، تبين أن ثلاثة “أبطال” مسلمين، قد عملوا على إنقاذ الضحايا، مخاطرين بأرواحهم.
الشبان المسلمون الثلاثة، وهم تركيان وفلسطيني، كانوا في المكان، وعملوا دون تردد على مساعدة الضحايا، وتمكنوا من إنقاذ حياة شرطي، وسيدتين. وعمل الشابان التركيان، رجب طيب غولتكين وميكائيل أوزن، برفقة الفلسطيني أسامة جودة، على إنقاذ حياة شرطي، بعد أن نجحوا في سحبه إلى سيارة الإسعاف، رغم خطورة الموقف.
وشهدت فيينا مساء الاثنين، هجوماً مسلحاً أسفر عن مقتل 5 أشخاص بينهم منفذ الهجوم وإصابة 17 آخرين، حسب وزارة الداخلية النمساوية.
وأفاد غولتكين الثلاثاء، بأنه كان برفقة صديقه ميكائيل أوزر، عندما رأى سيدة مصابة في موقع الهجوم، مشيراً إلى أنه نقلها إلى أحد المطاعم القريبة. وأوضح أنه حين خرج من المطعم أطلق المسلح النار فأصاب ساقه اليمنى، لافتاً إلى أنه توجّه بعد ذلك إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن الحادثة.
وأشار إلى أنه شاهد لاحقاً سيدة مسنّة بالقرب من مكان الحادثة، وقد أصيبت بالصدمة جراء الهجوم، فقدّم مع صديقه المساعدة لها.
كما قدّم الشابان التركيان، برفقة الفلسطيني جودة، المساعدة لشرطي كان أصيب بالرصاص وفقد الوعي بسبب النزيف، وتمكنوا من سحبه إلى سيارة الإسعاف رغم خطورة الموقف. ولفت غولتكين إلى أن الشرطي كان مصاباً إصابات بليغة وفقد كمية كبيرة من الدماء، مشيراً إلى أنه عندما وصل إلى سيارة الإسعاف طلب منه المسعفون الصعود أيضاً لنقله إلى المستشفى بسبب إصابته، لكنه رفض ذلك بسبب كثرة عدد الجرحى والقتلى في المكان.
وذكر أن إصابته كانت لحسن الحظ طفيفة وأنه ذهب إلى المستشفى للعلاج بعد استقرار الوضع في مكان الحادثة. ونوّه غولتكين بأن “الإرهاب في كل مكان هو الإرهاب”، وليس له علاقة بأي دين، كما قدّم تعازيه لأسر الضحايا والجرحى ولدولة النمسا، وتمنى السلامة للشرطي المصاب. وكرمت أنقرة الشابين، إذ التقى السفير التركي في العاصمة النمساوية أوظان جيهون، البطلين غولتكين وأوزن، في مقر السفارة. وأعرب السفير عن بالغ افتخاره جراء بطولة الشابين التركيين في هذا الهجوم المؤسف.
الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان يتصل بشابين تركيين أنقذا شرطياً نمساوياً رغم إصابتهما في هجوم #فيينا الإرهابي pic.twitter.com/wNJCsJqGmt
— TRT عربي (@TRTArabi) November 3, 2020
أما الشابّ الفلسطيني أسامة جودة، فقد كرّمته الشرطة النمساوية، بمنحه “الوسام الذهبي”، تقديراً لإنقاذه حياة الشرطي المصاب. ويعمل جودة، صاحب الـ23 عاماً، في أحد مطاعم الوجبات السريعة في العاصمة النمساوية.
وروى جودة تفاصيل إنقاذه، برفقة الشابين التركيين، حياة الشرطي النمساوي، وتكريم الشرطة النمساوية له. وكان أسامة مغادراً مكان عمله برفقة زميل له حينما بادر شخص مسلح بإطلاق النار تجاه المارة في الشارع، ليقتل ويصيب عدداً منهم.
ويقول أسامة إنه فوجئ بإطلاق المسلح النار تجاهه هو وزميله من مسافة لا تزيد على 50 متراً”. وأضاف: “لحسن الحظ لم نُصَب بأذى جراء إطلاق النار، وتمكنّا من الاختباء خلف ساتر قريب، فيما استمر المسلح بإطلاق النار تجاهنا وتجاه المارة بشكل كثيف”.
وفي هذه الأثناء وصلت قوة من الشرطة النمساوية واشتبكت مع الشخص المسلح، وفي خضمّ ذلك أصيب أحد أفراد الشرطة. وتابع: “استمر نزف الدماء من الشرطي في ظلّ عجزنا عن إسعافه نتيجة كثافة إطلاق النار. حينها أدركت أنه يجب أن نسعفه بأقصى سرعة”.
وأوضح الشاب الفلسطيني، أنه اتفق مع شرطي آخر على أن يحمي ظهره فيما يتكفل هو بمهمة سحب الشرطي المصاب إلى مكان أقل خطورة. يواصل جودة حديثه قائلاً: “عملت مع شابين تركيين (غولتكين وأوزن) كانا في مكان الحادثة، وأجلينا الشرطي إلى سيارة الإسعاف التي كانت تبعد قرابة 50 متراً عن المكان، ولم تتمكن من الاقتراب لخطورة الموقف”.
وقال أسامة إن الشرطة النمساوية استدعته عقب الحادثة لأخذ إفادته، فما كان منها إلا أن كرّمته بمنحه “وسام الشرطة الذهبي”، عقب سماع إفادته، وإفادة أفراد الشرطة الذين كانوا في مكان الحادثة، وشهدوا بما أداه من عمل بطولي.
وأضاف: “أردت بعملي هذا أن أوصل الصورة الإنسانية للمسلمين والعرب والفلسطينيين في أوروبا، بأن ديننا زرع فينا قيم الرحمة، ومعاني والمحبة والسلام، ورفض الإرهاب الذي لا دين له”.
وأعرب الشاب الفلسطيني عن أمله أن تقف الدول الأوروبية إلى جانب الشعب الفلسطيني في نيل حريته، وتساعده على إقامة دولته المستقلة.
والأربعاء، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منح الشاب جودة وساماً لشجاعته.
وأجرى عباس اتصالاً بالشاب، خلال استضافته في مقر السفارة الفلسطينية في فيينا، معرباً عن فخره بشجاعته وما فعله. وقال عباس خلال الاتصال مخاطباً جودة: “ما قمتَ به يرفع الرأس، وأنت تمثّل نموذجاً للإنسان الفلسطيني البطل الذي يُفتخر به أمام العالم”. وأضاف الرئيس الفلسطيني: “نقول للعالم إننا ضد الإرهاب، ونقدّم المساعدة والنجدة لمن يحتاج إليها حتى تحت وابل الرصاص”.
المصدر: TRT عربي – وكالات