مئات القتلى ومعارك ضارية في إقليم تيغراي.. ماذا يحدث في إثيوبيا؟
[ad_1]
رغم تأكيد مصادر عسكرية إثيوبية وقوع المئات من القتلى في البلاد مؤخراً نتيجة النزاع المتصاعد بين الحكومة والحزب الحاكم في إقليم تيغراي، سعى رئيس الوزراء الإثيوبي لطمأنة العالم بأن أديس أبابا قادرة على حل أزماتها الداخلية وأنها لا تنزلق نحو الفوضى.
يسلط النزاع المتصاعد في إثيوبيا بين الحكومة والحزب الحاكم في إقليم تيغراي، الضوء على التوترات المشحونة والعنيفة في كثير من الأحيان بين حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد والمقاطعات الأكثر اضطراباً في الدولة المتنوعة عرقياً التي تعهد بتوحيدها.
وقالت مصادر على الجانب الحكومي إن الصراع المتصاعد في الإقليم المضطرب في إثيوبيا تسبب في مقتل المئات على الرغم من سعي رئيس الوزراء أبي أحمد إلى طمأنة العالم، الاثنين، بأن بلاده لا تتجه نحو حرب أهلية.
فاز آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام العام الماضي لإبرامه هدنة مع إريتريا التي ظلت علاقاتها متوترة مع إثيوبيا لفترة طويلة.
لكنه واجه على المستوى الداخلي تحديات عديدة، لا سيما في تيغراي ما يهدد باندلاع نزاع مسلح قد يقوض الاستقرار على مدى أوسع في ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان.
مواجهة مع تيغراي
أمر آبي أحمد، الأربعاء الماضي، الجيش بدخول إقليم تيغراي الشمالي ، بعد أن اتهم الحزب الحاكم في اللإقليم، وهو “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي”، بشن هجوم على معسكر للجيش الفيدرالي في المنطقة.
وتنفي “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” وقوع الهجوم وتتهم آبي أحمد بالتحريض على الحرب وتلفيق القصة لتبرير غزو المنطقة.
يأتي تدهور الوضع نحو حرب محتملة في أعقاب نزاع طويل وحاد بين حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي و”جبهة تحرير تيغراي” التي يشكو مسؤولوها من أنهم تعرضوا للتهميش، وتم تحميلهم ظلماً مسؤولية المشكلات التي تعاني منها البلاد في ظل حكمه.
إثيوبيا.. رئيس الوزراء يقيل عدداً من القادة والمسؤولين بينهم قائد الجيش pic.twitter.com/2rl8yBGjwa
— TRT عربي (@TRTArabi) November 9, 2020
وهيمنت “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” على الحياة السياسية في إثيوبيا على مدى ثلاثة عقود قبل وصول آبي أحمد إلى السلطة في 2018 على خلفية تظاهرات مناهضة للحكومة آنذاك، على الرغم من أن المتحدرين من تيغراي لا يشكلون إلا ستة في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم أكثر من 100 مليون.
أصبحت “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” رسمياً حزباً معارضاً العام الماضي، عندما رفضت مواكبة آبي أحمد لدمج الائتلاف الحاكم في حزب واحد، لكنها تصرفت بشكل متزايد كقيادة لدولة مستقلة، متحدية آبي أحمد وسلطاته.
ففي سبتمبر/أيلول أجرت المنطقة انتخابات برلمانية خاصة بها، متجاهلة قراراً اتحادياً بتأجيل جميع الانتخابات بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وتحذير آبي أحمد لها من أن الانتخابات ستعد غير قانونية.
إقالة مجلس تيغراي
بعد ثلاثة أيام من إعلان آبي أحمد عن عمليته العسكرية في إقليم تيغراي، اعتمد البرلمان الإثيوبي في تصويت السبت، خطة إقالة المجلس والحكومة المحليين في إقليم تيغراي.
سلطات الإقليم رفضت القرار واتهمت رئيس الوزراء بالسعي إلى وضع “دُمى” على رأس المنطقة، وقالت في البيان: إن “تيغراي ستكون مقبرة ولن تكون ملعباً لقوى خارجية وزمرة فاشية”.
واتهمت إدارة تيغراي أديس ابابا بأنها “ترغب في الحرب”، مشيرة إلى أن الإقليم يفضل السلام والحوار وأن “جهود السلام ستتواصل إلى آخر دقيقة”.
ويُخشى من تحول الخلافات المستمرة بين تيغراي وأديس أبابا إلى حرب أهلية، فقد قال نائب رئيس أركان الجيش الإثيوبي، الاثنين: إن”الحكومة المركزية دخلت في حرب على السلطات المتمردة في إقليم تيغراي، وسنحرص ألّا تطال الحرب وسط البلاد وتبقى منحصرة في تيغراي”.
حرب طويلة ودامية
مصدر أممي قال لوكالة الصحافة الفرنسية، إن تقريراً أمنياً داخلياً أفاد بسيطرة قوات تيغراي على مقر القيادة العسكرية لشمال إثيوبيا في مقلي، ويعد المقر أحد أكثر القواعد تجهيزاً بالأسلحة في البلاد، وقد لعب دوراً أساسياً في الحرب بين إثيوبيا وإريتريا المحاذية لمنطقة تيغراي.
وأفادت مصادر دبلوماسية بوجود أنشطة عسكرية على المحاور الرئيسية التي تربط تيغراي بمنطقة أمهرة الحدودية، وأشارت إلى معارك ونيران مدفعية على الطريق إلى حمرة التي تحد السودان وإريتريا.
“يقدر عدد الجنود في إقليم تيغراي بـ 250 ألفاً، ومن شأن أي حرب تندلع في المنطقة أن تكون طويلة ودامية”
وأفاد مصدر إنساني في منطقة أمهرة بأن مواكب جنائز للمقاتلين تسببت في تباطؤ حركة المرور في الطريق المؤدي إلى مدينة غوندار في أمهرة.
من جانبها، حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أنه ما لم يتوقف القتال فوراً فسيكون النزاع “مدمّراً، لا للبلاد فحسب بل للقرن الإفريقي بأكمله”.
واعتبرت المجموعة أنه نظراً للقوة العسكرية لتيغراي، حيث يقدّر عدد الجنود بنحو 250 ألفاً، من شأن أي حرب أن تكون “طويلة ودامية” في ثاني بلدان إفريقيا من حيث عدد السكان.
رداً على المخاوف الدولية من آثار العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإثيوبي في الإقليم، قال آبي أحمد في تغريدة على تويتر الاثنين: “لا أساس للمخاوف من انزلاق إثيوبيا إلى الفوضى، وسننهي عمليتنا من أجل إنفاذ القانون، كدولة ذات سيادة لديها القدرة على إدارة شؤونها الداخلية”.
وكانت سلطات أديس أبابا حظرت الرحلات الجوية إلى تيغراي، وقطعت الاتصالات المحلية، بحيث أصبح من الصعب على وسائل الإعلام التحقق بشكل مستقل من أي وقائع يعلن عنها أي جانب.
المصدر: TRT عربي – وكالات