تخشى تهاون بايدن.. إسرائيل تحاول دفع ترمب لمعاقبة إيران قبل انتقال السلطة
[ad_1]
باتت دوائر صنع القرار في إسرائيل تخشى أن “التساهل” مع إيران سيجر المنطقة إلى جولة حرب، وذلك على خلفية إعلان جو بايدن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وخسارة ترمب حليف نتنياهو الأول.
بعد إعلان وسائل إعلام فوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، تخشى إسرائيل اتباع البيت الأبيض سياسات أقل تشدداً حيال إيران، يجري فيها التخلي عن استراتيجية “الضغط إلى أقصى حد” التي اتبعتها إدارة دونالد ترمب.
وفي هذا الشأن، تقول صحيفة يديعوت أحرونوت إنه في أعقاب فوز بايدن باتت دوائر صنع القرار في إسرائيل تخشى من أن “التساهل” مع إيران سيجر المنطقة إلى جولة حرب.
وتشير إلى أن الموضوع الأكثر إلحاحاً اليوم للبحث والدراسة في إسرائيل هو مستقبل الاتفاق النووي مع إيران.
وكان بايدن صرح سابقاً بأنه في حال عادت إيران مجدداً إلى مخرجات الاتفاق النووي فإن الولايات المتحدة سوف تنضم إليه مجدداً وقد تزيل العقوبات عن طهران، التي فرضها ترمب بعد انسحابه من الاتفاق.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن “هذا قد يفضي فعلياً إلى مفاوضات إيرانية أمريكية تطيل عمر الاتفاق، لكن إسرائيل ستضغط من أجل عدم التساهل مع إيران أو إظهار الضعف أمامها”.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن بايدن قد يسعى لاتباع سياسة قريبة من سياسة الرئيس السابق باراك أوباما، وقد يتجه أيضاً إلى تجديد بنود الاتفاق.
ولكن الخشية هي أن يرفض الإيرانيون أي تعديل على الاتفاق، والثمن هو أن تزول العقوبات عن إيران بلا مقابل، تقول الصحيفة العبرية.
وقبل انتخاب جو بايدن، كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد في لقاء مع قناة “CBS News” أن “إيران لن تعيد التفاوض على الاتفاق النووي حتى لو فاز المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.
وبدوره يرى الصحافي الإسرائيلي إيتمار آيخنر أن “إسرائيل ستكون مضطرة إلى إقناع إدارة بايدن بخطورة الاستسلام لإيران”.
ونقل عن مصدر إسرائيلي مطّلع قوله: “إيران هي أكثر قضية ملحّة بالنسبة إلى إسرائيل، لذلك ستحاول إقناع الولايات المتحدة بأنه في حال أرادت إعادة طهران إلى اتفاق نووي جديد فإن ذلك لن يتحقق إلا بالعقوبات”.
ويضيف المصدر: “خوفنا ينبع من فرضية إعادة بايدن الوضع إلى ما كان عليه، وأن تذهب إيران بكل قوة إلى تخصيب اليورانيوم من منطلق الثقة بأن الرئيس المنتخب لا يحبذ مواجهتها بخاصة عسكرياً”.
وهذا السيناريو من شأنه أن يجر المنطقة إلى مواجهات عسكرية بين إسرائيل وإيران، بخاصة إذا رأت تل أبيب أن الحل العسكري هو الحل الوحيد لإجهاض الحلم النووي الإيراني، وفق المصدر.
عواقب وخيمة
وتقول يديعوت أحرونوت إن تقديرات دوائر صنع القرار بإسرائيل تشير إلى أن بايدن قد يذهب باتجاه إطالة عمر الاتفاق النووي إلى عشرات السنوات.
لكن قد تعمل إسرائيل على إقناعه بأن الوقت ملائم للضغط على إيران في ظل تدهور اقتصادها وعدم وقف العقوبات.
من جانبه، يقول موقع “ماكور ريشون” الإسرائيلي إنه “مع خسارة ترمب للانتخابات، وفوز بايدن الذي كان نائباً لأوباما عند توقيع الاتفاق النووي مع إيران، فهمت القيادات في تل أبيب أن عليها التجهز مجدداً”.
وقال المحلل السياسي نوعام أمير في مقال له بالموقع إن “إسرائيل تقف الآن أمام تحدٍّ سياسي كبير في حال لم تجرِ إدارته بشكل جيد وحذِر ستكون له عواقب وخيمة بكل ما يتعلق بإيران، ذلك أنه قد يعيدنا 4 سنوات إلى الوراء ويمحو كل ما حققه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والأجهزة الأمنية من إنجازات كبيرة”.
وأضاف أن “قضية إيران لها الأولوية الكبرى بالنسبة إلى إسرائيل، نتنياهو سعى لأكثر من عشر سنوات من أجل إقناع العالم بأن طهران هي المشكلة، ونجح في دفع إدارة ترمب للخروج من الاتفاق النووي وإعادة العقوبات. كان هذا إنجازاً سياسي غير مسبوق”.
ويعتقد أن “إسرائيل مجبرة على أن تعمل كل ما بوسعها من أجل إقناع إدارة بايدن بأهمية عدم عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي وإدارة العقوبات، لأن قراراً مثل هذا ستكون له تداعيات أمنية كبيرة على الشرق الأوسط”.
ويرى أن العودة إلى الاتفاق ستكون بمثابة فوز كبير ونجاح منقطع النظير لإيران وشركائها ومن ضمنهم روسيا والنظام السوري وحزب الله.
وفي تقدير المحلل السياسي الإسرائيلي، فإن الطريق الوحيد لمنع إعادة الاتفاق النووي يمر عبر محطتين، السياسة والأمن.
في السياسة، يقول إنه “يتعين على نتنياهو أن يجند كل الأدوات التي كوّنها خلال فترة ترؤُّسه للحكومة من أجل إقناع إدارة بايدن بعدم العودة إلى الاتفاق، والتوضيح بأن إسرائيل قد تدفع ثمن القرار”.
ويضيف في السياق: “الأمر لا يتعلق فقط في التهديد الذي تشكله القنابل الإيرانية، لأن إزالة العقوبات سيعيد لإيران قوتها الاقتصادية وهذا سيصب في مصلحة حزب الله أيضاً وحركة حماس، ما سيدفع إسرائيل إلى تعزيز استعداداتها الأمنية ودفع الثمن أمنياً واقتصادياً وإعداد خطط للحرب”.
أما الجانب الأمني، فيقول نوعام أمير: “على نتنياهو ومسؤولي وزارة الدفاع أن يستعدوا، وكذلك على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كشف ما بحوزتها من مواد حول إيران للإدارة الأمريكية الجديدة، فقط بهذه الطريقة تستطيع إسرائيل التأثير على بايدن”.
انتقام أمريكي
وأكثر من ذلك، يتحدث البعض عن انتقام أمريكي من إيران، خلال فترة نقل السلطة.
وقال المحلل العسكري لموقع “واللا” الإسرائيلي أمير بوحبوط إن “الجيش الإسرائيلي يستعد قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لتل أبيب الأسبوع المقبل، ما يوحي بأنه استعداد للقيام بأمر ما ضد إيران في الدقيقة الـ90 من أجل إجهاض أي مسعى لإدارة بايدن لاتخاذ خطوات واقعية ودبلوماسية تجاه النظام الإيراني”.
ونُقل عن مصادر عبرية قولها إن رئيس الأركان أفيف كوخافي بالذات يبدي تخوفات من إدارة بايدن وتوجهاتها.
وكان مسؤولون في البنتاغون عبَّروا لصحيفة “نيويورك تايمز” عن مخاوفهم من أن تنفذ إدارة ترمب عمليات (علنية أو سرية) ضد إيران أو خصوم آخرين خلال الأسابيع الأخيرة المتبقية لها في البيت الأبيض، وذلك بعد إقالة ترمب وزير الدفاع مارك إسبر.
وهذا الشهر، ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي أن إدارة ترمب تُعد خطة لفرض سيل من العقوبات الإضافية على إيران، قبل مغادرة الرئيس الجمهوري البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل.
ونقل الموقع عن مصدرين إسرائيليين أن إدارة ترمب تنسق في هذا الشأن مع حكومات في المنطقة الخليجية ومع إسرائيل.
وزار مبعوث إدارة ترمب الخاص بإيران إليوت أبرامز الأحد الماضي، إسرائيل للاجتماع برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات لمناقشة خطة العقوبات الجديدة المرتقبة.
وحسب المصدر نفسه خلال الأسابيع القليلة الماضية، أعدت إدارة ترمب بتشجيع ودعم من مسؤولين دبلوماسيين وأمنيين إسرائيليين “بنك أهداف” لمؤسسات إيرانية ستطولها العقوبات الجديدة المرتقبة قبل نهاية ولاية الرئيس الجمهوري ونقله السلطة إلى خلفه بايدن، الذي يحمل رؤية مختلفة في كيفية معالجة الملف النووي الإيراني.
وكشف موقع “أكسيوس” نقلاً عن مصدر حضر اجتماعاً مغلقاً للمبعوث الأمريكي أبرامز بشأن خطة إدارة ترمب أن واشنطن تسعى لإعلان حزمة عقوبات على طهران كل أسبوع حتى 20 يناير/كانون الثاني المقبل، وهو موعد تنصيب الرئيس الجديد للولايات المتحدة.
المصدر: TRT عربي – وكالات