تنازلات ولوبيات.. كيف تحاول القاهرة والرياض اتّقاء إدارة بايدن؟
[ad_1]
شكّل إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية مصدر قلق لدى النظام المصري الذي حظي برعاية ترمب على مدار أربع سنوات، إلى جانب السعودية التي حظي فيها ولي العهد محمد بن سلمان بدعم خاص من ترمب.
لا يشعر حكام القاهرة والرياض بارتياح كبير لإدارة الرئيس الأمريكي
الجديد المنتخب جو بايدن، بعدما قضوا 4 سنوات مع سياسات الرئيس دونالد ترمب التي كانت بالنسبة إلى مصر السيسي وسعودية بن سلمان إدارة إنقاذ في ما يتعلق بسياساتها تجاه الشرق الأوسط.
قلق في القاهرة
لم يهدر النظام المصري أي وقت في الاستعداد لحقبة ما بعد
دونالد ترمب، فشكَّل فريق ضغط (لوبي) قوياً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يضم
عضو الكونغرس المتقاعد إد رويس وأحد كبار المساعدين السابقين لزعيمة الأغلبية
الديمقراطية بمجلس النواب نانسي بيلوسي.
إذ وقَّع السفير المصري لدى الولايات المتحدة معتز زهران، عقداً
بقيمة 65 ألف دولار شهرياً مع شركة المحاماة Brownstein Hyatt
Farber Schreck، الاثنين 9 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو أول
يوم عمل بعد إلقاء جو بايدن خطاب النصر السبت 7 نوفمبر/تشرين الثاني.
عقد شراكة
وقَّع رويس
العقد نيابة عن شركة المحاماة التي تتخذ من مدينة دنفر الأمريكية مقراً لها، وهو
جمهوري كان يمثل ولاية كاليفورنيا وترأَّس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب من
2013 حتى 2018.
إلى جانب رويس، من المتوقع أن يشرف على عمل الفريق مدير مكتب
بيلوسي السابق والمخضرم الذي قضى 25 عاماً في مبنى الكونغرس (كابيتول هيل)، نديم
الشامي، الذي نشأ في مصر.
وسُجِّل في الفريق كذلك اثنان من شركاء الشركة، وكيل الضغط
الجمهوري المخضرم مارك لامبكين، الذي يدير مكتب الشركة في واشنطن، وجامع التبرعات
الديمقراطي البارز ألفريد موتور. وينضمّ إليهما مدير السياسة بالشركة دوغلاس
ماغواير.
ووفقاً للتسجيل لدى وزارة العدل الأمريكية، ستقدّم الشركة
“خدمات ذات صلة بالعلاقات الحكومية واستشارات استراتيجية بشأن مسائل مطروحة
أمام الحكومة الأمريكية”.
وتبلغ مدة العقد مبدئياً سنة واحدة، وسيخضع لإعادة تقييم بعد ذلك.
مخاوف السيسي
يأتي العقد في وقتٍ يقلق نظام عبد الفتاح السيسي من عودة اللاعبين
الأمريكيين أنفسهم الذين تلومهم على انتفاضات الربيع العربي وسقوط حسني مبارك، إلى
السلطة في الولايات المتحدة.
وبدافع من الشعور بالاطمئنان من العلاقة الوثيقة بين الرئيس المصري
عبد الفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترمب، انفصلت الحكومة المصرية عن شركة الضغط
المتعاقدة معها منذ وقت طويل، مجموعة Glover Park، في يناير/كانون
الثاني 2019، بعد مقابلة كارثية مع برنامج 60 minutes (برنامج
60 دقيقة) على شاشة شبكة CBS الأمريكية،
ضَغَطَ فيها مقدِّم البرنامج سكوت بيلي، مراراً على السيسي بشأن سجله في حقوق
الإنسان.
كانت المجموعة مثّلت حكومة السيسي منذ 2013، حين تخلت مجموعات
الضغط الأخرى التي تعمل لصالح مصر عنها بعد الانقلاب العسكري ضد الرئيس الراحل
محمد مرسي.
في حين ذكر موقع The Intercept الأمريكي في 2017، أنَّ رسائل بريد إلكتروني مسربة من حساب السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، كشفت أنَّ الإمارات تحملت فاتورة جهود ضغط مجموعة Glove Park.
الموقف الإماراتي
وليس
معلوماً ما إذا كانت الإمارات ستتحمل التكلفة هذه المرة أيضاً أم لا. في غضون ذلك،
كثَّف منتقدو القاهرة جهود ضغطهم أيضاً.
في حين استعانت إثيوبيا بشركة المحاماة Barnes &
Thornburg في نهاية يونيو/حزيران الماضي، بعد تدخُّل إدارة ترمب في الخلاف
حول النيل.
في المقابل يكثّف المدافعون عن حقوق الإنسان أيضاً أنشطتهم، إذ استعانت “The Freedom Initiative” (مبادرة
الحرية)، وهي منظمة أطلقها المواطن الأمريكي والسجين السياسي السابق في مصر محمد
سلطان، أولى شركات الضغط لصالحها في أغسطس/آب، من أجل “مناصرة السجناء
السياسيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
في المقابل ظهر وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى، في
البرنامج الحواري الذي يقدّمه المذيع الداعم للنظام أحمد موسى، ولجأ إلى اللغة
الإنجليزية لتقديم نصيحته: “Lobby, Lobby, Lobby” (لوبي،
لوبي، لوبي)، في إشارة إلى ضرورة استعانة الحكومة بجماعات الضغط.
السيسي يفرج عن أقارب سلطان بعد
فوز بايدن
أعلن الناشط الحقوقي الأمريكي من أصل
مصري محمد سلطان السبت، إطلاق السلطات المصرية سراح أولاد أعمامه الخمسة بعد 144 يوماً من
الاعتقال التعسفي، على خلفية القضية التي رفعها ضد رئيس الوزراء المصري
الأسبق حازم الببلاوي، وذلك فور إعلان وسائل إعلام أمريكية فوز المرشح
الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، بعد ضمانه أصوات ولاية بنسلفانيا في المجمع
الانتخابي.
واعتقلت أجهزة الأمن المصرية خمسة من أقارب
سلطان في محافظتي الإسكندرية والمنوفية، بعد أن رفع الأخير دعوى قضائية ضد
الببلاوي، الذي يشغل حالياً منصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، يتهمه
فيها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، خلال أحداث فض اعتصامي “رابعة العدوية”
و”نهضة مصر” لأنصار الرئيس الراحل محمد مرسي في أعقاب انقلاب عام 2013.
وكان بايدن طالب السلطات
المصرية في يوليو/تموز الماضي بالإفراج الفوري عن أقارب سلطان، قائلاً إن
“عهد الشيكات على بياض لديكتاتور ترمب المفضل (في إشارة إلى الرئيس المصري
عبد الفتاح السيسي) قد انتهى”. ويوم الخميس الماضي، أخلت المحاكم المصرية
سبيل قرابة 600 شخص من المعتقلين على ذمة قضايا سياسية تحسباً لفوز المرشح
الديمقراطي بمنصب رئيس الولايات المتحدة.
السعودية لا تفضّل بايدن
مع استعداد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن وفريقه، لتولي شؤون الحكم في الولايات المتحدة، يتزايد الحديث في المنطقة العربية عن التغييرات التي قد تطرأ على السياسة الأمريكية، تجاه المنطقة وقضاياها، في عهد الرئيس الديمقراطي المنتخب.
وتؤكد
إلهام فخرو، كبيرة محللي مجموعة الأزمات الدولية لدول الخليج، أن “المسؤولين
السعوديين فضّلوا رئاسة ترمب ثانية”.
وتضيف: “إنهم ينظرون إلى ترمب على
أنه عمل لحماية أهم مصالحهم الإقليمية، من خلال فرض عقوبات قصوى على إيران… وعن
طريق دفع مبيعات الأسلحة إلى المملكة. وبانتخاب بايدن، يزيد القلق من أن الإدارة
الجديدة ستتخلى عن هذه المصالح الأساسية، من خلال التراجع عن العقوبات ضد إيران
والعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، والحد من مبيعات الأسلحة”.
وتأخرت
السعودية في تهنئة بايدن بما يقود إلى القول إن الرياض تلاحظ
من بعيد المستجدات الأمريكية قبل الإعلان عن موقفها تجاه بايدن، بخاصة أن الإدارة
الأمريكية السابقة عارضت بشدة القرارات المناهضة للسعودية في الكونغرس بسبب تورطها
المثير للجدل في حرب اليمن التي كلفت أرواح آلاف المدنيين والاغتيال المروع
للصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا عام 2018.
سياسة
جديدة تجاه المعتقلين؟
نقل
المحرر الدبلوماسي في صحيفة الغارديان باتريك وينتور، عن السفير
السعودي في لندن خالد بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز، قوله إن بلاده تفكر في العفو
عن الناشطات السجينات قبل قمة العشرين المقررة نهاية هذا الشهر في الرياض.
وأشارت
الصحيفة في تقرير إلى أن تصريحات السفير السعودي نادرة من ناحية تقديمها رؤية حول
النقاش الداخلي المتعلق بالمعتقلات والذي عادة ما يدار من خلال محاكم سرية.
وقالت
إن المملكة تواجه ضغوطاً بسبب سجلها الفقير في حقوق الإنسان وقبل القمة التي ستُعقد
في الفترة 21-22 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتضم عملية
العفو المعتقلات اللاتي اعتُقلن بسبب مطالبتهن بحق المرأة في قيادة السيارات، بخاصة أن
واحداً من الموضوعات التي تطرحها القمة هو تعزيز دور المرأة.
وأشار
السفير السعودي إلى أن المحاكم السعودية أدانت الناشطات في قضايا غير المطالبة
بحقوق المرأة، مشيراً إلى أن النقاش الدائر في وزارة الخارجية حول استمرار اعتقالهن
وأثره في السعودية وما يسببه من ضرر سياسي غير ضروري”.
وتساءل
السفير: “قمة العشرين، هل تعطي فرصة للعفو؟ من المحتمَل، ولكن هذا قرار
شخص آخر وليس أنا”.
من
جانب آخر هاتف الداعية السعودي المحبوس سلمان العودة (63 عاماً)، أسرته قبل أيام
من جلسة محاكمته المقررة في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
جاء
ذلك في مقطع فيديو قصير، نقله مساء الأربعاء نجله الباحث المعارض عبد الله
العودة، وحساب “معتقلي الرأي” المعني بقضايا الموقوفين في المملكة.
ونقل
نجل العودة عبر حسابه بتويتر، نصاً من المقطع وغرد: “في مكالمة من السجن، نسمع
فيها صوت الوالد سلمان العودة”، دون أن يوضح توقيته وتفاصيل أكثر عن المحادثة
الهاتفية.
فيما
بث حساب “معتقلي الرأي” عبر تويتر المقطع، قائلا إنه “فيديو يُنشر
لأول مرة لمكالمة أجراها الشيخ سلمان العودة مع أهله وحفيده”.
وفي
18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أجلت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، جلسة
لمحاكمة العودة، بعد دقائق من انطلاقها، إلى الاثنين (16 نوفمبر/تشرين
الثاني الجاري)، وفق المصدرين السابقين أيضاً.
وسبق
أن أعلن حساب “معتقلي الرأي” على تويتر، في مايو/آيار الماضي، ما قال
إنه تسجيل مصور لمكالمة هاتفية تجمع الداعية السعودي البارز سلمان العودة، من داخل
أحد سجون المملكة، مع أسرته.
وفي
سبتمبر/أيلول 2017، وقفت السلطات السعودية دعاة بارزين، وناشطين في البلاد،
أبرزهم سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، بتهم “الإرهاب والتآمر على
الدولة”، وسط مطالب من شخصيات ومنظمات دولية وإسلامية بإطلاق سراحهم.
المصدر: TRT عربي – وكالات