“هم مسلمون.. إذن هم إرهابيون”.. مسلمو الأرجنتين يشتكون عنصرية الدولة ضدهم!
[ad_1]
ندد رئيس المركز الإسلامي في العاصمة بوينس آيرس، أنيبالبكير، في بيان صحفي غاضب باسم الجالية الإسلامية في الأرجنتين من ممارسات الدولة العنصرية ضدهم وتكرار حوادث التعرض للمسلمات المحجبات في الشوارع الأرجنتينية.
لم تعد عنصرية ماكرون تجاه الإسلام الوحيدة من نوعها في العالم، فقد
بات نهج مهاجمة الإسلام والمسلمين استراتيجية يلجأ إليها سياسيو الغرب كلما أرادوا
مزيداً من المكاسب، بخاصة في خضم حملاتهم الانتخابية.ففي الوقت الذي تتصدر فيه فرنسا الواجهة في الاضطهاد والعنصرية التي
تمارسها اليوم ضد الإسلام والمسلمين، يشتكي مسلمو الأرجنتين في القارة اللاتينية
والمقدر عددهم بـ800 ألف من ممارسات الدولة
العنصرية ضدهم.
فقد ندد رئيس المركز الإسلامي في العاصمة بوينس آيرس، أنيبالبكير، في بيان صحفي غاضب باسم الجالية
الإسلامية في الأرجنتين من ممارسات الدولة العنصرية ضدهم وتكرار حوادث التعرض
للمسلمات المحجبات في الشوارع الأرجنتينية ونعتهن بالإرهابيات،واتهم بكير القادة السياسيين في الأرجنتين بتشجيع ظاهرة
الإسلاموفوبيا.
وفي حوار خاص أجرته TRT عربي مع رئيس المركز الإسلامي ورجل الأعمال أنيبال بكير، قال:”بعض المسؤولين في حكومة الأرجنتين ممن لديهم اتجاهات
سياسية أيديولوجية وعقائدية لا يحبون الإسلام ولا يقتربون منه، وعندما يكون ضد أي
فرد من الجالية الإسلامية تمييز عنصري لا يكون لهم أي تحرك ضد هذا التمييز، بينما
إذا وجد أي تمييز عنصري ضد أي مجموعة دينية أخرى فهم يسارعون إلى تطبيق القانون
والعقوبات”.
طلب بكير على إثر تكرار التصرفات العنصرية في الآونة الأخيرة من
المسؤولين الأرجنتينيين عقد اجتماع مع وزير حقوق الإنسان هوراسيو بيتراغالا لبحث الأمر، لكنه
رفض استقبال وفد المركز الإسلامي في مكتبه. يقول بكير: “طلبنا
منه اجتماعاً لكنه ظل يماطل لثلاثة أشهر ثم أجاب بالرفض، لا أعرف ما سبب رفض
استقبالنا، كان عليه أن يستقبلنا كما يحق لنا ويحق لأي ممثل عن أي جالية دينية أو
مجموعة في البلد، هذه شروط الديمقراطية أن يتعامل المسؤولون مع جميع الممثلين بغض
النظر عن دينهم”.
موقف بيتراغالا لم يكن جديداً لمسؤول في الحكومة الأرجنتينية، ففي
مارس/آذار عام 2016 هاجمت وزيرة الأمن القومي
السابقة باتريشيابولريتش الإسلام صراحة خلال
برنامج تلفزيوني، وعقبت على ادعاء حول القبض على مجرم بأنه مسلم بقولها:”هم مسلمون، إذن هم إرهابيون” ،مستفزةً بذلك مشاعر مئات الآلاف من المسلمين في
دولة الأرجنتين.يقول بكير:”لقد عُرف عن بولريتش أنها لا تحب المسلمين بل وتعاديهم، طلبت منها المقابلة بعد ما قالت في البرنامج التلفزيوني، وبعد عدة محاولات قبلت
استقبالي”، يكمل بكير قائلاً:”أرادت في بداية الأمر أن تعتذر وبررت ذلك بأنه كان سوء فهم،
لكن قلت لها إنني لن أقبل منها هذا التبرير إلا إن كان علانية أمام الصحافة، فرفضت
ذلك”.
اقرأ أيضاً:
الموقف
الفرنسي من الرسوم المسيئة.. مناصرة لحرية التعبير أم مضاربة سياسية؟
أما في نوفمبر/تشرين الثاني2018وخلال قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس، حدثت ضجة كبيرة عقب
اعتقال الشابين المسلمين أكسل سالومون (26عاماً) وكيفين سالومون (23عاماً) بتهمة”الإرهاب الإسلامي”، وذلك بعد شكوى قدمها وفد الجمعيات الإسرائيلية-الأرجنتينية (DAIA) وبدعم كامل من حكومة
موريسيو ماكري ووزيرة الأمن باتريشيا بولريتش. تعرَّض الشابان على إثرها لسوء المعاملة قرابة شهر في السجن حتى جرت تبرئتهم من هذه التهم.قال الشاب كيفن للصحفية أدريانا ماير في لقاء صحفي عام2019: “نشرت الدولة أسماءنا وصورنا للإعلام وجرى نعتنا
بلقب إرهابيين، لقد عاملونا معاملة سيئة وفقدت وظيفتي ودراستي”،وأضاف:”لن
توظفني أي شركة،لقد شعرت بالحزن والغضب
لأن بلدي فعل هذا بي”.
أما بالنسبة إلى رئيس المركز الإسلامي بكير فيرى أن اتهام المسلمين
بأي عمل إرهابي في الأرجنتين بات أمراً سهلاً اليوم.
تعتبر الجالية المسلمة في الأرجنتين واحدة من أكبر الأقليات المسلمة
في أمريكا اللاتينية، وتعود أصولها العربية إلى المهاجرين الذين قدموا إليها
بجوازات سفر عثمانية منذ 140 عاماً
من سوريا ولبنان، ولذا لا يزال الأرجنتيني يطلق على المهاجرين العرب المنحدرين
منهم كلمة توركو أي التركي.أشار بكير قائلاً:”إنتميز الجاليات يكون حسب
مواقفها ونشاطاتها أكثر من حجمها، فالجالية الإسلامية في الأرجنتين هي واحدة من
أقدم الجاليات في أمريكا اللاتينية، قديمة بتاريخ تأسيسها ونشاطاتها”.
أما المركز الإسلامي الأرجنتيني وهو الممثل
الرسمي للمجتمع المسلم أمام الحكومة الأرجنتينية ودول العالم الإسلامية، فقد تأسس
في العاصمة بوينس آيرس عام 1926على
يد المهاجرين السوريين واللبنانين، ثم سمحت الحكومة رسمياً بممارسة نشاطاته
عام 1932.يقول أنيبال بكير:”بدأ المركز الإسلامي في بيوت الجالية حتى جرى بناء المقر الرسمي
الموجود الآن منذ عام 1962″.
يغلب على نشاطات المركز
التعليم الديني الذي يتراوح بين تعليم اللغة العربية وعقد الندوات وإلقاء
المحاضرات التي تهم الجالية المسلمة، ثم توسع ليشمل مدرسة توفر التعليم لأبناء
الجالية من رياض الأطفال حتى الثانوية، ومسجداً ومركزاً يشرف على ضمان ذبح اللحوم
الحلال التي تصدِّرها الأرجنتين والتحدث باسم مسلمي الأرجنتين في المؤتمرات
الدولية، فقد شارك رئيس المركز إلى جانب رئيس وزراء الأرجنتين في المؤتمر العالمي
للبابا(تأملات من إعلان الأخوة
الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك)في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
يأمل المركز الإسلامي أن
تعمل الدول الإسلامية تحت لوبي إسلامي عالمي موحد يحافظ ويدافع عن مصالح المسلمين
أينما وجدوا، يرى بكير أن”النزاعات
السياسية بين الدول الإسلامية تؤثر في كيفية تعامل حكومات الغرب مع الجاليات
الإسلامية بالخارج”، وفي هذه الصدد شكر بكير
تركيا لدعمها الدائم للجاليات المسلمة حول العالم قائلاً:”تركيا نشيطة جداً في هذا المجال وعلاقتنا معها مميزة، فقد تشرفنا
بزيارة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان للأرجنتين في مؤتمر القمة العشرين عام 2018، كان لنا لقاء وطيد وحرصت فيه تركيا على التبرع لبناء حضانة للمدرسة
والمركز الإسلامي”.
يذكر أن الأرجنتين من
الدول الموقِّعة على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، إلا أن تقريراً للمعهد الوطني الأرجنتيني لمناهضة التمييز وكراهية الأجانب
والعنصرية (Inadi) أكد أن العنصرية بأشكالها
المختلفة مثلت 17.2% من الشكاوى بين عامَي 2008 و2019، لذا يتطلع المسلمون في
الأرجنتين إلى أن لا يكونوا جزءاً من هذه العنصرية أو ورقة ضغط سياسية، وأن تعمل
الحكومة على سن مزيد من القوانين المحلية لمحاربة كل ما من شأنه أن يمس معتقدات
الآخرين، يختم بكير حواره مع TRT عربي قائلاً:”لا
توجد سياسة موجهة إلى تشجيع الإسلاموفوبيا في الأرجنتين، لكنه تمييز عنصري غير
ممنهج من بعض السياسيين هنا ولن نسمح باستمراره”.
المصدر: TRT عربي