الإسلاموفوبيا في أمريكا.. مأسسة الكراهية واتساع رقعة الاعتداء على المسلمين
[ad_1]
سُجلت في الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة اعتداءات ضد مسلمين خلال الفترة الأخيرة، وذلك في ظل اتساع رقعة الإسلاموفوبيا بالغرب، التي تغذيها مواقف رسمية، في حين تكشف تقارير دور منظمات وممولين في تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين في أمريكا.
لم تكن
الولايات المتحدة الأمريكية بمنأى عن انتشار ظاهرة “الإسلاموفوبيا”
التي تتواصل في الدول الغربية مسببة اعتداءات على الأقليات المسلمة إلى جانب
التضييق الرسمي، كما في فرنسا وألمانيا والنمسا.
وارتفعت وتيرة
الاعتداءات على المسلمين مخلّفةً قتلى وجرحى في بعض الأحايين في الولايات المتحدة، منذ إعلان فوز دونالد ترمب بمنصب الرئيس عام2017، وهي مستمرة حتى اليوم.
واعتبر مجلس
العلاقات الأمريكية-الإسلامية (كير) مستوى ظاهرة “الإسلاموفوبيا”
في الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب، هو الأسوأ منذ هجمات 11
سبتمبر/أيلول 2001.
وقال إبراهيم
هوبر، مدير شؤون الاتصالات بالمجلس، في مقابلة مع صحيفة “إندبندنت”
البريطانية، إن “مشاعر التعصب لم تعُد تستهدف المسلمين الأمريكيين فحسب، بل
طالت أيضاً كثيرين من المنتمين إلى الأقلّيات العرقية وأصحاب البشرة السوداء”.
عهد ترمب.. الأسوأ
وكان من أوائل
القرارات التي اتخذها ترمب، قرار يمنع مواطني 6 دولة مسلمة من دخول الولايات المتحدة الأمريكية،
وحسب كير، فخلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى سبتمبر/أيلول 2017، وقعت ألف و656 واقعة “تحيز” ضد المسلمين و195 “جريمة كراهية”.
ويمثّل ذلك
زيادة بنسبة 9% في وقائع التحيز ضد المسلمين، و20% زيادة في جرائم الكراهية مقارنة
بعام 2016.
وليست ظاهرة الإسلاموفوبيا
حديثة عهد في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تكن مجرد ظاهرة نشأت مع انتخاب ترمب،
إذ طالما اشتكى المسلمون في الولايات المتحدة تَعرُّضهم للتمييز والاعتداءات، بخاصة
في أعقاب هجمات11سبتمبر/أيلول عام 2001.
ومؤخراً ازدادت وتيرة الاعتداءات على المسلمين حدة في الولايات المتحدة، بخاصة
في ظلّ تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الغربية، بخاصة فرنسا التي وصف رئيسها
إيمانويل ماكرون الإسلام بأنه “يعيش في أزمة”، وكذلك إعادة مجلة شارلي
إيبدو نشر رسومات مسيئة للرسول، وما أعقب ذلك من تداعيات، إضافة إلى حرق القرآن
الكريم في السويد والنرويج على يد متطرفين.
سلسلة اعتداءات
وسُجّلت سلسلة اعتداءات
بارزة على مسلمين في الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة الماضية، كان أبرزها
مقتل سيدة أردنية وابنها في حادثة إطلاق نار في لاس فيغاس.
وكانت السيدة ديانا الصايغ وابنها جوزيف حواتمة وابنتها تَعرَّضوا لإطلاق نار من أحد
الجيران الأمريكيين الذي اقتحم منزل العائلة مستهدفاً السيدة الأردنية وابنها
والخادمة، مما أدلى إلى مقتل ديانا وجوزيف.
وقال الناطق
الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز في بيان رسمي، إن التحقيقات
الأولية تشير إلى أن الجاني، الذي يقطن في إحدى الشقق المجاورة، وعلى أثر تكرار
شكوى سكان العمارة من الجاني (متعاطي مخدرات) بسبب الإزعاج المتكرر واعتقاد الجاني
الخاطئ بأن الشكوى مقدَّمة من العائلة الأردنية، فقد توجه الجاني إلى شقة العائلة
الأردنية، وأطلق النار على السيدة الأردنية وابنها وابنتها والخادمة (من جنسية غير
أردنية)، مما أدى إلى وفاة السيدة وابنها والخادمة، وإصابة ابنتها بطلقات نارية.
وفي نيويورك هاجمت امرأة أمريكية وصديقها عائلة عربية من أصول مصرية بداية الشهر الجاري، مما أدى
إلى إصابة رب الأسرة خالد علي بجروح.
A Queens woman accused of shouting an anti-Muslim slur while grabbing a woman’s headscarf and then attacking her husband was charged Friday with assault as a hate crime and other offenses, authorities saidhttps://t.co/xtYt4PQUe4
— NBC New York (@NBCNewYork) November 14, 2020
وقالت الشرطة
الأمريكية إنها ألقت القبض على المرأة المشاركة في الهجوم، وتُسمَّى جازيل ديجسيويس ،
وضربت خالد علي أمام زوجته نعمت طه خارج منزلهما في ريغو بارك بمنطقة
كوينز.
وذكرت شبكة NBC أن ديجسيويس اقتربت مع رجل غير
معروف الهُوية، من العربي وزوجته في موقف للسيارات قبل الهجوم، وبدأت دون سبب افتعال مشكلة وشتم المسلمين مع كثير العبارات البذيئة والعنصرية،
ونزعت المتهمة حجاب السيدة نعمت، وعندما حاول زوجها التدخل هجم شريكها.
وبدأ المتهم
والمتهمة ضرب الزوج ولكمه مع تهديدات بالقتل، وأشار المتهم بلغة التهديد في أثناء الهجوم إلى
أنه يحمل أسلحة، وأُصيبَ علي بجروح بالغة خطيرة تتطلب جراحة.
وقبل يومين فقط
سُجلت آخر حادثة تتعلق بالإسلاموفوبيا في أمريكا، وكانت ضحيتها ناشطة أمريكية
مسلمة تعرضت لإنزال قسري من متن طائرة في نيوجيرسي.
وفي سلسلة
تغريدات على موقع تويتر أشارت الناشطة الأردنية أماني الخطاطبة إلى إجبارها
على النزول من الطائرة والتحقيق معها لعدة ساعات عقب خلاف مع رجل أبيض “لم
يكُن مرتاحاً لوجودها”، مشيرةً إلى أنها كانت “التجربة الأكثر
جنوناً”.
ونشرت الخطاطبة
مقطع فيديو لمدير الخطوط الجوية وهو يحاول إنزالها من الطائرة، وعلّقت: “صعد
ليخبرني أنهم ينزلونني من رحلتي لأن على متن الطائرة راكباً لا يشعر بالراحة
معي”.
This is the @AmericanAir manager coming onboard to tell me that they’re removing me from my flight because “there is a passenger onboard who doesn’t feel comfortable” with me. pic.twitter.com/pwBS5NkvAn
— AMANI (@AMANI2020) November 15, 2020
تأجيج مشاعر الكراهية
وكان موقع “ميدل
إيست آي” البريطاني كشف نقلاً عن تقرير صادر عن “مركز التقدم
الأمريكي”، عن دور منظمات وممولين في تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين في
الولايات المتحدة الأمريكية.
ويقول الموقع: “تتخذ الإسلاموفوبيا شكلاً من أشكال الخوف العامّ، ومن الغضب تجاه
المسلمين الأمريكيين، كما شوهدت في سياق السرد حول جهاد الحضارات وخطاب الحقوق
الدينية، والإعلام المتحيز وتغطيته لماراثون بوسطن”.
ويشير إلى أن جهود السياسيين تكرّس “للاستثمار
والاستفادة من مناخ الخوف، كما رأينا في مشاريع القرارات التي تقدمت بها الدولة ضد
الشريعة، التي صدرت في معظم أنحاء البلاد، ومزايدات السياسيين اليمينيين المتطرفين”.
ويضيف الباحثون أنه “قد يكون الأمر الأكثر خطورة
هو السياسات الممأسسة التي تنظر إلى المسلمين باعتبارهم تهديداً، كما يظهر في دليل إرشادات
مكتب التحقيقات الفيدرالي (FPI)
لتدريب الشرطة، التي تقدّم الإسلام على أنه دين عنف”.
ويقول التقرير إن الشبكة المعادية للمسلمين قدمت أكثر
من 57 مليون دولار من أجل شيطنة المسلمين في منظور الرأي العامّ.
ويشير إلى أن “ناشري الذعر يشكّلون شبكة
إسلاموفوبيا، وترتبط عادة بمحاولات مأسسة العنصرية ضد المسلمين”.
المصدر: TRT عربي – وكالات