جرائم بالجملة.. كيف يقود حفتر مليشياته المسلحة ببنغازي؟
[ad_1]
أظهر اغتيال المحامية والناشطة حنان البرعصي في شارع 20، أحد أكثر الشوارع اكتظاظاً بالمارة في مدينة بنغازي، حجم الانفلات الأمني الذي تعانيه المدينة منذ إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن حملته العسكرية في شرق ليبيا.
وتزايدت مؤخراً حالات الاختطاف والاغتيال والقتل خارج نطاق القانون
والسطو وعمليات الابتزاز وسرقة مليشيات حفتر التي تسعى إلى إحكام قبضتها على
بنغازي أراضي المواطنين.
وخلال الشهر الماضي حاول مسلحون ملثمون ببنغازي اختطاف عبد الحميد
الصافي مستشار رئيس برلمان طبرق، واغتيال العميد ناصر الدرسي التابع لحرس المنشآت
النفطية، وأعلنت هيئة الأوقاف -يديرها المداخلة- اختطاف رئيس قسم المساجد أيمن
الدرسي.
إضافةً إلى ذلك شهدت بنغازي خلال الشهر ذاته جرائم مختلفة، من بينها
اختطاف مليشيا مسلحة الشابَّ سفيان الفرجاني، واعتداء مليشيا من البحث الجنائي
بنغازي على منزل رجل الأعمال حميدة الجازوي لعدم دفعه أموالاً للمليشيا المسلحة،
والاعتداء على ممتلكات وعقارات وأراضي المواطنين بالمدينة، كما عثرت الأجهزة
الطبية على جثة المواطن خليفة تشيكو في منطقة سكنية، وقُتل المواطن عارف النوال
على يد مليشيا 106.
ويقود المقربون من حفتر أكبر قواته المسلحة المتحكمة بمدينة بنغازي
معقله الرئيسي، من بينها “اللواء 106” برئاسة نجله خالد حفتر، وهو مدني
أسسها عام 2016، ويقود نجله الآخر صدام حفتر “كتيبة طارق بن زياد”
وكتيبة “الصاعقة” بإمرة عبد المنعم العبدلي، إضافة إلى مليشيا السلفيين
ومسلحي القبائل، من بينها كتيبة “أولياء الدم”، ومليشيات مسلحة تنتشر في
مناطق بنغازي.
وأعلنت قبائل العشيبات والزاوية والعواقير والفواخر والبراعصة في
بيانات منفردة استنكارها حوادث الاختطاف والقتل والسرقة والاعتداء على الممتلكات
ضد أبناء القبائل ببنغازي.
اقرأ أيضاً:
هل
تتفق الأطراف الليبية على وثيقة دستورية لحكم ليبيا؟
ويرى محللون أن الجرائم ببنغازي تُسجَّل ضد مجهول بسبب تبعية
المجرمين لمراكز قوى يقف خلفها حفتر، لكنه يسهل على الأجهزة الأمنية تعقب
المجرمين، لوقوع الجرائم في شوارع مكتظة بالمارة وتصويرها بكاميرات المراقبة
ومشاهدة المواطنين لها.
حرمة النساء
واستنكرت نائبة رئيسة وحدة دعم وتمكين المرأة بحكومة الوفاق حنان
الفاخري استمرار مسلسل اغتيال النساء لأسباب متعددة ببنغازي، آخرهن الحقوقية حنان
البرعصي.
وقالت الفاخري لـTRT
عربي إن “حنان البرعصي ليست المرأة الأولى ولن تكون الأخيرة، وقد اغتيلت مثل
سابقاتها كي يصمت من يريد قول كلمة الحقّ أو يرفض أفعال تحدٍّ من حرية
تعبيره”.
وتابعت البرعصي: “من أسباب ارتكاب هذه الجرائم ضد النساء
الاختلاف في الرأي مع من ينتهك حقوق الإنسان، ومحاولتهن إيصال صوت المظلومين إلى
المسؤولين، وهكذا تكون النتيجة القتل”.
وطالبت الفاخري الجهات المختصة المحلية والدولية بمعاقبة الجناة
وإنزال أقصى عقوبة ضدهم ليكونوا عبرة لغيرهم.
وضع منفلت لم يتغير
وأكد رئيس مركز إسطرلاب عبد السلام الراجحي أن الوضع الأمني لم يتغير
منذ سنوات في مدينة بنغازي بسبب استمرار الجرائم والانتهاكات ضد حقوق الإنسان
والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة.
وأضاف الراجحي لـTRT
عربي: “عصابات حفتر الإجرامية تقبض وتقتل وتختطف وتسرق وتبتزّ وتصفّي أي
معارض لحفتر ولو بالشبهة، وهذا المشهد متكرر منذ إعلان حفتر سيطرته على بنغازي عام
2016”.
وتابع: “ما حدث للمحامية حنان البرعصي والنائبة سهام سرقيوة
والحقوقي محمد بوقعيقيص يضاف إلى استهداف عشرات الصحفيين والنشطاء وقتل 36 شخصاً
في مجزرة الأبيار وتفجير سيارات موظفي الأمم المتحدة، واختفاء عشرات المدنيين،
والجثث في شارع الزيت ومكبات القمامة في بنغازي”.
وقال الراجحي: “رغم كل الجرائم لم يُقبَض على مجرمي القضايا
الجنائية وتجار المخدرات والمسؤولين عن نهب المال العامّ والخاصّ ويحوَّلوا إلى
القضاء العسكري والمدني التابع لحفتر لمحاكمتهم، بل حوكم صحفيون ونشطاء من أبرزهم
الصحفي إسماعيل الزوي الذي حكمت عليه المحكمة بـ15 سنة بسبب تعامله مع وسيلة
إعلامية في طرابلس”.
وأفاد الراجحي بأن حفتر يقود العملية الأمنية في بنغازي عبر مليشياته
المقربة منه، من بينها مليشيا طارق بن زياد ومليشيا 106 اللتان يقودهما نجلاه خالد
وصدام، وهما المسؤولتان عن اختطاف النشطاء والصحفيين، ودُعمتا بقوة بأحدث المعدات
والتدريبات لأنها تدين بالولاء بالكامل لحفتر.
وأشار الراجحي إلى أن حفتر لم يكن هدفه ضبط الأمن في بنغازي، بل
توفير حماية شخصية له ولأسرته والمقربين منه ولمشروعه الدموي، وتصفية أي شخص يعارض
ذلك.
فشل ذريع
وأكد الخبير العسكري عادل عبد الكافي أن ارتفاع معدَّل الجريمة
والقتل خارج نطاق القانون هو نتيجة متوقَّعة بعد خسارة حفتر حملته العسكرية على
العاصمة طرابلس.
وقال عبد الكافي: “حفتر هو من زرع ثقافة القتل خارج سلطة
القانون والخطف والاغتيال لدى هؤلاء المجرمين الذين ينتسبون إلى مليشياته المسلحة،
بعد أن استخدمهم بوحشية في حروبه العبثية شرقاً وغرباً وجنوباً، وهو مَن يتحمل
قِطاف جرائمه”.
اقرأ أيضاً:
حفتر..
صورة مختلة وحلفاء مرتبكون
وأفاد عبد الكافي في تصريحه لـTRT عربي بوجود صراع على النفوذ والسلطة والمال
بين مليشيات حفتر بمدينة بنغازي، بخاصة من أبنائه الذين يريدون أن يرثوا قيادة
بنغازي.
الانتقام
وصرّح مدير “منظمة بلادي لحقوق الإنسان” طارق لملوم، إن
نيران الانتقام من الخصوم لن تخمد في بنغازي إذا لم تُعالَج مشكلة الإفلات من
العقاب.
وقال لملوم لــTRT
عربي: “مقتل المحامية حنان البرعصي لم يكن مفاجئاً، لكنه صادم ومؤسف أن تقتل
سيدة نهاراً في شارع مزدحم ببنغازي بالتزامن مع جلوس أطراف الصراع في ليبيا للوصول
إلى أساس للحوار للاتفاق على قوانين من بينها إنهاء حالة الإفلات من العقاب”.
وأوضح لملوم أن الأدوات المحلية سيكون من الصعب عليها البت في مثل
هذه الجرائم بسبب احتماء المجرمين بمراكز قوى وامتلاك الجناة والمشتبه بهم المال
والقوة والسلطة في بعض الأحيان.
المصدر: TRT عربي