تقييم “سري” إماراتي لابن سلمان.. كيف تنظر أبو ظبي إلى ولي العهد السعودي؟
[ad_1]
تكشف وثائق إماراتية مسربة تتضمن إحداها تقييماً لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يصفه بـ”المتهور والفاشل والسلطوي”، على الرغم من أن البعض يعزو التغييرات في السياسة السعودية الداخلية والخارجية إلى نصائح بن زايد للأمير الشاب محمد بن سلمان.
لا
تزال العلاقة بين الإمارات وولي العهد السعودي محل نظر وتساؤل بخاصة مع التقارب الشديد
الذي حدث منذ صعود بن سلمان إلى ولاية العهد وإطاحته بالأمير محمد بن نايف الذي لم
يكن يحتفظ بعلاقات جيدة مع حكام الإمارات.
ويعزو بعضهم التغييرات في السياسة السعودية الداخلية والخارجية إلى نصائح بن زايد للأمير
الشاب محمد بن سلمان، وهو ما أشار إليه مقال في جريدة وول ستريت جورنال الأمريكية.
وحول التحول داخل المملكة، يشير المقال
إلى أن السعوديين بدؤوا منذ التقارب بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد اتخاذ
خطوات أكثر تحرراً وأكثر جرأة في مواجهة التيار الديني داخل المملكة.
أما في مجال السياسة الخارجية، فيقول
أندرياس كريغ المستشار السابق لحكومة قطر وخبير شؤون الخليج في كلية كينغز
في لندن إن الوضع الراهن الذي وصلت إليه الأزمة الخليجية “من صنع بن
سلمان وبن زايد”.
وتقول الصحيفة مستندة إلى مصادر مقربة
من الأوساط الرسمية في الإمارات والسعودية إن محمد بن زايد لعب دوراً رئيسياً في
دعم محمد بن سلمان بخاصة لدى الإدارة الأمريكية.
وحسب الصحيفة، فإن ولي العهد
الإماراتي والحاكم الفعلي للبلاد محمد بن زايد يراهن على ولي العهد السعودي الشاب
محمد بن سلمان الذي لم يتخطَّ 31 من العمر لضمان استقرار المملكة السعودية والمنطقة
الخليجية ككل.
ولذلك يجري دعمه بخاصة فيما يتعلق بخططه
الاقتصادية والسياسية، ولكن وفقاً للرؤية الإماراتية.
ولكن بعد هذا الدعم كيف تنظر الإمارات إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد سنتين من حكمه؟
كشفت صحيفة “الأخبار”
اللبنانية الثلاثاء عن وثائق إماراتية مسربة تتضمن إحداها تقييماً لولي العهد
السعودي محمد بن سلمان، يصفه بـ”المتهور والفاشل والسلطوي”.
وثيقة التقييم تبدأ بعبارة “سرّي للغاية”
صدرت بتاريخ 9 أغسطس/آب 2019، وتتضمن تقريراً بشأن “حصاد عامين من عهد الأمير
محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية”، شاركت في إعداده وحدة في وزارة
الخارجية تحمل اسم “وحدة الدراسات الخليجية”.
وأوضحت الصحيفة أن التقرير يظهر أن
أجهزة الإمارات “تعمل بما يرقى إلى مستوى التجسّس على بن سلمان، وتبدو أحياناً
منزعجة من أدائه المتهور والمُضعِف للسياسة السعودية الخارجية”.
وجاء في الوثيقة أن ملامح شخصية بن
سلمان العنيفة على السلوك السياسي السعودي الخارجي ظهرت قبل وصوله إلى ولاية
العهد، لكن ظل وجود الأمير محمد بن نايف كولي للعهد وقوة الحرس القديم بأطيافه
الدبلوماسية والعسكرية والدينية داخل الدولة، عامل ضبط، حتى تقلد بن سلمان ولاية
العهد فأصبحت السياسة الخارجية السعودية “أكثر حيوية واندفاعاً وتهوراً في
الآن نفسه”.
يُذكر أنه يوجد خلاف قوي بين بن زايد وبن
نايف، ويعود الخلاف بين الرجلين حين أطلق بن نايف أيام كان ولياً للعهد، تحذيراً
من مخاطر “مؤامرة إماراتية” لإثارة الخلافات بين أفراد الأسرة السعودية
الحاكمة، وهو ما أحدث خلافاً شديداً بينهما، وفقاً لما كشفت مجلة
“نيويوركر” الأمريكية في 2018.
وخلال رسالة وجهها الأمير بن نايف إلى
الملك سلمان بن عبد العزيز، حذر فيها من “مؤامرة يقودها ولي عهد أبو ظبي محمد
بن زايد لإثارة الخلافات داخل القصر الملكي السعودي”.
وجاء في الرسالة أن “بن زايد يخطط
لاستخدام علاقاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتحقيق مآربه ومخططه الرامي إلى
التدخل في الشؤون الداخلية السعودية”.
وفي حينها كشفت المجلة في تحقيق
استقصائي لها عن تفاصيل جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإزاحة سلفه بن
نايف، فضلاً عن تعاونه مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية لتحقيق رؤية التغيير، ضمن
مساعي تحقيق هذه الرؤية في الشرق الأوسط.
وتطرَّق تحقيق المجلة إلى دور سفير الإمارات
في واشنطن يوسف العتيبة في حملة الترويج للأمير محمد بن سلمان في الدوائر
الأمريكية.
وساعد بن زايد وفق المجلة بن سلمان على تحقيق
نفوذه لأنه رأى فيه صورة “زعيم شغوف بمحاربة أعدائه”، إضافة إلى خلافه
مع بن نايف.
تقييم إماراتي سلبي
اعتبر التقييم الإماراتي في الوثيقة
المسربة لابن سلمان أن “سلطويته” عامل ضعف كبير جداً له وللمملكة، إذ أصبح ولي العهد المتهم السعودي الأول في الغرب بتبني سياسات سلطوية، وهي تهمة كانت
تُوجَّه إلى النظام الحاكم ككل والأسرة الحاكمة من دون تمييز طوال عقود… وبالتالي فإن
الغرب بدأ يرى أن موقف ولي العهد ضعيف، وأنه ملزم تقديم تنازلات حتى يغيروا رأيهم
فيه (وهو أمر صعب الحصول عليه) بينما فَقَدَ الأمير الشاب القدرة على المناورة
السياسية والظهور في موقع المانح والمانع أمام الخارج، وفقاً لمتطلبات مؤسسة الحكم ورؤيتها.
كما أشارت الوثيقة إلى ما سمَّته “التورط
في حرب اليمن” وتنامي الخسائر السياسية والعسكرية جراء استمرار الحرب.
فحسب الوثيقة كان تقدير الموقف
السعودي العسكري المتعجل وهو سرعة الحسم في هزيمة الحوثيين، لكن الذي حصل العكس،
فطالت الحرب وتحوّلت إلى عامل استنزاف للمملكة، كما سببت حرجاً دولياً
للمملكة وأضرت بسمعة ولي العهد بشكل خاص.
وترى الإمارات في الوثيقة أن نتائج
مقاطعة قطر المضرة بالسعودية وتوتر العلاقات مع تركيا وغموض الموقف الأمريكي من
إيران وظهور بوادر اختلاف في السياسات مع الإمارات، جعل السياسة السعودية الخارجية
أضعف خلال العامين الماضيين.
احتمالية تأثُّر العلاقة بين البلدين
وتشير الوثيقة أيضاً إلى أنه على الرغم من تنامي العلاقة بين الإمارات والسعودية في ظل قيادة بن سلمان-بن زايد، توجد بعض المؤشرات على وجود تباينات في حسابات البلدين الاستراتيجية بشأن دور كل
منهما في الأزمة اليمنية، وبخاصة تجاه تقاسم النفوذ والعلاقة مع الشركاء المحليين
هناك.
ومن فترة إلى أخرى تحدث بعض التجاذبات،
وآخرها خطوة دولة الإمارات بإعادة تموضع قواتها في اليمن، ما قد يؤدي إلى إضعاف
دور التحالف على نحو قد تترتب عليه آثار سلبية قد تنسحب على شكل العلاقة بين
البلدين في الفترة المقبلة.
وترى الوثيقة أن من عوامل الضعف الخارجي
لسعودية بن سلمان ضعف الشرعية الدولية للحرب في اليمن مع بقاء العاصمة صنعاء في يد
جماعة الحوثي.
وفي ظل عدم وجود أي تجديد للخطاب السياسي
السعودي تجاه اليمن أو تركيز ملحوظ على مسألة الحدود وأمن الجنوب، ترى الوثيقة أن
الوقت في غير صالح ولي العهد داخلياً وخارجياً، ويستنزف من صورته وصورة المملكة
على حد سواء بالتوازي مع توجُّه المجتمع الدولي للتركيز على سيناريوهات ما بعد الحرب
اليمنية (على غرار الشأن السوري منذ عام 2017).
المصدر: TRT عربي – وكالات