تركيا بلد الحريات الدينية للأقليات القاطنة فيها
[ad_1]
أثارت زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى إسطنبول النقاش مجدداً حول الحريات الدينية في تركيا وأوضاع الأقليات في البلاد.
وكانت
الخارجية الأمريكية قد أصدرت بياناً في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري
بياناً حول زيارة بومبيو، قالت فيه: “إن بومبيو سيلتقي في إطار جولة تشمل بعض
دول المنطقة بطريرك الروم الأرثوذكس في إسطنبول، وسيبحث معه خلال اللقاء القضايا
الدينية في تركيا والمنطقة، وسيؤكد الموقف القوي للولايات المتحدة بشأن الحريات
الدينية حول العالم”.
وأعربت
تركيا عن رفضها لغة البيان واصفة عباراته بأنها “ليست في
محلها مطلقاً”.
وقال
المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي إن المواطنين غير المسلمين في تركيا
يتمتعون بحرية العبادة، ويتمكنون من أداء واجباتهم الدينية بحرية تامة، في الوقت
الذي تضطر فيه الأقليات الدينية وعلى رأسها المسلمون في الغرب إلى ممارسة شعائرها
تحت التهديد وفي ظروف غير ملائمة”.
وأضاف
أقصوي أن “من الأنسب للولايات المتحدة أن تنظر أولاً في المرآة، وتظهر الحساسية
اللازمة لانتهاكات حقوق الإنسان مثل العنصرية وكراهية الإسلام وجرائم
الكراهية في بلدها”.
تعريف
الأقليات بتركيا
تذكر
معاهدة لوزان التي يعتبرها الكثيرون وثيقة تأسيس الدولة التركية الحديثة، الأقليات
في تركيا باعتبارها الأقليات الدينية فقط أي مواطني الدولة من غير المسلمين. ونصت
المعاهدة في موادها 38 إلى 44 على ضمان الحماية
الكاملة والحرية التامة للأقليات الدينية وحريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية في
الأماكن العامة والخاصة.
ونصت
المادة الـ39 من المعاهدة على أن “المواطنين الأتراك الذين ينتمون إلى أقليات
غير مسلمة يتمتعون بالحقوق المدنية والسياسية التي يتمتع بها المسلمون”.
كما
ينص الدستور التركي في مادته
الثانية على أن جميع المواطنين الأتراك متساوون أمام القانون من
دون أي تفريق على أساس اللغة أو العرق أو اللون أو الدين أو المذهب.
أوضاع
الأقليات الدينية بتركيا
تبلغ
نسبة المسلمين في تركيا وفق استطلاع “دراسة
الحياة الدينية في تركيا” الذي أجرته هيئة الإحصاء التركية عام
2014 بتكليف من رئاسة الشؤون الدينية 99.2%. وإلى جانب المسلمين تضم تركيا مواطنين
مسيحيين ويهوداً وإيزيديين. وينقسم المواطنون المسيحيون في البلاد إلى عدة طوائف
ومذاهب منها الروم الأرثوذكس والأرمن الرسوليون والسريانيون والكلدانيون
(الكاثوليك).
ويبلغ
عدد المواطنين المسيحيين في تركيا نحو 180 ألفاً و854. بينما يقدر عدد المواطنين
اليهود بنحو 20 ألفاً، حسب آخر معطيات نشرتها الوكالة الرسمية
الأناضول.
ويوجد
في تركيا نحو 435 كنيسة ومعبداً ما يعني وجود دار عبادة لكل 461 مواطناً غير مسلم.
إضافة إلى عشرات الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني الخاصة بالأقليات الدينية. كما
توجد بعض الصحف تصدرها الأقليات الدينية في تركيا وتعنى بنشر الأخبار المتعلقة بهم
إضافة إلى الأخبار والتطورات المحلية والدولية، منها صحيفة شالوم التابعة للأقلية اليهودية.
وقد أُسست الصحيفة عام 1948 ولا تزال تصدر أسبوعياً حتى اليوم. كما تمتلك الصحيفة
مجلة وموقعاً إخبارياً يحملان الاسم نفسه. ومن الصحف التي تتبع الأقليات أيضاً
صحيفة “أغوس” وتتبع أقلية الأرمن
الأرثوذكس وأسست عام 1996، وصحيفة “سابرو” وتتبع الأقلية
السريانية وأسست عام 2012.
وقد
اتخذت تركيا خطوات ملموسة خلال العقدين الأخيرين بهدف تعزيز حماية حقوق المواطنين
غير المسلمين، وحققت مكاسب كبيرة في التشريعات والإجراءات حتى يتمكن كل مواطن من
التمتع بحقوق متساوية من دون تمييز.
ففي
عام 2011، أصدرت تركيا تشريعات وقرارات مهمة لتمكين الأقليات غير المسلمة من
استرداد ممتلكاتها التي صودرت منذ عام 1960 أو الحصول على تعويضات عنها، إضافة إلى
قرارات أخرى لحماية المواقع الدينية وترميمها.
ورُمم
الكنيس اليهودي الكبير في أدرنة عام 2015، والكنيسة البلغارية في إسطنبول عام
2017، وكنيسة الصليب المقدس بجزيرة أقدمار شرقي تركيا بعد إغلاقها لأكثر من 90
عاماً.
وطبقاً لتقرير
لجنة حقوق الإنسان بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الذي
نُشر في شهر يونيو/حزيران الماضي، فإن تركيا اتخذت خطوات غير مسبوقة ومهمة لتعزيز
الحريات الدينية وحقوق الأقليات في البلاد.
ففي
3 أغسطس/آب 2019 وضع الرئيس التركي أردوغان حجر الأساس لأول كنيسة تُبنى في تاريخ
الجمهورية التركية وهي كنيسة “مور أفرم
السريانية القديمة” لخدمة نحو 18 ألفاً من المواطنين
السريان الأرثوذوكس في إسطنبول.
وفي
15 أغسطس/آب 2010 سُمح بإقامة “قداس العذراء مريم” في دير سوميلا بولاية
طرابزون شمالي تركيا لأول مرة بعد انقطاع دام 88 سنة، ومنذ ذلك التاريخ يُقام
القداس سنوياً. ويعد ذلك اليوم “عيداً مقدساً لارتقاء السيدة العذراء مريم
إلى السماء” في العالم المسيحي.
وفي
نوفمبر/تشرين الثاني 2012 أعيد افتتاح كنيسة القديس كيراكوس بولاية ديار بكر بعد
إغلاقها لمدة 32 سنة.
وفي
ديسمبر/كانون أول 2015 سُمح للأقلية اليهودية بالاحتفال بعيد الأنوار (حانوكا)
لأول مرة في الميادين العامة، واحتفلت وقتها الأقلية اليهودية بالعيد في ميدان
أورطا كوي بإسطنبول. بحضور مسؤولين أتراك.
وفي
2016 سُمح بالاحتفال بتعميد المسيح في الأماكن العامة، وأقيمت مراسم انتشال الصليب
من البحر في إزمير لأول مرة منذ عام 1922. وفي العام الجاري أقيمت المراسم في
“بويوك أدا” إحدى جزر الأميرات في الشق الآسيوي بإسطنبول.
وفي
مايو/أيار 2016 أقيمت أول مراسم زواج بالمعبد اليهودي الكبير في أدرنة أكبر معبد
يهودي في أوروبا لأول مرة منذ 41 عاماً.
كما افتتح المعبد اليهودي الخشبي الوحيد في إسطنبول “معبد
إشتيبول” بعد 65 عاماً من إغلاقه.
وفي
2018 افتتح الرئيس التركي أردوغان ورئيس الوزراء البلغاري بويكو بريسوف كنيسة
“سان ستيفانو” البلغارية الأرثوذكسية المعروفة باسم الكنيسة الحديدية
بعد أعمال ترميم استمرت سبع سنوات. وفي العام نفسه افتتح دير القديس آهو بولاية
باطمان لأول مرة منذ 100 عام.
وفي
ديسمبر/كانون الأول 2019 افتتح معبد “شار آشايم” اليهودي بولاية إزمير
بعد هدمه وإعادة إنشائه من جديد.
وبالإضافة
إلى الترميم والافتتاح للعديد من أماكن العبادة جرت إعادة آلاف الأراضي والعقارات
التابعة لأوقاف الأقليات الدينية. كما أعدت وزارة التعليم كتباً دراسية باللغة
الأرمينية، وبدأت الوزارة تقديم مساعدات مالية لمدارس الأقليات الدينية.
كما رممت تركيا دور العبادة شمالي سوريا بمناطق عملية نبع السلام. من ذلك
إعادة افتتاح كنيسة الأرمن الأرثوذكس بمنطقة تل أبيض شمالي سوريا بعد تطهيرها من
إرهابي PYD.
ولا
توجد قيود في تركيا على تولِّي المواطنين الأتراك من الأقليات غير المسلمة لأي
منصب في الدولة. ويضم البرلمان التركي العديد من النواب من أبناء الأقليات.
وجدير
بالذكر أن ممثلي الأقليات الدينية في تركيا قد أصدروا بياناً عام 2018 فندوا فيه
تعرُّض الأقليات الدينية في البلاد لضغوط.
ووقَّع
على البيان ممثلو الأقليات الدينية، بينهم بطريرك الروم الأرثوذكس بارثولوميو الأول
ونائب مطران البطريركية الأرمنية بتركيا أرام أتاشيان والحاخام الأكبر ليهود تركيا
إسحق هاليفا ونائب البطريركية السريانية مور فليكسينوس يوسف جاتين.
وقال
الممثلون في البيان: “نحن ممثلي الأقليات المختلفة نمارس اعتقادنا ونؤدي
شعائرنا الدينية بحرية وفقاً لتقاليدنا. البيانات التي تدّعي تعرُّضنا لضغوط لا
أساس لها من الصحة”.
المصدر: TRT عربي