تركيا لن تكون أولوية الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن
تركيا لن تكون أولوية الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن
[ad_1]
سوف يتوجب على جو بايدن في البداية أن يتعامل مع السيطرة على جائحة تتصاعد وتيرتها ومع تعافي الاقتصاد.
على مدى حوالي 5 أشهر، كانت الولايات المتحدة والعالم يناقش كلاهما مجريات الانتخابات
الرئاسية الأمريكية. كانت جميع الأعين منصبة على الرئيس ترامب، لمّا كان الجميع
ينتظرون ليروا ما إذا كان سوف يقبل الهزيمة ويساعد الفريق الانتقالي الخاص بالرئيس
المنتخب جو بايدن، أم لا.
وفي ظل وصول التصويت الشعبي الذي حصل عليه بايدن إلى 78 مليون صوت ووصول عدد أصوات
المجمع الانتخابي إلى 306 أصوات، نستطيع أن نرى أن الحرب القانونية التي يشنها
ترامب لا تبدو واقعية، ولا سيما بعد أن فاز بايدن بولايتي جورجيا وبنسلفانيا،
اللتين تُعدَّان ولايات مهمة للغاية.
إضافة إلى أن وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية (CISA)، التي تعمل تحت مظلة وزارة الأمن الداخلي،
أدلت ببيان رسمي وصفت فيه “الانتخابات التي عُقدت في 3 نوفمبر/تشرين الثاني
بأنها الأكثر موثوقية في تاريخ الولايات المتحدة”.
يعتقد
غالبية الجمهور في تركيا أن العلاقات التركية الأمريكية لن تتحسن مع وجود بايدن في
منصب الرئاسة. ومع ذلك، جميع المشكلات المنبثقة من ولاية ترامب لا تزال قائمة ولم
تُحل بعد.
عندما يتولى الرئيس المنتخب بايدن منصب الرئاسة رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني، لا
ينبغي لنا أن نتوقع منه التحرك ضد تركيا في الحال. إذ إن الرئيس المنتخب بايدن
وفريق السياسة الخارجية في إدارته لن يقطعوا العلاقات مع أنقرة وذلك بسبب عضوية
تركيا في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وكذلك موقعها الاستراتيجي. وقد يسعى كلا
الحليفين في الناتو إلى تحسين طرق التواصل من أجل حل المشكلات عن طريق
الدبلوماسية.
فمن
بين قائمة الأولويات الخاصة ببايدن، يتصدر التصدي لمرض كوفيد-19 هذه القائمة. ومع
وصول أعداد الوفيات اليومية بسبب المرض إلى 1100 وفاة ووصول الإصابات اليومية إلى
130 ألف حالة، يمكن القول بأن الولايات المتحدة في مرحلة متقدمة من الموجة
الثانية.
وفي
واقع الأمر، أعادت عديد من المدن تفعيل قانون “البقاء في المنزل”. بدأ
بايدن العمل بالفعل عن طريق تأسيس لجنة علمية لمكافحة الفيروس مكونة من 13 عضواً.
وبطبيعة الحال، مع أن ترامب ليس سعيداً، فقد ارتأى أن الأخبار السارة المتعلقة
بالوصول إلى اللقاح تعد إنجازاً من إنجازات إدارته.
سوف
يكون تعافي الاقتصاد القضيةَ الثانيةَ المتعلقة بكوفيد-19. برغم أن معدلات البطالة
انخفضت بنسبة 6.9%، ثمة شعور واثق بأن هذه النسبة سوف تزيد مرة أخرى. يُتوقع من
بايدن أن يطلب من الكونغرس البدء في العمل على حزمة حوافز جديدة بصورة عاجلة.
ويأتي
الاستقطاب والعلاقات بين الأعراق ضمن مجال الأولويات. فالولايات المتحدة تحت حكم
إدارة ترمب كانت بلداً عانى من استقطاب كبير، وزاد من تفاقم هذا الاستقطاب تصريحات
دونالد ترمب الانقسامية ومقتل جورج فلويد. على الجانب الآخر، أشار بايدن إلى أنه
يريد توحيد البلاد.
سوف
يبطل بايدن بكل تأكيد سياسات ترمب على كثير من الأصعدة، ولا سيما فيما يتعلق
بالرعاية الصحية والهجرة والتعليم. غير أن وجود أغلبية جمهورية في مجلس الشيوخ سوف
يعيق بايدن.
يكمن
بيت القصيد في أن بايدن لديه الكثير ليتعامل معه، وليست تركيا ذات أولوية قصوى في
قائمة أولوياته.
فماذا
عن السياسة الخارجية؟
سوف يواجه بايدن تحديات استثنائية على صعيد السياسة الخارجية من روسيا والصين وكوريا
الشمالية وإيران، لكنه أشار إلى أنه سوف يحاول إعادة بناء التحالفات واستعادة
الثقة، ضمن الأولويات.
من منظور عالمي، سوف يعمل عن كثب مع حلف الناتو، والاتحاد الأوروبي، والمنظمات
الدولية الأخرى. إذ إن التصريح الصادر عن مايكل كاربنتر، أحد مستشاري بايدن، بأن
الولايات المتحدة سوف تضغط على تركيا، ليس فقط بجهود أحادية، بل وعن طريق دعوة
حلفاءها بأن يفعلوا نفس الشيء، يجسد إشارةً إلى نوعية السياسة التي سوف يطبقها.
سيكون هناك عودة إلى سياسات عهد أوباما فيما يتعلق بالشرق الأوسط وتليين الموقف من إيران
غالباً، كما يوجد مؤشرات بأن سحب القوات من أفغانستان سوف يتواصل وبأنه قد يكون
هناك مشكلات مع السعودية، التي تتحمل اللوم بسبب الحرب في اليمن ومسؤوليتها عن
اغتيال جمال خاشقجي.
وخلافاً لذلك، يريد بايدن حل الدولتين من أجل إنهاء التوترات بين إسرائيل وفلسطين، حتى إذا
كان هذا قد يجعل نتنياهو عدواً له.
عديد من الأسماء الواردة في فريق بايدن على دراية بتركيا. ولا سيما أنتوني بلينكن، رئيس
مبادرات السياسة الخارجية في حملة بايدن، الذي يعد أحد أكثر الشخصيات دراية
بتركيا. كان وليام بيرنز، وسوزان رايس، وكريس كونز، وكريس مورفي من بين الأسماء
الأخرى المطروحة لتولي ملفات تتعلق بالسياسة الخارجية.
وربما نرى امرأة تشغل منصب وزير الدفاع في إدارة جو بايدن-كامالا هاريس، وكانت بعض
الترشيحات تدور حول تامي دكوورث وميشيل فلورنوي. كذلك عديد من الخبراء في الشأن
التركي من المؤسسات الفكرية القريبة من الحزب الديمقراطي، مثل المجلس الأطلسي
ومركز التقدم الأمريكي، يرجح أنهم سوف يتولون مناصب داخل البيت الأبيض.
يعلم رون كلاين هو الآخر تركيا جيداً، وهو الذي أعلن بايدن أنه سيشغل منصب كبير موظفي
البيت الأبيض. ومن المؤكد أنه أحد أهم الأشخاص الذين عملوا في البيت الأبيض خلال
تولي كل من بايدن وآل غور منصب نائب الرئيس.
وما يبدو واضحاً هنا أن التوترات مع تركيا على خلفية بعض السياسات الإقليمية لم يكن من
الممكن تجنبها حتى في حالة فوز ترامب، ويبدو أنها سوف تستمر مع بايدن كذلك. إذ إن
عديداً من القضايا الحالية -مثل تحالف الولايات المتحدة مع مليشا PYD و PKK
الإرهابية، والاتفاق مع روسيا على شراء منظومة الدفاع الصاروخية S-400، وتعارض المصالح في شرق المتوسط- سوف يجري ترحيلها إلى ولاية بايدن.
الأهم هنا هي كيفية استعادة الثقة وبأي تسويات. يتطلب هذا عملاً شاقاً
للعودة إلى قنوات الاتصال المفتوحة، والأهم من ذلك تغيير النظرة التي يُنظر بها
إلى تركيا في الكونغرس الأمريكي.
فينبغي صياغة إجراءات بناء الثقة بين الحليفين؛ لفتح صفحة جديدة تبدأ في يناير/كانون
الثاني 2021.
هذا
الموضوع مترجم عن موقع TRT World
المصدر: TRT عربي