من اعجب قصص الانبياء قصة الهدهد وسيدنا سليمان
من اعجب قصص الانبياء قصة الهدهد وسيدنا سليمان
وليس هناك أجمل من قصص الأنبياء وتلك القصص التي يتعلم منها أطفالنا الصغار الكثير من الأشياء المفيدة والنافعة ، لتجعلهم يستفيدون بها في حياتهم المختلفة وتعلمهم الكثير من الدروس المختلفة والعديدة
واليوم أخبركم قصة سيدنا يسليمان عليه السلام وقصة الهدهد في موقع قصص واقعية ونتعلم كيف نستفيد من تلك القصة في حياة اطفالنا الصغار وكيف تؤثر عليهم فكيف لم يحكم سيدنا سليمان على الهدهد بل انتظر ان يعرف سبب غيابة قبل أن يعاقبه .
كان نبي الله سليمان ، قد وهبه الله عز وجل ميزة لم يميز بها أحد من خلقه ، وهي الحديث مع الحيوانات والطيور ، لقد سخر الله له حتى الرياح تنقله إلى الاماكن التي يريدها ، وكان نبي الله سليمان يتفقد كل الحيوانات في مملكته ،
وعندما تفقد النبي كل جنوده في المملكة ، وجد ان الهدد ليس موجود ، ولقد غاب الهدهد غيبه طويله جدا ، ثم عاد وقبل أن يسأله سيدنا سليمان عن سبب غيبته اسرع الهدهد ليبرىء نفسه بسرعة وقال :
– لقد اطلعت علي ما لم تطلع عليه ، فلقد جئتك من مملكة سبأ بنبأ عظيم يا سليمان ، فلم يجبه سليمان ، لأنه كان غضبان فاستمر الهدهد قائلا ، انى وجدت امرأه تحكمهم ، وهي ملكه غنيه عندها من كل شيء ،
ولها عرش عظيم ولقد وجدتها هي وقومها يسجدون الى الشمس ، من دون الله ويعبدونها ولا يعبدون الله.
نظر سيدنا سليمان عليه السلام ، وقال له : -سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين أيها الهدهد ، جلس سيدنا سليمان ، وأخذ يكتب رساله ، وكان الهدهد واقف أمامه يرتعش ، ولا يعرف ماذا يكتبه الملك ، حتي انتهي سيدنا سليمان ،
وقال للهدهد : اذهب بكتابي هذا ، الي سبأ والقه الي بلقيس ، وانظر ماذا تفعل ويفعل رجالها بعد قراءه هذا الكتاب وعد الي سريعا ، فأخذ الكتاب بمنقاره وطار بعيدا ، كانت بلقيس نائمه في سريرها في غرفة نومها ،
وجاء الهدهد ودخل الغرفه من النافذة ، وألقي الكتاب عليها ، واخذت الكتاب وهي تتعجب فما كان أحد يستطيع أن يدخل غرفة نومها ، والحرس واقفون بالخارج يحرسونها.
أخذت الكتاب وقلبته بين يديها ، وفتحته وقراته ثم جمعت امراءها ، واكتبر دولتها وقالت لهم
-يا أيها الأمراء والوزراء ، إنه ألقي الي كتاب كريم ، أنه من سليمان وقد بدأه ،
بسم الله الرحمن الرحيم ، وقد طلب منا فيه أن نترك عباده الشمس ، وان نعبد الله الذي يعبده ،
يا أيها الناس قولوا لي ماذا نفعل أنني لن افعل شيئا برأيكم ، فقالوا لها أننا أقوياء ،
وعندنا جيوش عظيمه ونستطيع أن نحـ.ـاربه ، إذا جاء لحـ.ـربنا ومع هذا فإننا نترك الأمر لك ،
فقالت لهم بلقيس ، هذا ليس برأي لأن الحـ.ـرب تفسد كل شيء والملوك ، إذا غـ.ـزوا دوله دخلوها تفيدونا ، وجعلوا أعزه أهلها تـ.ـذله ، وهدموا البيوت وقتـ.ـلوا الرجال فنصبح ضعفاء لا نملك شئ.
فقالوا لها بتوتر :
-فماذا تريدين أن نفعل يا ايتها الملكة ؟
فقالت بلقيس ، سارسل هديه وانتظر ما يخبرني به ، الرجال الذين سارسلهم إليه ، وارسلت إلى رجل من كبار رجالها وقالت له :
_ سارسلك الي سليمان ، بهدايا فانظر ما يفعله واعرف قوته ، وعد الي وأخبرني بكل شيء
خرج رسول بلقيس الي سليمان ، يحمل الهدايا وطار الهدهد ليخبر سيدنا سليمان بكل شيء ، فوصل قبل ان يصل رسول بلقيس الى مملكة سليمان عليه السلام .
وصول الهدايا إلى سليمان، وإذ بسليمان ينكر عليهم اتجاههم إلى شرائه بالمال، أو تحويله عن دعوتهم إلى الإسلام، ويعلن في قوة وإصرار تهـ.ـديده ووعـ.ـيده الأخير”قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ”أي أتقدمون لي هذا العرض التافه الرخيص؟!
قال تعالى: “فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ” أي لقد آتاني ما هو خير من المال على الإطلاق، ألا وهو العلم والنبوة وتسخير الجن والطير، فما عاد شيء من عرض الدنيا يفرحني “بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ”،
ثم يتبع هذا الاستنكار بالتهديد “ارْجِعْ إِلَيْهِمْ” بالهدية وانتظروا المصير المرهوب، قال تعالي:”فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا” أي جنود لم تُسخر لبشر في أي مكان، ولا طاقة للملكة وقومها بهم في نضال “وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ” أي مدحورين مهزومين.
استحضار عرش ملكة سبأ .
قال تعالي: “قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ”؟ انظر ما الذي أراد ه نبي الله سليمان من استحضار عرش بلقيس قبل مجيئها مسلمة مع قومها؟
نرجح أن هذا كان وسيلة لعرض مظاهر القوة الخارقة التي تؤيده، لتؤثر في قلب الملكة وتقودها إلى الإيمان بالله، والإذعان لدعوته، وقد عرض عفريت من الجن أن يأتيه به قبل انقضاء جلسته هذه،
وكان يجلس للحكم والقضاء من الصبح إلى الظهر فيما يروى، فإذا الذي عنده علم من الكتاب يعرض أن يأتي به قبل أن يرتد إليه طرفه، وهذا الذي عنده علم من الكتاب كانت نفسه مهيأة بسبب ما عنده من العلم.
قال تعالي: “فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ” إنها مفاجأة ضخمة لا تخطُر للملكة على بال، لقد كانت المفاجأة قصرًا من بلور أقيمت أرضيته فوق الماء، وقفت الملكة مندهشة أمام هذه العجائب التي تعجز البشر،
وتدل على أن هذه القوى أكبر من طاقة البشر، فرجعت أي الله معترفة بظلمها لنفسها فيما سلف لقد اهتدى قلبها واستنار، وعرفت أن الإسلام لله ليس استسلامًا لأحد من خلقه بل لله رب العالمين.
قصة سليمان مع الخيل:
قال تعالي: “إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ” أي إذا عرض على سليمان – عليه السلام – الخيل الصافنات ممشوقة القوام، قال مجاهد: وهي التي تقف علي ثلاث وطرف حافر الرابعة، والجياد السريعة.
قال تعالي: “رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ” ذكر أهل العلم أن – سليمان عليه السلام – أمر بإحضار الخيل بين يديه فقال: إني أحببت هذه الخيل لأجل أن أذكر بها ربي وأعلى شأن دينه،
فأنا لا أحبها لأجل الدنيا، ثم استعرض الخيل فمرت أمامه حتى غابت عن الأنظار، ولكن لم يشف نهمه من حب الخيل فأمر بإحضارها أمامه ثانية، وأخذ يلاطفها بالمسح بيده على سيقانها ثم عانقها، وهذا درس للمؤمنين بأن يكون حبهم لله وحده.
قصة موتـ.ـه عليه السلام:
قال تعالي: “فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَـ.ـوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَـ.ـوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ” قال المفسرون: إن سليمان كان في محرابه فأدركه المـ.ـوت وهو جالس متكئ على عصاه،
حتى جاءت الأرضة واشتغلت بأكل طرف العصا فأكلت بعضه فانهار الجزء الذي أكلته فاختل توازنه، فخر أي سقط، فدل ذلك على مـ.ـوته، ولما رأى الجن المسخرون بالأعمال الشاقة مـ.ـوت سليمان، أدركوا أنهم لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العـ.ـذاب المهين طوال هذه المدة ما بين مـ.ـوته وعلمهم بمـ.ـوته.
المصدر: من قصص القرآن الكريم وتفسير ابن كثير.