قصة مبـ.ـكية .. عكرمة بن ابي جهل قائد”كتـ.ـيبة المـ.ـوت الاسلامية”عندما أوشك نصف مليون من الروم على تدمـ.ـير جـ.ـيش المسلمين
واشتـ.ـعل لهيـ.ـب اليرموك .. عكرمة بن ابي جهل قائد”كتـ.ـيبة المـ.ـوت الاسلامية”عندما أوشك نصف مليون من الروم على تدمـ.ـير جـ.ـيش المسلمين
قصة مبـ.ـكية .. عكرمة بن ابي جهل قائد”كتـ.ـيبة المـ.ـوت الاسلامية”عندما أوشك نصف مليون من الروم على تدمـ.ـير جـ.ـيش المسلمين
قصة إسلام عكرمة ابن ابي جهل
إن هذا الرجل العظيم الذي نحن بصدد الحديث عنه يكفيه أن يخلَّد التاريخ عظمته من خلال اسمه فقط، ولا أدري إن كنت في حاجة للكتابة أصلًا عن ما قدمه هذا البطل الإسلامي للإسلام لكي أبرر أسباب ورود اسمه في قائمة المائة،
فلولا أنني رأيت في قصة هذا البطل ملحمة للفداء لا تتكرر في تاريخ البشر كثيرًا، لاكتفيت بكتابة اسمه فقط وذِكر ملحوظةٍ صغيرةٍ بجانب اسمه تشير بأنه مسلم! فمجرد إسلام هذا الرجل يكفيه لكي يكون أحد العظماء المائة في أمة الإسلام، فهو ابن فرعون هذه الأمة (أبي جهل)!
وحكاية هذا العملاق الإسلامي تبدأ من على متن سفينة في منتصف بحر هائج قبالة سواحل اليمن، فلقد هرب عكرمة بن أبي جهل من مكة هائمًا على وجه لا يعرف إلى أين يتجه بعد أن دانت مكة بأسرها لعدوه وعدو أبيه من قبل محمد بن عبد اللَّه،
فأصبح عكرمة طريدًا في صحاري العرب، وضاقت به الأرض بما رحبت، فقرر أن يتجه إلى اليمن ويبحر بسفينة تأخذه إلى أي مكان يبعده عن أولئك المسلمين الذين لا يطيق حتى رؤيتهم،
وبينما عكرمة بن أبي جهل على ظهر السفينة يتأمل البحر اللامتناهي الآفاق، جاءت مرحلة الاختيار الرباني له لكي ينضم إلى قافلة الصحابة العظماء، وأبى اللَّه إلّا أن يعيد ذلك الهارب من اللَّه إلى اللَّه!
وبشكل غريب تحولت أمواج البحر الصافية تلك إلى أمواج عاتية تعصف بالسفينة، وعندما أدرك الربان أنهم غارقون لا محالة توجه نحو ركاب السفينة وبينهم عكرمة وقال لهم: اتركوا دعاء أصنامكم الآن واخلصوا الدعاء للَّه وحده، فإن آلهتكم لا تغني عنكم هاهنا شيئًا.
فتعجب عكرمة من قول ذلك الرجل وقذف اللَّه في قلبه الإيمان وقال لنفسه: إذا كان الذي ينجيني في البحر هو اللَّه وحده، فلا بد إذًا أنه هو وحده الذي ينجيني في البر!
اللهم إن لك علي عهدًا إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدًا حتى أضع يدي في يده، وعندها هدأت الريح وسكن البحر، فرجع عكرمة إلى مكة، فلما رأى نبي الرحمة ابن أبي جهل ألدِّ أعدائه قادمًا نحوه وثب من غير رداء فرحًا به وقال: مرحبًا بالراكب المهاجر.
فتحول قلب عكرمة بن أبي جهل من قلب رجلٍ مبغـ.ـض حقـ.ـود للإسلام والمسلمين إلى قلب رجلٍ لا يحب في الدنيا أكثر من هذا الدين الذي لطالما حاربه،
فقرر عكرمة أن يتحول إلى جندي ينشر هذا الدين الذي لطالما حاربه، فلم يترك عكرمة بن أبي جهل بعد إسلامه غـ.ـزوة مع رسول اللَّه إلا وشارك فيها، وفي عهد أبي بكر أصبح عكرمة قـ.ـائدًا لجيـ.ـش من جيـ.ـوش الإسلام العظيمة التي حاربت الردـ.ـة، قبل أن يتحول إلى قـ.ـائد عظـ.ـيم من قـ.ـادة المسلمين في بلاد الشام.
عندما أوشك نصف مليون من الروم على تدمـ.ـير جـ.ـيش المسلمين بعد أن قاموا بمحاصـ.ـرتهم من كل جانب ،أخد عكرمة البطل الإسلامي الفذ سـ.ـيفه واتخذ القرار الأصعب على الإطلاق في حياة أي مسلم ، لقد اتخذ عكرمة قرار المـ.ـوت ،
فنادى بالمسلمين بصوت يشبه الرعد :
أيها المسلمون من يبـ.ـايع على المـ.ـوت ؟ فتقدم إليه أربعمائة فـ.ـدائي ، ليكوَّنوا كما عٌرف في التاريخ باسم “كتـ.ـيبة المـ.ـوت الإسلامية ” .
عندها اتجه خالد بن الوليد نحو عكرمة وحاول منعه من التضـ.ـحية بنفسه .
فقال عكرمة : إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول اللّه سابقة، أما أنا وأبي فقد كنا من أشـ.ـد الناس على رسول اللّه فدعني أكَـ.ـفّر عما سلف مني ولقد قاتـ.ـلت رسول الله في مواطن كثيرة، وأفـ.ـر من الروم اليوم ؟ ! إن هذا لن يكون أبدًا !
فانطلقت كتـ.ـيبة المـ.ـوت الإسلامية ، وتفاجـ.ـأ الروم بنسور جـ.ـارحة تنـ.ـقض عليهم لتكـ.ـسر جمـ.ـاجمهـم ،
وتقدم الفـ.ـدائي تلو الفـ.ـدائي من وحدة المـ.ـوت العكرمية نحو مئات الاَلاف من جيـ.ـش الإمبراطورية الرومانية ، وتقدم عكرمة بن أبي جهل بنفسه إلى قلب الجيـ.ـش الروماني ،ليكـ.ـسر الحـ.ـصار عن جيش المسلمين ، واستطاع فعلًا إحـ.ـداث ثغـ.ـرة في جيـ.ـش العـ.ـدو بعد أن انقـ.ـض على صفوـ.ـفهم انقـ.ـضاض طالب المـ.ـوت .
فأمر قائد الروم أن تصـ.ـوب كل السهـ.ـام نحو هذا الفـ.ـدائي ،فسقط فرس عكرمة من كثرة السـ.ـهام التي انغـ.ـرست فيه ،فوثـ.ـب قائـ.ـد كتيـ.ـبة المـ.ـوت الإسلامية الفـ.ـدائي عكرمة بن أبي جهل من على ظهر فرسه وتقدم وحده نحو عشـ.ـرات الآلاف من الروم يقاتـ.ـلهم بسـ.ـيفه ، عندها صـ.ـوب الروم سهـ.ـامهم إلى قلبه .
فلمّا رأى المسلمون ذلك المنظر الإنساني البطولي ، اختلطت المشاعر في صدورهم ، فاندفع فدائـ.ـيين من كتيـ.ـبة المـ.ـوت العكرمية نحو قائـ.ـدهم لكي يمـ.ـوتوا في سبـ.ـيل اللّه كما بايـ.ـعوه ، فلم يصـ.ـدق الروم أعينهم وهم يرون أولئك المجـ.ـاهدين الأربعمائة يتـ.ـقدمون للمـ.ـوت المحقق بأرجلهم ، فألقى الله في قلوب الذين كفـ.ـروا الرعـ.ـب ،فرجـ.ـع الروم متقهـ.ـقرين ، ولاذوا بالـ.ـفرار وصيحـ.ـات اللّه أكبـ.ـر تطـ.ـاردهم من
أفواه فـ.ـدائي عكرمة ، فاستطـ.ـاعت تلك الوحـ.ـدة الاستشـ.ـهادية كسـ.ـر الحصـ.ـار عن جيـ.ـش المسلمين .
وبعد نهاية اليوم المشهود ،فتش خالد بن الوليد على ابن عمه عكرمة ليجده وهو ملقى بين اثنين من جنـ.ـود كتيـ.ـبته الفـ.ـدائية وهم الحارث ابن هشام و عياش بن أبي ربيعة والدمـ.ـاء تسـ.ـيل منهم جميعًا، وممدًا على الأرض يحتضـ.ـر ، فقال له خالد وهو يحمله على رجله هنيئًا لك الشهـ.ـادة .
فطلب الحارث ابن هشام بعض الماء ليشربه ، وقبل أن يشرب قطرة منه نظر إلى عكرمة بن أبي جهل وقال لحامل الماء : اجعل عكرمة يشرب أولًا فهو أكثر عطشاً مني .
فلما اقترب الماء من عكرمة أراد أن يشرب لكنه رأى عياش بجانبه فقال لحامل الماء : احمله إلى عياش أولًا، فلما وصل الماء إلى عياش قال : لا أشرب حتى يشرب أخي الذي طلب الماء أولا .
فالتفت الناس نحو الحارث بن هشام فوجدوه قد فارق الحياة ، فنظروا إلى عكرمة فوجدوه قد فارق الحياة أيضا ،فالتفت خالد لعكرمة وهو ممدد على رجله فوجده فارق الحياة أيضاً .
قرر خالد بن الوليد بعدها أن يهـ.ـزم الروم شـ.ـر هزيـ.ـمة فوضـ.ـع خطـ.ـة محكمة وعبقرية لهـ.ـزيمة الروم ، حيث عزل خيـ.ـالة الروم عن جيشـ.ـهم وأصبـ.ـح المشـ.ـاة بلا حماية ، وهكذا استطـ.ـاع أن يحقـ.ـق عليهم النصـ.ـر بفضل الله وانتـ.ـقم لصـ.ـديقه البطل الفـ.ـدائي عكرمة بن أبي جهل .
وانتصـ.ـر دين الله سبحانه وتعالى وتعـ.ـلت راية الإسـ.ـلام خفاقة ، فرحم الله عكرمة بن أبي جهل المقـ.ـاتل الجـ.ـسور ورحم الصـ.ـحابة أجمعين .
هكذا تكون بطـ.ـولة الرجال والتضـ.ـحية بالروح في سبيـ.ـل رفع راية الإسلام .