هكذا حاصر العثمانيون فيينا قلب اوربا وهكذا انقذ الصفويين الاوربيين من الحصار
هكذا حاصر العثمانيون فيينا قلب اوربا وهكذا انقذ الصفويين الاوربيين من الحصار
حصـ.ـار فيينا
حصـ.ـار فيينا وقع سنة 935 للهـ.ـجرة 1529 للميلاد عندما أعد الخليفة سليمان القانوني جيـ.ـشا إسلاميا بلغ زهاء 120 ألف مقـ.ـاتل مدعمين بثلاثمئة مـ.ـدفع لغـ.ـزو النمسا و فتـ.ـحها و جعلها ولايـ.ـة عثمانية .
ما قبل الحـ.ـصار
في سنة 932هـ وقعـ.ـت معـ.ـركة موهاج في المجر بين 60 ألف من مقـ.ـاتلي الإمبـ.ـراطورية العثمانية بقيادة سليمان القانوني و بين 25000 من مقـ.ـاتلي مملكة المجر تحت قيادة الملك لايوش الثاني
انتصر المسلمون في تلك المعركة التي دامت ساعتين و سقطت على إثرها المملكة التي كانت تشكل حصـ.ـنا ل أوروبا المسيحية و رفعت أعلام العثمانين في العاصمة بودابست التي كانت تسمى بشت حينها و عين الخليفة الملك يانوش ملكاً للمجر.
دوافع الحـ.ـصار
أرسل الملك يانوش إلى الخليفة سليمان رسائل بأن أرشيدوق النمسا فرديناند يخطط لغـ.ـزو المجر بعد اتفاقات عقدها سرا مع عدد من أمراء المجر يتولى بموجبها هو عـ.ـرش المجر ، قام فردناند بمباشرة خطـ.ـته و استـ.ـولى على مدينة بودين و انتزعها من يد الملك يانوش مندوب العثمانيين ،
فهبت على الفور الجـ.ـيوش العثمانية من القسطنطينية و التي بلغ تعدادها 100 ألف مقـ.ـاتل بالتقدم نحو المجر لاستعادة بودين فتم لها ذلك و أعادوا يانوش ملكا عليها و بعد المعركة فرّ الملك فرديناند إلى فيينا التي كانت تحرسها حامية تتكون من 20 ألف جـ.ـندي ،
أصر الخليفة على معـ.ـاقبة فردناند و صعد العثمانيون إلى فيينا و قاموا بتطويقها بـ 120 ألف جندي و 300 مدفـ.ـع لكنهم عجزوا عن فتحها، بيد أنهم ألحقوا خساـ.ـئر كبيـ.ـرة بضـ.ـواحيها و المزارع المحيطة ، طلب فردناند من شقيقه الإمبراطور تشارلز المساعه لكنه لم يجب الإستـ.ـغاثه و بعد 25 يوم انتهى الحـ.ـصار بسبب غـ.ـدر الصفويين للعثمانيين
توجهت بعض من قـ.ـوات الجيش العثماني نحو ألمانيا و مهاجمة ملكها شرلكان بينما عاد معظم الجنـ.ـود من أسوار فيينا بسبب قيام الصفويين بالإستـ.ـيلاء على بغداد و السيـ.ـطرة عليها فلـ.ـزم الجيـ.ـش العودة من فيينا لتحريرها و اخماد فتـ.ـنة الصفويين .
التطورات التي حصـ.ـلت في الشرق من قبل الصـ.ـفويين لمهاجـ.ـمتهم بغداد وقتـ.ـلهم وإلى بدليس حيث أجـ.ـبرت تلك التطورات سليمان القانوني على سحب القـ.ـوات إلى العاصمة وإعادة تجهيزها لمواجهة اى غـ.ـزو محتمل للأناضول من قبل الصفويين .
بعد الحـ.ـصار
وقعت معاهـ.ـدة صلح و اتفاق سلام بين الخصوم سنة 1553 بعد أن كان العثمانيون قد رفضوا التسـ.ـوية من جانبهم في بادىء الأمر .
بسبب هذا الحصار قام أهل فيينا بخبز عجـ.ـينة على شكل هلال الذي كان رمزاً للجيـ.ـش العثماني، وكانوا يلتهـ.ـمونها انتقاما لمدينتهم التي تعرضـ.ـت لأذى العثمانيين ، أصبح اسم هذه العجـ.ـينة حاليا كروسان
قام العثمـ.ـانيون لاحقا، بعد أكثر من 150 عاما من الحصـ.ـار، بمحاولة ثانية لفتح المدينة لكنها باءت بالفـ.ـشل لإنهم لم يحققوا الإنتـ.ـصار المرجو في معركة فيينا
الخسـ.ـائر البشرية : خسـ.ـر العثـ.ـمانيون حوالي 15 ألفاً بين قتـ.ـيل و جـ.ـريح و أسيـ.ـر و كذلك خسر المـ.ـدافعـ.ـون خسـ.ـائر ثقيـ.ـلة
النتيجة : فشـ.ـل العثمـ.ـانيين في فتح فييـ.ـنا و انتهاء الحملة و وقعت معاهدة صلح بين الجانبين في عام 1553 م
الدولة الصفوية في ايران
الصـ.ـراع مع الدولة العثمانية وتآمره عليها كان من الطـ.ـبيعي أمام هذا الوضع الشـ.ـاذ والغريب وأمام هذه المنـ.ـكرات والبـ.ـدع المستحدثة وأمام هذا التغطرس الصفوي الإسماعيلي أن تكون هناك ردة فعل عنيـ.ـفة جدًا لدى العثمانيين، يقول الدكتور الصلابي في كتابه (الدولة العثمانية): “كان من الطبيعي أن يتصـ.ـدى السلطان سليم زعيـ.ـم الدولة السنية،
فأعلن في اجتماع لكبار رجال الدولة والقضاة ورجال الساسة وهيئة العلماء في عام 920 هـ/1514 م أن إيران بحكومتها الشـ.ـيعية ومذهبها الشـ.ـيعي يمثلان خطرًا لا على الدولة العثمانية بل على العالم الإسلامي كله؛ وأنه لهذا يرى الجهاد المقدس ضد الصفويين”.
وقد مكن الله تعالى العثمانيين من سـ.ـحق الصفويين على أرضهم في معركة جالديران عام 1514م واضـ.ـطر بعدها الشاه للفرار هو من بقي معه،
ووقـ.ـعت إحدى زوجاته في الأسر غير أن ترك السلطان سليم الشاه إسماعيل يفر مع عـ.ـدم تعقـ.ـبه بسبب فتـ.ـنة الانكشارية في جيـ.ـشه الذين امتنعوا عن المطـ.ـاردة بحجة البرد ونقص المئونة مما أضـ.ـاع على العثمانيين فرصة القـ.ـضاء على الدولة الصفوية نهائيًا. ومن هنا نجد أن الشاه وبعد أن التقط أنفاسه بدأ بالتـ.ـآمر على الدولة العثمانية من خلال الاتصال بالصليـ.ـبيين،
وابتدأ مع البرتغاليين الذين تحالـ.ـفوا معهم وكما يقول الدكتور زكريا بيومي أنه “أقر استـ.ـيلائهم على هرمز في مقابل مساعدته على غزو البحرين وقطيف إلى جانب تعهدهم بمساندته ضد قـ.ـوات الدولة العثمانية”.
ولقد سن الشاه بهذا العمل سنة سيـ.ـئة له ولأولاده ولأحفاده بالتحـ.ـالف مع الكفـ.ـرة تأسيًا بمن سبقه من أجداده من الفاطميين وغيرهم من الذين لعبوا ذات الدور، وكانوا سببًا في سقـ.ـوط بغداد على يـ.ـد هولاكو سنة 656ه وهما القصير الطوسي وابن العلقمي وقد قال الخميني عن هذين الرجلين في كتابه الحكومة الإسلامية “أنهما قدما للإسلام خدمة عظيمة”!.
وتذكر المصادر التاريخية المؤكدة إن طهماسب ابن الشاه إسماعيل و كما يقول ستيفن لونكريك في كتابه (أربعة قرون من تاريخ العراق) “أنه استهل عهده بإرسال الوفود والسفارات إلى أوروبا للتنسيق مع ملوكها بهدف مواجهة العثمانيين” حيث قام حفيده الشاه عباس الكبير الذي استعان بالانكليز في تدريب جيـ.ـشه ووفق الطـ.ـرز الانكليزية الحديثة وقتئذ،
وتمكن بمعيتهم من طـ.ـرد البرتغاليين من مضيق هرمز وتمكن أيضًا من احتلال بغداد عام مرة أخرى عام1623م وبعد حصـ.ـار مرير دام ثلاثة أشهر. يقول الدكتور علي الوردي في كتابه (لمحات اجتماعية) “إن الشاه عباس فعل ببغداد عند احتـ.ـلالها مثلما فعل جده الشاه وربما زاد عليه،
فقد هدم مرقد الإمامين أبي حنيفة وعبد القادر الكيلاني رضي الله عنهما وقتـ.ـل عددًا كثيرا من أهل السنة وقد نجا الباقون بشـ.ـفاعة كليدار الحضرة الحسينية”.
ويقول الأستاذ علاء المدرس “في سنة 1708م قام الشاه حسين تلصفوي بإرسال وفد رسمي إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر ووقع معاهدة تحالف بين فرنسا وإيران نصت في إحدى موادها على أن يقوم الفرنسيون بإرسال أسطـ.ـول إلى الخليج العربي لمساعدة إيران على احتـ.ـلال مسـ.ـقط”.
ولعل أخـ.ـطر ما في هذه التحالفات المستمرة والمتعاقبة في كل مراحل التاريخ هو بعدها الفكري الذي استمر أثره حتى بعد زوال الدولة الصفوية بقرون، ومجيء دول أخرى على أرض فارس تحمل نفس التوجهات وإن بدرجات متفاوتة؛ لكنها ضـ.ـلت تشير إلى تلك الجذور الضارية في القدم والتي تستهدف نشر التشـ.ـيع بأي وسيلة وهذا ما تم بالفعل؛
إذ تحـ.ـالفت الدولة القاجارية منتصف القرن التاسع عشر مع الإنكليز ووضعوا خطة محكمة لنشر التشيع بين العشائر العربية في جنوب العراق والخليج، وتعهدت كما يقول الأستاذ علاء المدرس “الحكومة الإنكليزية بتسهيل مهـ.ـمة الوافدين الإيرانيين واستحصال موافقة والي بغداد والباب العالي العثـ.ـماني على ذلك والترتيبات اللازمة له”.
ويتعهد الجانب القاجاري بإرسال رجال الدين والأموال اللازمة لتنفيذ تلك الخطة وذلك بغية زعزعة قبضة الدولة العثمانية ووالي بغداد على العراق والخليج لتأمين طريق الهند التجاري والعسـ.ـكري من خلال السيطرة الإنكليزية على الطريق البري والبحري الإستراتيجي المتمثل بخط الشام – بغداد – البصرة – البحرين – رأس الخيمة – مسقط – موانئ إيران الجنوبية – الهند،
وفعلًا تم تحويل انتماء بعض العشائر العربية إلى التشيع الصفوي لتكـ.ـفير باقي المسلمين وضمان ولائهم لإيران بما يعود إلى إضعـ.ـاف العراق واستفادة السياسة الاستعمارية الإنكليزية من الورقة الطـ.ـائفية. ويؤكد حسين الموسوي هذه الحقائق المرة وهو من علماء النجف المعروفين وصاحب الكتاب التصحيحي الشهير (لله ثم للتاريخ)
إذ يقول في كتابه هذا الذي ألفه أواخر التسعينيات “لقد رحت أبحث عن سبب كوني ولدت شيـ.ـعيًا وعن سبب تشـ.ـيع أهلي وأقربائي، فعرفت إن عشيرتي كانت على مذهب أهل السنة ولكن قبل حوالي مئة وخمسين سنة –أي منتصف القرن التاسع عشر بالضبط–
جاء من إيران بعض دعاة التشـ.ـيع إلى جنوب العراق فاتصلوا ببعض رؤساء العشائر واستغلوا طيب قلوبهم وقلة علمهم فخـ.ـدعوهم بزخرف القول، فكان ذلك سببًا في دخولهم في النهج الشيعي فهناك الكثير من العشائر والبطون تشيعت بهذه الطريقة بعد أن كانت على مذهب أهل السنة ومن الضروري –والكلام له-
أن اذكر بعض هذه العشائر أداء للأمانة العلمية، فمنهم بنو ربيعة وبنو تميم والخزاعل والزبيدات والعمير وهم بطن من تميم والخزرج وشمر طوكة والدوار والدافعة وآل محمد وهم من عشائر العمارة وعشائر الديوانية وهم آل اقرع وآل بدير عفج والجبور والجليحة وعشيرة كعب وبنو لام وغيرهم كثير،
وهؤلاء كلهم من عشائر العراقية الأصيلة المعروفة وهم معروفون بشجـ.ـاعتهم وكرمهم ونخـ.ـوتهم، وهم عشائر كبيرة لها وزنـ.ـها وثقلها ولكن مع الأسف تشيعوا منذ أكثر من مئة وخمسين سنة بسبب موجات دعاة الشيعة الذين وفدوا إليهم من إيران فاحـ.ـتالوا عليهم وشيعوهم بطريقة أو بأخرى” وهذه الحقائق معروفة وثابتة في العراق وباعتراف أهلها ولا ينكرها إلا متعـ.ـصب أو جـ.ـاهل أو معاند.
اليهـ.ـود ودورهم في معاونة الصفويين: ليس غريبًا أبدًا أن تجد لليـ.ـهود دور في كل ما يجري في العالم من أحداث في القديم والحديث،
وإن المتتبع لدورهم ليجد لهم موطئ قدم في كل مكان وليجد لهم دورًا وإن كان دائمًا غير معلن خلف كل حدث. ومن الجدير بالذكر إن تاريخ تواجد اليـ.ـهود في أراضي الدولة العثمانية إنما يعود إلى عهد السلطان العثماني بايزيد الثاني،
فهو الذي سمح لهم بالهـ.ـجرة إلى الدولة العثمانية هـ.ـربًا من أوربا التي طـ.ـردهم ملوكها منها وقد أقـ.ـطعهم بعض المناطق الغنـ.ـية فأعطر لهم ذلك، وكما يقول الدكتور أحمد النعيمي “إمكانية الإثراء لهؤلاء في الوقت الذي تميز هؤلاء بالفقر والعوز والمجـ.ـاعة في مضى”.
وقد استـ.ـغل اليهود هذا الثراء أحسن استغلال كعادتهم، حيث يذكر صاحب كتاب خلاصة تاريخ بغداد للأب انستانس الكرملي “وكان الشاه إسماعيل قد قـ.ـتل كثيرًا من مسلمي السنة وذبـ.ـح جميـ.ـع نصارى مدينة بغداد، أما اليـ.ـهود فإنه لم يتعرض بهم وكانوا يهـ.ـدون له الهدايا الجليلة والأموال الطائلة لاحتيـ.ـاجه إليها يومئذ،
وإن الشاه إسماعيل لم يعاد اليـ.ـهود وترك لهم الحرية في أعمالهم وأشغالهم”. ولم يقتصر دور اليـ.ـهود على رعايا الدولة العثمانية فقط بل شمل حتى أولئك الذين يعيشون خارجها،
ويؤكد يوسف غنيمة في كتابه (نزهة المشتاق من تاريخ يهـ.ـود بغداد) إن الموفدون البنادقة –نسبة لمدينة البنـ.ـدقية الإيطالية وجلهم يهود– كانوا يحثون الشاه للقيام بذلك الغـ.ـزو للأطراف الشرقية الدولة العثمانية،
ويعملون بحذق لتسـ.ـليط قـ.ـوة الشاه في حرب على مؤخرة العثمانيين فحـ.ـرب كهذه ستخفف الضغط على فيينا وإيطاليا والبحر المتوسط إذا أمكن إيقاد نارها”
المصدر: wikiwand