روسيا وأمريكا تضعان الأسد أمام خيارين لا ثالث لهما وإحداهما “تقديم تنازلات للمعارضة”..إليك التفاصيل
رأت صحيفة “النهار” اللبنانية، أن الفرصة المتاحة للتفاهم بين القيادة الروسية والإدارة الأمريكية بشأن الملف السوري، ستدفع روسيا نحو التعامل بحزم أكبر ووضوح أكثر مع الخيارات الموجودة أمامها بخصوص تطورات الأوضاع في سوريا خلال المرحلة المقبلة.
وذكرت الصحيفة في مقال للكاتب “عبد الوهاب بدرخان”، أن روسيا تحتاج إلى تعاون من جانب نظام الأسد بعدما جرت طمأنته حول مسألة بقائه على رأس السلطة، مشيرةً إلى أن “بوتين” يريد تسويق وإعادة تأهيل “الأسد” عربياً ودولياً.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا قد أُبلغت بتوصل أمريكا وتركيا إلى تفاهمات معينة بشأن الشمال السوري لا تتحـ.ـدى التواجد الروسي وإنما تهـ.ـدف إلى ترتيب الأوضاع التي ستنشأ بعد انسـ.ـحاب القـ.ـوات الأمريكية من المنطقة.
وأضافت: “ما سبق جرى في الوقـ.ـت الذي أحـ.ـرز الروس فيه تقـ.ـدماً بالتفـ.ـاهم مع قوات سوريا الديمقراطية، بعلم واشنطن وموافقتها، لكن يُفترض أن يشـ.ـمل هذا التفـ.ـاهم موافـ.ـقة نظام الأسد وتعـ.ـاونه، بمعزل عن الإيـ.ـرانيين”.
واعتبرت أن استدعاء رأس النظام السوري “بشار الأسد” إلى العاصمة الروسية موسكو يندرج ضمن إطار المتغيرات آنفة الذكر.
ونقل الكاتب عن مصادر مطلعة تأكيدها أن الموضوع الرئيسي الذي تمت مناقشته بين “بوتين” و”الأسد” في موسكو خلال اجتماعهما كان تركيا.
وأوضح أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، يريد في المرحـ.ـلة المقـ.ـبلة أن يفتح مجـ.ـالاً أكبر لـ.ـدور تركي في شرق الفـ.ـرات وغربه، ولذلك فهـ.ـو يتوقع من النظـ.ـام أن يقـ.ـلع عن تعـ.ـنّته وإصراره على القـ.ـطيعة مع أنقـ.ـرة.
ولفت إلى أن القيادة الروسية لا تعـ.ـتبر إشـ.ـراك تركيا في التسـ.ـويات أمراً مفـ.ـروضاً بحـ.ـكم التوافقات “الأمريكية- التركية”، بل ورقة تحـ.ـتاجها في المدى المنظور وتمـ.ـكّنها لاحقاً من الضغـ.ـط على تـ.ـركيا نفسها.
وبحسب الكاتب، فإن تحقيق ذلك يتطلب في المقابل مقـ.ـاربات جـ.ـديدة من جانب نظام الأسد لفتـ.ـح حوار سيـ.ـاسي ومعـ.ـالجة ملفـ.ـات عـ.ـالقة وتفـ.ـاعلاً جدّياً مع أعمـ.ـال اللجنة الدسـ.ـتورية السورية.
وفي ضوء ما سبق، تحدث الكاتب عن الخيارات المطروحة أمام النظام السوري في المرحلة المقبلة، موضحاً أن الأسد بات عليه أن يختار بين تسوية شاملة بين روسيا وأمريكا تبقي نظامه لقاء تنازلات لإنهاء الأزمـ.ـة.
أما الخيار الآخر، وفقاً لوجهة نظر الكاتب فإن الأسد قد يرفـ.ـض تقديم أي تنازلات جوهرية، وبالتالي عدم قبوله بالتسوية “الأمريكية- الروسية”، أي أنه سيواصل التمتـ.ـرس وراء إيـ.ـران وبقاء العقـ.ـوبات من دون حـ.ـل دائم.
ولفت الكاتب إلى أن الروس والأمريكيين يدركون تماماً مدى تعقـ.ـيدات المعـ.ـضـ.ـلة الإيرانية، إذ تستـ.ـطيع إيـ.ـران استخدام النظـ.ـام لتعطيل أي تسوية “أمربكية- روسية” لا تكون هـ.ـي والنظـ.ـام جزءاً منها، وفق الكــ.ـاتب.
وختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن روسيا تحاول الإيحـ.ـاء بأنها بصدد تغيـ.ـير سلـ.ـوك النظـ.ـام بمناطق سيطرته، وتـ.ـروج أنها بصدد إجـ.ـراء تغـ.ـييرات مفـ.ـصلية في بنـ.ـية النظـ.ـام.
وأضاف: “القيادة الروسية نصحت الأسد بالانفـ.ـتاح، أقـ.ـله على المعـ.ـارضة الخـ.ـارجية المحسـ.ـوبة على موسكو”، لافتاً إلى أن “التغـ.ـييرات” الروسـ.ـية المـ.ـزمعة قد تكـ.ـون حقيـ.ـقية وقد تكون وهـ.ـمية.
المصدر : طيف بوست
