من هو اسد الله ؟ تعرف عليه
من هو اسد الله ؟ ولماذا سمي بهذا الاسم؟ إن أصحاب الرسول -رضي الله عنهم- من خير البشر، وتم إطلاق العديد من الألقاب عليهم من قبل الرسول، والألقاب هي الاسم الذي يطلق على الإنسان وقد يكون مقصود به مدح أو ذم، لذا سوف نقدم لكم من خلال موقع مقالاتي الإجابة عن من هو اسد الله؟ وكافة التساؤلات التي يهتم المسلمون بمعرفتها من خلال هذا الموضوع.
من هو اسد الله
إن أصحاب النبي -رضي الله عنهم- كانوا يتنافسون للحصول على خير الجزاء وكانوا يحسنون العمل ويتمتعون بالصفات الحميدة والشجاعة والدفاع عن دين الله والشهادة في سبيل الله، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلقب الصحابة نسبةً لقصة ما أو حدث محدد.
لذا سوف نجيب عن من هو اسد الله، حيث إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أطلق هذا اللقب على الصحابي الجليل “حمزة بن عبد المطلب” -رضي الله عنه وأرضاه-، فكان حمزة بن عبد المطلب عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان من الصحابة الذي يتسم بالشجاعة والقوة.
سبب تسمية الصحابي بأسد الله
كان حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين وقد أبلى فيها بلاءً حسنًا وأظهر شجاعته وقوته القتالية، حيث إنه قام بقتل “شيبة بن ربيعة” و”طعمة بن عدي”.
كما شارك أيضًا في قتل “عتبة بن ربيعة”، كما ذكر إن النبي -صلى الله عليه وسلم- عقد له لواءً كان أول لقب لواء يتم عقده في تاريخ الإسلام، بعد ذلك لقبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأسد الله في حياته، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
“والَّذي نفسي بيدِه إنَّه لَمكتوبٌ عندَ اللهِ في السَّماءِ السَّابعةِ حمزةُ أسَدُ اللهِ وأسَدُ رسولِه”.
نبذة عن حياة ونشأة أسد الله
كما أجبنا على من هو اسد الله؟ سوف نتعرف على معلومات عن حياته، فهو اسمه بالكامل حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وهو عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان أخوه في الرضاعة أيضًا، حيث أرضعته ثوبية مولاة أبي لهب، وكان وقتها يكبر النبي (ص) بعامين.
حيث إنه ولد قبل عام الفيل بسنتين في مكة المكرمة، والدته هي هالة بنت أهيب بن مناف بن زهرة القرشي.
تربى حمزة في رعاية والدة عبد المطلب سيد بني هاشم وقريش، وكانت نشأته مع سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وربطتهم علاقة قوية وصداقة متينة، ونشأوا على القيم العربية الأصيلة والصفات الحميدة مثل الكرم والبطولة والشجاعة، وكان يتسم حمزة بن المطلب بالسماحة والكرم.
الجدير بالذكر أن حمزة بن المطلب -رضي الله عنه- شهد حرب الفجار، حيث إنه هذه الحرب كانت أول تدريب له على تحمل مشقات الحروب والقتال، وكانت تدريب كذلك لحمل واستخدام السلاح.
كما أنه أطُلق عليه العديد من الالقاب أسد الله ورسوله وكنيته كانت أبي عماره، كما لقب بسيد الشهداء، وتزوج حمزة ثلاث مرات الأولى هي بنت الملة وأنجب منها عامر ويعلى، والثانية هي خولة بنت قيس الأنصارية وأنجب منها عمارة، والثالثة هي سلمى بنت عميس وأنجب منها أمامة.
حول إسلام أسد الله ورسوله
ذكر أن حمزة بن عبد المطلب أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية الشريفة، وهاجر إلى المدينة المنورة ووقف بجانب النبي -صلى الله عليه وسلم-، والسبب في إسلام حمزة هو أبا جهل حيث كان الرسول (ص) يقف على الصفا يدعوه الله، فمر عليه أبو جهل وأخذ يسبه بأبشع الألفاظ.
كما أنه لم يكتفي بالسب فقط بل قام بقذف رأس الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحجر حتى جُرح الرسول (ص) وسالت دماه الشريفة، حينها شعر أبو جهل بالفخر والسعادة لما فعله بالرسول (ص) ورأت هذا الحدث مولاة لعبد الله بن جدعان.
فذهب لتخبر حمزة أثناء عودته من الصيد بما حدث لرسول الله من أذى أبي جهل فغضب حمزة غضبًا شديدًا لها الأمر، ورغم أنه كان كافرًا في ذلك الوقت إلا أنه تحركت مشاعر النخوة بداخله وذهب ليجد أبو جهل جالسًا، فاندفع نحوه وأخرج السهم وأطلق على رأسه فشجه وسالت دماءه.
قال له حينها “أتَشتمه وأنا على دينه؛ أقول ما يقول؟ فرُدَّ ذلك عليَّ إن استطعت”، حينها شعر حمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنه- بغرابة شديدة من موقفه هذا، حيث إنه سمع بالإسلام منذ فترة طويلة ولم يفكر اعتناقه، بعدها صرف تلك الأفكار ودعا الله -عز وجل- قائلًا:
“اللهم ما صنعت إذا كان خيرًا لي فاجعل تصديقه في قلبي، وإن لم يكن كذلك فاجعل لي مخرجًا مما وقعت فيه”، فذهب إلى النبي حتى يستشيره في هذا الأمر، فنصحه النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعاه إلى الدخول في الإسلام وأخذ يعظه.
حتى جاءت اللحظة المنتظرة وتم تصديق دين الإسلام في قلبه وقال للرسول (ص) بيقين تام وإيمان: “أظهر يا ابن أخي دينك وأشهد إنك الصادق”.
تخطيط زعماء قريش لقتل أسد الله
إن زعماء قوم قريش كانوا يسعون ويخططون إلى قتل النبي- صلى الله عليه وسلم- وحمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- في غزوة أُحد، حيث كان ما يشغلهم هو وضع العديد من الخطط لقتلهم، وقاموا باختيار الرجل الذي سوف يقوم بقتل حمزة قبل البدء في القتال، وهذا الرجل كان عبدًا من الحبشة.
كان هذا العبد اسمه “وحشي” وكان معروف عنه بمهارته وقدرته على رماية الحربة، فقاموا قادة قريش بوعده بالحرية إذا نفذ مهمته في قتل حمزة، وتم تحريضه على هذا الأمر من قبل “هند بنت عتبة” حيث إنها فقدت في غزوة بدر ابنها وأخاها وأباها وعمها.
حيث كانت لديها علم أن حمزة عبد المطلب -رضي الله عنه- هو الذي دفع بعضهم وقتل البعض الآخر، فأخذت تحرض “وحشي” على قتل حمزة قبل الغزوة بأيام، كما وعدته بمكافاة كبيرة المتمثلة في مجوهراتها، ففرح بهذا الأمر وتشجع أكثر وعزم على قتل حمزة في هذه الغزوة.
استشهاد أسد الله في غزوة بدر
كان حمزة بن المطلب -رضي الله عنه- يمتاز بالإقدام والشجاعة في غزوة بدر فكان يقاتل يمينًا وشمالًا، فكان يقاتل الرجال ويقضي عليهم، فكان “حبشي” يتربص به حينها ومنتظرًا أن تسنح له الفرصة، وكان حمزة يقاتل “سباع بن عرفطة”.
عندما سنحت “لوحشي” الفرصة المناسبة قام برمي حربته على حمزة، فوقعت الحربة بين أسفل بطنه رضي الله عنه وخرجت من بين رجليه، ورغم أصابته الشديدة وتأثره بجرحه إلا أنه نهض للحاق بوحشي ولكن لم يستطع ومات شهيدًا في العام الثالث من الهجرة النبوية الشريفة في شهر شوال، وكان عمره واحد وخمسون عامًا.
كان النبي يتفقد الجرحى والشهداء بعد انتهاء الغزو فوجد عمه “حمزة بن عبدالمطلب” مقتولًا وقامت هند بنت عتبة بنزع كبده، وكان مقطوع الأنف والأذنين أيضًا، وغضب الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهذا الأمر غضبًا شديدًا، وتوعد بالتمثيل بجثث قتلى قريش وأخذ ثار عمه حمزة.
حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- حينها: “سيدُ الشهداءِ حمزةُ بنُ عبدِ المطلِبِ ورجلٌ قامَ إلى إمامٍ جائِرٍ فأمَرَهُ ونهاهُ فقتَلَهُ”.
هكذا نكون إجابنا على سؤال من هو اسد الله؟ وتعرفنا على أهم المعلومات حول الصحابي الجليل وهو عم النبي -صلى عليه وسلم-، وذكرنا أيضًا قصة اعتناقه الدين الإسلامي، وأوضحنا كذلك كيف استشهد وعزم الكفار على قتله هو النبي (ًص).
المصدر : مقالاتي