وظيفة جديدة للحمير وهي تستمتع بمقطوعات بتهوفن..
للحمير مهام كبيرة تخدم بها الإنسان منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا وبالرغـ.ـم من كل التقدم الحضاري للبشر فإنهم لم يتمكنوا من الإستغناء عن خدمات الحمير، لكن ومع ذلك فإن الأمر ليس بالمجان فلكل شيء مقابل.
فالحمير لن تعمل 8 ساعات يومياً دون أن تحصل على القدر الكاف من الراحة والمتعة في العمل، لذلك فقد قرر المشرفون على العمل وضع كاسيتات لبتهوفن لتستمع الحمير بالموسيقا الجميلة طوال ساعات العمل.
يست عملية جمع النفايات في مدينة ماردين التركية كغيرها. منذ الفـ.ـجر يتنقل عمّال النظافة بين الأحياء راكبين أحياناً على حميرهم التي تستبدل شاحنات النفايات والتي ما إن تعود إلى حظائرها ليلاً يضع لها أصحابها مقاطع من سيمفونيات بيتهوفن.
تقع ماردين على بعد نحو 37 كيلومتراً من الحـ.ـدود السورية وهي تشرف من فوق على منطقة واسعة مما كان يسمّى ذات يوم “بلاد ما بين النهرين”.
وتتميّز المدينة بطابع معماري خاص وأزقة ضيقة جداً لتدخلها الآليات الحمير إذاً ليست جديدة على ماردين، فعمال النظافة يقولون إنها تساعد في جمع النفايات منذ قرون، إذ لا أحد غيرها قادر على دخول الأحياء الصغيرة والأزقة الضيقة.
ويقول قادري توبارلي أحد عمال النظافة عن هذا الموضوع إن من دونها سيكون من المستحيل إنجاز العمل، قبل أن يضيف أنها تعمل مثل العمال 8 ساعات يومياً، وتأخد استراحة في منتصف دوامها.
ففي هذه المدينة التي تبعد نحو 60 كيلومترا عن الحـ.ـدود مع سوريا، تبدو المباني المشيدة في القرون الوسطى على صخرة، مكدسة بعضها فوق بعض، وغالبًا ما يكون سقف أحد المنازل بمثابة شرفة لمنزل آخر.
ويتوه الزوار بسهولة في الشوارع الضيقة المنحدرة ومتاهة السلالم والممرات التي تربط الواجهات الحجرية المنحوتة مثل الدانتيل.وفي المساء بعد صعود الحمير نحو 150 درجة عائدة إلى حظائرها، يضع لها أصحابها موسيقى هادئة لبيتهوفن.
ويقول توبارلي إنهم يهتمون بالحمير جيداً وإنهم يضعون لها الموسيقى الكلاسيكية ساعتين يومياً، مضيفاً أنها “تسعد أكثر” عندما تستمع إلى بيتهوفن.