القصة العجيبة لبرودة رخام الحرمين.. وما علاقة عبقري العمارة محمد كمال إسماعيل؟.. شاهد
القصة العجيبة لبرودة رخام الحرمين.. وما علاقة عبقري العمارة محمد كمال إسماعيل؟.. شاهد
يستغرب زائر الحرمين الشريفين في مكة المكرمة أو المدينة المنورة سواء في الصيف أو الشتاء من برودة رخام أرضية الحرمين، فما القصة؟
هل البرودة نابعة من الرخام ذاته؟ أم هناك تبريد مركزي وضعته الحكومة السعودية تحت أرضيات الرخام لخدمة الحجيج؟
في هذا التقرير سنتعرف القصة كاملة.
كثرت الافتراضات حول برودة الرخام، ولعل أكثرها انتشاراً هو أن تمديدات مياه باردة تحت الساحة تجعل الأرضية باردة طوال الوقت، إلا أن السبب الكامن يرجع لنوع الرخام المستخدم والمسمى “التاسوس”.
هذا الرخام موجود فقط في اليونان في جبل صغير من الجبال المحيطة بأثينا، ولجلبه إلى الحرمين الشريفين قصة طريفة مع المهندس المعماري العبقري محمد كمال إسماعيل.
فمن هو هذ المهندس وما قصته؟
ولد إسماعيل فى أيلول عام 1908 بميت غمر فى محافظة الدقهلية، وحصل على دبلوم المدرسة الهندسية الملكية قسم العمارة، وكان عدد أفراد الدفعة 7 طلاب فقط، وكان هو الأول عليهم، كما كان أصغرهم سنا.
فى ذات عام تخرجه، أجرت مصلحة المبانى الأميرية مسابقة لاختيار الخريجين المؤهلين للسفر إلى باريس للحصول على الدكتوراه فى الهندسة المعمارية. وبالطبع وقع الاختيار على محمد كمال كونه الأول على دفعته.
وبالفعل سافر فى تشرين الأول / نوفمبر عام 1927، وبعد ست سنوات من الدراسة والمثابرة، حصل على الدكتوراه بتقدير ممتاز، ثم حصل بعدها على دكتوراه ثانية فى مجال الإنشاءات، ليعود إلى مصر ويعين بوزارة الأوقاف، قسم الهندسة، ويسند إليه الكثير من التكليفات لتصميم مساجد ومستشفيات.
أدرك الملك فهد بن عبد العزيز قيمة المعمارى المصرى الموهوب، فاستدعاه عام 1953 وأوكل إليه مهمة إعداد التصميمات الخاصة بمشروع توسعة الحرم النبوى الشريف، والإشراف على عمليات التنفيذ.
وهذه كانت أكبر عملية توسعة للحرم منذ قرون عديدة. وبعد خمس سنوات أسند إليه عملية أخرى، وهى توسعة الحرم المكى الشريف على مساحة 20 ألف متر مربع، على دورين وجزء من طابق الخدمات الموجود تحت الأرض، ثم كان تكليفه بمشروع توسعة «البقيع».
وكان ذلك المشروع تمهيدا لحصوله على جائزة التفوق فى العمارة، والممنوحة من منظمة المؤتمر الإسلامى، وسلمها له الملك فهد شخصيا.
رخام التاسوس اليوناني الذي اختاره العبقري إسماعيل وقصته معه
يعمل “التاسوس” على عكس الضوء والحرارة، وهو ما لا يفعله الجرانيت والرخام الطبيعي، كما أن هذا النوع من الرخام نادر الوجود ويتم استيراده خصيصاً للحرمين من جبال اليونان، بحسب الرئاسة العامة لشؤون الحرمين.
وحتى إنه يصل سمك الرخام إلى 5 سنتمترات، ويتميز بكونه يمتص الرطوبة عبر مسام دقيقة خلال الليل، وفي النهار يقوم
بإخراج ما امتصه في الليل، ما يجعله دائم البرودة في شدة الحر.
يروي المهندس محمد كمال القصة بنفسه فيقول:
هذا النوع من الرخام الذي يدعى تاسوس لايوجد إلا في اليونان وهذا البلاط تاسوس من خاصيته وأنه في الليل يمتص الرطوبة عبر مسام دقيقة وفي النهار يقوم بإخراج ما امتصه في الليل مما يجعله دائم البرودة في عز الحر.
وقد تم وضع قطع بسمك 5 سنتمتر لزيادة امتصاص الرطوبة وجعله أكثر برودة في لهيب الحر وقررت أن أشتريه بالفعل وأخذت موافقة بيضاء على ذلك.
ذهب المهندس محمد كمال لليونان وتعاقد على شراء الكميه الكافيه للحرم وكانت نصف الكميه الموجوده تماماً تعاقد وعاد وجاء بالرخام الأبيض وتم فعلا وضع الرخام في كل أرضية الحرم المكي.
وتمر السنوات وبعد خمسة عشر عاما وتطلب الحكومه السعوديه منه وضع نفس نوع الرخام في الحرم النبوي بالمدينة المنورة يقول المهندس محمد كمال : عندما طلب مني مكتب الملك تغطية الحرم النبوي خفت جدا فلا يوجد على الأرض برحابتها من هذا النوع من الرخام إلا في منطقه صغيره باليونان وأنا إشتريت نصف الكميه وهي كميه بسيطه جدا.
يقول: ذهبت لنفس الشركه باليونان وطلبت مقابلة رئيس مجلس إدارتها وسألته عن الكميه المتبقيه فقال لي لقد تم بيعها بعدك مباشرة .. يقول : حزنت كما لم أحزن في حياتي حتى أني لم أشرب قهوتي وغادرت المكتب وحجزت على طيارة اليوم التالي للعوده.
عندما خرجت من مكتب رئيس الشركه وجدت السكرتيره فسألتها ولا أعلم لماذا : من إشتري الكميه المتبقيه ؟ قالت لي : هذا أمر مر عليه سنوات طويله ويصعب الرجوع للمشتري قلت لها : مازال أمامي يوم في اليونان أرجوكي إبحثي وهذا رقم تليفون فندقي تركت الرقم وذهبت وأنا حزين يقول : بعدما خرجت سألت نفسي لماذا تريد معرفة من المشتري؟.
يقول المهندس العبقري قلت لنفسي : لعل الله يحدث أمرا في اليوم التالي وقبل ساعات قليله من ذهابي للمطار وجدت السكرتيره تتصل بي وتقول : تعال إلى الشركه فعندنا عنوان المشتري ذهبت متباطئاً متسائلاً : ماذا أفعل بعنوان من إشترى.
كان عندي بعض الساعات المتبقيه على السفر فذهبت مره أخرى للشركه وقابلت السكرتيره فأعطتني عنوان الشركه التي إشترت الرخام يقول الدكتور المهندس : خفق قلبي بشده عندما وجدت المشتري شركه سعوديه طرت مباشرة إلى
السعوديه ثم من المطار إلى الشركه التي إشترت الرخام ودخلت على رئيس مجلس إدارتها وسألته : ماذا فعلت بالرخام الذي إشتريته منذ سنوات من اليونان ؟
قال : لا أذكر إتصل بالمخازن وسألهم عن الرخام الأبيض اليوناني فقالوا له : كل الكميه موجوده كما هي في المخازن.
يقول المهندس محمد كمال : بكيت كالطفل وسألني صاحب الشركه : لماذا تبكي ؟ حكيت له القصه كامله وقلت له هنا شيك على بياض إكتب المبلغ الذي تريده قال : والله الذي لا إله إلا هو صاحب الشركه عندما علم أن الرخام للحرم النبوي قال : لا أخذ درهماً واحداً الرخام كله في سبيل الله.
وإنما أنساني الله الرخام في المخازن بعد أن جعلني أشتريه ليكون هنا لهذه المهمه فسبحان الله الذي خلق هذا الجبل هذه هي قصة المهندس المعماري العبقري الدكتور محمد كمال إسماعيل مع رخام أرضية الحرمين الشريفين.